إعلان دولة الخلافة لا قيمة له ... لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة
Hizb Tahrir main idea |
اعتبر حزب التحرير الإسلامي إعلان تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة الإسلامية "لا قيمة له"، واصفا الدعوة لبيعة أبو بكر البغدادي "أميرا للمؤمنين" بأنها "لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة".
وقال الحزب -الذي يتبنى فكرة إعادة إحياء الخلافة الإسلامية- في تصريح صادر عن الناطق باسمه ممدوح أبو سوا قطيشات :
وقال الحزب -الذي يتبنى فكرة إعادة إحياء الخلافة الإسلامية- في تصريح صادر عن الناطق باسمه ممدوح أبو سوا قطيشات :
_______________
بسم الله الرحمن الرحيم
إن إعلان بيعة أمير تنظيم دولة العراق والشام بالخلافة هو لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة بأنه حركة مسلحة قبل إعلان البيعة وبعد إعلان البيعة، وذلك لأنه لا سلطان حقيقي لهذا التنظيم على أرض سوريا أو أرض العراق، ولا يتحقق به الأمن والأمان في الداخل أو الخارج، ولا يمكن أن يكون لدولة الخلافة وجود حقيقي بدون سلطان حقيقي على الأرض وهكذا فإعلان التنظيم للخلافة هو لغو لا مضمون له، دون حقائق على الأرض ولا مقومات.
إن أي جهة تريد إعلان الخلافة في مكان ما فإن الواجب عليها أن تتبع طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ومنها أن يكون لها سلطان ظاهر في هذا المكان يحفظ فيه أمنه في الداخل والخارج، وأن يكون هذا المكان فيه مقومات الدولة في المنطقة التي تعلن فيها الخلافة، فكيف يكون المكان دولة خلافة وليس هو دولة أصلا ولا توجد فيه مقومات الدولة.
فهذا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة: فقد كان السلطان فيها للرسول صلى الله عليه وسلم والأمان الداخلي والخارجي بأمان سلطان الإسلام، حيث كان صلى الله عليه وسلم يرعى الشئون، ويقود الجيش، ويقضي بين الخصوم، ويرسل الرسل، ويستقبلهم علناً دون خفاء وكان لها مقومات الدولة في المنطقة المحيطة.
ومع هذا فإن أمر الخلافة أعظم من أن يشوه من صورتها أو يغير من واقعها إعلان هنا أو إعلان هناك لأن أمر الخلافة ظاهر للعيان يعرفه المسلمون القاصي منهم والداني فهي دولة حقيقية وقد بيَّن الشرع طريقة قيامها وكيفية استنباط أحكامها في الحكم والسياسية والاقتصاد والعلاقات الدولية... ، وإن قيامها لا يكون خبراً تتندر به وسائل الإعلام المضللة، بل يكون بإذن الله زلزالاً مدوياً يقلب الموازين الدولية، ويغير وجه التاريخ ووجهته...
فهي ليست إعلاناً لاسم دون مسمى يُطلَق في المواقع الإلكترونية أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، دون أن يكون لذلك الإعلان أي واقع أو وقائع على الأرض.
وسيكون لإعلان قيام دولة الخلافة بإذن الله أثرا مزلزلا تهتز له عروش الطغاة في الغرب الكافر وأذنابهم في الشرق والغرب، فهي الدولة التي عرفها العالم وعرف وزنها ومعناها لأكثر من ثلاثة عشر قرنا فهي ليست كيانا كأي كيان ولا دولة كأي دولة.
إن إقامة الخلافة فرض على المسلمين جميعا وليست فرضا على حزب التحرير فحسب، فمن أقامها بحقها يُتَّبع، أما والأمر ليس كذلك، فلا مقومات دولة ولا سلطان على الأرض ولا أمن ولا أمان، فإن إعلان تنظيم الدولة إقامة الخلافة لا قيمة له ولا أثر، وذمة المسلمين ما زالت مشغولة بواجب إقامة دولة الخلافة حتى قيامها. وسيبقى حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لا يخفي حقا ولا يمتنع عن الوقوف عنده، ولا يهادن ولا يجامل على حساب الحق والحقيقة، وسيبقى عاملا في الأمة ومعها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية كما أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم دولة لها السلطان والأمان تحكم بالإسلام على منهاج النبوة.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات
3 رمضان 1435 هـ
1\7\2014 م
______________________________________________________________
البغدادي على «نهج بن لادن»: العالم مـقسوم إلى فسطاطين!
صهيب عنجريني
نُشرت أمس كلمة صوتية مسجلة لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، حرص فيها على توجيه خطاب «شرعي» في كثير من مفاصله، وتمسّك بالظهور في مظهر «خليفة المسلمين»، وزعيمهم الأوحد، عبر «عولمة» مضامين الرسالة التي تضمنت «دعوة المسلمين إلى الهجرة نحو دولة الخلافة»، والتهديد بـ«الثأر للمسلمين في كل أصقاع الأرض»
على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل «التمدد» جاءت أمس كلمة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية». ورغم أنها إطلالته الصوتية الأولى بعد «مبايعته خليفةً»، لم يتطرّق إبراهيم السامرائي إلى «البيعة»، مؤثراً الخروج بكلمة «شرعية» العنوان والمضمون. هي «رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان».
المقدمة التي سبقت كلام البغدادي لم تأتِ بجديد أيضاً، في ما يتعلّق بالتعريف بالمُتحدث، فهو «مولانا أمير المؤمنين أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي، حفظه الله»، على غرار الكلمات السابقة. ولولا أن البغدادي جاء على ذكر «الخلافة» في أواخر كلمته، لجاز التشكيك في موعد تسجيلها. وبدا جليّاً في الكلمة حرصُ «الخليفة» على الظهور بمظهر «زعيم إسلامي أوحد»، سواء لجهة اعتماده على «مرتكزات شرعية» في كلّ ما جاء فيها، أو لجهة «عولمة خطابها». فحثُّ مقاتلي «الدولة» على المضيّ في معاركهم جاء انطلاقاً من أن «الجهاد أفضل العمل». وعلى هذا المنوال استبعدَ البغدادي أيّ احتمال للمبادرة بوقف المعارك التي يخوضُها تنظيمه، واختار لمخاطبة جنوده في هذا الشأن الآية القرآنية: «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون...». الملمحُ الأبرز في رسالة البغدادي كان إصراره على إظهار «دولته» في مظهر «مُخلص المسلمين» في شتى أنحاء العالم، فقال: «السلاحَ السلاح يا جنود الدولة، والنزالَ النزال (...) فإن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً يُسامون سوء العذاب...». وأضاف: «إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم، ويرقبون طلائعكم». وحرص على تعداد تلك البقاع: من الصين والهند، مروراً بفلسطين وجزيرة العرب والقوقاز، وليس انتهاءً بتونس وليبيا والمغرب. وأكّد البغدادي أنّ «دولة الخلافة» ستثأر للمسلمين في أصقاع الأرض: «والله لنثأرنّ ولو بعد حين. ولنردّ الصاع صاعات، والمكيال مكاييل».
وأضاف مشدّداً وعيده، ومُبشراً بزمانٍ جديد: «ألا ليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد. (...) إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدويّة. كلمة تُسمع العالم وتُفهمه معنى الإرهاب». وبدا لافتاً أن رسالة «الخليفة» خلت من مهاجمة «الروافض والنصيريين» كما جرت العادة في خطابات «الدولة». وحرصت في موازاة ذلك على تهديد «الصليبيين، والملحدين، واليهود»، و«عملائهم من الحكام الخونة»، بالقول إن «للمسلمين اليوم أقداماً تدوس وثن القومية، وتحطم صنم الديمقراطية». وبدت تلك المقدمات ضرورية لاستحضار «خطاب الفسطاطين» الشهير، الذي سبق أن أدلى به زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن. وعلى غراره، قسّم البغدادي العالم اليوم إلى «فسطاطين اثنين، وخندقين اثنين. فسطاط إسلام وإيمان، وفسطاط كفر ونفاق»، واضعاً في «الفسطاط الثاني» كلّ «أمم الكفر، وملله. تقودهم أميركا وروسيا، ويحركهم اليهود». ومضى البغدادي في تقليده لخطاب بن لادن، عبر التذكير بـ«الانتهاكات والممارسات ضدّ المسلمين»، في بورما، والفيليبين، وإندونيسيا، وكشمير، والقوقاز، إلى فلسطين، وتركستان الشرقية، وإيران، من دون أن ينسى فرنسا، ومنع الحجاب فيها». وعاد «الخليفة» مرة أخرى ليبشر المسلمين بأنّ لهم «بفضل الله دولةً وخلافة. (...) خلافة جمعت القوقازي، والهندي، والصيني (...) والأميركي، والفرنسي، والألماني، والأوسترالي»، داعياً الجميع إلى «الهجرة إلى دولة الإسلام»، إذ «ليست سوريا للسوريين، وليس العراق للعراقيين». وشدّد على أنّ «الهجرة إلى دار الإسلام واجبة على من استطاع». وبطريقة توحي بحرص «دولة الخلافة» على «الرعيّة»، خصّ البغدادي بندائه «طلبة العلم والفقهاء والدعاة، وعلى رأسهم القُضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية. (...) فالنفير واجبٌ عليهم وجوباً عينيّاً». وضمّن دعوته إشارة إلى أن «أصحاب الكفاءات» سيحظون بمكانة خاصة، حيث «الناس متعطشون لمن يعلمهم، ويفقههم». ولأن «دولة الخلافة» هي «دولة جهاد»، فقد حرص «الخليفة» على إنهاء رسالته كما بدأها بمخاطبة «جنود الدولة»، فقال مؤكداً: «لا أخشى عليكم كثرة أعدائكم (...) وإنما أخشى عليكم من ذنوبكم، وأنفسكم». وبدا البغدادي متمسكاً بالنَفس الترغيبي في خطابه، فأوصى جنوده بـ«المسلمين، وعشائر أهل السنّة خيراً»، كذلك أولى «فكاك الأسرى» مرتبة الصدارة في أولويات «الجهاد»، ما يشي بأن مهاجمة السجون ستستمرُّ على رأس معارك التنظيم القادمة. وقال البغدادي في هذا الشأن إن «أفضل موطن تراق فيه دماؤكم في فكاك أسرى المسلمين». واختتم بالتأكيد على أن «هذه وصيتي لكم، فإن التزمتموها لتفتحُن روما، ولتملكُنّ الأرض إن شاء الله».
ورغم عدم التصريح بذلك، فإن كلمة البغدادي جاءت لتؤكد جنوح التنظيم نحو إلغاء «شرعية» كل التنظيمات والإمارات الأخرى، ما لم «تبايع الخليفة». يشتمل ذلك على «إمارة القوقاز»، وتنظيم «القاعدة»، وحركة طالبان التي يحظى زعيمها الملّا عمر بصفة «أمير المؤمنين» أيضاً، الأمر الذي أكّده مصدر مرتبط بـ«تنظيم الدولة» لـ«الأخبار». المصدر أكّد أنّ «لا إمامة لقاعد عن الجهاد، ولا يجوز لأمير أن يقتصر جهادُه على بقعة واحدة من بقاع الأرض». وأضاف: «إن دولة الخلافة هي القيّمة على الجهاد الحق، وإن للخلافة شروطاً اجتمعت في شخص أميرنا القُرشي، وإنّ التمكين والفتح من الله، يمُنّ بهما على من يشاء، وعلى من هو أهلٌ لهما. وقد منّ بهما على خليفتنا».
خطاب «الفسطاطين»
تطابقت كلمة البغدادي أمس، في كثير من مفاصلها، مع كلمة كان وجّهها زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، إثر هجمات 11 أيلول 2001. ومما جاء في كلمة بن لادن في شأن «الإرهاب» حينها: «مليون طفل مِنَ الأطفال الأبرياء يُقتلون (...) في العراق، بلا ذنب جنوْهُ. (...) شعْبٌ في أقصى الأرض ــ في اليابان ــ قُتل منهم مئات الألوف! صغاراً وكباراً، فهذه ليست جريمة حرب، هذه مسألة فيها نظر. مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر، أمّا عندما قُتل منهم بضعة عشر في نيروبي ودار السلام قُصفت أفغانستان وقُصف العراق، ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالميّ، خلف هُبَل العصر أميركا ومَنْ معها». وحول انقسام العالم قال بن لادن: «إنّ هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط كُفْر». وفي شأن التوعد بالثأر: أقسم بالله العظيم (...) لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً...».
_____________
على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل «التمدد» جاءت أمس كلمة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية». ورغم أنها إطلالته الصوتية الأولى بعد «مبايعته خليفةً»، لم يتطرّق إبراهيم السامرائي إلى «البيعة»، مؤثراً الخروج بكلمة «شرعية» العنوان والمضمون. هي «رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان».
المقدمة التي سبقت كلام البغدادي لم تأتِ بجديد أيضاً، في ما يتعلّق بالتعريف بالمُتحدث، فهو «مولانا أمير المؤمنين أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي، حفظه الله»، على غرار الكلمات السابقة. ولولا أن البغدادي جاء على ذكر «الخلافة» في أواخر كلمته، لجاز التشكيك في موعد تسجيلها. وبدا جليّاً في الكلمة حرصُ «الخليفة» على الظهور بمظهر «زعيم إسلامي أوحد»، سواء لجهة اعتماده على «مرتكزات شرعية» في كلّ ما جاء فيها، أو لجهة «عولمة خطابها». فحثُّ مقاتلي «الدولة» على المضيّ في معاركهم جاء انطلاقاً من أن «الجهاد أفضل العمل». وعلى هذا المنوال استبعدَ البغدادي أيّ احتمال للمبادرة بوقف المعارك التي يخوضُها تنظيمه، واختار لمخاطبة جنوده في هذا الشأن الآية القرآنية: «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون...». الملمحُ الأبرز في رسالة البغدادي كان إصراره على إظهار «دولته» في مظهر «مُخلص المسلمين» في شتى أنحاء العالم، فقال: «السلاحَ السلاح يا جنود الدولة، والنزالَ النزال (...) فإن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً يُسامون سوء العذاب...». وأضاف: «إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم، ويرقبون طلائعكم». وحرص على تعداد تلك البقاع: من الصين والهند، مروراً بفلسطين وجزيرة العرب والقوقاز، وليس انتهاءً بتونس وليبيا والمغرب. وأكّد البغدادي أنّ «دولة الخلافة» ستثأر للمسلمين في أصقاع الأرض: «والله لنثأرنّ ولو بعد حين. ولنردّ الصاع صاعات، والمكيال مكاييل».
وأضاف مشدّداً وعيده، ومُبشراً بزمانٍ جديد: «ألا ليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد. (...) إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدويّة. كلمة تُسمع العالم وتُفهمه معنى الإرهاب». وبدا لافتاً أن رسالة «الخليفة» خلت من مهاجمة «الروافض والنصيريين» كما جرت العادة في خطابات «الدولة». وحرصت في موازاة ذلك على تهديد «الصليبيين، والملحدين، واليهود»، و«عملائهم من الحكام الخونة»، بالقول إن «للمسلمين اليوم أقداماً تدوس وثن القومية، وتحطم صنم الديمقراطية». وبدت تلك المقدمات ضرورية لاستحضار «خطاب الفسطاطين» الشهير، الذي سبق أن أدلى به زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن. وعلى غراره، قسّم البغدادي العالم اليوم إلى «فسطاطين اثنين، وخندقين اثنين. فسطاط إسلام وإيمان، وفسطاط كفر ونفاق»، واضعاً في «الفسطاط الثاني» كلّ «أمم الكفر، وملله. تقودهم أميركا وروسيا، ويحركهم اليهود». ومضى البغدادي في تقليده لخطاب بن لادن، عبر التذكير بـ«الانتهاكات والممارسات ضدّ المسلمين»، في بورما، والفيليبين، وإندونيسيا، وكشمير، والقوقاز، إلى فلسطين، وتركستان الشرقية، وإيران، من دون أن ينسى فرنسا، ومنع الحجاب فيها». وعاد «الخليفة» مرة أخرى ليبشر المسلمين بأنّ لهم «بفضل الله دولةً وخلافة. (...) خلافة جمعت القوقازي، والهندي، والصيني (...) والأميركي، والفرنسي، والألماني، والأوسترالي»، داعياً الجميع إلى «الهجرة إلى دولة الإسلام»، إذ «ليست سوريا للسوريين، وليس العراق للعراقيين». وشدّد على أنّ «الهجرة إلى دار الإسلام واجبة على من استطاع». وبطريقة توحي بحرص «دولة الخلافة» على «الرعيّة»، خصّ البغدادي بندائه «طلبة العلم والفقهاء والدعاة، وعلى رأسهم القُضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية. (...) فالنفير واجبٌ عليهم وجوباً عينيّاً». وضمّن دعوته إشارة إلى أن «أصحاب الكفاءات» سيحظون بمكانة خاصة، حيث «الناس متعطشون لمن يعلمهم، ويفقههم». ولأن «دولة الخلافة» هي «دولة جهاد»، فقد حرص «الخليفة» على إنهاء رسالته كما بدأها بمخاطبة «جنود الدولة»، فقال مؤكداً: «لا أخشى عليكم كثرة أعدائكم (...) وإنما أخشى عليكم من ذنوبكم، وأنفسكم». وبدا البغدادي متمسكاً بالنَفس الترغيبي في خطابه، فأوصى جنوده بـ«المسلمين، وعشائر أهل السنّة خيراً»، كذلك أولى «فكاك الأسرى» مرتبة الصدارة في أولويات «الجهاد»، ما يشي بأن مهاجمة السجون ستستمرُّ على رأس معارك التنظيم القادمة. وقال البغدادي في هذا الشأن إن «أفضل موطن تراق فيه دماؤكم في فكاك أسرى المسلمين». واختتم بالتأكيد على أن «هذه وصيتي لكم، فإن التزمتموها لتفتحُن روما، ولتملكُنّ الأرض إن شاء الله».
ورغم عدم التصريح بذلك، فإن كلمة البغدادي جاءت لتؤكد جنوح التنظيم نحو إلغاء «شرعية» كل التنظيمات والإمارات الأخرى، ما لم «تبايع الخليفة». يشتمل ذلك على «إمارة القوقاز»، وتنظيم «القاعدة»، وحركة طالبان التي يحظى زعيمها الملّا عمر بصفة «أمير المؤمنين» أيضاً، الأمر الذي أكّده مصدر مرتبط بـ«تنظيم الدولة» لـ«الأخبار». المصدر أكّد أنّ «لا إمامة لقاعد عن الجهاد، ولا يجوز لأمير أن يقتصر جهادُه على بقعة واحدة من بقاع الأرض». وأضاف: «إن دولة الخلافة هي القيّمة على الجهاد الحق، وإن للخلافة شروطاً اجتمعت في شخص أميرنا القُرشي، وإنّ التمكين والفتح من الله، يمُنّ بهما على من يشاء، وعلى من هو أهلٌ لهما. وقد منّ بهما على خليفتنا».
خطاب «الفسطاطين»
تطابقت كلمة البغدادي أمس، في كثير من مفاصلها، مع كلمة كان وجّهها زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، إثر هجمات 11 أيلول 2001. ومما جاء في كلمة بن لادن في شأن «الإرهاب» حينها: «مليون طفل مِنَ الأطفال الأبرياء يُقتلون (...) في العراق، بلا ذنب جنوْهُ. (...) شعْبٌ في أقصى الأرض ــ في اليابان ــ قُتل منهم مئات الألوف! صغاراً وكباراً، فهذه ليست جريمة حرب، هذه مسألة فيها نظر. مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر، أمّا عندما قُتل منهم بضعة عشر في نيروبي ودار السلام قُصفت أفغانستان وقُصف العراق، ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالميّ، خلف هُبَل العصر أميركا ومَنْ معها». وحول انقسام العالم قال بن لادن: «إنّ هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط كُفْر». وفي شأن التوعد بالثأر: أقسم بالله العظيم (...) لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً...».
_____________
ليست هناك تعليقات:
Write commentsشكرا