‏إظهار الرسائل ذات التسميات المقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المقالات. إظهار كافة الرسائل

21 سبتمبر 2016

الشيخ السعودي عبدالله المحيسني يعترف بارتكاب «جيش الفتح»، الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، جرائم الحرب في سوريا

    9/21/2016 07:11:00 ص   No comments

أجرت «الأخبار» مقابلتين مع القاضي الشرعي العام لـ«جيش الفتح» الشيخ السعودي عبدالله المحيسني. اعترف فيها بأرتكاب جيشه جرائم حرب مثل قتل الأسري. مقالة الأخيار تتبع.
__________

عبدالله المحيسني: في حلب معركة وجود... نكون أو لا نكون

رضوان مرتضى

وصل الشيخ السعودي عبدالله المحيسني إلى سوريا في تشرين الأول من عام 2013 لحل الخلاف الذي نشب بين تنظيمي «الدولة الإسلامية» وعدد من الفصائل، ولا سيما «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة».

ولدى وصوله، كان أول ما طلبه لقاء زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي، لكنّ قادة في التنظيم اعتذروا، وأبلغوه أن بإمكانه الاجتماع إلى صاحب القرار في الشام، وهو أبو علي الأنباري. لم تُفلح وساطة المحيسني في إصلاح ذات البين بين «إخوة الجهاد». رفض بعدها المحيسني عرض الأنباري بالانضمام إلى صفوف «الدولة» كقاضٍ شرعي. في بداية عام ٢٠١٤، تحوّل المحيسني إلى رأس حربة في المواجهة مع تنظيم «الدولة». نجا من أكثر من محاولة اغتيال وأصيب مرات في المعارك الدائرة في الجنوب السوري. ذاع صيته ليصبح أحد أبرز نجوم «الجهاد» السوري، برغم أنّه لم يبايع أيّ تنظيم، واختار العمل مستقلاً، كما يقول. أعاد بعدها تشكيل «جيش الفتح»، الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» وتنظيمات أخرى، وتحوّل إلى أقوى قوة مقاتلة في الداخل السوري. ويتولى اليوم منصب القاضي الشرعي العام في «جيش الفتح». في المقابلة التي أجرتها «الأخبار» على مرحلتين، تحدث عن معركة حلب، مشيراً إلى أنها لم تنته بعد: «تقديراتنا أنّ المواجهة ستستمر لأشهر. ما يجري في حلب عمل عسكري ضخم، على خلاف ما يجري في النواميس العسكرية. حلب بالنسبة إلينا معركة وجود، نكون أو لا نكون. لا نُريد كسر الطوق عن حلب، إنما نُريد تحريرها كلياً. جيش الفتح منظّم ويملك ترسانة عسكرية منظّمة. في بداية الهجوم، كُسر الطوق على محور مدرسة الحكمة. وهنا الرمزية أنّه خلال ستة أيام فقط تمكنّا من فك الحصار بتوفيق من الله، لكننا نعلم أنّ معركة فك الحصار تحتاج بين شهر وشهرين، بحسب التقديرات العسكرية». يصف المحيسني المعركة بأنّها «معركة تناطح بالرؤوس بين الثورة وحلف روسيا، لا حلف النظام السوري، لأن النظام أصبح أداة مسيّرة بأيدي روسيا وإيران. والصراع الآن روسي إيراني على أكبر كعكة في سوريا. والنظام السوري لا يملك قرار الإيقاف والبدء». الميدان السوري سيحسم المعركة، لكن الشيخ السعودي يتحدث عن أخطاء تُرتكب في صفوف المعارضة. ففي مسألة فصل «جند الاقصى» عن «الفتح»، يقول: «أنا أعدّه خطأ استراتيجيا لأنهم في نهاية الأمر موجودون على الساحة. وأنا أدعوهم، كما ندعو كل فصائل الساحة، إلى الانخراط في جيش الفتح لإكمال المسيرة لقتال النظام النصيري».
المحيسني أجاب عن سبب دعوته الأمين العام لحزب الله لمناظرة تلفزيونية قائلاً: «أود أن أقول لنصرالله لقد كنت رمزاً حتى لأهل السنة. لقد كنت رمزاً قومياً ووُضِعت صورك على سيارات أهل السنة. كنت صاحب حرب تموز الذي هزم اليهود. وها أنت اليوم تزج بكل ثقل حزب الله لقتال من احتضنوك في حرب تموز».
«لدينا عشرة أسرى من حزب الله. أما العلويون، فبمجرد أن نأسر منهم نقتلهم»

يُحاول المحيسني مخاطبة الوجدان الشيعي، لكنّ موقفه من الشيعة بقي حمّال أوجه قبل أن يتضح في القسم الأخير من المقابلة. لقد تحدث عن وجود أسرى جدد من حزب الله في قبضة «الفتح»، لكنه ردّ على سؤال إن كان يملك هويات وأدلة تثبت وجود أسرى لبنانيين بالقول: «في فن التفاوض بمجرد إخراج صورة الأسير أو صوته أو أي معلومة، تكون كمن يعطي العدو هدية. هذه المعلومة لا تُدفع إلا بثمن. هكذا تعلّمنا من حزب الله. هو زعم أنّه لا يوجد إلا أسير واحد. وبذلك هو إما أنه تبرأ منهم أو يكذب. لدينا عشرة أسرى». وأضاف: «صدّقني كنت أودّ أن أذكر لك أسماء جميع الأسرى، لكن الإخوة في لجنة المفاوضات قالوا إن أسماء الاسرى مجهولة لدى قيادة الحزب التي لم تحسم أمرها إن كانوا أسرى أو مفقودين أو قتلى بعد. ولا نود أن نعطيهم هذه المعلومة من دون مقابل». ذكر المحيسني ثلاثة أسماء لأسرى لبنانيين، تبيّن أن اثنين منهم سبق أن أجريت معهما مقابلات بثتها قناة «أم تي في» اللبنانية قبل أكثر نحو 9 أشهر. أما عن وجود أسرى سوريين، فقال: «الأسد لا يهتم بأسراه من الطائفة العلوية، لذلك كنّا بمجرد أن نأسر منهم نقتلهم. وكنا في حال عرضهم على التحقيق والقضاء، يأتي الجواب بأن اقتلوهم لأن النظام لا يهتم بهم. ولذلك لا نأبه نحن لهؤلاء الأسرى لأننا نعلم أن النظام لن يفاوض ولن يفديهم ولن يهتم لهم حتى». أما عن موقفه من الشيعة، فقال المحيسني: «الشيعة هم عشرات الآلاف من الشعوب الذين استغلهم الفرس واستغلتهم إيران لأجل استعادة مملكتها التي حررها وفتحها عمر رضي الله عنه. تلبّس هؤلاء باسم الاسلام ثم بدأوا يرفعون شعارات ويغزون العوام المستضعفين يكذبون عليهم أن هؤلاء النواصب، يقصدون السنّة، ناصبوا علياً العداء، رضي الله عنه وارضاه. نحن نرى ونعتبر ان علياً امير المؤمنين امام من ائمة المسلمين وخليفة من خلفاء الرسول صل الله عليه وسلم. نحن نعتبر ان علياً سيد رضي الله عنه، ونرى ان كل المجاهدين والثوار وكل من في سوريا وغيرهم لا يساوون شعرة في جسد علي رضي الله عنه. أنا أعرف أن مشايخ الشيعة يخبرون عوامهم أننا نواصب، أي نناصب العداء لأهل البيت. انا اعتبر هؤلاء مغررا بهم من قبل هؤلاء الملالي. لقد زُجّ الشيعة في محارق قتالية تريدها ايران». بهذه الإجابة أهدر المحيسني دماء الشيعة، غير أنّه أجاب عن سؤال إن كنتم تعتبرونهم مرتدّين ويجب قتلهم، بالقول: «يا أخي حربنا مع الذين يقتلون أهلنا في سوريا تحديداً. حربنا مع الذين يدمرون الحرث والنسل. حتى روسيا أتت المعركة من أجل مصالح. حربنا للدفاع عن هؤلاء الناس الذين خرجوا يطالبون بالحرية فاجتمع عليهم العالم... حربنا مع من حاربنا... ليست مع الشيعة ولا النصارى». أما عن علاقة المحيسني بالنظام السعودي وبيعته لأحد التنظيمات، فردّ بالقول إنّه لم يبايع أحداً بعد. ولمّا سئل إن كان في رقبته بيعة للملك السعودي أجاب بأنّه لن يدخل في الأسماء. وعن ارتباطه بعمل خارج سوريا، سواء تنسيق مع شبكات في لبنان أو غيره؟ طلب حذف السؤال. أما عن قنوات التمويل، فقال إنّه «ما من قناة محددة تدعمنا، إنما من يتبرع من عامة المسلمين وتجار المسلمين لمساعدة الفقراء والمخيمات أو نصرة هذا الشعب المظلوم، نأخذ منه ونمارس دور الوسيط. نأخذه ونوصله الى محله فقط لا غير». وعلّق على قرار «جبهة النصرة» فك الارتباط بمع تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أنّ «هذا الحدث إيجابي في الساحة. عقبتنا الوحيدة كانت ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة. والقاعدة اسم يؤثر سلباً على نحو كبير. والنظام يستغل ذلك دولياً. وهذا الارتباط تستغله روسيا أيضاً لتقول إنها تقصف النصرة فقط. كل هذه الحجج زالت الآن بفك الارتباط. وهذا تقدمة وتضحية من الإخوة في جبهة النصرة. لذلك أرى أننا أمام اختبار صدقية للجميع في مساءلة إرادة جمع الكلمة. أما للمجتمع الدولي، فنقول: تنظيم القاعدة لم يعد موجودا».

ضد الانقلاب في تركيا

لم يعلّق الشيخ المحيسني عن سؤال حول الدور السعودي والقطري في سوريا. ورفض إبداء رأيه في قتال السعوديين في اليمن. أما محاولة الانقلاب التركي، فقال إنّه ضدها، مشيراً الى أنّ «كل مناصر للشعب السوري هو ضد الانقلاب. ونحن نعلم أن الانقلاب مخطط له من البيت الأبيض. أما الذراع الخارجية، فهي (الداعية الاسلامي فتح الله) غولن وجماعته. والذراع على الأرض هم الجنود العلويون النصيريون في داخل الجيش التركي». وإفشال الانقلاب أفرح المسلمين، لأنه لو نجح لكان سيلحق ضرراً كبيراً بالمتعاطفين مع الثورة السورية. وقال إنّ «الدور التركي كان ولا يزال أفضل دور دولي قُدِّم لأرض الشام». ولمّا سئل عن تقارب تركيا حليفة المعارضة السورية مع الروس الذين يقصفون قوات المعارضة قال: «ما يهمني أن الموقف التركي في التعامل مع الشعب السوري لم يتغيّر. أما بشأن العلاقة مع روسيا، فذلك لمصالحها وهذا شأنٌ آخر».
وعن محاولة الاغتيال التي تعرض لها قال: «لقد تعرضت للكثير من المحاولات، سواء من قبل النظام أو من قبل الروس أو من قبل مخابراتهم على الارض بشكل متكرر. وأُصبت في أرض الشام ثلاث مرات والحمد الله. واحدة في البطن والأخرى في اليد وثالثة في الرأس. وكل هذا من أجل أن يحيا أهل الشام كراما في ظل شريعة رب العالمين سبحانة وتعالى». وختم المقابلة بالقول: «أود أن أوجه كلمة لأهل لبنان. شكراً يا أهل لبنان لقد أظهرتم أخوة الإسلام، حينما خرج أهالي لبنان لتوزيع الحلوى عندما أُعلن فك الحصار عن حلب. أهل لبنان كانوا وما زالوا مع إخوانهم في سوريا. والبرّ دين، إذ إن قسماً كبيراً من أهل لبنان يحفظون وقفة أهل سوريا في حرب تموز، يوم فتحوا بيوتهم. وعلى أهل لبنان أن يردوا الفضل. ونحن نعلم أنّ لبنان غُلِب على أمره. لبنان سنة وشيعة والشعب اللبناني هم ضحية لحماقات إيران عبر ذراعها على الأرض المتمثّلة بحزب الله». وأضاف: «أيها السنة والشيعة، أنظروا إلى مصلحة لبنان بجمالها وجبالها. أنظروا إلى مصلحة أرضكم، لتفهموا أن حزب الله يجركم لمصلحته. لقد عُزِل لبنان عن الشعوب العربية. وبعدما كان جزءا من الأمة العربية والاسلامية، بات لبنان جزءاً من إيران».

ظروف إجراء المقابلة

طلب المكتب المسؤول عن تنسيق لقاءات الشيخ الصحافية الاطلاع على الأسئلة مسبقاً. هذا الطلب كان بمثابة الشرط المسبق لإجراء المقابلة المصوّرة. أُرسِلت الأسئلة، ثم جاء الردّ بعد نحو أسبوع. أُعيدت الأسئلة التي وافق عليها الشيخ السعودي، فيما حُذِفت باقي الأسئلة. أما الأسئلة المشترط عدم طرحها، فكانت تلك التي تتعلق بالمملكة السعودية. تحديداً مسألة بيعته للملك السعودي أو علاقته بوالده الشيخ محمد بن سليمان المحيسني، أحد أشهر القرّاء في المملكة. لا يُريد المحيسني أن يُظهر أي انتقاد لآل سعود. كذلك الأمر في ما يتعلقّ بتنظيم «القاعدة». يحرص على عدم ربطه بأي من التنظيمات، ولا سيما تلك التي تُصنّف إرهابية دولياً. كذلك كان من بين الأسئلة المحذوفة سؤال: «كُثُر يأخذون عليكم أنكم تسيطرون على جبهة محاذية للعدو الإسرائيلي، لكنكم لم تُطلقوا طلقة ضدهم... لم تفتحوا معركة... وتسمحون لجرحاكم بالتطبّب في الداخل الإسرائيلي.. ماذا تقولون؟». حُذِف هذا السؤال أيضاً، رغم أنّ الجهاديين يجيبون عادة على هذا السؤال بنفي تلقيهم عناية طبية من الإسرائيليين. أما عدم بدء اسرائيل القتال، فيردون عليه بمقولة أنّ «العدو الصائل أولى». أي أنّ هناك عدو يهاجمنا اليوم ويتمثّل بالجيش السوري وحلفه، فلماذا نستعجل بفتح جبهة مؤجلة؟

لقد جرى اللقاء الأول في أحد المراكز التابع لـ«جيش الفتح» في إدلب. صُوّرت المقابلة على مدى ساعة. لم يُظهر الرجل اي ارتباك، ربما بفعل علاقته الدائمة مع الكاميرا، ولا سيما أنّ المحيسني اعتاد أن ينشر على نحو شبه يومي مقاطع مصوّرة له يخاطب فيها الجمهور. أما المقابلة الثانية، فقد أُجريت عبر «السكايب» بعد انطلاق معركة حلب. غير أنّ ظروف تحديد موعد المقابلة الثانية كادت أن تكون أصعب من الأولى. فريق حماية المحيسني أعرب عن خشيته من إجراء مقابلة عبر «السكايب» لضرورات أمنية. رأى هؤلاء أنّ إمكانية استهدافه أثناء إجراء مقابلة مباشرة، بعد تحديد موقعه، واردة على نحو كبير. أرُجئ الموعد عدة مرات، قبل أن يجري الاتفاق على إبلاغنا قبل يوم واحد من إجراء المقابلة.


15 سبتمبر 2016

السعوديون أقروا بتمويلهم الإرهاب: لقد ضللناكم

    9/15/2016 06:38:00 ص   No comments
 زلماي خليل زاده * 
مفتي السعودية
خلال آخر زيارة لي إلى السعودية جرى استقبالي باعتراف مذهل. في الماضي حين كنا نثير قضية تمويل المتطرفين الإسلاميين مع السعوديين، كل ما كنا نحصل عليه كان النفي. هذه المرة، وفي سياق الاجتماعات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان ووزارء عدة، اعترف مسؤول سعودي رفيع قائلاً لي "لقد ضللناكم". شرح لي كيف أن الدعم السعودي للتطرف الإسلامي بدأ في بدايات الستينيات لمواجهة الناصرية، الايديولوجيا السياسية الاجتماعية التي انبثقت عن فكر الرئيس المصري جمال عبد الناصر التي هددت السعودية وأدت إلى حرب بين الطرفين عند الحدود مع اليمن.
لقد سمح لهم هذا التكتيك بالنجاح في احتواء الناصرية وخلص السعوديون إلى أن الإسلاموية يمكن لها أن تكون أداة قوية ذات فائدة أوسع.
من خلال سياسة الصدق الجديدة وغير المسبوقة، شرحت القيادة السعودية لي أن دعمها للتطرف كان وسيلة لمواجهة الاتحاد السوفياتي غالباً بالتعاون مع الولايات المتحدة في أماكن كأفغانستان في الثمانينيات. في هذا الجانب أيضاً ثبت لهم نجاح ذلك. لاحقاً جرى استخدام هذه الأداة ضد الحركات الشيعية المدعومة من إيران في ظل التنافس الجيوسياسي بين البلدين.
لكن السعوديين قالوا إنه مع مرور الوقت انقلب دعمهم للتطرف عليهم حيث تفاقم إلى تهديد جدي للملكة والغرب. لقد خلقوا وحشاً بدأ بابتلاعهم. وأقر المسؤول السعودي الرفيع "لم نعترف بذلك بعد 11 أيلول لأننا كنا نخشى أن تتخلوا عنها وتعاملوننا كعدو" مضيفاً "كنا في حالة إنكار".
ما سبب هذه الصراحة الجديدة؟ أولاً يحق لنا أن نتساءل إلى أين يمكن أن تصل هذه السياسة الجديدة. من الواضح أن هناك بعض الأسئلة حول ما إذا كانت بعض المجموعات السنية المتطرفة مثل النصرة في سوريا لا تزال تتلقى مالاً سعودياً. لكن كما أوضح لي السعوديون فإن هذه المقاربة الجديدة  لمواجهة ماضيهم هي جزء من جهود القيادة لصناعة مستقبل جديد لبلادهم بما في ذلك برنامج إصلاح اقتصادي واسع.

وفق طريقة تفكيرهم الجديدة، ينظر السعوديون إلى التطرف الإسلامي على أنه أحد التهديدين الرئيسيين اللذين يواجهان المملكة، التهديد الآخر هو إيران. في ما يتعلق بإيران، هناك استمرارية. أتذكر حين طلب مني الملك عبد الله إيصال رسالة إلى الرئيس جورج بوش في 2006 بأنه يحتاج إلى قطع "رأس الأفعى" والهجوم على إيران وإسقاط النظام. القيادة الجديدة كما التي سبقتها تحمّل إيران مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة والصراعات العديدة المستمرة.
بكلمات أخرى تبدو القيادة السعودية الجديدة وكأنها تخفض مستوى الايديولوجيا لصالح التحديث. وقال مسؤول سعودي كبير بشكل صريح "إن المملكة تنتهج ثورة تحت غطاء التحديث" بما معناه أن الأخير بات المحرك الأساسي للسياسة السعودية.   

هل يمكن أن ينجح ذلك في ظل قلة المتغيرات السياسية في بلد لا يزال محكوماً بشكل استبدادي من قبل آل سعود؟ نظراً للمحاولات في الماضي فإنه من الصعب معرفة ما إذا كانت القيادة السعودية موحدة خلف البرنامج الجديد وما إذا كان المستفيدون من الحكم القديم سيحاولون إفشال برنامج الإصلاح وبالتالي زعزعة الاستقرار في في البلاد. 
يمكن للمعارضة أن تصدر عن المؤسسة الدينية ذات النفوذ، والتي من الممكن أن تعارض فتح مراكز ترفيه، واصلاح المؤسسات الدينية، وحتى تعليماً مختلطاً محدوداً أو زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل. في السابق أعلن عن الكثير من برامج الإصلاح في المملكة العربية السعودية لكنها لم تساو شيئاً. كذلك فإن التحديث يقوض اثنتين من دعائم الشرعية السياسية السعودية، تأييد المؤسسة الوهابية الدينية والنزعة التقليدية التي تقوم عليها أي حكومة ملكية. 
كما أن تشكيك المستفيدين من النظام الحالي غير الفعال بنجاح التحديث على المستوى الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات سياسية. كما أن هناك سؤالاً مفتوحاً يطرح عما إذا جرى تحضير السعوديين بالشكل الكافي على جميع المستويات ذات الصلة من حيث التعليم والمهارات للمنافسة في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يحتاجونه في الاقتصاد الحديث. إذا لم يحصل ذلك فإن توترات اجتماعية وحالة من الانزعاج يمكن أن تنمو في أوساط هؤلاء غير المهيأين للمنافسة.

لم تكن تلك زيارتي الأولى للسعودية. بدأت بزيارتها منذ الثمانينيات حين كنت أعمل في وزارة الخارجية. وأصبحت أكثر اطلاعاً على القيادة السعودية خلال مهمتي كسفير في العراق بين 2005 و2007. زرت المملكة مراراً وطورت علاقات حميمة مع الملك عبد الله ومسؤولين رفيعين آخرين.

لسنوات عدة كنت معتاداً على كون المسؤولين السعوديين غامضين ومبهمين. الآن أصبح محاورونا أكثر وضوحاً وعملية خلال مناقشة خططهم السابقة والمقبلة.

في العقود السابقة، ساد انطباع لدي بأن السعوديين لم يبذلوا أي جهد. اليوم يوجد فريق من الوزراء الشباب المتعلمين الذين يعملون لمدة 16 إلى 18 ساعة يومياً، على وضع وتنفيذ خطة لتحويل البلاد. هذه الخطة هي من بنات أفكار محمد بن سلمان وتركز على الجبهات الداخلية والإقليمية معاً. إذ إن سلمان ووزراءه يتمتعون بالكثير من الالتزام والطاقة. 
لطالما كان هناك صراع مستمر بين الحداثة والاسلاموية في البلدان ذات الغالبية الإسلامية. وتنظر الرياض إلى التحديث باعتباره الوسيلة التي ستمكنها بعد طول انتظار من مواجهة وهزيمة التطرف، وتعزيز ديناميكية القطاع الخاص، والتغلب على التحديات الاقتصادية التي تلوح في الأفق. ويتضمن البرنامج السعودي النقاط التالية:

ـ وضع قيود جديدة على قدرة الشرطة الدينية في اعتقال المعارضين

ـ القيام بعمليات تطهير للمتطرفين في الحكومة وبذل جهود أكبر في مراقبة تأثيرهم على المؤسسات الأمنية

ـ تعيين رجال دين جدد لمواجهة التطرف الإسلامي

ـ تحويل منظمة التعاون الإسلامي، التي تشكل الأداة السعودية الرئيسية في دعم الحركات الإسلامية في الخارج، من خلال تعيين رئيس جديد لها واتخاذ قرار بعدم دعم المدارس الإسلامية في الخارج. 

على الصعيد الاقتصادي طور الزعماء الجدد خططاً لتحويل الاقتصاد وقلصوا الاعتماد على النفط. وتركز رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 على تقليص والحد من البيروقراطية في البلاد، وتقليص الإعانات تمهيداً لإلغائها، وتوسيع القطاع الخاص بما في ذلك جذب الاستثمارات الخارجية من خلال اعتماد طريقة أكثر شفافية والمساءلة وإنهاء الروتين.    

ويمكن لخطط المملكة بتحويل شركة أرامكو النفطية العملاقة بما في ذلك طرح اسهمها للاكتتاب العام ورفع قيمة صندوقها الاستثماري إلى 2 تريليون دولار، فضلاً عن الدخل المتأتي من استثماراتها، كل ذلك يمكن أن يقلل من الاعتماد على عائدات النفط. كما أن الحكومة بصدد فتح منشآت ترفيه في المملكة وجذب أسماء مهمة من الولايات المتحدة في محاولة لتشجيع السعوديين على الاستثمار في بلادهم. وتم التوقيع بالفعل على اتفاق مع مجموعة "الأعلام الستة". كما أن المملكة تخطط لزيادة عدد النساء في سوق العمل. لقد زرت مدينة الملك عبد الله، مدينة جرى التخطيط لها وبناؤها من قبل القطاع الخاص. هنا، سيتمكن الرجال والنساء من ارتياد المدارس معاً، ويجري العمل على تشييد منشآت هامة لشركات أجنبية بمواصفات عالمية.
من جهة ثانية، فإن من النتائج الجانبية للتركيز السعودي على داعش وإيران هي هذه الرؤية الإيجابية للرياض تجاه إسرائيل. فإسرائيل والسعودية تتشاركان رؤية واحدة للتهديد الذي تمثله إيران وداعش، والعداء القديم بينهما ليس بالضرورة أن يحول دون المضي قدماً في التعاون بين البلدين.
وذكر السعوديون بشكل مباشر غير اعتيادي أنهم لا يعتبرون إسرائيل عدواً وأنه ليس لدى المملكة أي خطط طوارئ عسكرية ضد إسرائيل.
وعبّر هؤلاء عن حاجتهم للتقدم في القضية الفلسطينية، لكن لهجتهم في ما يتعلق بهذا الموضوع كانت أقل تعاطفاً من الماضي. الأولوية الواضحة بدت أنها هزيمة داعش وتحقيق التوازن مع إيران من موقع القوي.

على بعض المستويات، تبدو آفاق الإصلاح المخطط لها في السعودية واعدة أكثر مما هي عليه في الجزء الأكبر من مناطق الشرق الأوسط. ومن مزايا المملكة العربية السعودية أن لديها احتياطات نفطية كما أنها غير منشغلة بأي صراع. إن زيارتي للسعودية تركت قناعة لدي بأن قطاعات رئيسية في القيادة السعودية جادة بشأن خطط التحديث وأنها تسعى لتحقيقها بقوة ومهنية.
كما قلت سابقاً هناك الكثير من الأسباب التي تدفع للتشكيك بنجاح ذلك في نهاية المطاف. مع ذلك في حال نجحت جهود الإصلاح فإن السعودية تستعد لتصبح أكثر قوة من ذي قبل مما سيمكنها من لعب دور أكبر في الدينامية في المنطقة بما في ذلك تحقيق التوازن مع إيران وربما التفاوض على إنهاء الحروب الأهلية في المنطقة. إن تغييراً حقيقياً في سياسة السعودية لدعم المتطرفين الإسلاميين سيكون بمثابة نقطة تحول في الجهود الرامية لإلحاق الهزيمة بهم. ونظراً لدور المملكة فإن النجاح السعودي يمكن أن يقدم نموذجاً لبقية العالم العربي السني والإسلامي حول كيفية تحقيق الإصلاح والنجاح في ذلك. هذا الأمر يمكن له في المقابل أن يساعد في إطلاق عملية الإصلاح التي نحتاجها بشدة. وإن لدى المنطقة والعالم مصلحة في النجاح السعودي، ويجب أن نفعل ما بوسعنا لتشجيعهم ودعمهم في هذا الطريق الجديد.
المصدر: "بوليتيكو مغازين"
_____________

8 سبتمبر 2016

الأرضية الحالية لعنف (بعض) المسلمين: لماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟

    9/08/2016 06:18:00 ص   No comments
داعش تغلي لحج الموت المدبرين من المعارك
بقلم شبل سبع*

منذ فترة من الزمن، لعلّ بداياتها تقع في أوائل الثمانينيات، أصبح الإسلام مرتبطاً بالعنف. حدث ذلك في الدول ذات الأكثرية المسلمة كما في الدول حيث هم أقلية. الدين بذاته لا يستطيع أن يفسر الأمر، بل إنّ ظهور العنف ترافق مع محطات تاريخية لتطوّر الرأسمالية. وكإطار عام، يَظهر أثر التهميش الكبير الذي لحق بفئات اجتماعية أساسية نتيجة العولمة الليبرالية، وعلى الرغم من التراكم المالي الكبير لدى الدول النفطية.

الدين كحافز؟


لم تكن الفِرقُ التي تلجأ إلى العنف كوسيلة لإقامة سلطة إسلامية أو لمحاربة الغرب، دائماً مؤثرة سياسياً. كيف إذاً نفسر أن أرضية أكثر أعمال العنف السياسية أصبحت إسلامية في كل أنحاء العالم، ولماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟
 
الجواب ليس بسيطاً! من الواضح أن الثقافة الإسلامية وثقافات المسلمين مهمَّشة عالمياً، وأن الشعوب المسلمة تقف خارج التاريخ العصري والحضارة الحالية! نرى ذلك بشكل واضح في الفنون والأدب والموسيقى والتكنولوجيا ومستوى الجامعات والمدارس إلخ.. وإن وُجد مسلمون منخرطون ثقافياً في هذه العولمة فهم طيور يغرّدون خارج سربهم، ولا يمكن لمجتمعاتهم الاستفادة منهم إلّا جزئياً وعرضياً.
 
هذا التهميش الثقافي حصل أيضاً في أواخر الإمبراطورية العثمانية، وكانت ردة فعل المجتمعات المسلمة الانفتاح النسبي على ثقافة الغرب، وخاصة عبر حركات التحرر الوطني التي استطاعت وقف الإحباط الفكري والثقافي الذي عانى منه المسلمون العرب، إذ تبنّت البنية المؤسسية الغربية على الصعيد الثقافي والحقوقي والاقتصادي.
لكن، هذا التهميش الثقافي/ الفكري الجديد لا يكفي لتفسير ظاهرة العنف تلك. والهزيمة الثقافية قد تؤدي بالعكس إلى ظاهرة لا عنف كما حدث مع المتصوّفة. يبقى أن التهميش الثقافي والإحباط المتولد عنه ترافق مع تهميش آخر..

الاقتصاد كمفسّر؟

قد يُقال إنّ الدين الإسلامي هو الذي منع المناطق الإسلامية أو الأقليات المسلمة من الدخول في المنظومة العالمية، لأنه يشجع على التجارة ويمنع الدَين، ويحول بالتالي دون أي مراكمة على المدى الطويل. صحيحٌ أنّ التجارة محبّذة لأنها كانت مساهِمة في نشر الدين في إفريقيا وسواحل آسيا. إلّا أن ذلك كله حصل قبل الثورة الصناعية، ولا القرآن ولا التقليد يمنعان الصناعة. أما بالنسبة للعوائق المالية (منع الفائدة)، فهذا يدعو إلى نموٍّ اقتصادي غير مالي كما حصل في ألمانيا وكوريا والصين، وليس على شاكلة النموذج الأنجلو - ساكسوني السابق. ومن تجربة الأمم، نرى أن أهم سبب للتطور الثقافي والتكنولوجي هو الاستثمار (الثابت، الطويل الأمد)، سواء أكان ذلك على مستوى الحكومات أو الأفراد.
 

لماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟

إلّا أن رؤوس الأموال الإسلامية، حيثما وجدت، وهي بشكل أساسي عربية، استُثمرت خصوصاً في المدارس الدينية (من أفغانستان إلى تركيا)، أو لتمويل حكومات الدول الغربية عبر شراء سندات الخزينة، وتمويل قطاعها الخاص من خلال المَحافظ السيادية المستثمَرة في الشركات الأجنبية.. المدرسة الدينية مفيدة لمحو الأمية، حتى لو كانت في لغة غير لغة البلد (باكستان ومالي ونيجيريا..)، إلّا أنّ ذلك لا يؤمن النمو الاقتصادي. يبقى أن رأس المال الخاص الذي استُثمر داخلياً، وُجِد أكثره في قطاعات غير ذات نمو كبير: القطاع العقاري والسياحي، أو قطاع الخلوي والإنترنت، حيث لا سيطرة على التكنولوجيا أو منافسة تسمح بالنمو الاقتصادي. ومع خصخصة التعليم أكثر فأكثر، اتّجهت بعض الرساميل إلى القطاع التعليمي، وبالأكثر في العلوم غير المطوِّرة للتكنولوجيا (العلوم الإنسانية).
 
معنى هذا أنّه عندما توفّرت الأموال في بلاد ذات أكثرية مسلمة، خاصّة تلك النفطية، فهي لم تُستثمر في القطاعات التي تؤمِّن النمو الاقتصادي وفرص العمل، أو تحفِّز على التطور التكنولوجي الذاتي.. هذا بالإضافة إلى عُقم الاستثمارات الخارجية. ويجب الاعتراف أنّ آخر محاولات للتطوير الذاتي انتهت في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد علي، وبدرجة أقلّ مع استقلال الدول التي اتّجهت لتبني النموذج التنموي المنغلق (الناصري والبعثي)، وذلك قبل سنوات من انتهاء الاتحاد السوفياتي.
 
مؤشر واحد يمكنه أن يفسّر لنا مدى النقص في حجم الاستثمار في المنطقة العربية، وبالتالي حجم البطالة: فكوريا الجنوبية وحدها تستثمر بما يعادل حجم الاستثمار في المشرق العربي برمّته. النتيجة: نشوء طبقة من الأغنياء حول العولمة والليبرالية (التجارة والخصخصة)، وهي نفسها تشكّل قسماً من الطبقة السياسية، أو المشارِكة لها مباشرة، كما هو واضح في لبنان ومصر وسوريا وحتى تركيا وتونس...، أَهملت أرياف المدن الكبرى والمدن الصغرى (اقتصادياً وثقافياً). فكان ذلك من أهم أسباب "الربيع العربي".

 
ترافق التهميش الثقافي، والإحباط المتولّد عنه، مع تهميش آخر هو نتاج لاقتصاد العولمة النيوليبرالية..
 


إلّا أن هذه الانتفاضات ما كانت إلاّ "سوء تفاهم تاريخي". فهي منتفِضة ضد العولمة الليبرالية، ولكنّ ما فعلته هو أنّها همّشت بلدانها أكثر. أو عندما انتصرت مؤقتاً، سارعت لتنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي (الإخوان في مصر والنهضة في تونس) الذي يدفع بدوره إلى لبرلة أكثر، وعولمة، وبالتالي تهميش أكثر وعنف (أكبر)، وهذا ما يحصل أيضاً في بلد كتركيا، إذ إنّ أردوغان لا يفعل غير قطع الغصن الذي يجلس عليه.


المسلمون في البلدان الغربية

إذا كان الاستثمار، أو بالأحرى غيابه، يفسر تهميش شريحة كبيرة في البلدان ذات الأكثرية الإسلامية، فكيف يفسَّر ذلك في الغرب المتطوّر، حيث حجم الاستثمار كبير؟ المسلمون الموجودون في الغرب، سواء في فرنسا أو انكلترا أو ألمانيا أو بلجيكا.. هم نتاج هجرة اقتصادية استفادت منها الصناعات الغربية كيد عاملة رخيصة في بدايات العولمة. إلّا أنّ فتح الباب لانتقال الرساميل بحريّة من بلد إلى آخر أدّى إلى انتقال الصناعات بحد ذاتها، مع الرساميل، إلى الخارج. فبقي أولاد العمّال المسلمين من الهجرة الأولى دون عمل يُذكر (البطالة قد تصل إلى 35 في المئة عند الشباب، وهي ضعفان أو ثلاثة أضعاف معدّل البطالة في تلك البلدان)، إذ تخلّت أكثر البلدان الغربية عن القطاعات التي تتطلّب كثافة عمّالية. إذاً هناك شريحة اجتماعية كبيرة لا تتكلّم العربية ولا تتقن في الوقت نفسه لغة البلد بشكل جيد (على الرغم من أنّها تحلم بلغته)، مهمّشة ثقافياً وعاطلة عن العمل، تنتهي في قسم منها إلى ممارسة أعمال غير قانونية، وفي نهاية المطاف إلى أعمالٍ إرهابية تحت غطاء إسلام يعطيهم دوراً، مع أنّهم لا يفقهون شيئاً في الدّين في أكثر الأحيان (مطبقين قول ابن تيمية :"فمن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد"!). وهنا أيضاً، لم تعمد الحكومات المعنية إلى تدارك نتائج العولمة ولا إلى الاستثمار الكثيف في العلم والعمل حيال هذه الشريحة الاجتماعية (خاصة في فرنسا وبلجيكا). يبقى أن المنتحرين يصبّون غضبهم على من "لا ناقة له ولا جمل"، بينما منافسهم الفعلي، الذي يأخذ منهم فرصة العمل، موجود في الصين.

خلاصة
التهميش هو السبب الأساسي للعنف، إذ غابت أو ضعفت كل المؤسسات التي تسمح لشريحة اجتماعية كبيرة عاطلة عن العمل وغير متعلّمة أن تعيش بكرامة. حُصِر الدخل القومي بقلة من الناس دون أيّ آليّة لإعادة توزيعه عبر الدولة، بل بالعكس، فالذي حصل هو انحسار معونات الدّول بناءً على طلب صندوق النقد الدولي. 

 إذاً فما هي المشكلة؟ ليست في الدِين إنّما في ما يفعله أصحاب القرار، سواء أكانوا حكومات أو أفراد. فبدلاً من تمويل مدارس دينية ومحافظ أجنبية وعقارات، أليس من الأولى تمويل مدارس وجامعات تقنية (حتى ولو في الغرب، وبشروط)، ومشاريع صناعية تمتص اليد العاملة وتستطيع أن تنافس حتى الصّين في بعض القطاعات.. استثمارات طويلة المدى تعطي مردوداً بشقّيها الاقتصادي والإنساني في أقلّ من جيل واحد. فالاستثمارات في مقهى الـ Fouquets على جادة الشانزليزيه الباريسية، وفي الكُرة (شراء فريق فوتبول PSG الباريسي) غير مفيد للأجيال المقبلة. وربما يستطيع أحد أشهر وأكبر المستثمرين العرب في الولايات المتّحدة أن يجلب بعض التكنولوجيا إلى المنطقة بدلاً من أن يتباهى باستثماراته التي تستطيع الإدارة الأميركية أن تؤممها أو تمنع التصرف بها في أي لحظة، كما حصل مع إيران أو مع صدام حسين، خاصة أنّ هناك بوادر خلافات كبيرة بين أصحاب الأموال هؤلاء والغرب.

_____________________________
* أستاذ الاقتصاد في جامعة السوربون - باريس

7 سبتمبر 2016

دمشق-أنقرة.. خطران وفرصة

    9/07/2016 04:49:00 م   No comments
* محمد سيف الدين
 
رياح الشمال الجديدة هبّت على سوريا هذه المرة برائحة الغبار المعتّق 500 عامٍ بالتمام والكمال مع دخول الأتراك إلى جرابلس. وأمام دمشق وأنقرة اليوم فرصة، ولكن يعيقها خطران تجاوزهما ممكن.
للمرة الألف بعد الألف تتبدل ظروف الميدان السوري. سياسات الدول وأدواتها. عيون المخططين الاستراتيجيين على الأرض بظواهرها وبواطنها. أولئك الجاثمين على جثث الدول. مشرحو الأوطان. ومقسمو قالب الموت. معارك الكر والفر والغزو. الانتصارات والانسحابات. الإحلال والاحتلال. التحرير والتحرر. مشروعات التفتيت والتقسيم من جهة، وأحلام العودة إلى المربع الأول قبل الخمس العجاف من جهة مقابلة. إغراء الانفصال. وطموح القادة الميدانيين. أفكار الجهاد والجنة والحور ومائدة الرسول. طاولة المفاوضات. وهم القوى الإقليمية لاستعادة أمجاد التوسع، ونهم القوى الكبرى لرسم مساحات العالم الجديد. أرض أنبياء الله الذين جالوا على شعوبها بما وُهبوا، وجادوا على العقول بما أوحي إليهم، سعياً لهدفٍ واحدٍ ومفهوم واحد: السلام. ذلك الكنز المفقود دائماً في ساحة الصراع الأزلي المسماة بـ"الشرق الأوسط".

رياح الشمال الجديدة هبّت على سوريا هذه المرة برائحة الغبار المعتّق 500 عامٍ بالتمام والكمال. من اليوم الذي اقتحم فيه السلطان العثماني سليم الأول مملكة المماليك في مرج دابق عام 1516، وحتى الرابع والعشرين من آب الحالي، يوم بدأ جيش تركيا الأردوغانية هجومه من جرابلس في وسط الشمال السوري، سعياً إلى استدراك ما فات من المنطقة الآمنة، كأمن هاتاي، اسكندرون سوريا الضائع في مرحلة اقتسام سابق، يوم جلس المخططون ذاتهم، فوق جثث الدول ذاتها، لصنع العالم الجديد يومها. أو تحفّزاً للمرحلة القادمة من العلاقة مع دمشق.

التركي قادم من الشمال

في عمق الضباب الذي يلف مباحثات الكواليس بين عواصم الشرق والغرب حول الأزمة السورية، وفي لحظة التسمر العالمي أمام معركة حلب، أطلقت تركيا يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من آب الماضي عمليةً عسكرية في مدينة جرابلس السورية لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، كما أعلنت. وذلك في أول تدخل عسكري تركي معلن بهذا الحجم في الحرب السورية.

تشير أنقرة إلى أن حملتها هذه تستهدف الإرهاب. وهو يتمثل وفق رؤيتها بتنظيم "داعش" من جهة، وبالمجموعات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني من جهةٍ ثانية. وقد أمّن الموقع الجغرافي لجرابلس معطى تقاطعت فيه الأهداف في عدسة القناص التركي الذي يرصد الشمال السوري منذ اندلاع الأزمة في البلاد، وأمام أعين الاستراتيجيين الأتراك الذين لم يتوقفوا يوماً عن تحيّن الفرص في هذه المساحة المثيرة دوما ًلشهوة حكام أنقرة. فالمدينة كانت تقع تحت سيطرة تنظيم داعش، المغضوب عليه عالمياً، وفي الوقت نفسه فهي تقع في المنتصف بين المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الكردية في الحسكة في أقصى الشمال الشرقي لسوريا وعفرين في أقصى الغرب. إذن، تقاطع في جرابلس هدفان تركيان: محاربة الإرهاب المرتد إلى الداخل التركي، ما يفيد أيضاً في تحسين صورة تركيا كدولةٍ تكافح ضد الإرهاب. ومنع الكرد من وصل مناطق شرق الفرات بمناطق غربه، والتقدم نحو دولتهم المنشودة.

ولكن هل يستطيع الكرد فعلاً إقامة دولتهم هذه في الشمال السوري؟ ومن هي القوى العالمية والإقليمية التي ستدعمهم في سبيل تحقيق ذلك؟. الإجابة عن هذين السؤالين تقود إلى هدفٍ تركيٍ ثالث محتمل، وهو الدخول إلى الشمال السوري والبقاء فيه. الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد. فما هي أولوية أنقرة حقيقةً؟  

تبدّل أولويات تركيا

لقد رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعد يومين على دخول تركيا إلى جرابلس أن أكثر ما يثير قلق أنقرة في الشمال السوري هو احتواء الكرد، ولكن لتركيا سوابق في انتزاع مناطق سورية في مراحل اقتسام النفوذ بين القوى الكبرى. فهي ضمّت لواء الاسكندرون من محافظة حلب منذ عام 1939 بعد انسحاب فرنسا منه، وقد أعطى المؤرخ ستيفن لونغريج اللواء تسمية "الألزاس واللورين السورية"، في إشارة إلى الإقليمين الفرنسيين اللذين ضمتهما ألمانيا بعد الانتصار على فرنسا.

ولعبت تركيا كل أوراقها في الأزمة السورية خلال الأعوام الخمسة الماضية. قبل ذلك كانت تستميت للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بتحسن اقتصادها في ظل حكم "العدالة والتنمية". وفي سوريا أيضاً استماتت لتحقق تلك المنطقة الآمنة التي تتيح لها التأثير في مستقبل سوريا، وفي إعادة تشكيل حدودها معها. والحدود هنا تعني ظاهر الأرض وباطنها.

ولكن فشل المشروع التركي وارتداداته أجبر أنقرة على إعادة النظر في سياساتها. فإحدى هذه الارتدادات كان خسارة العلاقة مع روسيا لسبعة أشهر، مع كل المخاطر التي أنتجها ذلك من ناحية. ومن ناحيةٍ ثانية تدهور العلاقة مع واشنطن، خلال وبعد استعادة الدفء في العلاقة مع موسكو.

وإلى جانب ذلك، لم يكن مسموحاً لتركيا أن تنفذ رؤاها في الشمال السوري من قبل الأميركيين والروس في السنوات السابقة لعدة أسباب، أهمها عدم الرغبة الأميركية بالصدام مع روسيا، كون تركيا دولة أطلسية، واصطدامها المباشر مع روسيا في سوريا كان ليطرح معضلة أمام المنظومة الأطلسية، فإما الانخراط في الحرب، أو الرضوخ للرغبة الروسية وترك أنقرة وحيدة في الميدان، ما سيعتبر انتصاراً للروس على الناتو كله.

أما السبب الآخر فهو أن الجموح التركي كان سيستتبع انخراطاً أطلسياً في حرب قرر التركي إشعالها مع روسيا، وبالتالي إعطاء تركيا دوراً قيادياً لا تملكه ضمن الحلف الأطلسي، وهذا ما ليست واشنطن بوارد تقديمه لتركيا، أو لأية دولة أطلسية أخرى.

أما في المرحلة الجديدة، فإن السياسة التصالحية التي يقودها رئيس الوزراء بن علي يلدريم تحاول تضميد الجروح في العلاقات الإقليمية لأنقرة، مهما كانت عميقة. وفي هذا السياق أعلن يلدريم أن بلاده تعيد تطبيع العلاقات مع روسيا والكيان الإسرائيلي، وأنها في صدد التطبيع مع القاهرة ودمشق. هذه الأخيرة تصف ما أصاب المنطقة بـ"الفالق" الاستراتيجي. هذا الإعلان لن يكون مفاجئاً لمن تابع كواليس الأشهر الأخيرة من عمل الديبلوماسية التركية. فأنقرة تعبت من العداوات التي أحدثتها سياسة الثنائي أردوغان-داود أوغلو، التي حُمّل الأخير مسؤولية تخطيطها وتنفيذها. والآن حان وقت سياسة جديدة مختلفة تعيد لشرايين السياسة الإقليمية الأردوغانية الحياة، وتسهم في مناعة أنقرة الداخلية بعد إنذار الانقلاب الفاشل ونتائجه على الرئيس والدولة، والتي أشرنا إليها في مقال سابق (أردوغان قوي.. تركيا ضعيفة).

اتخذت أنقرة خطوتها في جرابلس في لحظة حساسة جداً. على بعد خطوتين من الانتخابات الأميركية التي يرجح أن تحمل كلينتون إلى البيت الأبيض. وفي خضم معركة حلب والاندفاع السوري نحو حسمها. وفي ظل إصرار الأميركيين والروس على صياغة تفاهم بعيدٍ عن الأضواء حول حلٍ حقيقيٍ للأزمة، يرسم الطريق للخروج منها، ويؤسس لتقاسم المصالح بين الدوليتن هناك، ولكنه تعثّر مرحلياً خلال لقاءات الطرفين في قمة العشرين. واللافت أيضاً أن هذا يجري أيضاً في لحظة تقارب إيراني-روسي، أي مع استبعاد أن تأتي تفاهمات الروسية المنتظرة مع أنقرة وواشنطن على حساب مصالح طهران في سوريا. وقد كتبت صحيفة "فورين بوليسي" قبل يومين تقول إن موسكو وطهران اكتشفتا أن تدخل أميركا في الشرق الأوسط يضر بمصالحهما المشتركة، وأن تحقيق هذه المصالح هو في سياسة معارضة للولايات المتحدة هناك.

وفي الوقت نفسه، أتت الخطوة التركية في سياق السياسة التصالحية التي تنتهجها أنقرة مؤخراً في علاقاتها الدولية، وفي ظل معلوماتٍ نفتها الرئاسة الروسية عن مبادرةٍ يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجمع الرئيسين السوري والتركي في لقاء مباشر بحضوره. وحتى إن لم تصح هذه المعلومات فإنه من الصعب توقع جنوح تركيا باتجاه مشروع مناهض لدمشق في الشمال، أي أن معنى التدخل في جرابلس يصبح محصوراً في محاربة "داعش" والجماعات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وكانت المعلومات التي نشرتها جريدة السفير اللبنانية في الثالث من الحالي أشارت إلى أن المبادرة الروسية تبلورت في لقاء بوتين وأردوغان في قمة بطرسبوغ قبل نحو شهرين. وأن القمة المذكورة تزامنت مع زيارة ضباط سوريين رفيعي المستوى لروسيا. وأن التنسيق جارٍ على قدمٍ وساق لعقد اللقاء التاريخي بين أردوغان والأسد، غير أن ذلك يبقى غير متوقع في اللحظة الحالية.

ولا يضر في ذلك المنطق تصريح أردوغان الأخير عن نية بلاده إقامة المنطقة الآمنة، فتصعيد الشروط جائز قبل لقاءٍ بهذه الأهمية؛ وبالمقابل فإن وزارة الخارجية السورية أدانت التدخل التركي الذي رأت فيه خرقاً لسيادتها، واتهمت أنقرة بالسعي إلى "إحلال" تنظيمات إرهابية مدعومةً منها محل "داعش". وطالب مصدر في الوزارة في حديثٍ لوكالة الأنباء السورية "سانا" بإنهاء هذا "العدوان" ودعا الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها المتعلقة بشكل خاص باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وبضرورة احترام الجانب التركي والتحالف الأميركي للقرارات الدولية وخاصة ما يتعلق منها بإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب".

ولكن الموقف السوري الذي جاء من مصدرٍ في الخارجية لوكالة الأنباء، وبعد يومين على التدخل التركي، أعطى مؤشرات مختلفة. فالحكومة السورية تشعر بالخطر التركي فعلاً، ولكنها ربما تمتلك ضمانات بعدم توسع أنقرة في أهدافها، وبالتالي يأتي هذا الموقف من باب الاحتياط وحفظ الحقوق، فيما السياق يأخذ الأمور باتجاه تفاهم أنقرة مع موسكو، مع ضعف احتمال أن يقوم أردوغان بخذلان بوتين مجدداً. سوريا تراهن على ذلك، مستمسكةً بالحيطة والحذر في الوقت عينه.

أميركا.. كرد كالبارزاني وليس كأوجلان

أما الكرد ممثلين بقوات حماية الشعب، فهم طامحون إلى كيانهم المستقل، ولكنهم لا يجدون القوة القادرة على دعم نشوء هذا الكيان حتى نهاية المطاف. وعلى الرغم من التنافس بين واشنطن وموسكو على اجتذاب الكرد خلال السنتين الماضيين، على أساس أنهم القوة الأكبر في الشمال التي تصلح لأن تُلبس لباس المعارضة المعتدلة. فإن أياً من الدولتين غير مستعدة للسير بالمشروع الكردي حتى النهاية، والمخاطرة بانعكاسات ذلك على مستوى العلاقة مع دول المنطقة الرافضة للحلم الكردي. فالمصالح مع طهران وأنقرة ودمشق أولى بالتنافس عليها. وبالنسبة لواشنطن على الأقل، فإن النموذج الكردي المفضل هو كرد السلطة في شمال العراق، وليس كرد حزب العمال. وبالتالي فإن واشنطن يمكنها أن تدعم بارزاني سوري وليس أوجلان آخر.

ومع أن الكرد انسحبوا خلال الأيام الماضية من مدينة منبج المهمة كرمى لعيون واشنطن كما قالت مجلة "التايمز" البريطانية، إلا أن العلاقة بين الجانبين تبقى ضمن حدود المصالح الأميركية الكبرى في المنطقة، وهي لا تعني موافقةً أميركية على مجمل تفاصيل المشروع الكردي.

وفي خرائط الاقتصاد والسياسة في المنطقة والتي يعمل على خلقها بين العواصم الكبرى، تريد واشنطن استعادة أنقرة إلى بيت الطاعة بكامل اندفاعتها، وبالدور الذي تراه هي لها إذا أمكن، ولا يكفيها التواجد معها ضمن حلف شمال الأطلسي، مع بقاء نزعة أردوغان باتجاه فتح المسارات مع روسيا وإيران إلى الحد الذي وصلت إليه الأمور الآن. وبعد سنوات من تفضيل الخارجية الأميركية لتحالفها مع دول الخليج العربية على حساب تركيا، بسبب سهولة السيطرة على مفاصل الحكم والمقدرات هناك، وصعوبة التحكم بدولةٍ مثل تركيا تمتلك وسائل إنتاجها وشخصيتها القومية؛ تحتاج واشنطن إلى أنقرة من أجل العقود المقبلة في الشرق الأوسط، وهي لا تريد رؤية سيناريو تركيا في حضن بوتين. خصوصاً وأن أشواطاً من العلاقات الروسية مع مصر وإيران قد قُطعت، ما يؤشر إلى خطر محورٍ من القوى الإقليمية تترأسه قوة عالمية عائدة كروسيا. هو خطر على المشروع الأميركي في المنطقة. دونه عقبات وبعيد، لكنه كارثي.

أميركا التي تلمس خطر تفلّت المتطرفين الإسلاميين، باتت تدرك أهمية إحداث تغيير في سياسات بعض حلفائها العرب تجاه هذه المسألة. وفي هذا الإطار تتحدث صحيفة "نيويورك تايمز" عن وجود إجماع سياسي وإعلامي في الولايات المتحدة على الدور السلبي للسعودية في تغذية الإرهاب. وتسأل ما اذا كان العالم اليوم أكثر انقساماً وخطراً وعنفاً بسبب الأثر التراكمي لخمسة عقود من التبشير من قبل السعودية؟

وبالمقابل تريد موسكو من أردوغان تثبيت اعتذاره عن إسقاط الطائرة الروسية بالأفعال، بعد أن تم جانب الأقوال. والأفعال بدأت منذ قمة بطرسبورغ الأخيرة. المصالح الروسية-التركية بالغة الأهمية للطرفين، وقد اختبر الطرفان سبعة أشهر من تعطل هذه المصالح، وعرفا أن ذلك آخر ما يريدانه معاً.

معركة تحت الضباب

التنسيق بين أنقرة وواشنطن تراجع إلى أدنى مستوياته. هذا ما خلصت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" التي اعتبرت أن الهجوم التركي في سوريا فاجأ الولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة التي نقلت معلوماتها عن مسؤولين أميركيين فإن البيت الأبيض كان بصدد النظر في خطةٍ سرية لانضمام القوات الأميركية الخاصة الى الاتراك في الهجوم، لكن أنقرة أقدمت على خطوتها من دون إعطاء إنذارٍ مسبق لواشنطن. الأمر الذي منع واشنطن من تحييد حلفائها الكرد من دائرة الاستهداف. ومع أن الأميركيين قاموا بتغطية القوات التركية من الجو، غير أن الصحيفة تقول إن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي "جو فوتل" استخدم صلاحياته لتوفير هذا الغطاء. إذن كيف تغطي واشنطن هجوماً ليست على تنسيق تام بشأنه؟

الواقع أن الأميركيين يريدون من الهجوم التركي هدفين إن أمكن. الهدف الأول ضرب "داعش"، والثاني الإضرار بفرص قوات الجيش السوري وحلفائه في حلب وريفها، تمهيداً للتفاوض مع الروس. مع الاحتفاظ بقدرة الكرد على لعب دور الورقة الرابحة لواشنطن أمام جميع الأطراف.

أما الأهداف التركية فهي مختلفة. الهجوم التركي يصيب كل الخصوم دفعةً واحدة. لكن القوات السورية قد تكون في آخر سلم الأولويات في هذا الإطار، تبعاً للسياق الذي يعمل بوتين على العناية بمساره. إذن بالنسبة لتركيا تراتبية الخصوم تبدأ بالكرد وتمر بـ"داعش" لتصل أخيراً إلى القوات السورية التي بإمكانها التحول إلى حليف في لحظةٍ ما على هذا المسار، كما أشرنا في مقالات سابقة.

وبالنسبة للروس فهم يريدون إنهاء الحرب في سوريا مع الاحتفاظ بنفوذهم الحاسم هناك، وهم يقبلون إشراك الآخرين في منافع نهاية الحرب. وتركيا بالنسبة إليهم أكثر أهمية مما هي عليه بالنسبة لواشنطن؛ فهي لاعب أساسي في هذه الحرب، وتغيير دورها يشكّل عاملاً حاسماً فيها، وهي الدولة القريبة من حدودهم، والتي جمعتها معهم حروب كثيرة، ومناطق نفوذٍ مشترك، وتجمعها اليوم مع موسكو مصالح كبرى ليس أقلها تمديدات الغاز، ومرافىء التصدير، وضبط الأمن في القوقاز..

أما بالنسبة لدمشق، فإن كل من يتصارعون في الشمال اليوم هم في لحظةٍ ما من الحرب خصوم لها. ومع نجاح مساعيها في قضم محيط العاصمة بالمصالحات، فهي توفر جهوداً لمعارك الشمال، في الوقت الذي يعمل فيه حلفاؤها على إعادة وصلها بالدول المهمة التي كانت على عداوةٍ معها. وحساباتها النهائية مع الجميع تتوقف على نتائج مواجهات هؤلاء بين بعضهم البعض. وهي تمتلك ضمانة جيشها الذي يمثل القوة الأبرز على الأرض على الرغم من كل ما واجهه في السنوات الماضية. وهي اليوم أمام خطرين وفرصة:

الخطر الأول: انفصال الكرد.

الخطر الثاني: إقامة تركيا للمنطقة الآمنة، ثم التوسع وربما البقاء فيها.

أما الفرصة فهي: استعادة التنسيق مع تركيا ونسج مصالح مشتركة من خلال لقاء الأسد-أردوغان الذي قد يفتح الباب للحديث عن نهاية الأزمة السورية بصورةٍ جدية للمرة الأولى.

وهذا لا يعني أن تركيا أصبحت ضمن حلفٍ روسي-سوري. بل إنها لا تزال عضواً في حلف شمال الأطلسي. وهي بالنسبة لسوريا وروسيا دولة أطلسية، بعقيدة أطلسية عنوانها التوسع والاحتواء. ولكنها دولة قائمة بمؤسساتها الدستورية العريقة، وحضارتها الضاربة في التاريخ، ومصالحها المتشعبة بين الشرق والغرب. وفي لحظة اقتسام النفوذ للعقود القادمة، فإن شخصية الدولة في تركيا حاضرة للاختيار. ومع رئيس له شرعية شعبية قوية، مرتابٌ من الأميركيين، ويتوجس من نيتهم الإطاحة به، فإن هذه المعطيات تقود أنقرة تدريجياً إلى إجراء تفاهمات مع موسكو وطهران ودمشق والقاهرة. الجميع منزعجون من الأميركيين. والجميع غير قادرين على الاستغناء عن واشنطن نهائياً. فالأخطبوط الأميركي يمسك بتلابيب النظام الاقتصادي الدولي، وبالتالي فإن عدم توفر منظومة اقتصادية بديلة يترك هذه الدول فريسة لأيدي الأخطبوط فرادى. أما كمجموعة متآلفة مصلحياً، فإن هذه العواصم قادرة على خلق هامشٍ حقيقي للتأثير في مستقبل المنطقة. وهو هامش يتوقع أن يشكّل أمراً واقعاً يصعب على واشنطن تجاوزه. وعنوان هذا الهامش بخصوص سوريا: وحدتها، تنوعها وانفتاحها على مصالح الجميع.

فوضى سياسات.. الشيء ونقيضه معاً

الأمر ليس أن تأخذ كل الأطراف كل شيء أو أن لا تأخذ شيئاً على الإطلاق. بل إنها مرحلة صراع تحاول فيها الأطراف الحصول على أي شيء، مع عدم المخاطرة بفرص الحصول على شيء آخر مختلف. أي الأخذ من الشيء ونقيضه، وبالتالي ممارسة الشيء ونقيضه في آنٍ واحد. هكذا كانت السياسات طوال سنوات الأزمة السورية. ويعزز هذا النسق سريان نظرية الفوضى في المنطقة. هذه الفوضى التي تترك لتفاعلاتها الطبيعية وتنتج قوانينها بحسب موازين القوى كما كان يقول محمد حسنين هيكل. أو كما سمّتها كوندي رايس: الفوضى الخلاقة. هكذا تعمل.
__________________

* صحافي وباحث لبناني، بدأ عمله الصحفي عام 2007، عمل في الإذاعة وفي الصحافة المكتوبة والإلكترونية، متخصص في شؤون الأمن الروسي، والعلاقات الروسية الأطلسية. الكاتب على موقع تويتر: @mseiif

31 أغسطس 2016

توصيات مؤتمر أهل السنة والجماعة المنعقد فى الشيشان ورد السلفية التكفيرية

    8/31/2016 09:24:00 ص   No comments
أصدر المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد في مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان والذي استمر ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس 2016، عدد من النتائج والتوصيات ، وجاء أبرزها:

- أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى.

15 أغسطس 2016

حلب تكشف بذور الانقسام في «جيش الفتح»... وموقف السلفية من الديمقراطية وصوت الشعب في الحكم يعصف بهم... وخلافات النصرة وأحرار الشام تتفاعل

    8/15/2016 07:45:00 ص   No comments
حلب تكشف بذور الانقسام في «جيش الفتح» والسعودي عبدالله المحيسني يريد الانفراد بقيادة الجماعات السلفية باسم "اهل السنة"، ويريد «جيش الفتح» نواة لهذا الجيش الموحد.
___________________

يواصلُ الجيش السوري عملية ترميم «ثغرة الراموسة» بهجمات برّية متواصلة مدعومة بتغطية جوية كثيفة وقصف مدفعي على مدار الساعة، فيما تحاولُ الجماعات المسلحة امتصاص الصدمة الخفية التي تعرضت لها بُنية «جيش الفتح» في أعقاب فشله في مواصلة التقدم الميداني على غرار ما حصل في محافظة إدلب قبل عام ونيف، الأمر الذي أكسبه في حينه شهرةً واسعة باعتباره أبرز تحالف عسكري ضد الجيش السوري والأكثر فاعلية.
وتزامن ذلك مع استعار خلافات عميقة بين تيارات متباينة داخل أبرز جماعتين من مكونات «جيش الفتح»، وهما «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، على خلفية عناوين سياسية متعلقة بما تسرّب حول موافقة «أحرار الشام» على الانخراط في العملية السياسية على قاعدة إحياء الدستور السوري للعام 1950 الذي يتبنى النظام البرلماني كنظام حكم للبلاد، مقابل ارتفاع بعض الأصوات في الجماعتين تطالب بالعمل على تسريع التوحد قبل أن يخفت وهج «فك الارتباط» الذي قامت به «جبهة النصرة».

«جيش الفتح» على طريق التفكك


وقد قوّضت معركة حلب الأساس العملي الذي قامت عليه فكرة «جيش الفتح» باعتبار أن التوحد واجتماع الفصائل الكبيرة في إطار العمل تحت مظلة من الدعم الاقليمي اللامحدود سيؤديان حتماً إلى «هزيمة مزلزلة» ضد الجيش السوري.
وكانت الآمال معقودة على استنساخ تجربة إدلب وتطبيقها بحذافيرها في حلب، غير أن صمود الجيش السوري وحلفائه، وقدرتهم على امتصاص الموجات الأولى من الهجوم ومنع المهاجمين من تحقيق هدفهم الأولي المتمثل بفك الحصار عن معاقلهم في الأحياء الشرقية، وبالتالي إجهاض المراحل اللاحقة في خطة الهجوم التي كانت تطمح إلى «تحرير حلب» بسرعة قياسية وفق تصريحات قادة المسلحين، أدّى كل ذلك إلى تزعزع بنية «جيش الفتح» وتراجع صورته في أذهان حاضنته التي بدأت تتأقلم مع فكرة أن «جيش الفتح» ليس كاسحة انتصارات كما أراد القائمون عليه إظهاره مستغلين إنجازاته السابقة.
وقد كان أحد الأهداف الفرعية للمعركة هو الهيمنة على الساحة الحلبية وإلغاء أي دور لفصائل مسلحة أخرى، وخاصةً تلك المنضوية في «غرفة عمليات فتح حلب»، وهي بمجملها فصائل تعمل تحت مسمى «الجيش الحر». وهو ما يفسر مسارعة «جيش الفتح» إلى إعلان تفرده بقيادة معركة حلب ونفي أي دور لأي غرف عمليات أخرى. ويستشف من ذلك رغبة إقليمية في حصر الميدان الحلبي وعزله عن التأثيرات الدولية، لأن هيمنة «جيش الفتح» ستعني لو تمت، حرمان الولايات المتحدة من أذرعها العسكرية، وبالتالي من القدرة على التأثير في مجريات المعارك، وهو ما تم بالفعل العام الماضي على جبهات إدلب، حيث فقدت واشنطن حلفاءها على الأرض لصالح هيمنة حلفاء المثلث القطري - السعودي - التركي.
وتبدو حاجة تركيا إلى إحداث تغييرات في تركيبة الفصائل المسلحة هي الأكثر إلحاحاً، خصوصاً بعد سيطرة «الأكراد» على مدينة منبج وبدء الحديث عن إمكانية سيرهم قدماً في قضم ما تبقى من الشريط الحدودي معها وصولاً إلى إعزاز، وهو بالنسبة إلى أنقرة أكثر من خط أحمر. وتتمثل المشكلة التركية في أن الفصائل العاملة في بلدات الشريط الحدودي ذات ولاء مزدوج بينها وبين واشنطن، لذلك هي لا تثق بتوجهات هذه الفصائل ومدى جديتها في التصدي للتقدم الكردي، عندما يحين وقته. وبدا أن «جيش الفتح» هو الخيار الوحيد المتاح لتسويقه تركياً، إلا أن هذا التسويق فشل مع عجز «جيش الفتح» عن الحفاظ على الخرق الذي أحدثه في الراموسة وانشغاله بالهجمات المتكررة التي يشنها الجيش السوري ضده.
وليس الفشل العسكري وحده ما يهدد بنية «جيش الفتح» بالتشقق مثلما حصل مع «جيش الفتح في إدلب» عندما انفرط عقده بعد انسحاب العديد من الفصائل منه، أبرزها في ذلك الوقت «فيلق الشام» و «جند الأقصى»، بل إن الخلافات العقائدية والسياسية تلعب دوراً مهما في زعزعة بنية الجيش وإضعاف الروابط بين مكوناته وتهديده بالتفكك.
فلم يكن من قبيل المصادفة أن تتصاعد السجالات العلنية على مواقع التواصل الاجتماعي بين قادة «أحرار الشام» وبين قادة «جبهة النصرة» على خلفية التصريحات التي أدلى بها لبيب النحاس، رئيس العلاقات الخارجية في «أحرار الشام»، خلال مقابلته مع صحيفة «الحياة» السعودية حول الديموقراطية والعملية السياسية. وقد شهدت هذه السجالات وجود انقسام داخلي في كل من «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» حول المواضيع المختلف عليها.
ففريق من «الأحرار» يؤيد تبني «الديموقراطية» على صعيد الآليات وليس على صعيد التشريع، ومن أبرز هؤلاء أبو العباس الشامي، بينما كبار شرعيي الحركة يرفضون ذلك ويصفون الديموقراطية بالكفر والتناقض مع الشرع الاسلامي، ومن هؤلاء أبو الفتح الفرغلي (مصري)، رئيس مكتب الدراسات في «هيئة الدعوة والإرشاد»، وعدد آخر من الشرعيين السوريين. ومن نافلة القول أن الرأي الرسمي في «أحرار الشام» هو تكفير الديموقراطية وتحريم العمل بها، وهو رأي لم يتغير منذ نشأة الحركة. وبالرغم من كل المراجعات التي قامت بها لإدخال تعديلات على توجهاتها الفكرية، لكنها لا تزال عاجزة عن الطلاق مع جذورها «السلفية الجهادية».
ويبدو رأي هؤلاء أقرب إلى رأي «جبهة النصرة» التي ثمة إجماع فيها على رفض الديموقراطية، بما في ذلك فريق أبي ماريا القحطاني الذي يعتبر أكثر اعتدالاً من باقي التيارات في «النصرة». وقد كان من اللافت أن يخرج المتحدث الرسمي باسم «جبهة النصرة» أبو عمار الشامي (حسام الشافعي) ليؤكد وجود تيارين داخل «أحرار الشام» يقتات أحدهما على الآخر، وقال «من أكبر أسباب التخبط والفشل هو تباين المواقف بين الجناح السياسي والعسكري داخل الجماعة الواحدة، فيقتات الأول على مكتسبات الثاني وجهده». وتهجم الشامي بشكل مباشر على لبيب النحاس متهماً إياه بإرضاء «دول الجوار، وتحويل التضحيات إلى ورقة لمخاطبة من يمنّي النفس بالخلاص من خلالهم». رغم أن الشافعي نفسه في مقابلة مع صحيفة «الشرق» القطرية عجز عن صياغة حلول سياسية واكتفى بالحديث عن الحسم العسكري، وهو ما أكد رأي لبيب النحاس في «جبهة النصرة» عندما اتهمها بعدم امتلاك مشروع سياسي.

دستور 1950 يسعر الخلافات داخل «الأحرار»
وفي خطوة تشي بمدى اتساع هوة الخلافات ضمن قيادات الصف الأول في «أحرار الشام»، ومن غير تمهيدٍ مسبق، كشف أبو محمد الصادق أن الخلافات لا تقتصر على النظرة نحو الديموقراطية وحسب، بل تتعداها إلى ما يجري طرحه بشكل سري كمسارات لحل الأزمة السورية، لذلك كان من المفاجئ تحذيره الحاسم من القبول بالدستور السوري لعام 1950، قائلاً «من رضي أو أقرّ أو وافق (كائناً من كان) على هذا الدستور، فإنه لا يمثل آساد حركة أحرار الشام الاسلامية»، في إشارة منه إلى النحاس وفريقه، على الأرجح. وهذا ما استدعى عقد ندوة نقاش في غرفة افتراضية على تطبيق «تلغرام»، أكد فيها لبيب النحاس، بحسب ما نقل عنه أحد المشاركين في الندوة، أنه لم يسبق له أن وقّع أو ناقش هكذا قضية.
غير أن أوساط «جبهة النصرة» سرت فيها الكثير من الشكوك حول حقيقة توجهات «أحرار الشام» ومن هو التيار الذي يفرض رأيه، تيار لبيب النحاس أم تيار أبي الصادق؟ خاصةً في ظل بعض التسريبات بأن السعودية فرضت على هيئة التفاوض التعهد بتبني دستور 1950 كمبدأ لبناء سوريا الجديدة بعد إسقاط النظام. وللعلم، فإن أبا الصادق، رغم إلغاء منصبه كمسؤول شرعي عام للحركة، إلا أنه لا يزال عضو مجلس الشورى وله نفوذ قوي داخل الحركة بسبب علاقته القوية مع صقور الجناح العسكري المحسوبين على التيار «القاعدي» أمثال ابي صالح الطحان وابي البراء معرشمارين اللذين عبرا عن مواقف مناقضة لما ذهب إليه لبيب النحاس. فالطحان سخر من «شخص ما وطئت قدمه ساحة جهاد، يحسب المعارك كألعاب الحاسوب، فإن هزم أعادها بتجربة أخرى حتى ينجح فيها بزعمه». أما ابو البراء فقد استنكر عدم التوحد برغم فك «جبهة النصرة» ارتباطها مع «القاعدة»، متهماً الرافضين للتوحد، بمن فيهم قادة «أحرار الشام»، بالتلاعب بالأهواء والتستر وراء مطلب حق أردتم به باطلاً».



*****


وخلافات النصرة وأحرار الشام تتفاعل

شنت العديد من الحسابات المؤيدة لجبهة النصرة الارهابية على موقع تويتر هجوماً على المسؤول العسكري في حركة احرار الشام الارهابية حسام سلامة، بعدما تهجم الأخير على منظري تنظيم القاعدة الارهابي طارق عبد الحليم، أبو قتادة الفلسطيني، وهاني السباعي.

وقالت التنسيقيات إن سلامة لا يقود المعارك فعلياً، بل إنه مقيم في تركيا، وهمه الظهور على الاعلام فقط، واتهمته بالكذب عند الحديث عن مقاتلة داعش في دير الزور قبل أكثر من عامين.

وقالت حسابات مقربة من جبهة النصرة أنه واثناء المعارك مع داعش في منطقة الشرقية، لم يكن أحد ليسمع بحسام سلامة، وكشفت عن خذلان حركة أحرار الشام للمقاتلين ضد داعش هناك، في تلك الفترة.
وهاجم أنصار جبهة النصرة حركة أحرار الشام، واعتبرت أن من يحكم الحركة الآن هو جيل “هجين” ، كل همه السلطة والنفوذ، ووصفتهم بـ “المميعين”.
ودعت حسابات أخرى إلى فصل حسام سلامة من أحرار الشام، فيما دعا العديد إلى قتل سلامة، كونه من الحاقدين على القاعدة منذ زمن.
ويأتي هذا الجدل، في وقت اندلع جدال آخر بخلفية مناطقية، بين الحلبيين والأدالبة، حيث هاجم أحد المقربين من الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني ابراهيم شاشو فصائل حلب، واعتبر أن همها التصوير فقط، ليأتيه الرد من المدعو إبراهيم سلقيني، حيث سأله متهكماً، هل المقاتلون في حلب سيدخلون الجنة مع “جيش الفتح” أم مع “الجيش الحر”؟

8 أغسطس 2016

«ثغرة الراموسة» تعيد «التوازن» ومن اجل ثغرة دبلوماسية لفلاديمير ورجب قبل لقاء سان بطرسبورغ

    8/08/2016 01:00:00 م   No comments
حلب بانتظار سان بطرسبورغ، وقد تنتظر العمليات العسكرية اللقاء الرئاسي التركي الروسي، قبل ان تحتدم من جديد، او تتضح وجهة العمليات، والصفقة السياسية. العودة الى ما قبل محاصرة الجيش السوري حلب الشرقية قد تكون الورقة التي حاول الهجوم التركي، عبر المجموعات المسلحة في حلب الحصول عليها، قبل ان يضع الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غدا في سان بطرسبورغ، نقطة النهاية على مصالحة تنتظر مصافحة، وربما قبلات الختام. ولكي لا يلتقي الرئيس التركي بنظيره الرئيس الروسي، مهزوما استمات الاتراك، والحزب الاسلامي التركستاني، بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس مجازا، بل وانتحروا بالعشرات عند اسوار كلية المدفعية والتسليح والفنية الجوية جنوب غرب حلب من اجل ممر، غير آمن، يبلغ عرضه ٩٠٠ متر، بطول كيلومترين، ويمتد من اطراف العامرية شرق حلب مخترقا الراموسة حتى كلية التسليح، حيث التقت ارتال المهاجمين، بالخارجين من حلب الشرقية وحصارها.
تحسين شروط اللقاء بين المتصالحين، واتمام العرس التركي ـ الروسي، قد يكون فرض اعادة تصحيح ميزان القوى نسبيا، بعد ان اختل كليا لمصلحة الجيش السوري في حلب، مركز الصراع على سوريا. الحرب على حلب من اجل التوازن في سان بطرسبورغ اعلن عنه رجب طيب اردوغان، الذي قال امس الاول ان «النظام حاصر حلب لكن المعارضة اعادت التوازن».

6 أغسطس 2016

ما حقيقة ادعاءات شرعيي السلفية الجهادية عن مكارم ربانية وشهادات دكتوراه ... هل هي للاستغلال البسطاء؟

    8/06/2016 07:25:00 ص   No comments

من هو عبدالله بن محمد بن سليمان المحيسني؟

القيادي في جيش الفتح، عبد الله
المحيسني، هو مواطن سعودي انضم للقتال في سوريا في عام 2013. وهو قاضي و شرعي للجماعات السلفية، اتخذ لنفسه لقب "القاضي العام لـ«جيش الفتح»، يدعي أنه شيخ مؤهل وباحث أكاديمي.

على مواقعه الرسمية على الإنترنت،  يستخدم "الشيخ" و"الدكتور"، مدعيا التكوين والتربية الدينية وكذلك درجة متقدمة في القانون الإسلامي (الفقه). وهذه الادعاءات ليست صحيحة. وهو يعلم انها إدعاءات كاذبة. فهو ليس شيخا عالما ولا دكتورا مدربا كما تدل الوثائق التي قدمها هو بنفسه.

السيد المحيسني حصل على ملايين باسم الجهاد في سوريا
 
 نعم
، هو التحق بصفوف مدرسة دينية في المملكة العربية السعودية، اين حصل على درجة الماجستير من جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، لكن ليس لديه تدريبا رسميا في القانون أو الدراسات الإسلامية. يدعي أنه حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، ولكن الوثائق التي تظهر على موقعه على الانترنت تكشف عن أنها  درجة وهمية من جامعة وهمية. لقد اشترى الدكتوراه الوهمية من موقع على شبكة الإنترنت، جامعة-- ISR International University--  وهي شركة فرضية بلا عنوان، ولا موظفون، ولا منهاج تعليم، ولا اساتذة، وليست معتمدة في أي منظمة من أي مكان في العالم.

السيد المحيسني يدرك شكوك الناس بادعاءاته حيازة درجة الدكتوراه، لذلك قدم تفسيرا. وقال إنه التحق ببرنامج الدكتوراه في المملكة العربية السعودية، وأنه انهى جميع الدروس التمهيدية وكتب رسالة وأراد الدفاع عن أطروحته عام 2013. ولكن قيل له إن دفاعه تأخر. وبما أنه كان يخشى أن يتم القبض عليه، غادر البلاد وقدم أطروحته في جامعات مصرية وعراقية وحصل على الدكتوراه من جامعة دولية.

السجلات التي
نشرها هو نفسه على موقعه الخاص لا تدعم هذه المزاعم. درجة الدكتوراه تتطلب من سنتين الى ثلاث سنوات إقامة  ومثل ذالك للبحث والكتابة. هو قضى أقل من سنة بعد طلب الالتحاق بالجامعة للدراسة للحصول على الدكتوراه  في عام 2012. لا يوجد  برنامج دكتوراه، حتى في المملكة العربية السعودية بلاد المعايير الدنيا في الدراسات العليا، يمكن أن يمنح الدكتوراه لشخص في سنة واحدة فقط. قد يقول السيد المحيسني انه عبقري ويستطيع فعل ذلك. لو كان كذلك لأنهى الماجستير في عام، لكنه لم يفعل، بل قضى ثلاث سنوات، سنة أطول من المعدل. بما ان ادعاءاته كاذبة حول الدكتوراه، يمكننا اصتخلاص امكانية أن تكون كل ادعاءاته حول فقهه وما يقوله عن الحرب في سوريا كاذبة كذلك. وهذا أمر خطير جدا.

المشايخ والقضاة الشرعيون مثل السيد
المحيسني، الذين يكذبون حول تكوينهم الديني والتعليمي، بحوزتهم ترسانة ضخمة من الأسلحة وسيطروا على محافظات بأكملها في سوريا. وهو الآن يقود حملة تحرير حلب وتوحيد الجماعات السلفية السنية في جيش واحد مما قد يمكن امثال السيد المحيسني من تدمير بلد آمن وتهديد آخر.

وكما إدعوا حيازتهم شهادات دكتوراه تبين أنها مزيفة، تبين أنهم ينشرون معلومات قديمة على أنها تمثل سير المعارك ويدعي أنه سمع من جنوده قصص كرامات فما هي إلا ادعاءات دعائية كاذبة للتغرير بالسذج من اتباعهم. يفعلون كل ذلك باسم إسلام حرفوه وشهادات لم يحصلوا عليها.
_________
الشواهد:

"الدكتور" المحيسني

 السيد المحيسني وخلفه شعار جيش الفتح


 الدكتوراه الوهمية التي اشتراها على الإنترنت
 الجامعة الوهمية التي منحته الدكتوراه لا توجد أصلا, بل هي موقع احتيال باعترافهم.


 السيد المحيسني محاولا--عبثا-- تفسير الدكتوراه المزيفة
 ________________
تحقيق-«نبيل بن رمضان» و«آما نلسون» ـ

 

22 يوليو 2016

الجبير يعرض “صفقة” على روسيا باعطائها “حصة” في الشرق الأوسط لتصبح أقوى بكثير من الاتحاد السوفيتي مقابل تخليها عن الرئيس السوري

    7/22/2016 12:52:00 م   No comments
كمال خلف
السعودية تحاول إغراء روسيا كما فعلت مع الأمم المتحدة
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرياض مستعدة لإعطاء “حصة” لروسيا في الشرق الأوسط لتصبح أقوى بكثير من الاتحاد السوفيتي، مقابل تخليها عن الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجبير في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية خلال زيارته إلى بروكسل، إن السعودية مستعدة للتعاون مع روسيا بصفتها من أكبر منتجي النفط في العالم.
واعتبر في المقابلة التي نشرت يوم الجمعة 22 يوليو/تموز، أنه من المنطقي أن تقول موسكو أن ما يصب في مصالحها هو تعزيز دفع علاقتها مع الرياض قدما إلى الأمام وليس مع الأسد.
وأردف الوزير السعودي قائلا: “إننا مستعدون لإعطاء حصة لروسيا في الشرق الأوسط ستحول روسيا إلى قوة أكبر بكثير بالمقارنة مع الاتحاد السوفيتي”.
وشدد قائلا: “إننا نختلف (مع الروس) بشأن سوريا، لكن خلافنا يتعلق بالدرجة الأولى ليس بنتيجة اللعبة بل بالطريق التي تؤدي إليها”.
وأضاف الجبير أن أيام الأسد معدودة، وقال متوجها إلى الروس: “إقبلوا الصفقة ريثما يمكنكم ذلك”.
كما كرر الجبير في المقابلة الاتهامات السعودية الموجهة إلى إيران بالوقوف وراء كافة مشاكل المنطقة، وأصر على أن التشكيلات المسلحة التي تدعمها إيران وهي حزب الله في لبنان وسوريا، والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، هي عامل زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وتابع أن طهران تؤجج التمرد في صفوف الشيعة في البحرين والسعودية.
وتابع الوزير الذي تزامنت زيارته إلى بروكسل مع مرور سنة على عقد الصفقة النووية بين إيران والدول الكبرى: “إيران في حالة هياج. إنها تريد إعمار الإمبراطورية الفارسية، إنها فكرة جنونية لأن تلك الإمبراطورية ماتت منذ قرون”.

5 يونيو 2016

اردوغان يمهد لمراجعة سياساته الداخلية والخارجية

    6/05/2016 08:57:00 ص   No comments
عبد الباري عطوان
لا يعرف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من اين تأتيه الضربات الموجعة هذه الايام، ففي الوقت الذي كان يتواجد في كينيا في اطار محاولاته لفتح اسواق جديدة لتجارة بلاده في القارة الافريقية تعويضا لخسائرها بسبب المقاطعة الروسية، يتبنى البرلمان الالماني وبالاجماع قرارا بالاعتراف بـ”الابادة التركية” لاكثر من مليون ارمني قبل مئة عام.
الرئيس اردوغان الذي استفاق لتوه من ازمة رحيل ذراعه الايمن ومهندس سياسته الخارجية السيد احمد داوود اوغلو، رئيس الوزراء صاحب نظرية “صفر مشاكل” مع الجيران، التي اوصلت تركيا الى ما وصلت اليه من مكانة اقتصادية، واخرى سياسية، هدد الخميس من نيروبي بأن القرار الالماني سيؤثر بشكل كبير على العلاقات بين المانيا وتركيا، وتوعد بأنه سيتخذ “الخطوات اللازمة” لدى عودته الى انقرة، اما وزير العدل التركي بكير بوزواغ فقال موجها حديثه للالمان “تحرقون اليهود ثم تتهمون الشعب التركي بالابادة”.

20 مايو 2016

حركة النهضة تراجع منهجها: حكم الدولة بلا عباءة «الإخوان»

    5/20/2016 06:22:00 ص   No comments

محمود مروة
تنطلق في تونس، اليوم، أعمال المؤتمر العاشر لـ «حركة النهضة»، وهو «استثنائي» إذ سيجري خلاله «الفصل بين الجانب الدعوي (بصفتها حركة إسلامية) والعمل السياسي»، وهو يشمل «نوعا من المصارحة التاريخية... إذ المطلوب أن نكون عند مستوى انتظارات مجتمعنا، والعمل على كسب ثقة الرأي العام والدولة للتأهل لتسييرها»، كما يلخص أحد قادتها في حوار أخير

19 مايو 2016

الغنوشي: لم يعد هناك مبرر للإسلام السياسي في تونس

    5/19/2016 05:59:00 ص   No comments

قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إنه لم يعد هناك مبرر للإسلام السياسي في تونس قائلاً إن ثورة 2011 وضعت حداً لكل من الديكتاتورية والعلمانية المتطرفة على حد قوله.

وفي مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية قبل أيام من المؤتمر العام للنهضة المقرر بين 20 و22 أيار/ مايو الجاري قال الغنوشي "نحن نعتقد أن الإسلام السياسي رغم تحفظنا على المصطلح الذي هو غربي، كان ردة فعل على مسألتين: الديكتاتورية في البداية ثم العلمانية المتطرفة. لكن ثورة 2011 وضعت حداً لكلاهما. وتونس تعيش اليوم في ديمقراطية" مضيفاً أن "دستور 2014 وضع حدوداً للتطرف العلماني والديني في الوقت نفسه وبالتالي لم يعد هناك مبرر للإسلام السياسي في تونس".

21 أبريل 2016

السلطان أردوغان.. خارج الحلبة

    4/21/2016 06:52:00 ص   No comments
علي فواز

تركيا دولة وازنة في المنطقة، تستند إلى مجموعة عوامل القوة، منها موقعها الجيوسياسي وعضويتها في حلف الناتو عدا عن امتلاكها لجيش قوي. لكن تحديات عدة بدأت تضيّق على وريثة العثمانيين منذ عام 2015 أو قبل ذلك. بوضوح سعى أردوغان إلى امتطاء "الربيع العربي" لتكون له الكلمة العليا في المنطقة. اليوم تواجه أحلام السلطان فشلاً استراتيجياً غير عادي. كيف تحاول تركيا التعويض عن خسائرها في سوريا والمنطقة عام 2016؟ على ماذا تعتمد وما هي حساباتها؟ ما الدليل على علاقتها المزعومة بداعش؟ ما هي أهم التحديات التي تواجهها؟ كيف توازن بين علاقتها مع إيران ومع الغرب وإسرائيل؟ وما هي مساحة صلاحياتها المرسومة من الدول الأخرى؟ هل تنجو أم تتحول إلى "رجل مريض"؟ المختص بالشؤون التركية الدكتور محمد نورالدين يستعرض هذه الجوانب وغيرها ضمن ملف "ملامح 2016".

يكمن التحدي الأول والأساسي الذي تواجهه تركيا في كيفية الحفاظ على الحد الأدنى من دور مؤثر في المنطقة.
يكمن التحدي الأول والأساسي الذي تواجهه تركيا في كيفية الحفاظ على الحد الأدنى من دور مؤثر في المنطقة. خلال السنوات الماضية كانت أنقرة تطمح إلى أن يكون لها الكلمة العليا في محيطها. كانت تسعى، لا إلى دور رئيسي فحسب، بل إلى الدور الرئيسي.
 لم يكن غريباً في هذا السياق أن تدعو إلى شرق أوسط جديد ترسم هي ملامحه وتقوده. هذه الدعوة صدرت حرفياً عن وزير الخارجية آنذاك في كلمة له داخل البرلمان، تحديداً في 27 نيسان/ أبريل عام 2013. حينذاك كانت تركيا تضع نفسها في موقع السيد الجديد في المنطقة. سيد يلغي أدوار كل الأفرقاء الآخرين من سوريا ومصر إلى إيران والسعودية.

4 أبريل 2016

«الإخوان المسلمون» أكلتهم ثورة «الربيع»: «إخوان اليمن»: من نشوة السلطة إلى «لعبة الكبار»... الإخوان الذين تفتّتوا... ذاتياً... الإخوان الذين تفتّتوا... ذاتياً; «النهضة»: لسنا «إخواناً»

    4/04/2016 08:02:00 ص   No comments

بين مصر وتونس: الإسلاميون في الزمن الجديد
مثّل عام 2013 بالنسبة إلى الحركات الإسلامية في العالم العربي محطة تحوّل ضمن الإطار العام للمرحلة التاريخية التي كانت قد بدأت قبل ذلك بعامين، عقب اندلاع ما سمي «الربيع العربي». بين «الاخوان» في مصر، و«النهضة» في تونس، تجربتان متناقضتان... فهل تكون من تداعيات «الزمن الجديد»، تغيرات جذرية في مفاهيم أبرز تلك الحركات؟
محمود مروة

في صيف عام 2013، عُزل «الإخوان المسلمون» عن الحكم في مصر، فيما كانت «حركة النهضة» في تونس تواجه معارضة شديدة وأزمة سياسية كادت أن تطيح حكومة علي العريض (أحد قادتها) خلال مدة قياسية، قبل أن تؤدي في فترة لاحقة إلى تنازل «النهضة» عن الحكومة.

اليوم، بعد أقل من ثلاثة أعوام على ذلك الصيف، الذي أشعل البلدين، يمكن الوقوف على المشهدين التاليين: في مصر، يواصل حكام القاهرة الجدد الإمساك بمفاصل الحياة السياسية (لحدود خنقها)، بالتوازي مع مواصلة المعركة على «جماعة الإخوان المسلمين» على كافة الصعد. أما في تونس، فقد انقلب المشهد، لتبدو الحياة السياسية مخدّرة نتيجة للائتلاف الناشئ قبل أكثر من عام بين القطبين، «نداء تونس» و»حركة النهضة».
هناك معطى مشترك يمكن أن يمثّل ركيزة للانطلاق بعملية مقاربة واقعي «الإخوان» و»النهضة» خلال المرحلة الراهنة: لقد فتح عام 2011 بالنسبة إليهما على زمن جديد، سمح لهما بأن يصلا إلى السلطة وإلى الحكم في بلديهما. بيد أنّ إخفاق تجربة «الإخوان» وما تبع ذلك من صراع مفتوح مع «الدولة»، يضطر الجماعة إلى إقرار استراتيجيات عمل جديدة، بصورة لم تعتدها في تاريخها. بالتزامن، فإنّ نجاح عملية استقرار «النهضة» في السلطة، يدفعها إلى تسريع التحوّل «من كونها حزبا (حركة) إحتجاجيا(ة) إلى كونها حزب دولة»، وفق تعبير زعيمها، راشد الغنوشي، قبل شهر.

«الإخوان»: ولادة ثالثة؟

12 مارس 2016

أوباما: السعودية مصدر للتطرّف... وأردوغان فاشل واستبدادي... كيف رسمت "الخطوط" الحمراء في سوريا.. وكيف سقطت؟

    3/12/2016 04:16:00 م   No comments
أوباما: السعودية مصدر للتطرّف... وأردوغان فاشل واستبدادي
 
يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن يترك وراءه «إرثاً إيديولوجياً»، إلى جانب «إرثه السياسي» الذي عمل على الترويج له منذ بداية ولايته الثانية. وهو في موازاة ذلك حاول الترويج لـ»عقيدته» في 83 صفحة نُشرت في مجلة «ذي أتلانتك»، أمس، واحتوت مقابلات معه ومع مسؤولي فريقه وغيرهم، ومع سفراء وقادة بعض الدول، تحدثوا عن هذه العقيدة
نادين شلق

يستثمر الرئيس الأميركي باراك أوباما الوقت المتبقي له في البيت الأبيض في شرح «عقيدته»، التي بدأت بالظهور في مقابلة مع توماس فريدمان نُشرت في صحيفة «نيويورك تايمز»، في نيسان الماضي، ليستكملها، أمس، في مقابلة موسّعة من 83 صفحة مع جيفري غولدبرغ في مجلة «ذي أتلانتك».

مادة مبنية على محادثات مع أوباما في البيت الأبيض وعلى الطائرة الرئاسية خلال رحلات عمل، وأيضاً على خطاباته السابقة ومقابلات مع مسؤولي السياسة الخارجية ومستشاريه للأمن القومي، ومع قادة غير أميركيين وسفراء في واشنطن، وأصدقاء لأوباما... كلها من أجل شرح «خرق» أوباما لـ»كتيّب قواعد» اللعبة المتّبع في السياسة الخارجية الأميركية، والذي عادة ما يلجأ إلى خيار القوة والتدخلات العسكرية في مختلف دول العالم.

10 مارس 2016

تونس: حساسية قديمة ضد الوهابية... درس سعودي جديد في الديموقراطية «توحيد الخطاب الإعلامي»

    3/10/2016 06:26:00 ص   No comments
فليسقط الجدار!
بيار أبي صعب

في فيلم «جدار»، يقترح أحد الذين حاورتهم سيمون بيتون مقاربة مثيرة لجدار الفصل العنصري. «بنينا الجدار وفي ظنّنا أننا نعزل الشعب الفلسطيني، لكنّنا عزلنا أنفسنا في غيتو جديد». هذه النظريّة تنطبق على القرار الأخير لوزراء الاعلام في «دول مجلس التعاون الخليجي»: يريدون محاصرة الفضاء العربي الحرّ، فيعتقلون مجتمعاتهم في قمقم.

وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، دعا أقرانه المجتمعين في الرياض، إلى «العمل المشترك على توحيد الخطاب الإعلامي للمجلس، على غرار سياسته الخارجية». إنّها محاولة طريفة لبناء ماكينة قمعيّة ضخمة، سترتد على بانيها عاجلاً أم آجلاً. هل هناك امكانيّة فعليّة لإقصاء كل صوت نقدي، ومنع شعوب كاملة من التطوّر؟ القرار الخليجي بـ «محاصرة حزب الله اعلاميّاً»، مفاعيله على أرض الواقع فولكلورية. لكن خطورته رمزيّة: الرجعيّات العربيّة تظنّ أن بوسعها، بهيمنتها الاقتصاديّة، أن تقول للعرب كيف يجب أن يفكّروا! أهلاً بكم في زمن التطهير الفكري.


رعاة «الربيع العربي»، يحلمون بإسكات كل الاصوات المغايرة بإسم «الاعتدال» و«العروبة». حرّاس الانحطاط رسموا الطريق الوحيد الممكن الى الحقيقة. ولن يتركوا لأي صحافي أو مثقف أو مبدع أو مناضل، أن يخاطبنا خارج منظومتهم الفكريّة. لن تمرّ أي تغريدة من الآن فصاعداً، تمجّد المقاومة مثلاً، أو تدين الاستبداد، أو ترفض العمالة للاستعمار. لكن سيبقى للمواطن الخليجي أصدقاء على الشاشة، مثل الداعية الصهيوني أفيخاي أدرعي، يهنّئونه بعيد الفطر، ويحاضرون عن العروبة وفلسطين! وما الجديد في ذلك؟ رفاق الشيخ الشهيد نمر النمر ممنوعون أصلاً من كل الشاشات. لكنّهم حاضرون بقوّة في ضميرنا، وفي قلب أهل الجزيرة من دون تمييزات مذهبيّة خسيسة. ألا تقوم مملكة القهر أساساً على المنع والتحريم، وإلغاء الآخر المختلف؟ ومع ذلك تشتغل نخبها العقلانيّة في الظل، من ليبرالية وقوميّة وتقدميّة، على بناء المستقبل.

31 يناير 2016

«حزب التحرير الإسلامي»: رافعُ راية «الخلافة» الأوّل وخزّان «الجهاديين»

    1/31/2016 08:44:00 ص   No comments
صهيب عنجريني

حزب التحرير الإسلامي
 رغم أنّ عودة الحديث عن «الخلافة» ارتبطت في السنوات الأخيرة بـ«داعش»، غيرَ أنّه لم يكن سوى وافدٍ جديد إلى هذا المضمار. يُعَدّ «حزب التحرير الإسلامي» أقدمَ جهة تنادي بعودة «الخلافة الإسلاميّة»، وهذا هو هدفه الأوحد. وجد «التحرير» في الحرب السورية تربةً خصبةً لنشاطه «الدعوي» الذي يسمّيه «نشاطاً إعلاميّاً». اضطلع «التحرير» بدور مركزي في تجهيز «كوادر» و«حاضنات» لـ«الجهاديين»، ولا يزال.


اختبر السوريّون الفكر «الجهادي» قبل عقود على يد جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم «الطليعة المقاتلة»، قبلَ أن تحسم السّلطات الصّراع الدموي الذي غرقت فيه البلاد في ثمانينيات القرن الماضي. بعدَها، عرفت سوريا نوعاً من أنواع «ازدهار» العمل «الجهاديّ» إبّان الغزو الأميركي للعراق («الأخبار»، العدد 2670).

23 يناير 2016

عبد الفتاح مورو: الوهابية أساس «داعش» ومصدّرتها

    1/23/2016 07:24:00 ص   No comments
عبد الفتاح مورو
مختلفٌ عبد الفتاح مورو، النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي، وأحد مؤسسي حركة «النهضة»، عن أقرانه من علماء الدين. يدعو إلى «فهم» الواقع، والعمل بمقتضياته، وإخراج الإسلام من «العبادات الضيّقة». «إخواني» الجذور، لكنّه يختلف معهم إلى حدّ النقد. باحثٌ عن تجربة للإسلام السياسي، ليتمكّن من أن يطعّم بها «النهضة»، لتقود تونس، مجدداً. يحاول الوقوف على «الحياد»، من أزمات المنطقة، من محيطها إلى خليجها، لكن «الوهابية» تستفزّه، فهي من صدّرت «داعش... وفتكت بالأمّة»
 نور أيوب


■ في زيارتكم السابقة لبنان، كنتم في ضيافة «الجماعة الإسلامية»، كيف تصفون علاقتكم بالتيارات الإسلامية، بشكل عام، وبالجماعة بشكلٍ خاص؟

17 يناير 2016

ليعذرنا الاشقاء في السعودية اذا تدخلنا في شؤونهم الداخلية.. تدخلنا بالكلمة وتدخلكم بالصواريخ والطائرات.. فنحن من الذين يدفعون ثمن حروبكم

    1/17/2016 11:44:00 ص   No comments

عبد الباري عطوان

ليعذرنا الاشقاء في السعودية اذا تدخلنا في شؤونهم الداخلية.. تدخلنا بالكلمة وتدخلكم بالصواريخ والطائرات.. فنحن من الذين يدفعون ثمن حروبكم.. واذا صحت الانباء عن نية الملك سلمان التنازل عن العرش فاننا لا نستطيع تجاهلها.. والمعضلة في اليمن التي ذكرت تفاصيلها مجلة “الايكونوميست” اكبر بكثير مما تصور الكثيرون ونحن منهم.. وتشخيص الشيخ سلمان العودة فاجأنا
 
يحتفل الاعلام السعودي، وعلى استحياء شديد هذه الايام، بمرور عام على تولي الملك سلمان بن عبد العزيز العرش خلفا لاخيه الملك عبد الله، ولكن الانجازات التي تغنى بها هذا الاعلام تبدو محدودة جدا، بينما تغرق البلاد، وفي زمن قياسي في صغره، في حروب بلا قاع في سورية واليمن، واخرى في مواجهة معظم الدول المنتجة للنفط، وشركاته، بعد فشلها في السيطرة على انهيار اسعاره، والاهم من ذلك حربها مع شركات النفط الصخري الامريكية العملاقة التي انتهت بإفلاس معظمها، ولوبيات شركات النفط هي الاضخم والاقوى في امريكا، بعد لوبي السلاح، واللوبي الاسرائيلي.

واللافت ان هذه الاحتفالات تزامنت مع تقرير خطير لمعهد “شؤون الخليج الفارسي” ومقره واشنطن، تحدث عن نوايا العاهل السعودي للتنازل عن العرش لابنه الامير محمد، ولي ولي العهد وزير الدفاع، والحاكم الفعلي للبلاد، واكد التقرير ان الملك سلمان زار اشقاءه الكبار الواحد تلو الآخر، ومن بينهم الامير طلال بن عبد العزيز، اكثرهم انتقادا لسياسات المملكة، ومعارضته لتولي الملك سلمان الحكم، ناهيك عن تعيين الامير محمد  بن نايف وليا للعهد، والامير محمد بن سلمان نائبا له، وهدف هذه الزيارات اطلاعهم على نواياه في ترك الحكم، وتولي ابنه العرش وهو على قيد الحياة.
***


السعوديون، ونحن نتحدث هنا عن القيادة، والدائرة السياسية والاعلامية المحيطة بها، يتحسسون كثيرا من الكتابة، ولو بموضوعية عن شؤونهم الخاصة، ويعتبرون ذلك تدخلا في شؤونهم الداخلية، خاصة اذا كان الكتاب من العرب من امثالنا، ولكنهم ينسون انه من الصعب، ان لم يكن من المستحيل، تجاهل الكتابة عنهم، لانهم يدسون اصابعهم وانوفهم في اكثر من جبهة في المنطقة والعالم، فهم يخوضون حربا ساخنة مباشرة في اليمن، واخرى بالانابة في سورية، وباردة ضد ايران، ويشكلون احلافا عسكرية عربية، واخرى اسلامية بزعامتهم، ويحشدون لتشكيل تكتل سني طائفي الطابع، ويؤسسون مجلس تعاون استراتيجي مع تركيا على هذه الارضية، ويتزعمون جبهات دولية لمحاربة الارهاب، ويحددون هوية المعارضة السورية، ويشكلون وفدها الى مفاوضات جنيف، فاذا كان كل هذا لا يعتبر تدخلا في شؤون الآخرين الداخلية، فماذا نسمية اذا، وكيف لنا ان نتجاهله، وندير وجهنا الى الناحية الاخرى، وهي غير موجودة اساسا لانهم في كل الجهات الاربع.

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.