تمثل المعركة على بلدة القصير الحدودية تحولا نوعيا في الازمة السورية، حيث ظهرت فيها الحرب بالوكالة الجارية في سورية بوضوح، حزب الله يقاتل الى جانب النظام السوري، والمقاتلون السوريون يدافعون عن بلدتهم وبدعم من بعض العناصر ‘الجهادية الخارجية’ حسب الاتهامات الموجهة من حزب الله والنظام اليهم.
وما تكشف عنه المعركة ايضا انها تعتبر تصعيدا للازمة التي لا تزال تثير مخاوف اقليمية وتجبر الالاف من السوريين على الرحيل للدول المجاورة.
ويثير دور حزب الله، في الوقت نفسه الذي اصبح يتدخل ‘على المكشوف’ في سورية مخاوف داخل لبنان. ويبدو ان الحزب ومعه الراعية الايرانية
وما تكشف عنه المعركة ايضا انها تعتبر تصعيدا للازمة التي لا تزال تثير مخاوف اقليمية وتجبر الالاف من السوريين على الرحيل للدول المجاورة.
ويثير دور حزب الله، في الوقت نفسه الذي اصبح يتدخل ‘على المكشوف’ في سورية مخاوف داخل لبنان. ويبدو ان الحزب ومعه الراعية الايرانية
يريدان بالدخول على خط سورية التأكيد على ان المعركة على نظام الاسد هي معركة وجودية بالنسبة لهما، ومن هنا فالمقاومة لاسرائيل التي ظل الحزب يؤكد على اهميتها تم حرف اهدافها الآن للمشاركة في الحرب الاهلية. فلم يعد الحزب يتحدث او يفسر مقتل بعض من كوادره اثناء ‘ادائهم مهمات جهادية’ في سورية، ولم يعد الهدف حماية الشيعة في سورية ولا مقام السيدة زينب في دمشق، بل وحماية النظام. وبحسب احد سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، ‘الشهداء يعودون بالعشرات، واعرف بنفسي اربعة منهم، لم يعد الامر سرا، والناس يتحدثون عنها علنا’.
ويعتبر القتال على بلدة القصيرة مهما للنظام لان السيطرة عليها تعني تعزيز سيطرة النظام على الممر المؤدي الى مدينة حمص، ثالث مدن سورية، وسيؤمن الطريق اليها المعابر الى مدن الساحل التي تعيش فيها الغالبية العلوية. كما ان السيطرة على القصير يعني فتح الطريق الى منطقة البقاع في الجنوب اللبناني مما تعني دعما مستمرا من الشيعة في المنطقة للقوات الموالية لبشار الاسد.
وبالنسبة للمعارضة، فالبلدة كانت ميدانا للمقاتلين لاكثر من عام حيث وفرت لهم معبرا جيدا للسلاح القادم من لبنان، وخسارتها يعتبر كارثة كما قال احد مقاتلي كتيبة الفاروق لصحيفة ‘واشنطن بوست’، ان سقوط البلدة يعني سقوط حمص بيد النظام. ومن هنا فسقوط القصير بيد النظام يعتبر ‘كارثة’ مما يعني خسارة المعارضة مدينة حمص بالكامل حسب مقاتل من كتيبة الفاروق نقلت عنه ‘واشنطن بوست’، وقال ان حزب الله مدرب بشكل جيد على حروب الشوارع ويستخدم فيها ‘قوات النخبة’.
واشارت الصحيفة الى الجدل الذي تثيره مشاركة حزب الله في سورية داخل لبنان. وفي الوقت الذي اعترف فيه حزب الله بخسارة 25 من مقاتليه الا ان الخسائر على جانب المعارضة اضخم حيث نقلت عن احد المقاتلين قوله ‘نحن في موقع الدفاع′ عن النفس.
قوة الجيش السوري
وترى صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري على القصير يظهر تصميما وارادة من جيش يواجه حربا مضى عليها اكثر من عامين. وقالت ان الجيش لا يزال يتمتع بقدرة قتالية عززها وجود مقاتلي حزب الله الى جانبه. وقالت ان النجاحات التي حققها الجيش دفعت من توقعوا رحيل النظام وكتبوا نعيه لاعادة النظر في حساباتهم، حتى في ظل المؤتمر الدولي الذي تعد له كل من واشنطن وموسكو الشهر المقبل. وترى الصحيفة ان العملية العسكرية الاخيرة في القصير تظهر ان الحكومة لا تزال قادرة على اللكم على الرغم من الخسائر الفادحة التي تعرضت لها. ونقلت عن جوزيف هاليدي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله ان العملية الاخيرة ‘تجبرنا على اعادة النظر بهذه الكلام الذي نقوله واصبح مقدسا وهو ان سقوط النظام بات محتوما’. ولا يعني سقوط القصير انقطاع الدعم اللوجيستي للمقاتلين فالحدود اللبنانية مع سورية طويلة وفيها معابر يمكن للمقاتلين استخدامها لادخال السلاح، وستظل القرى والبلدات السنية على الجانب الاخر في لبنان تدعم المقاومة السورية. وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي اوقف زحف المقاتلين ففي بداية اذار (مارس) سيطروا على اول عاصمة محافظة- الرقة، وكانوا يقتربون من قطع خط الامدادات في معظم انحاء البلاد، ولكنهم توقفوا حيث نجحت الحكومة في منتصف نيسان (ابريل) بفتح عدد من الطرق قرب ادلب وبعدها حققت الحكومة انجازات مهمة اهمها سيطرتها على البلدة الاستراتيجية خربة غزالة في درعا.
وفي الوقت الذي تلوم فيه المعارضة الغرب على تراجعاتها لتردده بدعمها بالسلاح الثقيل الا ان هناك اسبابا اخرى لعدم تحقيق الانتصار في الحرب، وقد قدمت مجلة ‘تايم’ محاولة للاجابة عليه. وتقول في تقرير مطول عن النشاطات التي يقوم بها المقاتلون في ادلب ان السبب الذي جعل المعارضة تفشل في السيطرة على محافظة كاملة من الـ14 محافظة في سورية يعود الى صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة، وعدم تناسق الدعم العسكري من الاسلحة والذخائر التي تصل للمقاتلين، والسبب الاخير هي قدرة الجيش السوري وابداعيته في اختراع الاساليب الجديدة للمواجهة.
ويعترف قادة في الجيش الحر بانهم يتحركون على قدر ما لديهم وعليه ‘فالوسائل الضعيفة تؤدي الى نتائج ضعيفة’.
جدل لبناني
وقد ادت التطورات في القصير الى ظهور خطاب جديد لا يركز على ضرورة رحيل النظام ولا خطر القاعدة بل والخوف من انهيار سورية وهو ما اشار اليه ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني الذي قال ان بلاده عازمة على المضي لاقناع الاتحاد الاوروبي برفع الحظر عن نقل الاسلحة للمعارضة السورية لان ‘سورية تقترب للانهيار مع كل اسبوع يمر وتواجه معها المنطقة كارثة’. ويثير دور حزب الله الجديد في سورية جدلا لبنانيا حيث تتهم المعارضة الجيش اللبناني بالتآمر والسماح لمقاتلي الحزب لدخول سورية، وتقول المعارضة انه ينظر للمشاركة على انها جر للبنان للتدخل في سورية وهي تهمة رماها الحزب والنظام السوري على المعارضة اللبنانية السنية التي تدعم المقاتلين السوريين. ويعترف بعض اطراف المعارضة ان الجيش السوري سيسيطر على القصير بدعم من حزب الله ولكنها ستكلفه مئات القتلى من كوادره. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن احدهم قوله ان المقاتلين الشيعة يواجهون مقاومة شرسة من السوريين. وقال عضو في جماعة الرابع عشر من ايار ان حزب الله سيتورط كما تورط الفرنسيون في ‘دين بين فو’ الفيتنامية عام 1954. وقالت الصحيفة ان معركة القصير تضع حزب الله وبشكل متزايد في مواجهة الجماعات الجهادية في المنطقة. وتهدد المشاركة هذه باندلاع حرب شاملة بين السنة والشيعة في المنطقة. وتشير الى اثر الوضع السوري على المجتمع اللبناني المنقسم طائفيا حيث يصلي الشيعة لاقاربهم في حزب الله ممن ارسلوا الى سورية.
استفزاز
وعلقت صحيفة ‘الغارديان’ على التطورات الحالية حيث قالت ان تحول حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية الى معركة يشارك فيها مقاتلون اجانب كان مسألة وقت. وقالت ان الحزب يتعامل مع الحرب في سورية على انها حرب وجودية له ولراعيته ايران، فنجاة الاسد هو نجاة لهما ولمصالحهما، مما يعني ان اي محاولة لتحقيق مصالحة في سورية اصبح املا بعيد المدى، خاصة بعد الحرب الطائفية البشعة التي بدأها النظام اولا ومن ثم ولسوء الحظ بعض المقاتلين. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها ان سورية ايا كان حالها، سواء في الشمال والشرق التي يسيطر عليها المقاتلون او الجنوب والغرب التي يسيطرعليها النظام لم تعد تملك مصيرها او تتحكم باراضيها. ووصفت ‘الغارديان’ الحال بسيادة ‘الفصائلية’ فمن بين القوى المقاتلة ضد النظام تتميز جبهة النصرة بالتماسك والقوة وهي التي اعلنت الولاء للقاعدة. كما ان هناك انقساما بين القيادات الميدانية وتلك الموجودة في تركيا والدوحة، ويضاف الى هذا الوضع انقسام بين الدول الداعمة فهناك من جهة السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن التي تخشى من سيادة الاسلاميين، ومن جهة اخرى قطر وتركيا اللتان تدعمان الاسلاميين خاصة الاخوان المسلمين. وتقول الصحيفة انه ان كانت القاعدة (سنية) تواجه حزب الله (شيعية)،فان الانظمة السنية في الخليج تقوم بهمة جيدة لاضعاف سياستها الخارجية ايضا. وتتساءل ان كان دخول حزب الله للحرب جاء بسبب الضربة الاسرائيلية على دمشق، وهي الهجمات التي دفعت روسيا لارسال صواريخ اس-300 ، وتقول ان دخول حزب الله وهو المنظمة الاكثر تسليحا وتنظيما في المنطقة كان مسألة وقت. وهنا تعود الصحيفة الى تصريحات هيغ التي قال فيها ان الوقت قد حان لرفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة وارسالها ‘في ظروف يتم السيطرة عليها بحذر’. وتعلق الصحيفة بالقول ان كلام الوزير هيغ استفزاز لان الغرب فقد التأثير على فصائل المعارضة السورية. وتختم بالقول انه لا بريطانيا ولا امريكا او حتى روسيا يمكنها ‘القيادة من الخلف’ خاصة ان الخيار الدبلوماسي للحوار مع الاسد قد رفض ولمدة طويلة، وعليه فلا مكان ‘لسائقي المقعد الخلفي’ في نزاع عسكري. ولهذا عبرت المعارضة عن غضبها من تصريحات هيغ التي قال فيها ‘علينا ان نقنع المعارضة للمجيء الى طاولة المفاوضات، مع الاعتراف بصعوبة تفاوضهم مع نظام ارتكب مذابح وقتل الالاف من الاشخاص’. وجاء الاعتراض على كلامه من المقاتلين الذين يريدون السلاح وليس المؤتمرات. وفي نفس السياق ترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان مشكلة المؤتمر الدولي الذي وافقت الولايات المتحدة وروسيا على عقد تنبع من موسكو التي زودت النظام بالسلاح المتقدم وهنا تتساءل لماذا تسلح روسيا سورية.
المؤتمر والاسلحة
واجابت عليه في واحدة من افتتاحياتها قائلة ان الامل الذي ولد قبل اسبوعين بعد اعلان الولايات المتحدة وروسيا عن خطة لانهاء الحرب في سورية يتلاشى شيئا فشيئا، وروسيا هي السبب. فبدلا من استخدام قوتها وتأثيرها على الاسد وتدفعه لحل عبر التفاوض، قامت روسيا في الآونة الاخيرة بارسال صواريخ متقدمة مضادة للسفن الحربية وهناك حديث عن صفقة من الصواريخ المتقدمة (اس- 300)، فيما قام الروس بتعزيز وجودهم العسكري في المنطقة. وتقول الصحيفة ان ارسال الصواريخ المضادة للسفن كان توقيته غير موفق، لان الاسد مادام يعرف ان له حلفاء يدعمونه عسكريا وسياسيا فلن يجد اي حافز يدفعه للموافقة على وقف اطلاق النار او على عملية نقل للسلطة. واشارت الى تصريحاته النادرة للصحيفة الارجنتنية ‘كلارين’ يوم السبت والتي اقترح فيها ان المؤتمر الدولي لن يؤدي الى تقدم حقيقي نحو السلام في بلاده، ورفض فكرة التحاور مع الجماعات المسلحة. وتقول الصحيفة ان روسيا لديها مصلحة في الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في طرطوس وهي الحيوية لسوق الغاز الطبيعي والنفط، وتحتاج والحالة هذه الى تأكيدات تحمي هذه المصالح في مرحلة ما بعد الاسد. وفي الاطار نفسه هناك مصلحة روسية وامريكية العمل على منع وقوع روسيا في ايدي الجهاديين وعدم تحولها الى دولة فاشلة. وتعترف الصحيفة ان روسيا ليست المعوق الوحيد للتقدم في سورية، فمن بين جماعات المعارضة هناك المتطرفون مثل حزب الله المدعوم من ايران.
ويعتبر القتال على بلدة القصيرة مهما للنظام لان السيطرة عليها تعني تعزيز سيطرة النظام على الممر المؤدي الى مدينة حمص، ثالث مدن سورية، وسيؤمن الطريق اليها المعابر الى مدن الساحل التي تعيش فيها الغالبية العلوية. كما ان السيطرة على القصير يعني فتح الطريق الى منطقة البقاع في الجنوب اللبناني مما تعني دعما مستمرا من الشيعة في المنطقة للقوات الموالية لبشار الاسد.
وبالنسبة للمعارضة، فالبلدة كانت ميدانا للمقاتلين لاكثر من عام حيث وفرت لهم معبرا جيدا للسلاح القادم من لبنان، وخسارتها يعتبر كارثة كما قال احد مقاتلي كتيبة الفاروق لصحيفة ‘واشنطن بوست’، ان سقوط البلدة يعني سقوط حمص بيد النظام. ومن هنا فسقوط القصير بيد النظام يعتبر ‘كارثة’ مما يعني خسارة المعارضة مدينة حمص بالكامل حسب مقاتل من كتيبة الفاروق نقلت عنه ‘واشنطن بوست’، وقال ان حزب الله مدرب بشكل جيد على حروب الشوارع ويستخدم فيها ‘قوات النخبة’.
واشارت الصحيفة الى الجدل الذي تثيره مشاركة حزب الله في سورية داخل لبنان. وفي الوقت الذي اعترف فيه حزب الله بخسارة 25 من مقاتليه الا ان الخسائر على جانب المعارضة اضخم حيث نقلت عن احد المقاتلين قوله ‘نحن في موقع الدفاع′ عن النفس.
قوة الجيش السوري
وترى صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري على القصير يظهر تصميما وارادة من جيش يواجه حربا مضى عليها اكثر من عامين. وقالت ان الجيش لا يزال يتمتع بقدرة قتالية عززها وجود مقاتلي حزب الله الى جانبه. وقالت ان النجاحات التي حققها الجيش دفعت من توقعوا رحيل النظام وكتبوا نعيه لاعادة النظر في حساباتهم، حتى في ظل المؤتمر الدولي الذي تعد له كل من واشنطن وموسكو الشهر المقبل. وترى الصحيفة ان العملية العسكرية الاخيرة في القصير تظهر ان الحكومة لا تزال قادرة على اللكم على الرغم من الخسائر الفادحة التي تعرضت لها. ونقلت عن جوزيف هاليدي من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله ان العملية الاخيرة ‘تجبرنا على اعادة النظر بهذه الكلام الذي نقوله واصبح مقدسا وهو ان سقوط النظام بات محتوما’. ولا يعني سقوط القصير انقطاع الدعم اللوجيستي للمقاتلين فالحدود اللبنانية مع سورية طويلة وفيها معابر يمكن للمقاتلين استخدامها لادخال السلاح، وستظل القرى والبلدات السنية على الجانب الاخر في لبنان تدعم المقاومة السورية. وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي اوقف زحف المقاتلين ففي بداية اذار (مارس) سيطروا على اول عاصمة محافظة- الرقة، وكانوا يقتربون من قطع خط الامدادات في معظم انحاء البلاد، ولكنهم توقفوا حيث نجحت الحكومة في منتصف نيسان (ابريل) بفتح عدد من الطرق قرب ادلب وبعدها حققت الحكومة انجازات مهمة اهمها سيطرتها على البلدة الاستراتيجية خربة غزالة في درعا.
وفي الوقت الذي تلوم فيه المعارضة الغرب على تراجعاتها لتردده بدعمها بالسلاح الثقيل الا ان هناك اسبابا اخرى لعدم تحقيق الانتصار في الحرب، وقد قدمت مجلة ‘تايم’ محاولة للاجابة عليه. وتقول في تقرير مطول عن النشاطات التي يقوم بها المقاتلون في ادلب ان السبب الذي جعل المعارضة تفشل في السيطرة على محافظة كاملة من الـ14 محافظة في سورية يعود الى صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة، وعدم تناسق الدعم العسكري من الاسلحة والذخائر التي تصل للمقاتلين، والسبب الاخير هي قدرة الجيش السوري وابداعيته في اختراع الاساليب الجديدة للمواجهة.
ويعترف قادة في الجيش الحر بانهم يتحركون على قدر ما لديهم وعليه ‘فالوسائل الضعيفة تؤدي الى نتائج ضعيفة’.
جدل لبناني
وقد ادت التطورات في القصير الى ظهور خطاب جديد لا يركز على ضرورة رحيل النظام ولا خطر القاعدة بل والخوف من انهيار سورية وهو ما اشار اليه ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني الذي قال ان بلاده عازمة على المضي لاقناع الاتحاد الاوروبي برفع الحظر عن نقل الاسلحة للمعارضة السورية لان ‘سورية تقترب للانهيار مع كل اسبوع يمر وتواجه معها المنطقة كارثة’. ويثير دور حزب الله الجديد في سورية جدلا لبنانيا حيث تتهم المعارضة الجيش اللبناني بالتآمر والسماح لمقاتلي الحزب لدخول سورية، وتقول المعارضة انه ينظر للمشاركة على انها جر للبنان للتدخل في سورية وهي تهمة رماها الحزب والنظام السوري على المعارضة اللبنانية السنية التي تدعم المقاتلين السوريين. ويعترف بعض اطراف المعارضة ان الجيش السوري سيسيطر على القصير بدعم من حزب الله ولكنها ستكلفه مئات القتلى من كوادره. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن احدهم قوله ان المقاتلين الشيعة يواجهون مقاومة شرسة من السوريين. وقال عضو في جماعة الرابع عشر من ايار ان حزب الله سيتورط كما تورط الفرنسيون في ‘دين بين فو’ الفيتنامية عام 1954. وقالت الصحيفة ان معركة القصير تضع حزب الله وبشكل متزايد في مواجهة الجماعات الجهادية في المنطقة. وتهدد المشاركة هذه باندلاع حرب شاملة بين السنة والشيعة في المنطقة. وتشير الى اثر الوضع السوري على المجتمع اللبناني المنقسم طائفيا حيث يصلي الشيعة لاقاربهم في حزب الله ممن ارسلوا الى سورية.
استفزاز
وعلقت صحيفة ‘الغارديان’ على التطورات الحالية حيث قالت ان تحول حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية الى معركة يشارك فيها مقاتلون اجانب كان مسألة وقت. وقالت ان الحزب يتعامل مع الحرب في سورية على انها حرب وجودية له ولراعيته ايران، فنجاة الاسد هو نجاة لهما ولمصالحهما، مما يعني ان اي محاولة لتحقيق مصالحة في سورية اصبح املا بعيد المدى، خاصة بعد الحرب الطائفية البشعة التي بدأها النظام اولا ومن ثم ولسوء الحظ بعض المقاتلين. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها ان سورية ايا كان حالها، سواء في الشمال والشرق التي يسيطر عليها المقاتلون او الجنوب والغرب التي يسيطرعليها النظام لم تعد تملك مصيرها او تتحكم باراضيها. ووصفت ‘الغارديان’ الحال بسيادة ‘الفصائلية’ فمن بين القوى المقاتلة ضد النظام تتميز جبهة النصرة بالتماسك والقوة وهي التي اعلنت الولاء للقاعدة. كما ان هناك انقساما بين القيادات الميدانية وتلك الموجودة في تركيا والدوحة، ويضاف الى هذا الوضع انقسام بين الدول الداعمة فهناك من جهة السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن التي تخشى من سيادة الاسلاميين، ومن جهة اخرى قطر وتركيا اللتان تدعمان الاسلاميين خاصة الاخوان المسلمين. وتقول الصحيفة انه ان كانت القاعدة (سنية) تواجه حزب الله (شيعية)،فان الانظمة السنية في الخليج تقوم بهمة جيدة لاضعاف سياستها الخارجية ايضا. وتتساءل ان كان دخول حزب الله للحرب جاء بسبب الضربة الاسرائيلية على دمشق، وهي الهجمات التي دفعت روسيا لارسال صواريخ اس-300 ، وتقول ان دخول حزب الله وهو المنظمة الاكثر تسليحا وتنظيما في المنطقة كان مسألة وقت. وهنا تعود الصحيفة الى تصريحات هيغ التي قال فيها ان الوقت قد حان لرفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة وارسالها ‘في ظروف يتم السيطرة عليها بحذر’. وتعلق الصحيفة بالقول ان كلام الوزير هيغ استفزاز لان الغرب فقد التأثير على فصائل المعارضة السورية. وتختم بالقول انه لا بريطانيا ولا امريكا او حتى روسيا يمكنها ‘القيادة من الخلف’ خاصة ان الخيار الدبلوماسي للحوار مع الاسد قد رفض ولمدة طويلة، وعليه فلا مكان ‘لسائقي المقعد الخلفي’ في نزاع عسكري. ولهذا عبرت المعارضة عن غضبها من تصريحات هيغ التي قال فيها ‘علينا ان نقنع المعارضة للمجيء الى طاولة المفاوضات، مع الاعتراف بصعوبة تفاوضهم مع نظام ارتكب مذابح وقتل الالاف من الاشخاص’. وجاء الاعتراض على كلامه من المقاتلين الذين يريدون السلاح وليس المؤتمرات. وفي نفس السياق ترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان مشكلة المؤتمر الدولي الذي وافقت الولايات المتحدة وروسيا على عقد تنبع من موسكو التي زودت النظام بالسلاح المتقدم وهنا تتساءل لماذا تسلح روسيا سورية.
المؤتمر والاسلحة
واجابت عليه في واحدة من افتتاحياتها قائلة ان الامل الذي ولد قبل اسبوعين بعد اعلان الولايات المتحدة وروسيا عن خطة لانهاء الحرب في سورية يتلاشى شيئا فشيئا، وروسيا هي السبب. فبدلا من استخدام قوتها وتأثيرها على الاسد وتدفعه لحل عبر التفاوض، قامت روسيا في الآونة الاخيرة بارسال صواريخ متقدمة مضادة للسفن الحربية وهناك حديث عن صفقة من الصواريخ المتقدمة (اس- 300)، فيما قام الروس بتعزيز وجودهم العسكري في المنطقة. وتقول الصحيفة ان ارسال الصواريخ المضادة للسفن كان توقيته غير موفق، لان الاسد مادام يعرف ان له حلفاء يدعمونه عسكريا وسياسيا فلن يجد اي حافز يدفعه للموافقة على وقف اطلاق النار او على عملية نقل للسلطة. واشارت الى تصريحاته النادرة للصحيفة الارجنتنية ‘كلارين’ يوم السبت والتي اقترح فيها ان المؤتمر الدولي لن يؤدي الى تقدم حقيقي نحو السلام في بلاده، ورفض فكرة التحاور مع الجماعات المسلحة. وتقول الصحيفة ان روسيا لديها مصلحة في الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في طرطوس وهي الحيوية لسوق الغاز الطبيعي والنفط، وتحتاج والحالة هذه الى تأكيدات تحمي هذه المصالح في مرحلة ما بعد الاسد. وفي الاطار نفسه هناك مصلحة روسية وامريكية العمل على منع وقوع روسيا في ايدي الجهاديين وعدم تحولها الى دولة فاشلة. وتعترف الصحيفة ان روسيا ليست المعوق الوحيد للتقدم في سورية، فمن بين جماعات المعارضة هناك المتطرفون مثل حزب الله المدعوم من ايران.
ليست هناك تعليقات:
Write commentsشكرا