نحو بناء جبهة ديمقراطية حقيقية في سورية
2/09/2013 03:28:00 م
يوسف كوتي *
إذا كانت الازمة السورية بكل هذا التعقيد و كان الوضع السوري بكل هذه الصعوبة ، فما بالكم هل تمر المسائل بهذه السلاسة والسهولة في القسم الكردي من سوريا ، هذا القسم الذي يحمل في مضامينه وجنباته العديد من المسائل التاريخية و الاجتماعية المختلفة و لها من التشعبات الثانوية مايجعل تسويتها اكثر تعقيداً بكثير من حل مسألة النظام في دمشق و تغيير سلطة البعث بغيرها هناك .
من كان يصفق كالاحمق و يهلل كالسفيه و يرفع ما يأتيه من شعارات و نماذج جاهزة ظناً منه إنه متماهي مع الثورة و هكذا سيتمكن من حل الامور ، نقول له قد اخطأت يا عزيزي ، فالثورات لم تكن هكذا في تاريخها و لن تكون .
الاحوال المعاشة حالياً مع انحراف شديد لمسار الثورة و عقيدة الثوار ، و محاولة التبخيس من هدف الثورة السامي من خلال ألباس الناس الثوب الديني ( الاسلاموي) و تحديداً الطائفي السني الجهادي السلفي ، ثم حصر هدف الثورة بامور لاهوتية كأعلاء كلمة ( الله) عز وجل ،وغيرها من المطاليب التي لا علاقة لها بثورة الشعب السوري لا من قريب ولا من بعيد ، وهنا نستطيع القول إنه – رغم احترامنا الشديد لعقيدة غالبية الثوار الاسلامية – إلا إن هذا المعتقد او ذاك يصنف في النهاية كمطاليب فئوية لا يمكن أن تلبي طموحات كل السوريين علاوة على كونها تصغر مطاليب الناس المحقة المتمثلة باسقاط النظام الديكتاتوري الاسدي والبعثي الشمولي واستبداله بنظام ديمقراطي تعددي يحترم كل المكونات ويحفظ حقوقهم وخصائصهم ويجعل من المواطنة وسيلة لمساوات المواطنين قانونياً ويحقق المصالحة الوطنية وتقريب كل المكونات المختلفة في مجلس (برلمان) منتخب حر ينهي من معاناة الشعب الطويلة مع سنوات الظلام .