‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحدث والواقع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحدث والواقع. إظهار كافة الرسائل

24 يوليو 2022

حركة حماس مصممة على مراجعة لمراحل الفترة السابقة مع سورية

    7/24/2022 08:46:00 ص   No comments

قال “المجلس الإسلامي السوري”، إن “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) لم تبد أي استجابة لمطالب ما وصفته العلماء المسلمين بعدم إعادة علاقاتها مع النظام السوري، رغم بذل المجلس جهده لـثنيها عن المضي في هذا القرار الذي وصفه المجلس بالخطير الخطير.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية قد اتخذت قرارا باجماع المكتب السياسي بإعادة العلاقة مع سورية قبيل زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية رفقة وفد من الحركة الى بيروت.

وجاء في بيان أصدره ما يسمى المجلس الإسلامي السوري وهو منبثق عن حركة الاخوان المسلمين امس، إن الحركة “حاولت صرف الأنظار عن حقيقة مناصحتهم وتحذيرهم (العلماء) بتسريب مخلٍّ لصورة تظهر العلماء الذين ذهبوا محذرين للحركة بمظهر المباركين بحدث هامشي تم إقحامه آخر اللقاء.

واعتبر البيان، أن إعادة “حماس” علاقتها بالنظام السوري “يستكمل مشهد اصطفاف الحركة مع المحور الإيراني الطائفي المعادي للأمة، ذلك المحور الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية خداعًا ويوغل في سفك دم المسلمين في سوريا والعراق واليمن”.

وأضاف البيان، أن حركة “حماس” ستتلقى في حال إعادة علاقتها بالنظام “أكبر الخسارات المتمثلة بسلخها عن محيطها وعمقها لدى الشعوب المسلمة التي طالما وقفت معها وساندتها، وسيُظهر هذا القرار الحركة بمظهر التي تقدم منفعتها الشخصية المتوهمة على منفعة الأمة المتحققة، وتقدم المصالح على المبادئ”.

ولم تبد القيادة السورية أي رد فعل او تعليق علني على قرار حماس بإعادة وصل العلاقة، لكن مصادر في حينها قالت ان القيادة السورية ليست جاهزة بعد لملاقاة حركة حماس في قرارها إعادة العلاقة، بسبب ما تعتبره دمشق طعنة من حركة حماس التي كانت تتخذ من دمشق مقرا لها قبل الحرب في سورية، وغادرتها عند اندلاع الاحداث وصدرت عنها عدة مواقف مؤيدة للفصائل المسلحة التي قاتلت الجيش السوري خلال الحرب، وداعمة للمعارضة السورية التي سعت جاهدة لاسقاط النظام في سورية متعاونة مع قوى خارجية في الإقليم، وقوى غربية على راسها الولايات المتحدة.

ونشر “المجلس الإسلامي” توضيحًا عبر تسجيل فيديو مصوّر، في قناته الرسمية عبر “يوتيوب”، قال فيه المتحدث الرسمي باسم “المجلس”، الشيخ مطيع البطين، إن لقاء الرفاعي بإسماعيل هنية تمّ لأمر واحد، وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري بحسب البطين.

وأصدرت مجموعة اطلقت على نفسها اسم ” العلماء المسلمين ” اجتمعت مع قيادة حركة حماس في بداية الشهر الجاري بيانا حول اللقاء أشاروا فيه ان الاجتماع مع الحركة جاء لاستيضاح قرار حماس باستعادة العلاقة القديمة مع سورية بعد القطيعة التي جرت على خلفية موقف حماس من الحرب السورية وان مجموعة العلماء قدمت نصيحة لقيادة الحركة بعدم القيام بهذه الخطوة.

ووقع على البيان حينها كل من الشيخ أسامة الرفاعي، ورئيس هيئة علماء اليمن، عبد المجيد الزنداني، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، ونائب رئيس الاتحاد، عصام أحمد البشير، بالإضافة إلى عضو مجلس أمناء الاتحاد، عبد الحي يوسف، والأمين العام لرابطة علماء المسلمين، محمد عبد الكريم، وأمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية، سامي الساعدي.

ويبدو من خلال البيان ان حركة حماس مصممة على موقفها المبني على مراجعة لمراحل الفترة السابقة، وتقديرها للوضع السياسي لها ووضع المقاومة الفلسطينية بشكل عام.

ومن غير الواضح حتى الآن مآلات هذا التوجه الجديد وان كان فعلا سيعيد رسم العلاقة بين حليفي الامس خاصة ان الطرفان ينتميان لمحور مناهض لإسرائيل وسياسات الولايات المتحدة في المنطقة.

__________

اقرأ أيضا:


13 مايو 2022

ميدفيديف يحذر من 10 عواقب وخيمة للعقوبات ضد روسيا

    5/13/2022 06:36:00 ص   No comments

قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ، دميتري ميدفيديف ، إن عالم ما بعد العقوبات ضد روسيا سيتحمل 10 نقاط كارثية.

جاء ذلك في منشور على قناته على Telegram ، حيث أشار إلى أن ما سيحدث في الواقع هو واقع وليس خارج التوقعات ؛ فيما يلي ترجمة بيانه:

__________________

ماذا سيحدث بعد ذلك ، أو العالم بعد العقوبات ضد روسيا (ليس توقعًا على الإطلاق)


1. سينهار عدد من سلاسل التوريد العالمية للسلع ، ومن المحتمل حدوث أزمة لوجستية كبرى ، بما في ذلك انهيار أنشطة شركات الطيران الأجنبية التي يُحظر عليها التحليق فوق الأراضي الروسية.

2. ستشتد حدة أزمة الطاقة في تلك الدول التي فرضت عقوبات "مطلقة على نفسها" على توريد ناقلات الطاقة الروسية ، وسيستمر المزيد من النمو في أسعار الوقود الأحفوري ، وسيتباطأ تطور الاقتصاد الرقمي في العالم. .

3. ستأتي أزمة غذاء دولية كاملة مع احتمالية المجاعة في فرادى الدول.

4. من الممكن حدوث أزمة نقدية ومالية في بعض البلدان أو مجتمعات البلدان ، مرتبطة بتقويض استقرار عدد من العملات الوطنية ، وتضخم متسارع ، وتدمير النظام القانوني لحماية الملكية الخاصة.

5. ستنشأ صراعات عسكرية إقليمية جديدة في تلك الأماكن التي لم يتم فيها حل الوضع سلميا لسنوات عديدة أو تم تجاهل المصالح الهامة للاعبين الدوليين الرئيسيين.

6. أصبح الإرهابيون أكثر نشاطًا ، معتقدين أن اهتمام السلطات الغربية اليوم يتحول إلى مواجهة مع روسيا.

7. ستبدأ الأوبئة الجديدة بسبب رفض التعاون الدولي الصادق في المجال الصحي والوبائي أو بسبب الحقائق المباشرة عن استخدام الأسلحة البيولوجية.

8. سيكون هناك تراجع في أنشطة المؤسسات الدولية التي لم تتمكن من إثبات فعاليتها في سياق تسوية الوضع في أوكرانيا ، مثل ، على سبيل المثال ، مجلس أوروبا.

9. سيتم تشكيل تحالفات دولية جديدة للبلدان على أساس معايير أنجلو ساكسونية براغماتية وليست أيديولوجية.

10 - ونتيجة لذلك ، سيتم إنشاء هيكل أمني جديد يتم فيه الاعتراف بالحقائق القائمة بحكم الأمر الواقع ومن ثم بحكم القانون:

أ) ضعف المفاهيم الغربية للعلاقات الدولية مثل "النظام على أساس القواعد" وغيرها من الخردة الغربية الحمقاء ؛

ب) انهيار فكرة العالم المتمركز حول أمريكا ؛ و

ج) وجود مصالح يحترمها المجتمع الدولي في تلك البلدان التي تمر بمرحلة حادة من الصراع مع العالم الغربي.


01:00 ؛ الجمعة 13 مايو 2022.

31 مارس 2022

الاجتماع الوزاري لدول الجوار الافغاني: «العقبة الرئيسة أمام الاعتراف بهذه الحكومة هو افتقارها إلى التمثّل الكافي لفئات الشعب»

    3/31/2022 06:46:00 ص   No comments

 أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أول ديبلوماسي أفغاني موفد من حكومة حركة «طالبان» وصل إلى موسكو الشهر الماضي، مضيفاً، خلال الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في تونكسي في الصين، أنه حصل على الاعتماد لدى وزارة الخارجية الروسية، بحسب وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء.

في السياق، أكّد لافروف: «يمكن التأكيد على أنه بالرغم من الافتقار إلى الخبرة في الحكم، والقيود المالية والاقتصادية، والضغوط السياسية والديبلوماسية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها، فإن إدارة أفغانستان، بشكل عام، تمكّنت من إبقاء الدولة واقفة على قدميها».

وأشار، من جهة أخرى، إلى أن «العقبة الرئيسة أمام الاعتراف بهذه الحكومة هو افتقارها إلى التمثّل الكافي لفئات الشعب».

في السياق، اعتبر لافروف أن السلطات الجديدة يجب أن تمثّل «ليس فقط مختَلَف الجماعات العرقية والأقليّات القومية والدينية في البلاد، ولكن أيضاً القوى السياسية جميعها».

الحدود الأفغانية

كذلك، نقلت وكالة «تاس» للأنباء، أمس، عن لافروف قوله إن موسكو لا تقبل بوجود أي بنية تحتية عسكرية للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في دول تقع على الحدود مع أفغانستان.

كما أكد وزير الخارجية الايراني ضرورة اقامة حكومة شاملة بمشاركة جميع الطوائف ، ضمانا لأمن واستقرار وتنمية أفغانستان وشدد على ضرورة تحقيقها.

وتباحث حسين أمير عبد اللهيان و وزير الخارجية بالوكالة وزارة الخارجية في أفغانستان أمير خان متقي على هامش الاجتماع الوزاري لدول الجوار الافغاني في مدينة تونشي الصينية القضايا ذات الاهتمام المشترك.

و أكد أمير عبد اللهيان على مراعاة احترام حقوق المرأة ، وهو ما أكده الإسلام ورسوله العظيم ، ووصف التعليم على جميع المستويات والمشاركة الاجتماعية للمرأة بأنها قضية مهمة.

بدوره أكد أمير خان متقي أن أراضي أفغانستان لن تشكل مصدر تهديد للدول المجاورة وشدد على محاربة الإرهاب.كما شدد على ضرورة تنفيذ اتفاقية المياه.

وكان أمير عبد اللهيان التقى في وقت سابق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ، ووزير خارجية تركمانستان ، ووزيرة الخارجية الإندونيسية على هامش الاجتماع الوزاري لدول الجوار الافغاني في مدينة تونشي الصينية.

وغادر وزير الخارجية على رأس وفد سياسي قبل امس الثلاثاء طهران متوجها الى مدينة تونشي بشرق الصين في محافظة آنهوي للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الافغاني.

واستضافت بكين امس الاربعاء الاجتماع الثالث لوزراء خارجية دول جوار افغانستان حول المساعدات الإنسانية لهذا البلد بحضور وزراء خارجية وممثلي جيران أفغانستان.



28 مارس 2022

من صنعاء الى الرياض: كفى غطرسة

    3/28/2022 08:06:00 ص   No comments



لمدة سبع سنوات كاملة ، لم تتوقف القوات اليمنية المعارضة للسعودية وحلفائها اليمنيين عن المقاومة. في الواقع ، قاموا بشكل تدريجي ومنهجي ببناء الوسائل (العسكرية) والسرد (الأخلاقي والسياسي) من أجل قضيتهم. خلال النصف الأول من الحرب السعودية على اليمن ، كانت حكومة صنعاء محدودة في قدرتها على مواجهة هجوم جيوش ومرتزقة لاثنين من أغنى اقتصادات المنطقة: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

هذا لا يعني أن حكومة الأمر الواقع في اليمن لم تنقل المعركة إلى المملكة العربية السعودية. في الواقع ، لقد فعلوا ذلك منذ العام الأول. تسلل المقاتلون اليمنيون إلى الحدود الجنوبية للسعودية وسيطروا على مناطق واسعة قبل أن يتراجعوا إلى الخطوط الدفاعية. كما شنوا هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار بدائية على مسافة 100 كيلومتر من المناطق المجاورة. رفض النظام السعودي هذه الهجمات ووصفها بأنها مصدر إزعاج غير خطير ، وعندما أرسلت القوات المسلحة اليمنية طائراتها بدون طيار وصواريخها إلى شرق المملكة العربية السعودية ، ألقى النظام السعودي باللوم على إيران - ولا يزال يرفض قبول إمكانية تطوير اليمنيين أسلحتهم وصواريخهم بأنفسهم. قد يكون الدافع وراء هذا الإنكار المتعمد  من جزء من الحكام السعوديين هو الحسابات السياسية أو الغطرسة. هذا يتغير الآن أو يجب أن يتغير.

 في السنوات الثلاث الماضية ، انتقلت حكومة صنعاء من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم المتواصل. وبحسب الوضع الراهن، فإنها تخطو قفزات نوعية واستثنائية تضع النظام السعودي في مواجهة تحديات قد لا يستطيع تحملها.

وتظهر الأهداف التي قصفت داخل السعودية الأسبوع الماضي أن القيادة اليمنية قررت الرد بالمثل وفق معادلة جديدة: الهجمات على صنعاء ستواجه بهجمات على  الرياض. وللمرة الأولى ، قرروا إنشاء هذه الديناميكية الجديدة من خلال الاستهداف المتعمد لمحطات الطاقة وتكريرها ومحطات تحلية المياه ردًا على حرمان المملكة العربية السعودية من الوقود والغذاء من خلال استمرار حصارها الجوي والبحري والبري على اليمن. وعليه ، إذا لم يتم رفع الحصار عن اليمن بحلول صيف 2022 ، فإن النظام السعودي سيواجه وضعا خطيرا للغاية ستطال تداعياته جميع أنحاء البلاد.

هذه المرة لم تستطع الرياض إخفاء الشمس بالمنخل. لا يمكن لوسائل الإعلام تجاهل الصورة الأيقونية لدخان الإسود الذي غطى سماء المدن السعودية. لذلك ، قرر حكام السعودية هذه المرة التمحور: استخدام الهجوم لابتزاز العالم طلباً للمساعدة.

المفارقة الأبرز في عملية "كسر الحصار" الأخيرة التي نفذها الجيش اليمني و "اللجان الشعبية" ضد أهداف حيوية داخل السعودية هي التغطية الإعلامية المكثفة والمباشرة على الهواء من قبل القنوات الفضائية ووسائل الإعلام السعودية المختلفة.

 

بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة ، أرسلت الحكومة السعودية تنبيهات تشير إلى آثار الهجمات اليمنية على إمدادات النفط العالمية ، وتقول إن على من يضغط على الرياض من خلال مطالبتها بضخ المزيد من النفط اتخاذ قرار لحماية المنشآت النفطية وأمن الطاقة ، والممرات البحرية. بقدر ما تمثل الرسائل السعودية أداة ضغط على المجتمع الدولي ، وخاصة واشنطن، فإنها تكشف في الوقت نفسه عن عجز المملكة التام عن حماية نفسها ومصادرها الحيوية.

يبدو أن حكام السعودية يعتقدون أن التغطية الإعلامية المكثفة للهجمات قد تخيف الشعب اليمني والقيادة اليمنية من تغيير الرأي العام والمجتمع الدولي ، فضلاً عن إيجاد مبررات لهجماتهم اليومية على هذا البلد. بمعنى آخر ، تحاول الرياض الآن تحميل جماعة أنصار الله مسؤولية ارتفاع أسعار النفط العالمية. ومع ذلك ، فإن هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية ومن المرجح أن يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل. وبدلاً من الضغط على حكومة صنعاء ، فإن هذه الاستراتيجية الجديدة قد تضغط على السعودية، وتجبرها على رفع الحصار عن اليمن، خاصة وأن اهتمام القوى العظمى الآن قد استهلكته الأزمة في أوكرانيا بالكامل. وبالتالي ، في حين أن هذه السياسة من المرجح أن تؤدي إلى نتائج عكسية ، إلا أن هناك رأيًا يقول إن تعرض مصادر الطاقة السعودية لمزيد من الهجمات قد يجبر صناع القرار الغربيين على البحث عن الاستقرار في باب المندب ومضيق هرمز والبحر الأبيض المتوسط ​​، حيث تتمتع إيران وحلفاؤها بوجود كبير.

 يرى العديد من المراقبين أن عملية "اليوم الوطني للصمود" ، التي تنفذها القوات الصاروخية والطائرات المسيرة في أعماق المملكة العربية السعودية ، أصبحت تقليدًا سنويًا ، أعلن عشية إعلان الحرب على اليمن ، و يعتبر افتتاح العام الجديد. وأشاروا إلى أن هذه العمليات لم تعد تتسم بالسرية. بل يعرف الحكام السعوديون وحلفاؤهم أنهم سيتعرضون للهجوم عشية الذكرى ، إذ تعرضوا سابقًا لعمليات مماثلة واسعة النطاق في نفس الذكرى ، طالت منشآت عسكرية واقتصادية حساسة في جميع أنحاء المملكة.

لذلك ليس من المستغرب أن صنعاء ، الأسبوع الماضي ، الجمعة 25 مارس 2022 ، افتتحت العام الثامن للعدوان والحصار بعملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت عددًا كبيرًا من المنشآت الحيوية السعودية. وتأتي هذه العملية بعد أيام من تنفيذ عملية "كسر الحصار" الثانية ، وهي امتداد لعملية "كسر الحصار" الثالثة التي استهدفت منشأة أرامكو في جدة وجيزان. كما تزامنت مع الاستعدادات الرسمية التي قامت بها حركة أنصار الله لإحياء ذكرى "اليوم الوطني السابع للدفاع في مواجهة العدوان والحصار" ، الذي يتزامن مع ذكرى إعلان التحالف الحرب على اليمن في 26 مارس 2015. هي مناسبة سنوية تحتفل بها الحركة منذ العام الثاني للعدوان.

اقترنت هذه الأنشطة العسكرية على الفور بمبادرة سياسية مهمة للغاية: أعلنت حكومة صنعاء وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة ثلاثة أيام. لقد أتاحتها فرصة للحكام السعوديين لاختيار السلام بوقف هجماتهم ورفع الحصار. وقالت حكومة صنعاء إن وقف إطلاق النار من جانب واحد يمكن أن يكون أساسًا لترتيب طويل الأجل يمكن أن يطلق تسوية.

أمام الحكام السعوديين خياران بسيطان: الاستمرار في تجاهل حكومة صنعاء والاستمرار في إلقاء اللوم على القوى الإقليمية في الحرب في اليمن أو التعامل مع حكومة صنعاء بجدية والعمل معها لإنهاء الحرب. الخيار الأول هو طريق جعلته الغطرسة جذاب. والخيار الأخر مدعوم بالحقائق: اليمنيون قادرون على بناء وتحسين أسلحة تسمح لهم بالوصول إلى أي نقطة في السعودية. إذا ما أسرع حكام السعودية في إدراك هذه الحقيقة ، زادت قدرتهم على وقف النزيف ... نزيفالدولار والدم ، بالمعنى الحرفي للكلمة.

 

قد تسأل عن المسار الذي سيختاره الحاكم الفعلي للسعودية؟ تشير السوابق التاريخية إلى أن الغطرسة مرض عضال يصيب الأشخاص الضعفاء الذين يشغلون مناصب قوية. وبعيدًا عن التهديد المعقول لسلطتهم خلال حياتهم ، نادرًا ما يتغلب أولئك الذين يعانون من الغطرسة ؛ خاصة إذا تمكن هؤلاء الأشخاص من جعل أنفسهم منعزلين تمامًا ومعزولين ، ولا يمكن الوصول إليهم بالمشورة والاستشارة الجيدة. لكن في حالة المملكة العربية السعودية اليوم ، فإن حقيقة أن الملك لا يزال الحاكم الاسمي ، ينبغي أن يكون هذا عاملاً قد يؤدي إلى نتيجة غير محتملة.

  

27 مارس 2022

ها بدأت مراجعات النظام الدولي؟ قرار روسيا لمواجهة العقوبات الغربية من خلال اشتراط المدفوعات للسلع الروسية بالعملة الوطنية وانعكاساته الإقتصادية

    3/27/2022 02:03:00 م   No comments


عندما لا يكون التدخل العسكري المباشر خيارًا ممكنًا ، تستخدم الإدارات الأمريكية والحلفاء الغربيون دائمًا الأدوات الاقتصادية والمالية لتحقيق أهداف سياستهم الخارجية. أصبح فرض العقوبات رد فعل تلقائي انعكاسي ضد أي حكومة تقاوم النظام العالمي الحالي - النظام الذي تهيمن عليه الليبرالية الغربية. إن مثل هذا الإدمان الغربي للعقوبات وعمليات الحظر ليس متجذرًا في فائدة هذه الأدوات وفعاليتها في تحقيق النتائج المرجوة. بدلاً من ذلك ، لأن هذه الدول القومية القوية يمكنها أن تفعل ذلك ، وفي معظم الحالات ، تفرض عقوبات دون أي عواقب سلبية على اقتصاداتها ومصالحها.

يمكن العثور على الدليل على هذا التفسير من خلال فحص بعض الحالات الرئيسية للدول الخاضعة للعقوبات. تخضع كوبا للعقوبات الأمريكية منذ أكثر من نصف قرن. ومع ذلك ، استمر كاسترو في حكم ذلك البلد حتى تنحى طواعية ولم تغير الحكومات اللاحقة موقفها بعد ذلك. يمكن قول الشيء نفسه عن العقوبات المفروضة على إيران. منذ أكثر من 40 عامًا ، تعرضت إيران لبعض من أقسى أنظمة العقوبات. كان بعضها مصرحًا ومدعومًا بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، مما يعني أنها كانت عقوبات عالمية يجب أن تنفذ من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. علاوة على ذلك ، قامت إدارة ترامب بتضخيم جميع أنظمة العقوبات السابقة لتطبيق ما أطلقت عليه تلك الإدارة ، "أقصى ضغط اقتصادي". يعني الضغط الأقصى أنه لا يوجد مستوى ضغط آخر يمكن تطبيقه ؛ لكن ذلك لم يجبر الحكومة الإيرانية على تغيير موقفها. لا نتائج.

لذلك ، لم يكن مفاجئًا أنه عندما شنت روسيا عمليتها العسكرية لنزع سلاح أوكرانيا وإجبار حكومتها على التخلي عن خططها للانضمام إلى الناتو ، وبالنظر إلى أن روسيا دولة مسلحة نوويًا ، فإن المواجهة العسكرية المباشرة بين روسيا والدول الأوروبية الأخرى المسلحة نوويًا و الولايات المتحدة ليست خيارًا ، كانت العقوبات أفضل شيء تالي. أصبحت العقوبات والاستيلاء على الأصول الروسية هي الاستجابة الافتراضية وقد تم ذلك بطريقة منسقة تضم جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وحلفاء آخرين بما في ذلك اليابان وأستراليا وما إلى ذلك. ومع ذلك ، فإن الانتقام الروسي هو متغير جديد وهذه الديناميكية الجديدة هي من المحتمل أن يكون لها تأثيرات خارجة عن سيطرة الغرب.

وبعد أن اقتحمت الدبابات الروسية الحدود الأوكرانية. حطمت هذه العتبة رقماً قياسياً آخر للعقوبات المفروضة على إيران ، وهو 32616 عقوبة. يبدو أن نظام العقوبات غير المسبوق هذا هو خطوة أولى. إذ في اليوم الأول من جولته الأوروبية ، وعد الرئيس جو بايدن بالمزيد من العقوبات. يعترف القادة الروس بأن هذه العقوبات قاسية على بلادهم ، لكنهم حذروا من أن بقية العالم سيشعر بالآثار السلبية أيضًا.

أدى تجميد واشنطن للأصول الدولارية للبنك المركزي الروسي إلى انعكاس عملية لم يكن يتوقعها. لقد سرعت من دفع روسيا لاستخدام عملتها الوطنية ، الروبل، مع اقتصادات كبيرة مثل الصين والهند ، وقد تفعل الشيء نفسه مع تركيا وجنوب إفريقيا وربما البرازيل، وهي دول ترفض الخضوع للعقوبات الغربية. الأهم من ذلك ، أصدر الرئيس الروسي أمرًا لإجبار جميع الدول غير الصديقة التي تشتري النفط والغاز الروسي على الدفع بالروبل، وليس بالدولار الأمريكي. وهذا يعني أن روسيا الآن هي الدولة الأولى في العالم التي تسعر موادها من الخام (النفط والغاز والمعادن) بعملتها الوطنية بدلاً من الدولار. يشار إلى أن سعر المواد الخام في العالم يتم بالدولار.  ثقل القرار الروسي وثقل روسيا في أسواق النفط والغاز والمعادن سينعكس في تغيير النظام الإقتصادي العالمي.


هذه الأحداث تضغط على الصين للتفكير في التخلص من احتياطيات الدولار في المستقبل، والتي تتجاوز 3500 مليار دولار ، أكبر احتياط دولار في العالم. من المرجح أن تستخدم الدول الآسيوية المرتبطة اقتصاديًا بالصين الرنمينبي (اليوان) في معاملاتها التجارية ، وتكتسب الصين خبرة  في تداول عملتها في حالة حدوث أي أزمة مع الولايات المتحدة ، نظرًا للتوترات بين الولايات المتحدة والصين. تايوان.

بالإضافة إلى ذلك، إذا قررت المملكة العربية السعودية قبول اليوان الصيني مقابل نفطها، فستوجه ضربة تاريخية للعملة الأمريكية. وهدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بهذا الإجراء بعد أن بدأ في التلميح إليه انتقاما من سياسة واشنطن تجاه الرياض عندما رفضت بيعها أسلحة بسبب حرب اليمن.

بمجرد أن تعلن المملكة العربية السعودية أنها ستبيع النفط إلى الصين بعملتها الوطنية، ستبدأ بعض الدول الآسيوية في البحث عن العملة الصينية، وكما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال ، إذا تم تنفيذ الاتفاقية الصينية السعودية ، فإنها ستنهي هيمنة الدولار  على أسعار النفط عالميا.

كان نظام العقوبات سلاحاً مفضلاً ضد الحكومات المتصارعة مع الغرب. ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأداة ضد روسيا ، المتحالفة بشكل وثيق الآن مع الصين ، سيؤدي إلى أحداث خارجة عن سيطرة الدول التي بدأت هذه العقوبات. إليكم توقعاتنا المنطقية: إذا استمر الصراع الحالي لأسابيع ، وليس لأيام فقط ، واستمر الغرب في فرض عقوبات ليس فقط على روسيا ولكن على جميع الدول التي لا تمتثل لهذه العقوبات - بما في ذلك الصين ، فإن النظام العالمي الحالي سوف يتغير بشكل لا رجوع عنه.

  


12 مارس 2022

مرحبا بكم في أوكرانياستان

    3/12/2022 03:38:00 م   No comments

الحروب الهجينة ، أو الحروب غير المتكافئة ، لم تبدأ مع الحرب في سوريا. بعد كل شيء، كان سقوط الاتحاد السوفيتي، الذي تتكشف آثاره أمامنا اليوم ، راجعاً جزئياً إلى الحرب في أفغانستان. قوتان نوويتان في منافسة شديدة للسيطرة على العالم، لا يمكن أن تصطدم مباشرة دون المخاطرة بحدوث نتيجة كارثية. وبدلاً من ذلك، اشتبكوا من خلال وكلاء: في جانب، المجاهدين الذين ترعاهم السعودية، والحكومة السوفييتية المدعومة والمسلحة في أفغانستان في جانب اخر.

تقدم سريعًا إلى سوريا 2011: عندما فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يعطي الضوء الأخضر للتدخل العسكري للإطاحة بالحكومة هناك ، ضمنت الجهات الغربية وحلفاؤها الإقليميون أفضل شيء: قرار يجيز العمل العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) الذي سمح للعديد منهم بإرسال قوات إلى سوريا بذريعة محاربة الإرهاب. مع وجود الجنود والمعدات على الأرض، تمكنت بعض هذه الحكومات ، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا على وجه الخصوص ، من ضرب أهداف وصفتها بأنها "إرهابية" ، والأهم من ذلك ، أنشأت مجموعات مسلحة سمحت لها بالاستيلاء على أراضي داخل سوريا والسيطرة عليها.


بعد عمليتين عسكريتين ، تمكنت تركيا من اقتطاع مناطق في شمال غرب (عفرين) وشمال سوريا وتسليمها للجيش الوطني السوري (SNA) والجماعات المسلحة الأخرى الخاضعة لسيطرتها. بالإضافة إلى هذه المناطق التي تحتلها تركيا بشكل مباشر ، أنشأت القوات المسلحة التركية "نقاط مراقبة" في محافظة إدلب ، وهي منطقة تسيطر عليها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة وفروع سابقة ، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.

قام الجيش الأمريكي بتدريب وتزويد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وساعدها في السيطرة على معظم الأراضي السورية شرق الفرات.

في البداية ، في عام 2014 ، كانت هذه الجماعات المسلحة مجتمعة تهدف ليس فقط إلى السيطرة على هذه المناطق ، ولكن هزيمة الحكومة السورية. لقد كادوا أن يفعلوا ذلك لولا التدخل الروسي المباشر في عام 2015.

لقد أدى التدخل الروسي المباشر في سوريا ، مرة أخرى ، إلى وصول الدولتين النوويتين المسلحتين إلى ساحة المعركة نفسها. تركيا ، العضو في الناتو ، التي تدرك التغيير في فرق القوة مع روسيا إلى جانب الحكومة السورية ، أرادت من الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الآخرين إجبار روسيا على الخروج. بناءً على عقيدة الناتو ،  الهجوم على أحدهم هو هجوم على الجميع ، أسقطت الحكومة التركية طائرة روسية فوق محافظة إدلب. بدلاً من مهاجمة أحد أعضاء الناتو وإثارة مواجهة عسكرية ذات عواقب عالمية ، اختار القادة الروس الانتقام الاقتصادي الذي يستهدف تركيا فقط.

في غضون أشهر ، كان على الرئيس التركي أن يتدفق إلى موسكو للقاء بوتين ، والاعتذار عن الحادث ، وشراء أنظمة دفاع روسية أكثر تقدمًا مقابل تطبيع العلاقات مرة أخرى. أنشأت الحكومتان ، بالإضافة إلى إيران ، منصة أستانا لتهدئة الصراع في سوريا والعمل على حل سياسي يحافظ على وحدة أراضي سوريا ويحترم سيادتها. كانت المنصة مفيدة في إدارة الصراع دون إنهاءه.

لا تزال القوات الأجنبية في سوريا ، والأهم من ذلك ، أن الجماعات المسلحة لا تزال تسيطر على حوالي 30٪ من سوريا. المهم  هو أن جميع هذه الكيانات ، الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية ، ارتكبت وما زالت ترتكب جرائم فظيعة لحقوق الإنسان. لكن المؤكد هو أنه لن يتم تحميل أي شخص المسؤولية عن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان ، بما في ذلك تلك التي وثقتها لجنة مستقلة في ثلاثة تقارير مختلفة حتى الآن. الأسباب: إما أنها ترتكب من قبل قوة عظمى تتصرف فوق القانون ، أو من قبل جهات فاعلة غير حكومية تحميها قوة عظمى ، أو من قبل مجموعات مسلحة مدعومة من قبل قوة عظمى. سوف يحل الأخيرون أنفسهم بمجرد أن تتحقق وظائفهم ولم تعد هناك حاجة إليهم.

بمجرد اندلاع الحرب في أوكرانيا ، دعا قادة ذلك البلد الناس من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى قتالهم. لا يوجد دليل على أن أوكرانيا أرسلت شعبها ، بهذه الطريقة المنظمة ، لدعم المجتمعات الأخرى التي دمرتها الحروب ، فالعديد منها كانت حروبًا عدوانية غير شرعية. ومع ذلك ، ها نحن هنا ، تعمل أوكرانيا على تمكين سفاراتها في جميع أنحاء العالم من تسهيل نقل المتطوعين. كما هو متوقع ، يبدو أن المسؤولين الروس يفعلون الشيء نفسه: سينقلون المتطوعين من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى شرق أوكرانيا للانضمام إلى القتال هناك. حرب بالوكالة أخرى جارية.

لا تكمن الميزة الأكبر للحروب بالوكالة في قدرة الجهات الفاعلة غير الحكومية على كسب المعارك والحروب. تكمن قيمتها في دورها ككبش فداء يجب تحميل اللوم على جميع جرائم حقوق الإنسان دون تحميل أي شخص المسؤولية ، حيث يمكن التخلص من هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية بعد استخدامها.

لمحة موجزة عما حدث في سوريا تساعد على توقع لما سيحدث في أوكرانيا إذا اتبعت هذه القوى العظمى وحلفاؤها الإقليميون نفس المسار وانخرطوا في حروب بالوكالة لا نهاية لها. في هذه الحالة ، ستدفع القوى العظمى التكاليف الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك ، بالنسبة لأولئك المهتمين بحقوق الإنسان والمدافعين عن الفئات الأكثر ضعفاً ، فإن التكلفة أكبر بكثير لأن الكثيرين سيدفعون أرواحهم ، والبعض سيدفع بأجسادهم ، وآخرون سيدفعون ثمن منازلهم ؛ ولن يُحاسب أحد على الإطلاق. بدلاً من الهتاف لطرف أو آخر منخرط في الحرب ، يجب أن نضع هذه الحكمة الأفريقية في الاعتبار: عندما تقاتل الأفيال ، يُداس العشب ".

1 نوفمبر 2021

السعودية تعزل نفسها

    11/01/2021 09:09:00 ص   No comments

إن حكام المملكة العربية السعودية خير مثال على تطبيق مثل عربي قديم يقول إن الجاهل يستطيع أن يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.

في خطوة أخرى غير محسوبة ، قطع حكام المملكة العربية السعودية ، الذين اختطفوا سابقاً رئيس وزراء لبنان الحالي سعد الحريري ، وأمروه بالاستقالة لإسقاط حكومته بسبب فشله في تهميش حزب الله ، الآن العلاقات الدبلوماسية مع لبنان. أشار للأنظمة العربية الأخرى أن تفعل الشيء نفسه. واستخدموا تصريحات وزير الإعلام الجديد ، جورج قرداحي ، التي قالها قبل توليه منصبه ، كذريعة لهذا الإجراء غير العادي. سُئل قرداحي ، في برنامج تلفزيوني ، عن رأيه الشخصي في الحرب في اليمن ، التي وصفها بأنها "حرب طائشة أو بلا هدف يجب أن تتوقف".

وطالب بعض السياسيين اللبنانيين القرداحي بالاستقالة حتى تستعيد البلاد علاقاتها بدولة خليجية غنية. هذا هو السبب في أن استقالة قرداحي من غير المرجح أن تغير أي شيء في العلاقات مع موقف المملكة العربية السعودية تجاه لبنان.


سأل قرداحي ، لماذا قد يستقيل أو يعتذر عن رأي شخصي يشاركه مع العديد من الأشخاص الآخرين بما في ذلك البعض داخل المملكة. علاوة على ذلك ، طلب قرداحي من رغبته في الاستقالة: هل لديكم أي ضمانات باستقالتي ستتمكنون من استعادة العلاقة مع السعودية والحفاظ على الحكومة؟ لم يرغب أحد في الإجابة على تلك الأسئلة لأن الجواب جاء من وزير خارجية السعودية الذي قال: مشكلتنا ليست مع قرداحي فقط. مشكلتنا مع سيطرة حزب الله على لبنان. بمعنى آخر ، ما لم تتخذ الحكومة اللبنانية خطوات ضد حزب الله على غرار الخطوات السعودية ضد أنصار الله في اليمن ، أي حرب القضاء على الحركة ، فلن تطبيع السعودية علاقاتها مع لبنان.


تكمن مشكلة هذا الطرح في أنه لا يمكن لأي سياسي لبناني تشكيل حكومة مستقرة تستبعد 34٪ من السكان اللبنانيين (النسبة المئوية الدنيا للشيعة في لبنان). في بلد مبني على توازن دقيق بين المحاصصة الطائفية والدينية ، ما تريده المملكة العربية السعودية غير ممكن عمليًا في لبنان باستثناء الانهيار الكامل للبلاد وإحياء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا.

ومن المفارقات أن جورج قرداحي ليس حتى عضوا في حزب الله ، فهو في الحقيقة ليس مسلما. رشحه أحد الأحزاب المسيحية للخدمة في هذه الحكومة. قبل ذلك ، كان مقدمًا تلفزيونيًا ومضيفًا سابقًا للنسخة العربية من برنامج Who Wants to Be a Millionaire. بدأ حياته المهنية بالعمل في وسائل الإعلام السعودية الممولة.

يبدو أن جميع الأنظمة العربية الأخرى تقريبًا ، على الرغم من دوافعها الاستبدادية وتبعية ثروات دول الخليج ، تدرك عبثية المطلب السعودي ، ولهذا لم يتخذ أي منها خطوات جادة لاسترضاء حكام المملكة العربية السعودية. حتى أعضاء مجلس التعاون الخليجي ، الذين غالبًا ما يتراجعون عن المملكة العربية السعودية ، انقسموا في رد فعلهم على هذا الحدث: البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت اتبعت المملكة العربية السعودية بينما دعت عُمان وقطر إلى الهدوء.

مرة أخرى ، أجبر حكام المملكة العربية السعودية الجدد الذين شنوا حربًا على اليمن منذ أكثر من 7 سنوات - الآن على وشك خسارتها مع سقوط أهم محافظة في اليمن ، مأرب - الدول العربية إلى الوقوف إلى جانبها في سببًا لا يمكن الدفاع عنه ، مما يزيد من عزلة نفسه ويسرع من تدهور مصداقيته.

29 سبتمبر 2021

مراجعات «العدالة والتنمية»: خصوصية المغرب لم تحمِ «الإخوان»

    9/29/2021 07:10:00 ص   No comments

حمزة الخنسا 

فتحت هزيمة حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التشريعية في المغرب، وما أعقبها من خسارة الحزب موقع رئاسة الحكومة بعدما احتكره طيلة عشرة أعوام، الباب واسعاً على نقاش داخلي حول أسباب تلك الهزيمة وحيثيّاتها. وإذ يبدو واضحاً أن الفشل الذي طبع أداء الحزب في الداخل، وتورّطه في ملفّ التطبيع مع العدو خدمةً لأهداف سياسية، مثّلا اثنين من أبرز أسباب سقوطه، فالأكيد أيضاً أن «إخوان المغرب»، شأنهم شأن فروع الجماعة في دول أخرى، ظلّوا يلعبون في هامش محدّد، بعيداً من امتلاك أدوات الدولة العميقة ونفوذها، وهو ما سهّل بشكل أو بآخر، عملية إخراجهم من المشهد

27 سبتمبر 2021

النهضة تخطت مرحلة المراجعة ودخلت نهج التعددية الإسلامية

    9/27/2021 07:27:00 ص   No comments
آحادية الإسلام السياسي بدأت تتلاشى مع انفراد الرئيس التركي بحكم البلاد وقيادة الحزب. عندها, بدأ بعض من ساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية في التفكير في انشاء أحزاب إسلامية بديلة. ألتجربة والضروف تتناسخ في تونس مما يفتح الباب أمام تاسيس أحزاب أسلامية تنسلخ عن النهضة.

 __________

 

 استقالة أكثر من 131 قيادي من حركة "النهضة" التونسية، والمستقيلون من الحركة يصدرون بياناً يحمّلون فيه مسؤولية استقالتهم لما وصفوه بالـ"الخيارات السياسية الخاطئة لقيادة حركة النهضة". أعلن أكثر من 131 قيادي في حركة "النهضة" التونسية استقالتهم من مناصبهم.

 ومن بين القيادات المستقيلة من حركة "النهضة" محمد بن سالم وسمير ديلو وعبد اللطيف المكي. ونقلت قناة "نسمة" التونسية أنَّ قائمة المستقيلين تضمنت نواباً وأعضاء سابقين في المجلس التأسيسي، وأعضاء في مجلس الشورى، ومسؤولين جهويين.

 وأصدر المستقيلون من الحركة بياناً حمّلوا فيه مسؤولية استقالتهم لما وصفوه بالـ"الخيارات السياسية الخاطئة لقيادة حركة النهضة"، والتي أدت إلى "عزلتها وعدم نجاحها في الانخراط الفاعل في أي جبهة مشتركة لمقاومة الخطر الاستبدادي الداهم الذي تمثله قرارات 22 أيلول/سبتمبر 2021". ومن بين أبرز المستقيلين، آمال عزوز عضو المجلس التأسيسي للحركة، سمير ديلو عضو مجلس النواب، نسيبة بن علي عضو مجلس النواب، عبد اللطيف المكي عضو المجلس الوطني التأسيسي.

 من جهته، لفت القيادي المستقيل من "النهضة" سمير ديلو إلى أنَّ الحركة وصلت إلى حالة عزلة، قائلاً إنها لم تعد قادرة على القيام بعمل مشترك ضد الخروج عن الشرعية الدستورية. وأضاف أنَّ الحركة لم تبقِ صديقاً بسياساتها في البرلمان وخارجه، مشيراً إلى أن هناك أسماء أخرى ستلتحق بهذه الاستقالة.
 وأكّد أن عدد الاستقالات أكبر بكثير من عدد الموقّعين على البيان.

يعكس ما حدث مع حزب النهضة الأزمة التي يعيشها الإخوان المسلمون بشكل عام. يجب أن يدركوا أن المراجعة العميقة ضرورية ، بما في ذلك أنظمة القيم التي بنوا عليها أيديولوجياتهم الاجتماعية والسياسية واستراتيجياتهم العملية.

28 أغسطس 2021

مراجعات بالجملة: من الإخوان إلى الإمارات

    8/28/2021 05:43:00 م   No comments


 من تركيا إلى قطر... طحنون يتلو فعل الندامة



  حسين إبراهيم 


على غير العادة، لم يغرّد ضاحي خلفان عن لقاء تميم - طحنون، مع أن لا عمل له في هذه الأيام سوى إطلاق التغريدات التي تناول في آخر سلسلة منها كلّ ما يخطر على البال في السياسة، من هجمات كابول الدامية إلى فتح المنافذ البرّية مع سلطنة عمان، ولكن ليس اللقاء بين تميم وطحنون. تجاهلٌ مردّه، على ما يظهر، طبيعة الحركة «الطحنونية» التي تبدو أشبه بتلاوة فعل الندامة، بدءاً من تركيا أمام رجب طيب إردوغان وصولاً إلى قطر. وهو اعتراف قد لا يكون أمام أبو ظبي سواه خياراً، بعدما غلبت الأحداث النظام هناك، وجعلته معزولاً تماماً، جرّاء إخفاق كلّ خياراته التي ثبتت غربتها عن الخليج وشعوبه

منذ تولّي حمد بن خليفة الحُكم في قطر بانقلاب على أبيه عام 1995، شكّلت الإمارات رأس حربة في الهجوم السياسي على الجارة الخليجية؛ إذ سرعان ما استضافت الأب، وساعدته في محاولة لاستعادة السلطة في العام التالي لم يُكتب لها النجاح. كانت الدوحة، في هذا الوقت، قد بدأت تحفر لها تموضعاً دقيقاً مختلفاً عن الدول الخليجية الأخرى، منتهجةً سياسة خارجية وظّفت فيها إمكاناتها المالية الضخمة، من دون أن تمنح شيكاً على بياض لطرف بعينه، ناسجةً علاقات فيها أرجحية دائمة للولايات المتحدة، وأخرى عملية مع إيران، واتصالات مع إسرائيل، قبل أن يفوز رجب طيب إردوغان بالرئاسة التركية عام 2002، ويصبح الحليف الأول للدوحة، بعد واشنطن، ضمن التحالف الداعم لـ«الإخوان المسلمين». هذا التموضع الذي نجح في انتزاع تأثير سياسي للدوحة تتكرّس مفاعليه اليوم بزيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد قطر ولقائه أميرها تميم بن حمد، لتكون الإمارات بذلك قد أقرّت بفشل المشروع الذي تنتمي إليه والذي بلغت شراسته مداها في السنوات الأخيرة، عندما فرضت أبو ظبي مع الرياض والمنامة والقاهرة مقاطعة رباعية على الدوحة.

كانت الإمارات تطمح إلى تحويل موقعها الاقتصادي كمركز تجاري عالمي إلى موقع سياسي، فانتهجت لتحقيق هذا الهدف خيارات متطرّفة ضمن مشروع أميركي متكامل للشرق الأوسط، شمل «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية، وجَعْل إسرائيل محوراً للأمن الإقليمي، مقابل ضمان بقاء الأنظمة. وهو مشروع اتّضح أنه غير قابل للحياة، ولا قبول له في الخليج، ليتساقط المشاركون فيه من دول وأشخاص، واحداً تلو الآخر، وتبقى الإمارات التي نقلت رهانها بالكامل إلى تحالف ثنائي مع إسرائيل، في ظلّ حكومة بنيامين نتنياهو، قبل أن يسقط هذا الرهان أيضاً مع إطاحة الأخير، نتيجة تغيّر موازين القوى عند العدو نفسه. انتكاساتٌ متتالية سيكون للاعتراف الإماراتي بها صدى عميق يتردّد لدى «إخوان الدولة»، المُوزَّعين بين سجون البلد والمنافي في تركيا والغرب، بسبب شدّة التعامل معهم من قِبَل السلطات الإماراتية التي تَعتبرهم الخطر الأول على النظام. وعلى رغم أن قطر لم تكن تسمح لمعارضين إماراتيين بالقيام بأيّ نشاط سياسي انطلاقاً من أراضيها، إلّا أنها أيضاً لم تقبل طلبات أبو ظبي بتسليم معارضين لجأوا إليها في طريقهم إلى المنفى، مثل الناشطة الراحلة آلاء الصديق التي توفّيت في حادث سير في لندن قبل أسابيع، وأعيد جثمانها ليُدفن في قطر، حيث كانت قد أقامت سنوات قليلة، ورفض الأمير مرّتَين طلب محمد بن زايد تسليمه إياها.


لكن، هل يعني التراجع أن النظام الإماراتي تَغيّر، ولن يعود إلى التآمر بعد الآن؟ وهل يعني ابتعاداً إماراتياً عن إسرائيل التي بلغت معها العلاقات قمّة الودّية من جانب حكام أبو ظبي، وطحنون بالذات، قبل أن تخبو؟ الملفّات العالقة بين أبو ظبي والدوحة كثيرة، والزيارة مجرّد بداية متأخرة. فمنذ إعلان المصالحة الخليجية في «قمّة العلا»، في كانون الثاني الماضي، لم تشهد العلاقات بين العاصمتين تسارعاً في التقارب، على غرار ما حدث بين السعودية وقطر، وانعكس توتراً بين الرياض وأبو ظبي. وهذا التوتر بدوره مثّل عاملاً حاسماً في تفاقم العزلة الإماراتية، وبالتالي كان أحد دوافع زيارة طحنون قطر، وقبلها تركيا، حيث تخشى أبو ظبي من تقارب قطري ـــ سعودي ـــ تركي يستهدفها. على الأرجح، لن ينسى القطريون بسهولة ما فعلته الإمارات (ودول المقاطعة الأخرى) في عام 2017، حين طردت كلّ مواطنيها من أراضيها، ومنعت مواطنيها من زيارة قطر، وفرّقت بين الزوج وزوجته. ولولا أن سارعت إيران وتركيا إلى تأمين البديل، ووفّرت أجواء الأولى المتنفّس الوحيد للسفر من قطر وإليها، بعد إغلاق الأجواء كلّها أمام حركة الطيران القطرية، لأمكن لدول الحصار خنْق الدوحة وإخضاعها، بذريعة منع التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأربع، من خلال التحالف مع «الإخوان المسلمين» وإيواء قادتهم، والقيام بحملات إعلامية ضدّ هذه البلدان عبر قناة «الجزيرة».

الهاجس الأول للإمارات يبقى حماية النظام. وتأتي حركة طحنون استباقاً لأيّ ارتدادات لفشل المشروع الإماراتي الأصلي الذي خلق لنظام أبو ظبي أعداء كثراً، ما يجعله حُكماً في مهداف مريدي الانتقام، فيما هو بلا حماية. إذ أخطأ هذا النظام الحساب، حين ظنّ أن الغرب (بعيداً عن شطحات دونالد ترامب) ما زال يحتاج إلى وكلاء من نوع الأنظمة التسلّطية نفسها التي كان يتعامل معها طوال العقود الثمانية الماضية، والتي ثبت له أنها ورّطته في مشكلات لم يكن يحتاج إليها، لمصالحها الخاصة، على رغم أنها أمّنت له السيطرة على موارد هذه المنطقة الغنية والمهمّة من العالم. باختصار، الغرب على عتبة الخروج عسكرياً من الشرق الأوسط، وهو محتاج إلى ترتيبات أكثر استقراراً تضمن مصالحه، لا تستطيع الأنظمة القديمة تلبيتها. أمّا حركة طحنون فتؤكّد الانعطافة الإماراتية التي ظهرت أوّلاً في زيارته تركيا، بحيث بات يمكن الحديث عن صفقة سياسية محتملة، تشمل تخلّي الإمارات عن مشاريعها، على الأقلّ تلك التي تستهدف قطر وتركيا مباشرة، فضلاً عن استثمارات إماراتية في تركيا، تعويضاً عن الإساءات التي تسبّبت بها أبو ظبي لأنقرة، وخاصة دعم الانقلاب الفاشل ضدّ الرئيس التركي في عام 2016.


____________


أنقرة - أبو ظبي: الاستثمارات لا تبدّد الخلافات

محمد نور الدين 


أثار اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الأربعاء الماضي، بمستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد انتباه الجميع. لكنّ التعتيم الذي رافق الاجتماع وعدم الكشف عمَّا دار خلاله، باستثناء ما صرّح به إردوغان، يلقي المزيد من الغموض على طبيعته وما جرى تناوله من موضوعات، فضلاً عن النتائج التي انتهى إليها؛ إذ اقتصر بيان القصر الرئاسي على الإشارة إلى أن الرجلَين بحثا العلاقات الثنائية بين بلديهما. وعلى إثر اللقاء، كشف إردوغان بعضَ جوانبه في حوار أجراه مع إحدى قنوات التلفزيون المحلية، وركّز بدايةً على أن المحادثات التي عُقدت شملت بحث الاستثمارات الإماراتية في تركيا ومجالاتها، معترفاً بأنّ علاقات الدول «تعرف تقلّبات، وصعوداً وهبوطاً». وكشف أيضاً أن اجتماعات عُقدت، أخيراً، بين مسؤولي الاستخبارات في كلا البلدين، أوصلت العلاقات إلى «مرحلة معينة»، معرباً عن أمله في أن تُعقد، لاحقاً، لقاءات مع وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بهدف «تبديد العديد من المشكلات في المنطقة، ولأننا نرى حلّ مشكلات المنطقة بالتعاون بين الأطراف المحوريّة». تصريحات إردوغان هذه، جاءت بعد سنوات طويلة من توتّر العلاقات بين البلدين، والذي تفاقم في أعقاب اتّهام تركيا للإمارات، وتحديداً ابن زايد بأنه الرأس المدبّر مع نظيره السعودي محمد بن سلمان، لانقلاب 15 تموز 2016.


وفي إطار ما جرى، حاولت صحيفة «جمهورييت» إلقاء بعض الضوء على أبعاد اللقاء، من خلال حوار أجرته مع السفير القطري السابق في أنقرة، مدحت رنده، الذي يرى أن تركيا تبحث، بعد وصول جو بايدن إلى الرئاسة، عن فتح صفحة جديدة مع الإمارات، وهو ما يُعدّ جزءاً من محاولة تحسين العلاقات مع كلٍّ من مصر والسعودية. وبحسب السفير القطري، فإنّ أبو ظبي كانت على الضفة المقابلة لتركيا في ما يخصّ التوترات في شرق المتوسط، ولكن أنقرة تعمل الآن على تغيير تموضع أبو ظبي قدر الإمكان. وإذ يتحدّث الأتراك عن إمكانية وضع خريطة طريق جديدة للعلاقات الثنائية، فإنّ ما يجري لا يعدو كونه خطوات أولى لترطيب العلاقات بينهما. وعادةً ما يلتقي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، نظيره في البلد الآخر، لكن طحنون التقى هذه المرّة رئيسَ الجمهورية، في القصر الرئاسي، وخرجت الصورة إلى العلن، في سابقة لم تعرفها تركيا، ما يشير إلى الأهمية التي توليها الأخيرة لتحسين العلاقات مع الإمارات. وعلى هذه الخلفية، يقول رنده: «بالتأكيد، إن استقبال شخص على هذا النحو يعني تحميله رسالة مهمّة جداً. وهذا يعني أن طحنون حمل رزمة اقتراحات أو طلباً معيّناً إلى القيادة التركية. إن استقبال مسؤول أمني في دولة أجنبية بهذه الطريقة، يُعدّ تطوّراً مهمّاً جداً»، مشيراً إلى أن اللقاء يجيء أيضاً بعد الانزعاج الإماراتي من رغبة جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وبعد الخلاف بين أبو ظبي والرياض، وفي ظلّ نصيحة الرئيس الأميركي، البلدان الثلاثة، بتطبيع العلاقات في ما بينهم. وعبر اتصالات من هذا النوع، تحاول الإمارات، وفق السفير، أن «تبحث عن حليف جديد لها في مواجهة إيران، فضلاً عن أن طحنون ربّما حمل مطالب إلى تركيا في شأن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، في مقابل إقامة تعاون واسع بين البلدين ومواجهة التهديدات المشتركة». قد يدغدغ الطلب الإماراتي أفئدة الأتراك الذين تمرّ بلادهم راهناً في ظروف مالية واقتصادية صعبة، وعجز في الموازنة، لكن يجب انتظار بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان ذلك وارداً على لائحة المصالح التركية، خصوصاً أن إيران تشكّل مقابلاً استراتيجياً هائلاً لا يمكن تركيا التخلّي عنه. ووفق السفير القطري: «تسعى الإمارات إلى أن تكون لاعباً في شرق المتوسط من خلال الاصطفاف ضدّ تركيا. لكن دول الخليج يمكن أن تغيّر سياساتها في 24 ساعة». وإضافة إلى حليفتها القطرية، تقتضي مصالح أنقرة الاستراتيجية أن يكون لها علاقات جيدة مع كل دول الخليج. وهنا، تكمن أهمية زيارة طحنون ولقائه الرئيس التركي، لكن بشرط أن يتبعها مزيد من الاتصالات الثنائية. وينهي رنده حواره مع الصحيفة، بالقول: «سنرى ما إذا كان ذلك سيحصل أم لا. توجد في تركيا إرادة سياسية لذلك، والدليل استقبال رئيس الجمهورية نفسه لطحنون. وإذا كان لدى الإمارات الإرادة نفسها، فعليها القيام بخطوات مقابلة».


يكتسب اللقاء بين إردوغان وطحنون أهمية فائقة، لا سيما أن هناك مصالح كبيرة تجمع البلدين. ولكن قبل تطبيع العلاقات بينهما، عليهما أن يتجاوزا عدداً كبيراً من الملفات الشائكة. فتركيا دخلت في توتّرات كبيرة مع الإمارات ومصر في شرق المتوسط وفي ليبيا، بل قيل إن طائرات تابعة لأبو ظبي هي التي قصفت قاعدة الوطية الجوية قرب طرابلس، وألحقت أضراراً جسيمة فيها، حيث كانت تتمركز طائرات وأنظمة دفاع جوي تركية. كما أن الإمارات شاركت، عبر طائراتها، في عدد كبير من المناورات مع اليونان ودول أخرى في شرق المتوسط. كذلك، فإن العلاقات الثنائية مثقلة بالملفات الشائكة، وعلى رأسها اتهام تركيا للإمارات بأنها ساندت وموّلت، مع السعودية، المحاولة الانقلابية في 15 تموز 2016 ضدّ رجب طيب إردوغان. واتّهمت أنقرة أبو ظبي بأنها تأوي عناصر تابعة للداعية فتح الله غولن، فضلاً عن اتهامها، أخيراً، باستضافة رجل المافيا، سادات بكر، الذي خرج، قبل أشهر، بمقاطع مصوّرة، يكشف فيها تورُّط مسؤولين في السلطة تابعين لحزب «العدالة والتنمية» بقضايا فساد، نالت نسبة مشاهدات قياسية، ووضعت السلطة في موقف حرج. يضاف إلى ما سبق، تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، والذي انعكس انزعاجاً تركياً كبيراً، إلى درجة دفعت الأخيرة إلى التهديد بقطع العلاقات مع أبو ظبي.

لكن هناك سؤال يُطرح اليوم، ومفاده: هل يمكن اعتبار المبادرة الإماراتية تجاه تركيا وملاقاة تركيا لها على أعلى مستوى مؤشّراً قوياً إلى أن العلاقات الثنائية دخلت مرحلة جديدة عنوانها التحسُّن والتعاون في حلّ الملفات الخلافية، والتحضير لمرحلة جديدة من التحالفات الإقليمية تعيد خلط بعض الأوراق؟ أم أن التوقّعات الإيجابية مبالغ فيها، نظراً إلى حجم الخلافات القائمة بين البلدين؟


30 يوليو 2021

حركة النهضة في طريق المراجعة

    7/30/2021 08:49:00 ص   No comments

حركة النهضة في طريق المراجعة

 قد يكون الوقت متأخرا. لكن بعض قادة الحركة الذين لديهم سجل معارضة ثابت ، يتحملون مسؤولية ما حققته الحكومة منذ أن أصبحوا قوة سياسية حاسمة.

فقد أوردت إذاعة موزاييك إف إم التونسية اليوم الجمعة، نقلا عن القيادي في حركة النهضة التونسية سمير ديلو قوله إن من الضروري أن تعرف قيادات الحركة “حجمها بعد ما حصل من متغيرات” عقب القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية قيس سعيد.

وأضاف ديلو أنه ضد دعوة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة لأنصار الحركة بالنزول إلى الشوارع.

وتابع أن اللجوء للعنف وتعريض حياة التونسيين للخطر ومواجهة قوات الأمن “خط أحمر”.

وأوضح ديلو “فسرت موقفي أنا وقيادات أخرى في النهضة لرئيس الحركة راشد الغنوشي لأن الأوضاع تغيرت لكن هناك من اتهمني برغبتي في الحصول على منصب الغنوشي وتمت شيطنتي وهناك من قال بأنني أرغب في القفز من سفينة غارقة”.

وتابع “كل ما يعرض السلم الأهلي للخطر أو يدفع التونسيين للتقاتل أو إعلاء المصلحة الحزبية.. كل من يقوم بذلك أضاع فرصة ذهبية للصمت”.

وقال “أرغب أن يكون صوتي مسموعا داخل النهضة لأنني لست الشخص الوحيد الحكيم في الحركة.. هناك تيار قوي تأكدت مواقفه بعد 25 يوليو يعتبر أنه لا يجب أن نحبس أنفسنا داخل حالة من الإنكار”.

وأكد أنه على قيادات النهضة أن “يتساءلوا لماذا تم حرق مقراتنا فقط في كامل ولايات الجمهورية، ولماذا خرج التونسيون للاحتفال بعد إجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد بشكل عفوي”.

*****

ويختلف هذا الموقف عن موقف الغنوشي الذي حاول مطلع الفجر دخول البرلمان رغم علمه بتعليق عمل المجلس ومحاولته دفع القوات المسلحة إلى عصيان الأمر الرئاسي. كانت تصرفات الغنوشي قرارًا متسرعة ويقلل ذلك من مصداقيته ومصداقية الحركة في حال استمر في قيادتها. إن دعوته منذ البداية وتهديده المستمر بإحضار الناس إلى الشارع أمر خطير وقصير النظر ويزيد من مخاطر العنف.

من الأفضل للحركة مراجعة أولوياتها ودورها في بناء مؤسسات الحكم. 

مثل الإخوان المسلمين في مصر ، الذين وعدوا في البداية بعدم محاولة السيطرة على كل من الرئاسة والبرلمان ، غيروا رأيهم لاحقًا وفعلوا ذلك تمامًا. كلفهما هذا الجوع للسلطة كليهما. دفع نفس الدافع حركة النهضة إلى اختيار نظام شبه برلماني تسبب في حدوث الشلل.

يمكن معالجة مشاكل تونس بشكل أفضل من خلال سلطة تنفيذية ذكية وفعالة وسريعة ينتخبها الشعب مباشرة--الرئيس ؛ وسلطة تشريعية منتخبة تضع سياسات وقوانين طويلة المدى--البرلمان؛ وقضاء مستقل تمامًا - بما في ذلك محكمة دستورية عليا  بها قضاة معينون من قبل ثلاث هيئات بأعداد متساوية (1/3 لكل منها): البرلمان ، والرئيس ، والمجتمع المدني (جمعيات القضاة ، ونقابات المحامين ، وأساتذة القانون ، والمنظمات غير الحكومية المسجلة ، إلخ.).

27 مايو 2021

عن الرّئيس التّونسي قيس سعيّد-- لا نحتاج - في تونس - من الحاكم باسم الشّعب غير عدله

    5/27/2021 08:27:00 ص   No comments

 لـ علي المحجوب 

إن تصدير كلّ أزمة سياسيّة أو اقتصاديّة إلى تجاذبات أيديولوجيّة هو إمعانٌ في استدامتها، وحرفٌ للأنظار عن فشل البعض في أدائه اقتصاديّاً واجتماعيّاً، ثمّ سياسيّاً.

من الفجور في الخصومة أن ترميَ خصمك السّياسيّ - أو غيره من الخصوم - بما ليس فيه ممّا تعتبره أنت مثلبةً، ولو لم تكن "التّهمة" في الواقع كذلك. والفجور في الخصومة - كما قد علمتَ - واحدةٌ من ثلاث علامات للنّفاق. ومن الحمق والسّفه أن تُشنِّعَ عليه ما قد يكون فيه من سمةٍ إذا كان دستور البلاد لا يمنعه من ذلك. 

ليس الكلام هنا مرافعة للدّفاع عن أيّ كان، لكنّه كلام يتوخّى شيئاً من الإنصاف للآخر. فإنّ الإنصاف محمود، في كلّ حال، وإنّ غيابه من ساحة حديثة الولوج إلى عالم "الدّيمقراطيّة الشّعبية" قد يَؤُول بكلّ اختلاف إلى الشّقاق وإلى ما هو أبعد منه من الفِتَن. 

أمّا القول إنّ الرّئيس المنتخَب "شعبيّ"، فلا يحتاج إلى جهد ولا إلى تفصيل لإثباته، ولا يستطيع أحدٌ نفيه. فإنّ الرّجل رجّ السّاحة السّياسيّة التّونسيّة من على أرصفة المقاهي الشّعبيّة، وهبّ النّاس إلى انتخابه اتّقاءً لصعود سماسرة الأعمال "الخيريّة" سلّمَ السّباق الانتخابيّ.


ولأنّ وسم "الشّعبيّ" محمودٌ في الدّيمقراطيّات، كونه ترجمة لالتفاف النّاس - الذين هم مدار الدّيمقراطيّة - حوله، فإنّ بعض الخصوم السّياسيّين، إذْ لم يستطيعوا أن يصنعوا من ذلك مثلبةً، لجَأُوا إلى دسّ القول بأنّه مجرّد صناعة مخابراتيّة أجنبيّة، استغفل فيها السّواد الأعظم من الشّعب، فتصبح التّهمة حينها مزدوجة: له بالعمالة، وللشّعب بالحمق. وعلى افتراض ذلك، ولأنّ الدّيمقراطيّة "تُجبرك" على الاستماع إلى "الأحمق"، ثمّ لأنّه قد حُصّل ما في الصّناديق من غير طاعن يطعن، فإنّ كلّ ملتوٍ على إرادة الشّعب أو مُستدرِكٍ عليها، من دون بيّنة وبلا مسوّغ دستوريّ ولا تفويض من الشّعب، يكون غير مؤمن بمبادئ الدّيمقراطيّة، ولو زعم خلاف ذلك، إلى أن يُثبت بالبيّنة القاطعة ما زعم من عمالة للأجنبيّ، وعلى مؤسّسات الدّولة آنذاك و/أو الشّعب الاستدراك على الأمر.

وإنْ لم يقدر على ذلك، فإنّه يلجأ إلى غيرها من "التّهم". والمهمّ في كلّ "التّهم الافتراضيّة" أن تؤدّي إلى انفكاك الحزام الشّعبيّ حتّى ينفضّ النّاس من حوله. فيقول بداية إنّ الرّئيس ذو توجّه شيوعيّ (قاصداً الجانب الإلحاديّ، أو ما يقاربه)، مستنداً في ذلك إلى دعوى مفادها أنّ مِنَ المقرّبين منه مِن تلك -على حدّ زعمه - حقيقة توجّهه، وهي - إن صحّت - حجّة صبيانيّة سخيفة لمنتقِدٍ، يغضّ النظر عن حقيقة أنّه قد يوجد في العائلة التّونسيّة الواحدة أرحامٌ على نقيض بعضهم البعض في التّوجّه والأيديولوجيا. بل إنّ المنتقِد ذاته يجلس في المقهى إلى طاولة يشاركه في الجلوس إليها أشخاص من توجّهات مغايرة، حدَّ التّناقض، من أقصى اليمين حتّى أقصى اليسار، وتلك سِمةٌ تونسيّة معروفة. ثمّ إنّ الدّستور التّونسيّ لم يدقّق في أيديولوجيا رئيس البلاد، ولهم - إن شاؤوا- الاستدراك على ذلك بالطّرائق التّشريعيّة التي خوّلهم إياها الشّعب، لا أن يجعجعوا بلا طحين، فيُكثروا الضجيج ويَحرفوا الأنظار عن أمّهات القضايا والمشاكل، وما أكثرها.

فلمّا استنفدوا جهدهم في معالجة القول بالعمالة ضرباً لشعبيّته ـ كما أنّ صلاة جمعة واحدة علنيّةً له دحضت قولهم بشيوعيّته ـ (على الأقلّ العقائديّة)، ركنوا بعد ذلك إلى القول إنّه "شيعيّ مرتبط بإيران". ولكَ أن تتصوّر - أيّها اللّبيب - مَن يعتبر هذه السّمة "تهمةً" و"مثلبةً"، بل إنّه قد يُدلي بدلوه، في هذه النظريّة الأخيرة، مَن لا يُفرّق بين النّاقة والجمل. والعجيب أنّه على رأس جهة معلومة، لها حصّة في جائزة نوبل "للسّلام"، التي مُنحت للرباعي التّونسي الرّاعي للحوار الوطني في فترة معلومة. غير أنّ العجب لا يطول إنْ تذكّرتَ كثيراً من الأسماء التى مُنحت هذه الجائزة، وكثيراً من الأسماء التي رُشّحت من قبلُ لنيلها. وإذا كان مسوّغ البعض في زعم هذه "السّمة" للرّئيس التّونسيّ ما قد علموا من صريح كفره بالتّطبيع والمطبّعين مع الكيان الغاصب المحتلّ - وهي سِمة باتت حصريّة لحلف المقاومين الأحرار - فنِعمَ التّهمة وبِئسَ المتّهِمين.

أمّا الاستشكال على أداء الرّئيس الشّعبيّ المنتخَب، فإنّه حقٌّ ليس لأحدنا أن ينازع صاحبه فيه. ولو كان الرّئيس منتخَبا بأغلبيّة عريضة، فإنّ الأغلبيّة لا تُعفيه من المراقبة والمساءلة والتّوجيه، عند الاقتضاء. بل إنّ هذه الاستشكالات ظاهرة صحّيّة لشعب في طور التّدرّب على التّدافع الدّيمقراطيّ، فهي لازمة وضروريّة. أمّا تصدير كلّ أزمة سياسيّة أو أزمة اقتصاديّة إلى تجاذبات أيديولوجيّة، فإنّه إمعانٌ في استدامة الأزمة، وحرفٌ للأنظار عن فشل البعض في أدائه اقتصاديّاً واجتماعيّاً، ثمّ سياسيّاً. وهو أيضاً زجٌّ بالشّعب في نوع من التّنازع المَقيت، الذي علمنا، من التّجارب السّابقة، بما جرّ على أصحابه في دول أُخرى من الفشل، ومن ذهاب ريحهم. كما علمنا، من تجارب دول أعرضت عن هذا النّوع من التّقسيمات، بأنّها عزّزت بذلك ديمقراطيّاتها، وأكسبتها منعةً واستدامة.

في أيّ الأحوال، فإنّ أحسن ما يُوصِّفُ الحلّ لهذا المأزق المصطنَع كلامٌ لعليّ بن أبي طالب، يقول فيه: "إنّما يحتاج النّاس من الحاكم عدله". وكذلك هو الأمر، إذ إنّنا لا نحتاج - في تونس - من الحاكم باسم الشّعب غير عدله، وليعتقد بعد ذلك الحاكم ما شاء، أو لا يعتقد، إن شاء.


______

علي المحجوب دكتور في الهندسة البيولوجية وحاصل على ماجستير في الحضارة العربية والإسلامية- تونس

21 مايو 2021

الابواب المفتوحة بين دمشق وحماس... حركة حماس ترد التحية للاسد باحسن منها

    5/21/2021 08:05:00 ص   No comments

كمال خلف *

في اجتماع جرى بين الرئيس الاسد وقادة الفصائل الفلسطينية وعلى راسهم الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الاخ “زياد النخالة”  ، اكد  الاسد للحاضرين التزام سورية الكامل بدعم المقاومة الفلسطينية . ولا شك بانه الموقف الاميز عربيا على اعتبار ان سورية تخوض منذ عشر سنوات حربا ضروسا دمرت بنيتها التحتية واقتصادها وحاولت الفتك بجيشها ومجتمعها، وبروز اصوات من النخبة السورية تنادي” بسورية اولا ” كخلاصة لتجربة الحرب  . الا ان الرجل الذي يوصف بالعنيد في دمشق  ترك طقوس الانتخابات والحملة الانتخابية في يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية في الخارج وجلس مع قاددة الفصائل للوقوف على الوضع في فلسطين ومالات المنازلة بين المقاومة واسرائيل في غزة .

 لا يمكن اغفال الدور السوري في احتضان المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 65 ، ولاحقا احتضان وتدريب وتسليح وحماية التيار الاسلامي في فلسطين المتمثل في حركتي الجهاد وحماس مطلع التسيعنيات من القرن الماضي ، رغم موقف حزب البعث الحاكم في سورية الحازم  من الاخوان المسلمين بسبب الصراع  الدامي بينهم منذ مطلع الثمانينات   . وما ترتب طوال عقود نتيجة هذا الموقف الداعم للمقاومة  من اثمان باهظة دفعتها سورية الدولة والشعب من حصار وتهديد وضغوط دولية  وصولا الى الحرب القاسية التي هدفت بالدرجة الاولى الى  معاقبة سورية على موقفها من القضية الفلسطينية ومناهضتها لاسرائيل في كل المحافل ، وتغيير دورها في الاقليم وضرب حلف المقاومة .  واعتقد ان فصول تلك الحرب بدات تتكشف تباعا ، وهناك الكثير مما سيقال ويكتبه المؤرخون المحايدون لاحقا عن اسرار وخفايا تلك الحرب القاسية على سورية .

الرئيس الاسد في موقف لافت وبعد سنوات من القطيعة مع حركة حماس ابلغ قادة الفصائل ممن كانوا في ضيافته ان ابواب دمشق مفتوحة لكل المقاومين الفلسطينيين وكل الفصائل الفلسطينية على اختلاف تسمياتها . واكثر من ذلك حملهم تحياته الى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، والى مقاتلي حماس في غزة . هو الموقف الاول الصادر من دمشق منذ القطيعة مع حماس بسبب موقف الاخيرة الداعم للمعارضة السورية في الحرب .

كلام الاسد فيه الكثير من التعالي على الجراح ، وتقديم المصلحة الفلسطينية والقضية الفلسطينية حتى على القضية السورية . هكذا يظهر الاسد كزعيم تاريخي وقائد مبدئي  ضمن مشروع استراتيجي ينهض بالامة وليس مجرد رئيس . وهكذا يثبت الاسد انه عنيد الى حد ان كل الحرب التي شنت على بلاده بهدف تغيير سلوكه ومقاربته للاحداث والقضايا  جعلته يرسخ موقع سورية اكثر في مواجهة اسرائيل ، ويحث الخطى حتى قبل تعافي سورية الكامل نحو حمل راية القضية المركزية للعرب والمسلمين   .

بالمقابل جاء اول رد من حركة حماس  على لسان القيادي البارز في الحركة اسامة حمدان ، والذي سمع بموقف الاسد من خلال” قناة الميادين ”  كما قال في اتصال اجرته معه القناة ، وانا من حاوره شخصيا  واكد حمدان ان حركة حماس ترد التحية للاسد باحسن منها ، وان هذا الموقف ليس مستغربا من سورية ، وان موقف الأسد الداعم للمقاومة ليس غريباً ولا مفاجئاً و من الطبيعي أن تعود العلاقات بدمشق إلى وضعها السابق”.

لاشك انها مواقف تفتح الابواب المغلقة بين حماس ودمشق ببركة صواريخ المقاومة التي دكت تل ابيب والمستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية ، وبركة نصر الشعب الفلسطيني ، والشعب السوري ،   وتؤسس لطي صفحة داكنه من العلاقة طوال السنوات العشر الماضية  . ونقول تؤسس لان العلاقة بين الطرفين تحتاج الى المزيد من الوقت والنضوج ولا تعيدها تصريحات ايجابية فقط على اهميتها .

خلال السنوات الماضية حاول وسطاء كما اطلعنا في حينه سواء حزب الله او المسؤولين الايرانيين حاولوا رأب الصدع ومعالجة اسباب الخلاف ، وبذلوا جهودا كبيرة  . الا ان الاسد كان يرفض ، مع تاكيده على دعم المقاومة الفلسطينية في فلسطين وفي غزة على وجه التحديد

الامر بطبيعة الحال ليس سهلا للاسد  ، فحماس كما قال رئيسها في الخارج خالد مشعل منذ ايام عاشت عصرها الذهبي في سورية . وقدمت سورية معسكرات التدريب والسلاح والتكنولوجيا الحربية خاصة في مجال الصواريخ والمتفجرات ، وقدمت اراضها وعاصمتها كمقر لقيادة حماس بعد ابعادها  من الاردن مطلع التسعينات  ، وتعرضت للضغط والتهديد واحيانا العدوان المباشر بسبب وجود حماس والجهاد في حماها ، وعندما اندلعت الاحداث وقفت حماس مع قرار حركة الاخوان المسلمين العالمية ضد القيادة السورية ، وتبنت موقف المعارضة بالكامل وخرجت من سورية الى قطر . هذا ما اعتبرته القيادة السورية طعنة في الظهر لم تكن تتوقعها . لكن الاجواء في فترة الربيع العربي كانت تبشر بصعود التيار الاسلامي الى الحكم في معظم  الدول العربية ، وهذا كان له التاثير الاكبر في خيارات حماس بخصوص سورية او غيرها مثل مصر مثلا . بالمقابل تكرر الحركة انها خرجت من سورية لانها لم ترغب في التدخل في ازمة داخلية .

تلك مرحلة قد خلت لا نريد الدخول في تفاصيلها ، والافضل النظر الى المستقبل ، سورية هي قلب هذه الامة ، وبوصلة العالم الحر ، وجيشها قاتل في معارك الامة دفاعا عن فلسطين ، وقدمت خيرة ابنائها شهداء من اجل فلسطين . سورية الدولة التي لم تسمح رغم كل الحروب والضغوط والحصار والجوع  برفع علم اسرائيل في سمائها ، من الطبيعي ان تكون قبلة المقاومين والمناضلين وشرفاء الامة .


________________

* كاتب واعلامي فلسطيني


29 أبريل 2021

الإسلام السّياسي والمراجعات الأردوغانية

    4/29/2021 06:25:00 ص   No comments

عبد الباري عطوان

هذا الانفِتاح السّياسي التّركي التّدريجي والمُتسارع على المملكة العربيّة السعوديّة ومِصر وبدرجةٍ أقل على الإمارات والبحرين، بات محور اهتِمام الأوساط السياسيّة في المِنطقة العربيّة، وموضع تساؤلات المُحلّلين ورجال الإعلام، بالنّظر إلى حجم العَداء والتوتّر الذي كانت تتّسم به العُلاقات بين هذه الأطراف طِوال السّنوات العشر الماضية تقريبًا.

فمَن كان يتصوّر، وقبل أشهر، أن يُشيد الدكتور إبراهيم كالين، مُستشار الرئيس رجب طيّب أردوغان السّياسي، بالقضاء السّعودي ويُؤكّد احتِرام أحكامه التي أصدرها بالسّجن على ثمانية مُتّهمين مُتورّطين في عمليّة اغتيال جمال خاشقجي، ووصول أوّل وفد دبلوماسي تركي إلى القاهرة الأُسبوع المُقبل، بعد زيارات سريّة على مُستوى مَسؤولي أجهزة المُخابرات، واتّصالات هاتفيّة بين وزيريّ خارجيّة البلدين وتبادُل التّهاني بمَقدم شهر رمضان، و”لجم” محطّات المُعارضة المِصريٍة، وربّما قريبًا الليبيّة في إسطنبول ووقف انتِقاداتها لحُكومات بلادها؟

فإذا كانت العُلاقات وصلت بين تركيا ومِصر إلى حافّة المُواجهة العسكريّة على الأراضي الليبيّة، فإنّ نظيرتها بين تركيا والمملكة العربيّة السعوديّة دخلت ميادين الحرب الاقتصاديّة، والإعلاميّة، واتّسمت في بعض الأحيان إلى التّنافس الشّرس على زعامة المرجعيّة السنيّة في العالم الإسلامي، وما زالت المُقاطعة السعوديّة للبضائع والسياحة التركيّة قائمة، ولكن بقرار غير رسميّ علنيّ، حتّى كتابة هذه السّطور، وإن كانت هُناك مُؤشّرات عن بَدء تآكُلِها.

 

***

أربعة تطوّرات رئيسيّة تَقِف خلف هذا الانقِلاب الوشيك في العُلاقات بين تركيا ومُعظم مُحيطها العربيّ:

الأوّل: إدراك القِيادة التركيّة أنّ سِياسة “الصّدمة والتّرويع” السياسيّة والإعلاميّة التي مارستها طِوال السّنوات العشر الماضية، وضدّ مِصر ودول مجلس التّعاون الخليجي بزعامة السعوديّة، أعطت نتائج عكسيّة وارتدّت سلبًا على تركيا، واقتصادها وزعامتها الإسلاميّة، الأمر الذي دفع حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى اتّخاذه قرارًا في اجتماعه التّنظيمي الأخير في أنقرة إلى التخلّي عن هذه السّياسات التي أغرقت تركيا في حُروبٍ ومُواجهات وأزمات في مُحيطها الإقليمي أدّت إلى عزلها، وإضعاف اقتِصادها، واستِبدالها بسِياسات انفتاحيّة تقوم على التّهدئة والحِوار، وإعطاء مساحة أكبر للدّبلوماسيّة.

الثّاني: يبدو أنّ الرئيس أردوغان وصل إلى قناعةٍ مفادها أنّ “الإسلام السياسي” الذي تبنّاه، ودعمه بعد “ثورات” الرّبيع العربي، لن ينجح في تغيير الأنظمة القائمة، ومِصر والسعوديّة وسورية وليبيا والعِراق على وجه الخُصوص، وأنّ الاستِمرار في هذا الرّهان، في ظِل الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة، والعُزلة التركيّة والعَداء الغربيّ مُكلِفٌ جدًّا لتركيا والحزب الحاكم فيها.

الثّالث: تَصاعُد النّفوذ الإيراني في المِنطقة المدعوم بترسانةٍ عسكريّة قويّة، والانحِياز للقضايا العربيّة المركزيّة، وأبرزها مُواجهة المشروع الصّهيوني، وتأسيس محور المُقاومة بأذرع عسكريّة جبّارة في اليمن ولبنان وسورية والعِراق وفِلسطين المُحتلّة، في إطار مُقاطعة تامّة لدولة الاحتِلال الإسرائيلي، ووصول صواريخه مُؤخّرًا إلى مُحيط ديمونة في النّقب.

الرّابع: التِقاء الرئيس أردوغان مع قادة مِصر والسعوديّة والإمارات ودول خليجيّة أُخرى على أرضيّة القلق والرّعب من الإدارة الأمريكيّة الجديدة بقِيادة جو بايدن التي أعلنت مُنذ اليوم الأوّل تغيير السّياسيات الأمريكيّة تدريجيًّا ضدّها، أيّ الدّول المذكورة، فقد أوقفت دعمها للتّحالف السّعودي في حرب اليمن، واعترفت بِما وصفته جرائم الإبادة التركيّة للأرمن، وكانت وما زالت أكثر ميلًا للموقف الإثيوبي في أزَمة سدّ النهضة، ولم يُبادِر بايدن بإجراء أيّ اتّصال مع الرئيس المِصري.

السّؤال الذي يطرح نفسه بقُوّةٍ هذه الأيّام، هو عمّا إذا كان قطار “التّهدئة” التّركي الذي بات على وشك الانطِلاق سيتوقّف في القاهرة والرياض وأبو ظبي فقط، أم أنّه سيُعرّج في طريق الذّهاب أو العودة إلى دِمشق الأقرب جُغرافيًّا إلى أنقرة؟

هُناك نظريّتان: الأُولى تقول بأنّ الرئيس أردوغان سيُحاول استِخدام الورقة الطائفيّة، أو العِرقيّة التركمستانيّة ومُحاولة تأسيس “محور سنّي” في مُواجهة النّفوذ الإيراني المُتصاعِد، ومن أجل تعزيز تدخّله العسكريّ في سورية الذي بدأ يتآكل، ولكن ما يُضعِف هذه النظريّة احتِمالات الرّفض المِصري لهذه النّزعات الطائفيّة والمذهبيّة والتمسّك بعلمانيّة الدّولة ومبدأ التّعايش بين الأديان والمذاهب فيها.

والثّانية تُؤكِّد بأنّ هذه المُصالحات التركيّة المُتسارعة مع اثنين من أهم أقطاب السّاحة العربيّة، أيّ السعوديّة ومِصر تَصُب في مصلحة الطّرفين، وقد تكون تمهيدًا للمُصالحة مع سورية أيضًا، بالنّظر إلى حالة الانفِراج الرّاهنة في عُلاقاتهما مع دِمشق، وعدم مُعارضتهما لاستِعادة مِقعَدها في الجامعة العربيّة، وهُناك معلومات غير مُؤكَّدة عن بوادر تهدئة تركيّة سوريّة بوِساطةٍ روسيّة وإعادة فتح جُزئيّ لقنوات الحِوار الاستِخباري.

***

هذا الانقِلاب في الموقف التركيّ هو اعتِرافٌ أوّليّ بفشل سِياسة التدخّلات السياسيّة العسكريّة السّابقة، وخاصّةً في ليبيا وسورية، وهي السّياسات التي تعرّضت لانتِقادات داخليّة شَرِسَة، وشكّلت ذخيرةً قويّةً في يد أحزاب المُعارضة، وإحداث انشِقاقات في صُفوف الحزب الحاكم، ونسف أبرز إنجازاته وهي التّنمية وقوّة الاقتِصاد التّركي والعُملة الوطنيّة.

الرئيس أردوغان أخطأ في تدخّلاته هذه، وخَلَقَ العديد من الأعداء دُون أن يُحافظ على أيّ من الأصدقاء، خاصّةً بمُساهمته بخلق حالة من عدم الاستِقرار والفوضى في كُل من ليبيا وسورية والعِراق، وسيضطرّ في نهاية المطاف إلى التّراجع عن هذه التّدخّلات، تقليصًا للخسائر، فمَن كانَ يتَصوّر أنّه سيَطرُق أبواب القاهرة والرياض طالبًا الوِد، ويتخلّى عن حركة “الإخوان المسلمين” ويُجَمِّد أذرعها الإعلاميّة، ويُقَدِّمها ككبش فِداء للحِفاظ على ما أسماه مصالح تركيا.. واللُه أعلم.

_____________________________

المصدر


24 نوفمبر 2020

لماذا سوريا؟

    11/24/2020 02:15:00 م   No comments


28 مايو 2020

عمل: دمقرطة. عدم سلعنة. مجابهة التلوث

    5/28/2020 05:50:00 م   No comments
 
ماذا تُعلمنا هذه الأزمة
من هذا الوباء؟ بادئ ذي بدء، أنه لا يمكن اختزال البشر في مكان العمل إلى "موارد". الأطباء (الطبيبات)، والممرضين (ات)، والصيادلة، وعمال (عاملات) التوصيل، وعمال (عاملات) صندوق الدفع بالمتاجر وجميع أولئك الذين يسمحون لنا بمواصلة العيش في هذه الفترة من الحجر دليل حيّ على ذلك. يوضح لنا هذا الوباء أيضًا أنه لا يمكن اختزال العمل في حد ذاته إلى "سلعة". فالرعاية الصحية، والعناية الإجتماعية، ومرافقة أكثر الفئات هشاشة هي أنشطة يجب حمايتها من الخضوع لقوانين السوق وحده، وإلا فإننا نخاطر بزيادة مطردة لعدم المساواة، لدرجة التضحية بالأضعف والأكثر فقراً. لتجنب مثل هذا السيناريو، ما الذي يجب فعله؟ يجب السماح للموظفين بالمشاركة في القرارات، أي دمقرطة الشركة. وأيضاً، يجب عدم سلعنة العمل، أي أن يضمن المجتمع عمل مجدي للجميع. في الوقت الذي نواجهُ بأنٍ واحد، خطرَ الوباءِ وخطر انهيار مناخي، فإن هذين التغييرين الاستراتيجيين سيسمحان لنا، ليس فقط بضمان كرامة كل فرد، ولكن أيضًا بالعمل بشكل جماعي لإزالة التلوث الذي أصاب الكوكب وإنقاذه.
دمقرطة. يستيقظ العاملون - وخاصة العاملات - في الخدمات الأساسية كل صباح للذهاب لخدمة الآخرين، في حين أن جميع أولئك الذين يستطيعون البقاء في الحجر، يبقون في الحجر في بيوتهم. هؤلاء العاملون (والعاملات) الأساسيون يبرهنون على كرامة عملهم وعلى عدم تفاهة وظائفهم. وهم يظهرون الحقيقة الأساسية التي سعت الرأسمالية دائمًا إلى جعلها غير مرئية، ساعية بذلك إلى تحويل البشر إلى "موارد": لا يوجد إنتاج أو خدمة بدون المستثمرين في عملهم.

21 سبتمبر 2019

انتخابات تونس: قراءة في تراجُع "النهضة" وتقدّم آخرين

    9/21/2019 06:51:00 ص   No comments
محمد علوش
فاجأت الانتخابات التونسية الأوساط السياسية والمُراقبين في الداخل والخارج بنتائجها التي تصدَّرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

المُفاجأة الأكثر أهمية هي تدني نسبه الاقتراع في بلدٍ يُعتَبر الأكثر تعافياً في سُلَّم الديمقراطية بين الدول العربية كافة. وهو أمر مُحيِّر لأولئك الذين طالما قالوا إن ارتفاع منسوب الديمقراطية في المجتمعات يزيد من ارتفاع نسبة المشاركة السياسية للجماهير، حيث يُتَرجَم ذلك بتزايُد عدد الأحزاب وارتفاع نسبه الاقتراع في الاستحقاقات الدستورية.

في الحال التونسية حصل العكس تماماً. فنسبة الاقتراع لم تتجاوز 45 % مُقارنة بنسبه 63 % عام 2014. ولا يجد المرء تفسيراً سياسياً لها إلا بإحالة الأمر إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة نتيجة تواضُع أداء وبرامج القوى السياسية المُتنافِسة، والتي - على ما يبدو- لم تقنع الناخِب التونسي بتوجّهاتها.

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.