‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحركات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحركات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل

7 نوفمبر 2022

ناصر حمدادوش: "نحن مع مع حتمية المراجعات النقدية والموضوعية... لا بدّ لنا من أن نتوجّه إلى حركة إسلامية تستشرف قرناً جديداً لعصر النهضة"

    11/07/2022 02:01:00 م   No comments

المكلف شؤون الإعلام والاتصال في حركة مجتمع السلم في الجزائر، ناصر حمدادوش: 
"نحن مع "مع حتمية المراجعات النقدية والموضوعية..."

 "أهمية الترفّع عن الخلافات، والتوجّه نحو ما يجمع الأمة ضمن رؤية حضارية في تكاملٍ عربي إسلامي؛ أي تكامل الدول العربية مع أهم قوى في المنطقة".

"لا بدّ لنا من أن نذهب إلى ما بعد الحركة الإسلامية التقليدية، فنتجاوز الآليات والهياكل التنظيمية والأدبيات السابقة، ونتوجّه إلى حركة إسلامية تستشرف قرناً جديداً لعصر النهضة... لا يمكن التغيير داخل الأوطان، لا بالسلاح ولا بالاستعانة بأي أطراف خارجية".

19 أغسطس 2022

الدين والثقافة ، الإسلام الشيشاني الناشئ: المسلمون في روسيا يعيدون إلى الوطن شجرة زيتون مرتبطة بالنبي محمد ويخرجون أول مصحف مكتوب بخط اليد

    8/19/2022 07:04:00 ص   No comments


زار رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف مفتي الجمهورية صلاح خاجي مجييف. قال الرئيس إن الزيارة "تتم عندما تكون هناك حاجة إلى توجيه حكيم. إنه يشاركني معرفته ، ويقدم المشورة ، ويخبرني بالكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام حول ديننا. بالنسبة لي ، مثل هذه اللقاءات قيمة للغاية."


وعلم أنه بعد أداء فريضة الحج ، زار المفتي الأردن من أجل نبت شجرة زيتون "يستريح فيها الرسول الكريم محمد". وقال قديروف إنه من خلال جهود الشيخ صلاح خاجي ، فإن "قطعة من هذه الشجرة الجميلة التي عمرها قرون أصبحت الآن في جمهوريتنا. ولا شك أن عمله لصالح مسلمي جمهورية الشيشان هو عمل نبيل لا يقدر بثمن". .

كما أطلع المفتي الرئيس على نتيجة العمل الشاق الذي قام به الخطاط السوري الشهير من أصل شيشاني ، شكري خراشو ، الذي كلفه الرئيس بإعداد مصحف مكتوب بخط اليد ، ومصمم على الطراز الشيشاني. نجح شكري خراشو في إدراك الأسلوب الفريد للكتابة العربية وفي نفس الوقت الحفاظ على بساطة القراءة. وأوضح الرئيس أنه بعد التحقق من السلطة والمراجعات من قبل لجنة مستقلة ، سيذهب هذا العمل إلى الطباعة الجماعية.




اقرأ المقال الأصلي ...


29 سبتمبر 2021

مراجعات «العدالة والتنمية»: خصوصية المغرب لم تحمِ «الإخوان»

    9/29/2021 07:10:00 ص   No comments

حمزة الخنسا 

فتحت هزيمة حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التشريعية في المغرب، وما أعقبها من خسارة الحزب موقع رئاسة الحكومة بعدما احتكره طيلة عشرة أعوام، الباب واسعاً على نقاش داخلي حول أسباب تلك الهزيمة وحيثيّاتها. وإذ يبدو واضحاً أن الفشل الذي طبع أداء الحزب في الداخل، وتورّطه في ملفّ التطبيع مع العدو خدمةً لأهداف سياسية، مثّلا اثنين من أبرز أسباب سقوطه، فالأكيد أيضاً أن «إخوان المغرب»، شأنهم شأن فروع الجماعة في دول أخرى، ظلّوا يلعبون في هامش محدّد، بعيداً من امتلاك أدوات الدولة العميقة ونفوذها، وهو ما سهّل بشكل أو بآخر، عملية إخراجهم من المشهد

29 أغسطس 2018

تونس وشبح التفكيك الناعم في سوق الحرية والمساواة

    8/29/2018 12:58:00 م   No comments
 صلاح الداودي*

يكمن الوهم الكبير في ادّعاء أن دستور تونس الجديد المُتشكّل من خليطٍ هجينٍ من عدّة مرجعيات مركّبة على بعضها البعض، قد حسم الجدل في عدّة قضايا ومن أهمها قضايا السيادة والاستقلال والهوية والعدالة، في حين أن الواقع يثبت في كل مرة أنه ما من قضية خلافية تُذكَر إلا ويصبح اختراق وتجاوز الدستور أمراً واقعاً ومن الجهتين إن كانتا حكماً ومعارضة أو كانتا "النهضة" أو"النداء". تكمن المُغالطة الكبرى في ادّعاء أن المسار الانتفاضي المُنقلب عليه أثناء وما بعد سنة 2011 كان حصراً وأولوياً من أجل الحريات كما أراد

6 أغسطس 2018

مسارات خطاب حركة النهضة التونسية منذ تأسيسها

    8/06/2018 06:38:00 ص   No comments

 محمد محمود مرتضى -- باحث وأكاديمي لبناني

مسارات خطاب حركة النهضة التونسية منذ تأسيسها ( حركة الاتجاه الإسلامي) وخطاب قياداتها الأوائل المُتمثّلة براشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وأحميدة النيفر، تشير إلى تغييرات جذرية تتعلّق بأدبيات المؤسّسين، سواء منها الأدبيات الدينية أو السياسية. على أن التغيير الأكبر الذي طرأ على خطاب الحركة جاء بعد ثورة ك1/ ديسمبر 2010.

13 يوليو 2018

لماذا اعتقل النظام السعودي الشيخ سفر عبد الرحمان الحوالي... هل السبب ما قاله في كتابه: المسلمون والحضارة الغربية

    7/13/2018 01:38:00 م   No comments
محمود القيعي
 
لا تزال توابع اعتقال الشيخ سفر الحوالي وأربعة من أبنائه مستمرة، ما بين مؤيد له متعاطف معه، وناقم عليه من قبل من اعتبرهم البعض كتائب الكترونية تابعة للنظام السعودي.

محبو الشيخ وأتباعه صبوا جام غضبهم على النظام السعودي الذي لم يرقب في مؤمن الا ولا ذمة، واعتقل الحوالي برغم كبر سنه واصابته بكسر في الحوض وجلطة دماغية اخيرا.

21 فبراير 2018

لانتخابات البلدية التونسية, «النهضة»: استعادة الحكم «من أسفل»

    2/21/2018 06:36:00 ص   No comments
تضمن المتوقع أن يُغلق غداً الخميس، باب الترشيحات إلى الانتخابات البلدية التونسية، فيما تُفيد عدة مؤشرات بأنّ الاستحقاق بات بالنسبة إلى «النهضة» بمثابة «حصان طروادة» ــ في إشارة إلى أشهر حِيَل الأساطير اليونانية ــ بغية الإطباق على الحكم «من أسفل»

حتى مساء يوم أمس، تلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، ترشح «595 قائمة حزبية» للانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في السادس من أيار/مايو المقبل، في ظلّ صعوبات تواجهها بعض الأحزاب والتحالفات السياسية في إيجاد مرشحين نظراً إلى كثرة الدوائر الانتخابية البلدية وإلى «الشروط المُجحِفة» التي يتضمنها القانون الانتخابي.

12 سبتمبر 2017

أحداث وأزمات ما بعد الربيع العربي فرصة لمراجعات شاملة وكاملة ويبدو أن قيادة حزب الله --على عكس الإخوان والسلفية والقوميون--وعت هذه الحقيقة

    9/12/2017 11:24:00 ص   No comments
المحرر: 
 لا شك أن أحداث وأزمات ما بعد الربيع العربي الذي لم يزهر خلقت وضعا جديدا وحقاق جديدة لكن قليلون هم من وعى حجم التغييىرات المستحقة على خلفية المتغيرات. لقد أزاحت هذه الأزمات ورقة التوت التي كانت تستر العورة المذهبية والدينية والأثنية والقومية والإيديولوجية التي نقصت من قداسة الكرامة الأنسانية. لكن هناك من رأى في هذه المحن فرصة لمراجعات شاملة وكاملة ويبدو أن قيادة حزب الله--على عكس الإخوان والسلفية والقوميون--وعت هذه الحقيقة ودعت لمراجعة وفية لبعض الشعائر الدينية والممارسات الشعبوية.

17 أغسطس 2017

دعوة السبسي للمساواة بالإرث والزواج في تونس: هل هي مراجعات دينية أم حنكة سياسية

    8/17/2017 08:03:00 ص   No comments
 مسألة الحقوق الشخصية في المجتمعات الإسلامية في حاجة إلى عناية, لكن استعمالها لأغراض سياسية او في فترة حراك سياسي لا يخدم مسألة حقوقية بامتياز كحقوق المرأة والعدالة الإجتماعية. إنها موضوع مراجعات فكرية ودينية وتقافية قبل أن تكون سياسية لأنها على قمة من الأهمية.
___________________________________
دعوة السبسي للمساواة بالإرث تثير جدلا واسعا بتونس

  أثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمناسبة العيد الوطني الـ61 للمرأة التونسية الأحد الماضي، جدلا مجتمعيا واسعا في صفوف الأحزاب ومختلف الأطياف السياسية بالبلاد وحتى خارجها، وامتد إلى منصات التواصل الاجتماعي.

وتضمن خطاب السبسي مبادرة لمساواة الرجل والمرأة في المجالات كافة بما فيها الإرث، كما طالب بتغيير مرسوم إداري صادر في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة يمنع زواج التونسية بأجنبي قبل إشهار إسلامه.

وحرص السبسي في خطابه على التذكير بتمسكه بالمرجعية الدينية، وشدّد قائلا: "إني لمتيقن أن العقل الإيماني الإصلاحي القانوني التونسي سيجد الصيغ الملائمة التي لا تتعارض لا مع الدين ومقاصده ولا مع الدستور ومبادئه".

10 أغسطس 2017

اتجاهات الإخوان المسلمين في ظل المتغيرات الدولية

    8/10/2017 12:58:00 م   No comments
عمر الردّاد

محطتان بارزتان في التاريخ السياسي المعاصر لجماعة  الإخوان  المسلمين أسهمتا  في دخول الإخوان السياسة الدولية, باعتبارها جماعة سياسية ذات مرجعية دينية  لها ثقلها , نجحت في إقناع  أوساط غربية بأنها  الخيار الأنسب لتامين مصالحه من جهة ,والتقليل من خطر الإرهاب الإسلامي, الأولى كانت 11 سبتمبر, والثانية مخرجات “الربيع العربي”.

3 أغسطس 2017

المراجعات الفكرية والعقدية ضرورة استراتيجية

    8/03/2017 01:40:00 م   No comments
المراجعات الفكرية والعقدية ضرورة استراتيجية :

23 يونيو 2017

خطة السعودية لتجريد قطر من أسلحتها الثلاثة

    6/23/2017 12:12:00 م   No comments
بقلم قاسم عزالدين
 
لمطالب السعودية - الإماراتية التي تخرج إلى العلن بموافقة أميركية، تكشف التصعيد السعودي أملاً بهزيمة قطر والعودة بها إلى حجم إمارة تحت مرمى المملكة. لكن هذا التصعيد الضاغط ربما يفتح أمام قطر طريق مراجعة خياراتها السياسية في محاور المنطقة. 

لائحة المطالب والشروط السعودية، جرى تداول بنودها الأساس بينما كانت الإدارة الأميركية تدرس تدخلها لحل الأزمة الخليجية، ولم تخرج اللائحة إلى العلن بشكلها الحالي إلا بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الموكل بالملف أن الإدارة تدعم الجهود الكويتية لحل الأزمة وهو أمر يدل على أن واشنطن تختار المماطلة. فوزير الخارجية الموكل بحل الأزمة، كان قد تميّز عن دونالد ترامب الذي يميل إلى السعودية، يحثّ السعودية على تقديم أدلّة على اتهاماتها، وفق تعبير المتحدثة باسم الخارجية هيذر نورت.

وقد أعرب تيلرسون بعدها عن ثقته بحل قريب، بحسب تصريح جاء في ختام جولة مباحثات مع وفود خليجية في واشنطن، ولا سيما لقاءه بمستشار أمير دولة قطر لشؤون الاستثمار محمد بن حمد آل ثاني.

هذه الأجواء التي تغيّب عنها وزير الخارجية القطري عبد الرحمن آل ثاني، أتاحت المراهنة القطرية على مبادرة أميركية يحملها تيلرسون تستند إلى غربلة الأسماء التي ينبغي أن تغادر قطر، وإلى ضبط الإعلام القطري وتشذيب الدعم القطري للإخوان المسلمين وحماس من دون قطع الأوصال وقلب ظهر المجنّ.

وفي هذا السياق قال تيلرسون ينبغي أن تكون المطالب السعودية معقولة وقابلة للتنفيذ، لكن هذه المراهنة سرعان ما يلقيها تيلرسون جانباً، كما يدل نشر اللائحة في الصحافة الأميركية، على الرغم من أن الوزير الإماراتي أنور قرقاش اتهم قطر بإفشاء المطالب لإفشال الوساطة الكويتية.

 التهديد بمهلة عشرة أيام للتنفيذ، قد يشي بأن السعودية تمهّد لانقلاب أو غزو محتمل. لكن هذا الأمر قد يكون في غير أوان بعد الدخول التركي إلى القاعدة العسكرية في الدوحة والمناورة الأميركية - القطرية المشترّكة.

وفي هذا الإطار قد لا يبقى أمام الضغط السعودي - الإماراتي أكثر من طريق الغاز القطري إلى الإمارات؛ ففي مقابل ورقة الضغط الأخيرة في أيدي السعودية والإمارات تشمل لائحة المطالب إقفال القاعدة التركية، ما اعتبره وزير الدفاع التركي تدخلاً في علاقات أنقرة مع الدول الخليجية.

وتشمل في المقام الأول ليس فقط التخلي عن الإخوان المسلمين، بل محاربتهم وملاحقتهم وتسليم اللوائح بأسمائهم وملفاتهم، والتخلي بذلك عن نفوذ قطر في المنطقة العربية وخارجها أشبه بطلب الانتحار السياسي.

المطالب والشروط الأخرى المدرجة في اللائحة، تبدو تمويهاً للمطلب الأساس الذي يمدّ قطر بالنفوذ وطموحات المصالح، فالمطالبة بوقف دعم حزب الله وأنصار الله والقطيعة مع إيران قد تكون من باب التحريض المجاني وذرّ الرماد في العيون.

أمّا المطالبة بوقف دعم وتمويل النصرة والقاعدة و"داعش" وغيرها، فهي ما يمكن أن تكون سهاماً موجهة للسعودية وتحالف واشنطن، وفق تعبير وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم الذي أفصح عن شراكة تحالف واشنطن في السراء والضراء لدعم هذه الجماعات عبر غرفتي عمليات "موك" و"موم" في اسطنبول والأردن.

لعلّ أفضل ما يلخّص شروط السعودية وهدفها، هو إعلامي سعودي "من عظام الرقبة" كما يُقال، فهو يقول إن أسلحة قطر الثلاثة هي الإعلام والمال والدبلوماسية النشطة.

وفي السياق يكاد الإعلامي الشهير أن يفصح عن آمال السعودية لتجريد قطر من هذه الأسلحة لتحجيمها من دور إقليمي كبير إلى ما هي عليه في قلّة سكانها وصغر مساحتها وضعف جيشها. وفي وراء الآمال السعودية قد لا تكون قطر وحدها هدفاً للسعودية في الخليج، وربما تنتقل السعودية في المدى المنظور أو الأبعد إلى اتهام سلطنة عمان أيضاً بدعم الإرهاب.

وما يشير إلى ذلك ويفسّر ربما المماطلة الأميركية في حل الأزمة الخليجية، هو ما كشفه موقع "بلومبيرغ" الممدعوم من قطر بحسب الاتهامات المتبادلة بين قطر والإمارات في واشنطن. فهو يذكر أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي "رايك واديل" ذهب إلى السلطنة الأسبوع الفائت لهذا الغرض بصحبة "مايك بومبو" من وكالة الاستخبارات الأميركية.

الحصار السعودي على قطر يعوّل على مزيد من الضغط لكسر أضلع نفوذ الإمارة وطموحاتها الإقليمية، لكن هذا الضغط قد يولّد خيارات سياسية قطريّة لكسر الحصار في الانفتاح على تقاطعات إقليمية ودولية منعتها الخيارات السياسية القطرية مع تحالف واشنطن.

27 يناير 2017

موقف الإخوان-سوريا الرسمي من مؤتمر أستانة

    1/27/2017 11:54:00 ص   No comments
تعتبر تركيا وقطر الراعي الدولي للإخوان المسلمون بعد ما يسمى بالربيع العربي. ثم أتجهت تركيا نحو روسيا مؤخرا... فما هو موقف الإخوان من مؤتمر أستانة؟

 ___________________
الموقف الرسمي من مؤتمر أستانة

بِسْم الله الرحمن الرحيم

إنطلاقاً من مبادئ الإسلام العظيم فقد حرصت جماعة الإخوان المسلمين في سورية على كلّ مبادرة من شأنها إيقاف نزيف الدماء والحفاظ على أرواح شعبنا السوري وتحقيق أهداف ثورته، وتعاملت معها بإيجابية وروح وطنية عالية.

وفي هذا السياق أصدرت الجماعة بياناً رحّبت فيه باتفاقية وقف إطلاق النار التي وقّعتها الفصائل العسكرية بتاريخ ٣٠ كانون أول ٢٠١٦، واعتبرتها خطوة مهمّة وإيجابية على طريق الحل السياسي.

واليوم والفصائل العسكرية تتّجه للمشاركة في مؤتمر أستانة فإننا نؤكد على مايلي:

أولاً: إنّ لقاء أستانة يهدف لتثبيت وقف إطلاق النار واختبار جدّية النظام وميليشياته من الالتزام بهذه الاتفاقية، والاتّفاق على إكمال العملية السياسية في جنيف، وهو الدور الذي تقوم به الهيئة العليا للتفاوض بما تملكه من شرعية دولية ومرجعية أممية، حسب وثيقة مؤتمر الرياض ومرجعيات جنيف.

ثانياً: نؤكّد على تمسّكنا بمبادئ الثورة وثوابتها، والعمل على تنفيذ البنود الإنسانية الواردة في قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، وأن نتحرك جميعاً عن موقف واحد متماسك سياسياً وعسكرياً، ونعتبر أنّ مساحات الاجتهاد السياسي لا تستدعي الخلاف والتخوين، بل يجب أن ندعم بعضنا البعض ضمن رؤية الثورة المتفق عليها.

ثالثاً: مازالت روسيا وإيران والمليشيات الشيعية تمارس القتل والقصف في وادي بردى والغوطة وجنوب دمشق وريف إدلب وحلب، والذهاب لأيّ مبادرة أو خطوة سياسية لا يعني السكوت عنهم وعدم مواجهتهم وردعهم.

رابعاً: اعتبار بشار الأسد ونظامه وأجهزته الأمنية خارج نطاق التفاوض وأنّه لامستقبل لهم في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية بعد المجازر التي ارتكبوها بحقّ الشعب السوري.

خامساً: إنّ ثقتنا بنصر الله كبيرة وإنّ ثورات الشعوب ستنتصر في النهاية مهما كانت الصعوبات والتضحيات، وواجبنا هو الحفاظ والثبات على أهداف الثورة وعدم التفريط بها أو بجزء منها مهما كانت الضغوط ومن أيٍّ كان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٢ ربيع الثاني ١٤٣٨
٢٠ كانون ثاني ٢٠١٧

مسوّدة مشروع دستور جديد لسوريا الذي قدمته روسبا

    1/27/2017 07:54:00 ص   No comments
سلّمت موسكو وفد المعارضة السورية مسوّدة مشروع دستور جديد تتضمّن اقتراحات باستبدال العبارات التي تشير إلى عروبة الجمهورية السورية بمصطلحات تشدد على ضمان التنوع في المجتمع السوري، وتحظّر تغيير حدود الدولة دون الرجوع إلى الاستفتاء العام، فضلاً عن منحها البرلمان صلاحيات إضافية من أبرزها تنحية رئيس الجمهورية.

31 أغسطس 2016

توصيات مؤتمر أهل السنة والجماعة المنعقد فى الشيشان ورد السلفية التكفيرية

    8/31/2016 09:24:00 ص   No comments
أصدر المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد في مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان والذي استمر ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس 2016، عدد من النتائج والتوصيات ، وجاء أبرزها:

- أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى.

2 أغسطس 2016

خلفيات وأهداف انفكاك النصرة عن القاعدة

    8/02/2016 10:38:00 ص   No comments
د. محمد علّوش*

تعلم "جبهة فتح الشام" كما غيرها من الفصائل الجهادية المسلحة أن مشروعهم في سوريا بدأ يترنح وقد يسقط، بعد أن تمكن الأسد من الصمود مع تزايد دعم حلفائه إيران وحزب الله، وان ترتيبات روسية أمريكية قد وصلت مرحلة التفاهم في كثير من نقاطها على كيفية التعاطي مع المشهد السوري بشكل عام ومع الفصائل المسلحة بشكل خاص، وان الدعم الخارجي للفصائل المسلحة أصابه العطب أو الانكفاء لأسباب كثيرة، ولم يتبق أمام هذه الجماعات سوى إعادة تقييم لنفسها وللمشهد برمته قبل أن يفوت الأوان.
لم تكن "جبهة النصرة" صاحبة الحالة الأولى الذي يقدم فيها تنظيم من تيار السلفية الجهادية على تغيير اسمه
لم تكن "جبهة النصرة" صاحبة الحالة الأولى الذي يقدم فيها تنظيم من تيار السلفية الجهادية على تغيير اسمه
لم تكن "جبهة النصرة" صاحبة الحالة الأولى الذي يقدم فيها تنظيم من تيار السلفية الجهادية على تغيير اسمه، فقد حدث ذلك مرات عدّة، وفي عدد من البلدان، كما أن اسم" القاعدة" كانت تتخفف منه التنظيمات الموالية لـ "بن لادن" يوم كانت الثورات العربية في أوج اندفاعها قبل خمس سنيين، وقد ابتكرت أسماء جديدة كان أكثرها رواجا "أنصار الشريعة" الذين انتشروا في اغلب الدول التي حصلت فيها انتفاضات شعبية باستثناء سوريا، لأسباب سنأتي على ذكرها.
بل تكشف الرسائل السرّية التي ضبطت في منزل أسامة بن لادن حين اغتياله، والتي كشفت عن جزء منها الاستخبارات الأمريكية، أن زعيم "القاعدة" كان يفكر جدياً في إجراء مراجعات فكرية وتنظيمية لمنظمته. أما لماذا لم تشهد سوريا رواجاً لمصطلح "أنصار الشريعة"؟ فذلك يعود إلى أن "جبهة النصرة" حين أوفدها أبو بكر البغدادي إلى سوريا لم تظهر تبعيتها لأحد. وقد أحدث وجودها فرقاً واضحاً في العمليات والهجمات التي كانت تستهدف مفاصل الدولة السورية. ولولا أن البغدادي طمع في القدوم إلى الشام بعد خروج مناطق شاسعة عن سيطرة الحكومة السورية لما حصل النزاع بينه وبين الجولاني عام 2013 الذي اضطر معه الأخير إلى التنصل من بيعة البغدادي بعد رفض متكرّر لعدد من الأوامر، وإعلان البيعة للظواهري لضمان وصول الإمدادات البشرية والمالية التي تأتي من الداعمين لفكر "القاعدة" عالمياً بعد أن حوصر التنظيم، وانفض عنه العشرات الذين التحقوا بتنظيم داعش.
 خلال السنوات التي أعلنت "النصرة" بيعتها لتنظيم القاعدة، حاولت الاستفادة من أخطاء التنظيم في العراق، فمالت نحو الانخراط في جبهة أوسع مع الفصائل المسلحة السورية على شاكلة "حلف المطيبين" الذي هندسته "القاعدة" عام 2004 في العراق لمواجهة الاحتلال الأمريكي في حينه. وبالفعل نجحت في أن تكون جزءاً أصيلا في ائتلاف "جيش الفتح" في الشمال السوري. ومعلوم حجم الإنجازات العسكرية التي حققها جيش الفتح بعد تشكيله.
 ورغم المناشدات المكثفة والنصائح الموجهة لها من الداخل السوري وخارجه لفك ارتباطها ب"القاعدة" من أجل استمرار الدعم الخارجي للفصائل المعارضة، وأملاً في خلق كيان عسكري موحد لجميع الفصائل المسلحة، إلا أن "النصرة" كانت تردّ أن هذا "المطلب لن يغير من واقع أهل الشام شيئا.. فالغرب مصر على قتالنا وسلبنا حقوقنا، سواء كنا قاعدة أو غير قاعدة لأننا نحمل منهاجا يهدم آمالهم في المنطقة ولأن الإسلام هو المستهدف قبل القاعدة ولأن فك الارتباط لن يعتد به في حرب هدفها تحطيم كل ما هو قوة إسلامية ضاربة. وأن الوحدة لو كانت مطلبا مرهون تحقيقه بفك الارتباط، لتوحدت جميع الفصائل الأخرى بعيدا عن النصرة ولكنها لم تفلح في التوحد".
أسباب فك الارتباط بين "النصرة" وخصومها:
"فك الارتباط جاء الآن تحديدا، ولأن المطالبة به جاءت من أهل الشام (يقصد الشعب السوري) لا من المقتاتين على فتات الأنظمة الطاغوتية أو المفحوصين بأجهزة الاستخبارات الأمريكية". بهذه الكلمات يحدّد أحد منظري "القاعدة" أسباب انفكاك جبهة النصرة عن تنظيمه، في حين يبرر أبو محمد الجولاني اتخاذه لهذه الخطوة "نزولاً عند رغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي".
في حوار مسرب للقائم على مؤسسة "المنارة البيضاء" التابعة لجبهة النصرة، يقول: "مخطط الاتفاق بين أمريكا وروسيا على استهداف وقصف النصرة عامة كان له دور في اتخاذ الخطوات العملية. أما الفكرة فهي مطروحة من قبل الشيخ أيمن منذ كلمة (نداء عاجل لأهلنا في الشام).. قيادات "القاعدة" و"النصرة" يرون أنها على الأقل ستعرقل الاتفاق بين أمريكا وروسيا وستعطي مجالا أكبر ومرونة للفصائل الصادقة في الساحة للتعاون فيما بينها لصد العدو الصائل على الإسلام والمسلمين.. فستنتقل قوة جبهة النصرة وإمكانياتها في الساحة من كونها مصنفة على قائمة الإرهاب وتحت البند السابع.. ستنتقل هذه القوة بإمكانياتها (بنفس منهجها) إلى اسم جديد نظيف ليس مصنفًا تحت أي وصف".
يتابع المصدر" فحتى لا يُقال يومًا إن "القاعدة" كانت هي السبب في إنهاء الجهاد بالشام لتعنتها في التمسك باسمٍ يتخذه الكفر العالمي ذريعة لإنهاء الجهاد في أرض الشام.. فلله ثم للتاريخ ولمصلحة الساحة الشامية، كان فك الارتباط التنظيمي".
 من أبرز الاتهامات التي وجهت لجبهة النصرة أنها لم تُقدم على فك ارتباطها بتنظيم القاعدة يوم كان ذلك في مصلحة سوريا، وكان يُرمى من يناشدهم بالانفكاك بالخيانة حتى إذا وصل البلل إلى ذقونهم تقرر الانفصال الذي لم يكن خياراً قد اتُخذ من أجل سوريا والسوريين وإنما استجابة للمخاطر الخارجية وليس الداخلية.
فك الارتباط، عند المنتقدين له، جاء متأخرا، وبعد أن استنفذت جبهة النصرة وقتها في الكبر والمراوغة، وهي لم تستسلم لرأي القائلين بضرورة فك ارتباطها ب "القاعدة" إلاّ بعد أن أعلن الحلف الأمريكي الروسي قصفها دون هوادة.
 وقد عدّ بعضهم عشرة مآخذ على جبهة النصرة، كلّها من ثمرات المنهج القاعدي، "أهمّها البغي على فصائل الثورة وقتالها واستحلال دمائها وأموالها وأملاكها بغير حق، والتسلط على الناس والتدخل في حياتهم وحكمهم رغماً عنهم". وإذا كان حالها هذا لم يتغير، فبماذا سينفع السوريين تغير اسم "النصرة" وفك ارتباطها التنظيمي ب "القاعدة".. ألم تفك داعش ارتباطها ب "القاعدة" من قبل، ثم شرعت في تكفير قادتها واتباعها وفجرت في خصومتها مع كل من يعارضها أو يرفض الإذعان لمشروعها؟ وما الذي يضمن ألاّ تحذو "جبهة فتح الشام" حذو داعش طالما أنها تنهل من نفس مشربها العقدي والفكري؟
 لم يطلب أحدٌ في الفصائل المسلحة من جبهة النصرة أن تغير اسمها يوماً. وكان المطلوب أن يكون انفصالها عن تنظيم القاعدة انفصالا منهجياً، ذاك المنهج الذي "دفع جبهةَ النصرة، وما يزال يدفعها إلى التميز عن ثورتنا والاستعلاء على ثوارنا واستباحة الأنفس والأموال بذرائع واهية لا يقبلها عقل ولا دين".
 وتخلص الفصائل المنتقدة أو المتوجسة إلى ضرورة أن يكون انفصال جبهة النصرة عن منهج "القاعدة" وليس عن الارتباط التنظيمي بها وحسب، وأن تُطلّق منهجه طلاقاً بائناً لا رجعةَ فيه، وأن تصبح جزءاً من مشروع الوطني الذي يهدف إلى تحرير سوريا من الاستبداد بجميع صوره وأشكاله، حتى لو كان باسم الدين.
تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من محاصرة ما تبقى من المناطق الخارجة عن سيطرته في مدينة حلب، وانكفاء تركيا إلى الانشغال بأوضاعها الداخلية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وعجز الدول المؤيدة لفصائل المعارضة المسلحة عن تقديم الدّعم في الشمال السوري تحديدا دون تنسيق مع تركيا، مرفقاً بحجج صعوبة وصول الدعم وتقلصه وفتور الحراك السياسي الداعم للمعارضة دولياً يعود لوجود تنظيمات مسلحة مدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية دولياً، عجل من اتخاذ القرار لدى "النصرة" رغم أنه كان يدرس لفترة طويلة وكانت الأمور تتجه إلى إعلانه دون الاتفاق على التوقيت المناسب.
إمكانية الانشقاق داخل النصرة، ومستقبل المهاجرين داخلها؟
أشاعت جبهة النصرة خبر انفكاكها عن "القاعدة" وسربته لوسائل الإعلام المختلفة قبل أيام عديدة من إعلانه بشكل رسمي، ودون أن تعلّق على ما تمّ تداوله إعلامياً من حيث التأكيد أو النفي. وكان الهدف منها هو رصد ردّات الفعل داخلياً وخارجياً، ومحاولة امتصاصها بعد أن يكون النقاش قد استنزف طاقته بين معارض ومؤيد. وتهيأ العناصر الدنيا في التنظيم لما ستقدم عليه جبهة النصرة. تبع ذلك ظهور احمد الحسن أبو الخير النائب العام لزعيم القاعدة أيمن الظواهري مباركاً لجبهة النصرة قرارها بالانفصال، موحياً انه تم بناء على مشاورة وتراضي بين الطرفين، وأنه انفكاك تنظيمي لن يغير من مبادئ وثوابت الطرفين.
 وقد جرى الإعلان الرسمي بعد استكمال الإجراءات الإدارية الخاصة بها والتي منها إبلاغ فروع القاعدة في العالم بقرار التنظيمين. وتطلب الأمر أن تسبق كلمة أبو الخير كلمة الجولاني لقمع أي حالة تمرد داخل "النصرة" بعد أن تحولت إلى تنظيم سوري بحت لا رابط له بأي جهة إقليمية أو دولية.
 خرج الجولاني مكشوف الوجه والى جانبه كل من عبد الله عطون (أبو عبد الله الشامي) وهو سوري الجنسية، واحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري) وهو من قيادات "القاعدة" و"الجهاد الإسلامي" المصري تاريخياً.
 وتأتي هذه الخطوة لرأب الصدع في صفوف قيادة "النصرة" وعناصرها المنقسمين على أنفسهم بشأن قرار ترك "القاعدة". حيث أن جلُّ مجلس الشورى وقيادات الصف الأول والثاني يعلمون الخطر المحدق بهم في المرحلة الحالية. كما سبق لقيادة الجبهة أن وعت الدرس الذي حدث بينها وبين تنظيم داعش. ولا ترغب بتكرار ذلك مع وضعها الجديد.
 بين أبو الفرج المصري، رمز "المهاجرين" وأبي عبد الله الشامي رمز "الأنصار"، رسالة مفادها مشروع "جبهة فتح الشام" ماض بسواعد المهاجرين والأنصار. ووجود أبو الفرج المصري إلى جانب الجولاني كانت رسالة للجهاديين من غير السوريين الذين يقاتلون في صفوف "النصرة" وغيرها من المكونات الأخرى أنهم لن يتركوا لحالهم. فهم جزء من مكونات الكيان الجديد.
 وقد قصد الجولاني من خلال هذه الرمزية الدلالة على تماسك "المهاجرين والأنصار" وإظهار اتفاقهم على القرار المتّخذ، كون المصري يُمثّل "المهاجرين" والشامي يمثّل "الأنصار" حيث تتجاوز نسبة المهاجرين في "النصرة" ثلث عددها أو تزيد قليلاً، وتراهن "جبهة فتح الشام" أن انفكاكها عن "القاعدة" سيزيد عدد التجنيد الداخلي في حين سيبقى باب استقبال المهاجرين والتنسيق معهم مفتوحا كما كان من قبل.
 ستبقى إمكانية الانقسام داخل "جبهة فتح الشام" قائمة، وان كانت حظوظها ستضعف كلما طال الزمن، طالما أن "النصرة" كانت تحوي تيارات داخلها تتراوح بين اللّين تجاه الفصائل المسلحة بما فيها الجيش الحرّ وبين التشدد الذي يصل حدّ التماهي شبه التام مع توجهات وممارسات تنظيم داعش.
هل يتغير المنهج بتغير الأسماء؟
إذا كانت المسالك التنظيمية والحركية متغيرات اجتهادية مرحلية تتطور وتزول بحسب الضرورة والحاجة، فهل يعتبر فك الارتباط التنظيمي تغيراً في المبادئ والأهداف؟ يجيب أحد قيادات "النصرة": "التخلي عن التبعية التنظيمية للقاعدة لا يعني التخلي عن أي ثابت من ثوابت الدين ولا حتى ما نراه ونعتقده من السياسة الشرعية، كما أن الأخوة والولاء الإيماني مع تنظيم قاعدة الجهاد بكل فروعه باق بالطبع، وهو أعلى وأدوم من أي ولاء تنظيمي".
وإذا ما عطفنا الكلام الوارد آنفاً مع كلمات الجولاني حيث اختفى من خطابه شعار إقامة "خلافة على منهاج النبوة"، ليبقى "العمل على إقامة دين الله، وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين الناس" يتبين لنا أن التغير هو في الاسم فقط أما المنهج والثوابت فكما هي لم ولن تتغير على ما يبدو في المستقبل المنظور.
هل فك الارتباط سينهي قتالها؟
وجود أبو الفرج المصري إلى جانب الجولاني دلّ على قلّة حنكة سياسية عند قيادات جبهة النصرة من ناحية وعلى حجم تأثير المقاتلين الأجانب داخل الجبهة من ناحية أخرى. وهذا يضيف معضلة جديدة إلى قائمة المعضلات التي تواجه "جبهة فتح الشام" الجديدة إذ أن الإشكال الغربي والروسي معها ومع غيرها هو أيديولوجيتها الهادفة إلى إقامة دولة إسلامية، فضلاً عن عدوى الفكر الجهادي العابر للحدود القطرية بين الدول.
تعلم جبهة النصرة يقينا أن تغير اسمها وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة لن يغير من الموقف الغربي والروسي، ولا حتى من مواقف النظم العربية منها قيد أنملة. وليس ذلك لاجتهاد كبير لديها وتبحر في العلوم السياسية وخباياها ودسائسها وإنما لأسباب أيديولوجية عقدية صرفة، تُستدعى الشواهد السياسية إليها لتعزيز القناعة بها ليس أكثر. وتنص أيديولوجية السلفيات الجهادية قاطبة على أن الغرب بقدّه وقديده، وبرّه وفاجره، ويساره ويمينه، يسعى للقضاء على الإسلام واستئصال شأفته بالكلية ما أمكن إلى ذلك سبيلاً. أما النظم العربية، وفق الأدبيات عينها، هي أنظمة وظيفية متغربة تسعى لإحداث قطيعة معرفية مع الإسلام وتاريخه، وتبذل جهدها في لجم الشعوب المسلمة والحيلولة دون نهضتها وتحكيمها الإسلام. 
والسؤال الوجيه: إذا كانت "النصرة" كما أخواتها من تيارات السلفية الجهادية لديها هذه القناعة التامة بالمفاصلة التامة بين الإسلام الذي تمثله هي حصرا وبين الكفر الذي يمثله الآخر، وهنا هو الغرب بتشكيلاته المختلفة. فلماذا ننفصل عن تنظيم القاعدة طالما أن الأمر يشتتها ويفرقها ويضعفها ويذهب وحدتها "ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون". وإذا كان الانفكاك التنظيمي عن "القاعدة" لا يحقق النكاية في الخصم، فلماذا تنصاع إليه جبهة النصرة؟
الجواب الأكثر وجاهة هو حالة الاهتراء التي تعانيها جبهة النصرة في الحاضنة الشعبية في المناطق السورية. فقد تآكلت شعبيتها على مدار ثلاث سنوات بعد الخلاف الذي حصل بينها وبين تنظيم داعش وما أعقبه من اقتتال وتعدي تنظيم داعش على بقية الفصائل المسلحة وخوضه حروبا شرسة ضدها هي أشدّ بكثير مما يخوضه ضدّ النظام السوري. ولا يخفى هنا التجاوز الذي تمارسه جبهة النصرة لمرات متعددة على ما تدعيه فصائل مسلحة أخرى أنه من حقها أو من اختصاصها.
 ترغب "النصرة" في أن تبرهن لمنتقديها من الفصائل ولعموم الشعب السوري المتذمر من وجودها في سوريا أن الحالة المأساوية التي تعيشها المناطق الخارج عن سيطرة النظام لا تعود لوجود جبهة النصرة، ولا لارتباطها ب "القاعدة" وإنما هي النقمة من الشعب لأنه ثار وطالب بفك أغلاله.
أما الولايات المتحدة التي تقود التحالف الغربي، فهي تملك من المرونة ما يدفعها لتقييم وضع "جبهة فتح الشام" بشكل دوري، وهي لن تستجيب إلى مطالبات وقف استهداف الجبهة فوراً كما أنها لن تقطع عليها الطريق في تجنب معاداتها. وجلّ ما تريده الولايات المتحدة من الجولاني أن تتحول جبهته إلى أداة تحقق أهداف واشنطن في سوريا، هذه الأهداف التي تتبدل يقينا من وقت لآخر، وبين مرحلة وأخرى. فهي تريد من "جبهة فتح الشام" اليوم أن تخضع لشروط وتوجهات التحالف الغربي كحال الفصائل المسلحة المرضية عنها في الشمال السوري، فتوجه بندقيتها إلى تنظيم الدولة، وتتحاشى التحرش بحلفاء واشنطن من الأكراد أو الفصائل الأخرى، وتلتزم مواجهة الأسد وفق القواعد التي يضعها الغرب. فإذا ما لبّت "جبهة فتح الشام" هذه المطالب والتزمت الاشتراطات الموضوعة سلفاً، فتصبح حينها فصيلاً وطنيا معتدلاً وشريكا موثوقاً ومدللاً في مباحثات الحل السياسي في سوريا. وعندما تضعف "جبهة فتح الشام" في مرحلة لاحقة ستبدأ مطالب جديدة لن تنتهي إلا بتفكك "جبهة فتح الشام" وأخواتها من تيارات السلفية الجهادية التي تشكل تهديدا محتملاً ولو بعد حين على الغرب في بلدانه المختلفة أو على مصالحه في البلدان العربية والإسلامية.
الخطوة التالية بعد الانفصال
إذا كان ما سبق ذكره هو هدف الولايات المتحدة، وإذا كانت الدول الداعمة للحراك الثوري في سوريا والمصرة على تغير نظام الحكم تسعى إلى وجود قوة عسكرية موحدة غير منتمية أو مرتبطة بتنظيمات خارجية مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية، تمثل الجناح العسكري للمعارضة في سوريا، فإن للقائمين على "جبهة فتح الشام" بعد انفكاكهم عن تنظيم القاعدة أهدافا أخرى.
تعلم "جبهة فتح الشام" كما غيرها من الفصائل الجهادية المسلحة أن مشروعهم في سوريا بدأ يترنح وقد يسقط، بعد أن تمكن الأسد من الصمود مع تزايد دعم حلفائه إيران وحزب الله، وان ترتيبات روسية أمريكية قد وصلت مرحلة التفاهم في كثير من نقاطها على كيفية التعاطي مع المشهد السوري بشكل عام ومع الفصائل المسلحة بشكل خاص، وان الدعم الخارجي للفصائل المسلحة أصابه العطب أو الانكفاء لأسباب كثيرة، ولم يتبق أمام هذه الجماعات سوى إعادة تقييم لنفسها وللمشهد برمته قبل أن يفوت الأوان.
وتكاد تتفق كل تيارات السلفية الجهادية في سوريا وخارجها بما فيها تنظيم القاعدة انه آن أوان التحول من "جهاد النخبة" أي الطلائع المقاتلة من المؤدلجين جهادياً بين الشعوب الإسلامية إلى "جهاد الأمة" أو ما يمكن أن نطلق عيه "ثورجة الجهاد" بحيث يصبح ظاهرة شعبية عند عموم المسلمين، فإذا ما نجحت التيارات الجهادية في نقل الجهاد من دائرة النخبة إلى دائرة الأمة فإنها تكون بذلك قد بنت جداراً عاليا جداً لصدّ ضربات كلّ من يعادي المشروع الإسلامي في إقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية وقضت على كل المؤامرات التي تحاك ضد نهضة المارد الإسلامي. وانفكاك جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة في عمقه يعود لرؤية استراتيجية بدأت تنحو نحوها "القاعدة" ومن يوافقها أهدافها أن الحلّ الحقيقي هو في نقل الطاقة من النخبة إلى الأمة.
 ولا أفضل اليوم أو انسب في تحقيق هذه النقلة من الواقع السوري الحالي. وتحديداً في الأماكن التي خرجت عن سيطرة الدولة السورية منذ خمس سنوات حيث اعتادت على غياب الدولة وانهار لديها هيبة الدولة التي تحول دون الخروج إلى مواطن الجهاد.
ويرى هؤلاء أن شروطاً أساسية تتطلبها المرحلة للوصول إلى هذا الهدف في سوريا. وهذه الشروط هي:
*  اقتداء باقي الفصائل المسلحة بجبهة النصرة بفك كل ارتباطاتها الخارجية التي لم تعُد على الشام إلا بالتفرقة والتخذيل والتطاحن والتدابر ·      
* تعبئة الشارع الشامي وتجييشه ودعوته باستمرار ليكون الحاضنة الوفيّة لأهل الجهاد.
* تحييد الأبواق المرجفة والمخذلة والمنبطحة والمحاربة لمشروع "جبهة فتح الشام" ورد عاديتها وكفّ أذاها بكل الوسائل المتاحة. 
* بث روح الوحدة وتوحيد الصفوف إلى أقصى مدى بين المجاهدين والتخلص من نزعات العصبية والحزبية المفرقة.  * التنازل عن الأسماء لأجل اسم واحد هو الهدف، بعد رد عادية الأعداء.
* جمع الدعم اللازم لهذا الجهاد كي يثمر من كل أبناء الأمة في غير الشام.     
* إقامة دولة إسلامية موحدة مبدأها الشورى والشروع في تأسيس أعمدتها منذ توحيد صفوف الجماعات للقتال، لأنها مرحلة تمهيدية ستسهل الوحدة ولن تكون إلا بمحكمة شرعية موحدة ولجنة إفتاء للعلماء موحدة، ودوائر عمل موحدة وغرف عمليات موحدة.
* وبالفعل فقد تم تأسيس تجمع "أهل العلم في الشام" التي تضم المراجع الدينية لأغلب الفصائل المسلحة في الشمال، استباقاً لهذا المشروع في سبيل تحقيق الوحدة العسكرية بين الفصائل. وقد نال وما يزال بركة أغلب العلماء المؤيدة للمعارضة المسلحة على الساحة السورية.
لقد نضجت الظروف الداخلية والخارجية التي أرغمت "النصرة" أو أغرتها على فك تحالفها مع تنظيم القاعدة. وبالتالي الخطوة التالية من الحراك سيكون نحو توحيد الفصائل المسلحة في جبهة موحدة. يفترض أن المسعى القادم للدول الراعية للفصائل المسلحة هو دمجها في كيان عسكري جديد له تراتبية واحدة.  وإذا ما تمكنت "جبهة فتح الشام" من تجاوز حاجز الانقسام الداخلي وتمكنت من الحفاظ على زخمها القتالي، فإن الخطوة التالية لها هي التماهي الكامل مع مكونات مسلحة أخرى تشبهها على الصعيد الأيديولوجي. ولعل من المكونات الأبرز هي حركة أحرار الشام.
 ومنذ إعلان "النصرة" فك تحالفها مع "القاعدة" انهالت الدعوات المطالبة بالتوحد في جسم واحد، وكان أبرز الداعين إليه هي "أحرار الشام"، "الحزب الإسلامي التركستاني"، "أجناد الشام"، و"فيلق الشام"، فضلاً عن عشرات المنظرين الجهاديين من أمثال عبد الله المحيسني، عبد الرزاق المهدي، سراج الدين زريقات وغيرهم.
 وقد تكون الفصائل المكونة لجيش الفتح حالياً هي العمود الفقري للتشكيل القادم الذي ينبغي أن يكون الطرف المقابل للنظام. وتجربة جيش الفتح سيعاد له الزخم من جديد ريثما يتهيأ الكيان الجديد. وسيكون دخول "جبهة فتح الشام" في تحالفات جديدة، مع فصائل أخرى شمالي البلاد، بتشجيع من بعض الدول الداعمة للمعارضة المسلحة، بهدف تحقيق اندماج يكفي لمنع استهداف "جبهة فتح الشام" منفردة، ثم الدفع بعجلة القوة العسكرية للمعارضة نحو الأمام.
في تقديري، عملية فرز ستتم على الساحة السورية. سينشأ عنها ثلاث فرق أساسية تتقاتل فيما بينها إلى جانب قتالها للنظام السوري. "جبهة فتح الشام" مع "أحرار الشام" واغلب الفصائل المسلحة في الشمال السوري في كيان جديد، قد ينضم إليه لاحقاً "جيش الإسلام" إذا ما اقتنع الراعي الخارجي له أن نفوذه في سوريا سيتضرر إذا لم يتم دمج "جيش الإسلام" مع المكون الجديد. سيقابل الكيان المفترض ولادته، تنظيم داعش وقد انضم إليه بعض المنشقين عن "النصرة" سابقاً وأظهرت فصائل مسلحة بيعتها العلنية له بعد العمل لصالحه سرّا فترة طويلة، تنظيم مثل جند الأقصى. أما المكون الثالث فهي المكون الكردي المدعوم أمريكياً. ومع الوصاية التي تمارسها الولايات المتحدة على الأكراد وبعض الفصائل التي يمكن أن تندمج مع "جبهة فتح الشام" مستقبلاً، يصبح الصراع في سوريا قد أعيد ترتيبه بهدف السيطرة عليه تماما في إطار الصراع الروسي الأمريكي من جديد، تمهيداً للمرحلة القادمة.

_______

* حاضرَ في عدة مؤتمرات دولية حول الإصلاح السياسي والديني. حاصل على دكتوراة عن أطروحته "السلفيون في سياق الدولة الوطنية". يحضّر حاليا أطروحة دكتوراة في أصول التربية بعنوان: التربية السياسية ودورها في تنمية الوعي السياسي عند طلبة الجامعات. من مؤلفاته المنشورة: داعش وأخواتها. التيارات السلفية: الأفكار والتنظيمات.

31 مايو 2016

الخلفية الثقافية للقتل عند السلفية الجهادية: "الغرباء فقط سيُقتلون" و "الإسلام هو الحلّ"

    5/31/2016 11:03:00 ص   No comments

 "الغرباء فقط سيُقتلون"
* علي السقا

لم تفعل الحروب المُتتالية على المنطقة والتي لم تنتهِ إلى الساعة، سوى أنها دفعت نحو تعميق الشعور العربي المسلم بالظلم المُقيم أمام القوّة الغربية السافِرة. كان شعوراً طاغياً عند فئة لا بأس بها من المسلمين. شعور لم يركن إلى الحاضر، بل ظل يجد مرجعيته في الماضي البعيد، حيث القوّة الإسلامية الماحِقة التي تذرّرت مع انهيار الخلافة العثمانية.
غالباً ما تمنح نظرية المؤامرة أولئك الذين يتعطّشون لفهم ما يجري من حولهم ما يكفي من الطمأنينة التي تحرّر أكتافهم من المسؤولية متعدّدة الوجوه حيال الأحداث الجسيمة التي يعيشون تداعياتها. وهؤلاء إذ يغذّون تلك النظرية فيعمدون إلى ترسيخ وظيفتيها السياسية والاجتماعية، يستحيل معها أيّ حدث عبارة عن منتوج  خارجي على هيئة جسم غريب يكفي أن يواجه بالقوّة إجمالاً ليتم التخلّص منه.

20 مايو 2016

حركة النهضة تراجع منهجها: حكم الدولة بلا عباءة «الإخوان»

    5/20/2016 06:22:00 ص   No comments

محمود مروة
تنطلق في تونس، اليوم، أعمال المؤتمر العاشر لـ «حركة النهضة»، وهو «استثنائي» إذ سيجري خلاله «الفصل بين الجانب الدعوي (بصفتها حركة إسلامية) والعمل السياسي»، وهو يشمل «نوعا من المصارحة التاريخية... إذ المطلوب أن نكون عند مستوى انتظارات مجتمعنا، والعمل على كسب ثقة الرأي العام والدولة للتأهل لتسييرها»، كما يلخص أحد قادتها في حوار أخير

4 أبريل 2016

«الإخوان المسلمون» أكلتهم ثورة «الربيع»: «إخوان اليمن»: من نشوة السلطة إلى «لعبة الكبار»... الإخوان الذين تفتّتوا... ذاتياً... الإخوان الذين تفتّتوا... ذاتياً; «النهضة»: لسنا «إخواناً»

    4/04/2016 08:02:00 ص   No comments

بين مصر وتونس: الإسلاميون في الزمن الجديد
مثّل عام 2013 بالنسبة إلى الحركات الإسلامية في العالم العربي محطة تحوّل ضمن الإطار العام للمرحلة التاريخية التي كانت قد بدأت قبل ذلك بعامين، عقب اندلاع ما سمي «الربيع العربي». بين «الاخوان» في مصر، و«النهضة» في تونس، تجربتان متناقضتان... فهل تكون من تداعيات «الزمن الجديد»، تغيرات جذرية في مفاهيم أبرز تلك الحركات؟
محمود مروة

في صيف عام 2013، عُزل «الإخوان المسلمون» عن الحكم في مصر، فيما كانت «حركة النهضة» في تونس تواجه معارضة شديدة وأزمة سياسية كادت أن تطيح حكومة علي العريض (أحد قادتها) خلال مدة قياسية، قبل أن تؤدي في فترة لاحقة إلى تنازل «النهضة» عن الحكومة.

اليوم، بعد أقل من ثلاثة أعوام على ذلك الصيف، الذي أشعل البلدين، يمكن الوقوف على المشهدين التاليين: في مصر، يواصل حكام القاهرة الجدد الإمساك بمفاصل الحياة السياسية (لحدود خنقها)، بالتوازي مع مواصلة المعركة على «جماعة الإخوان المسلمين» على كافة الصعد. أما في تونس، فقد انقلب المشهد، لتبدو الحياة السياسية مخدّرة نتيجة للائتلاف الناشئ قبل أكثر من عام بين القطبين، «نداء تونس» و»حركة النهضة».
هناك معطى مشترك يمكن أن يمثّل ركيزة للانطلاق بعملية مقاربة واقعي «الإخوان» و»النهضة» خلال المرحلة الراهنة: لقد فتح عام 2011 بالنسبة إليهما على زمن جديد، سمح لهما بأن يصلا إلى السلطة وإلى الحكم في بلديهما. بيد أنّ إخفاق تجربة «الإخوان» وما تبع ذلك من صراع مفتوح مع «الدولة»، يضطر الجماعة إلى إقرار استراتيجيات عمل جديدة، بصورة لم تعتدها في تاريخها. بالتزامن، فإنّ نجاح عملية استقرار «النهضة» في السلطة، يدفعها إلى تسريع التحوّل «من كونها حزبا (حركة) إحتجاجيا(ة) إلى كونها حزب دولة»، وفق تعبير زعيمها، راشد الغنوشي، قبل شهر.

«الإخوان»: ولادة ثالثة؟

10 مارس 2016

تونس: حساسية قديمة ضد الوهابية... درس سعودي جديد في الديموقراطية «توحيد الخطاب الإعلامي»

    3/10/2016 06:26:00 ص   No comments
فليسقط الجدار!
بيار أبي صعب

في فيلم «جدار»، يقترح أحد الذين حاورتهم سيمون بيتون مقاربة مثيرة لجدار الفصل العنصري. «بنينا الجدار وفي ظنّنا أننا نعزل الشعب الفلسطيني، لكنّنا عزلنا أنفسنا في غيتو جديد». هذه النظريّة تنطبق على القرار الأخير لوزراء الاعلام في «دول مجلس التعاون الخليجي»: يريدون محاصرة الفضاء العربي الحرّ، فيعتقلون مجتمعاتهم في قمقم.

وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، دعا أقرانه المجتمعين في الرياض، إلى «العمل المشترك على توحيد الخطاب الإعلامي للمجلس، على غرار سياسته الخارجية». إنّها محاولة طريفة لبناء ماكينة قمعيّة ضخمة، سترتد على بانيها عاجلاً أم آجلاً. هل هناك امكانيّة فعليّة لإقصاء كل صوت نقدي، ومنع شعوب كاملة من التطوّر؟ القرار الخليجي بـ «محاصرة حزب الله اعلاميّاً»، مفاعيله على أرض الواقع فولكلورية. لكن خطورته رمزيّة: الرجعيّات العربيّة تظنّ أن بوسعها، بهيمنتها الاقتصاديّة، أن تقول للعرب كيف يجب أن يفكّروا! أهلاً بكم في زمن التطهير الفكري.


رعاة «الربيع العربي»، يحلمون بإسكات كل الاصوات المغايرة بإسم «الاعتدال» و«العروبة». حرّاس الانحطاط رسموا الطريق الوحيد الممكن الى الحقيقة. ولن يتركوا لأي صحافي أو مثقف أو مبدع أو مناضل، أن يخاطبنا خارج منظومتهم الفكريّة. لن تمرّ أي تغريدة من الآن فصاعداً، تمجّد المقاومة مثلاً، أو تدين الاستبداد، أو ترفض العمالة للاستعمار. لكن سيبقى للمواطن الخليجي أصدقاء على الشاشة، مثل الداعية الصهيوني أفيخاي أدرعي، يهنّئونه بعيد الفطر، ويحاضرون عن العروبة وفلسطين! وما الجديد في ذلك؟ رفاق الشيخ الشهيد نمر النمر ممنوعون أصلاً من كل الشاشات. لكنّهم حاضرون بقوّة في ضميرنا، وفي قلب أهل الجزيرة من دون تمييزات مذهبيّة خسيسة. ألا تقوم مملكة القهر أساساً على المنع والتحريم، وإلغاء الآخر المختلف؟ ومع ذلك تشتغل نخبها العقلانيّة في الظل، من ليبرالية وقوميّة وتقدميّة، على بناء المستقبل.

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.