بقلم: سليم دولة
إشارة أولى : «يخيفني موضوع قرطاج بحيث أني أفكّر في العُدول عنْه» غيستاف فلوبار
اشارة ثانية :
«ليس فقدان الذاكرة في حاجة الى أن يمْحو الذاكرة كــلّها بل قد يُصيبُ فقَط مَساحات مُحدّدَةٍ من المَاضي ...»
(ايمانويل فليكوفسكي)
اشارة ثالثة :
«الشّهَداء دائمًا... عَلى حَـقّ»
شاعر شوارعي حُرّ
الإنسان كائن ذاكرة قد يعيش متواليات من الأزمان في هُنَيْهَةٍ واحِدةٍ .. وقد يفْــقد الذّاكرة اختيارا أوْ اضطرارا ...وما ينسحب على الفرد قد ينسحب على الجماعات والمنتظمات الحضارية..
إشارة أولى : «يخيفني موضوع قرطاج بحيث أني أفكّر في العُدول عنْه» غيستاف فلوبار
اشارة ثانية :
«ليس فقدان الذاكرة في حاجة الى أن يمْحو الذاكرة كــلّها بل قد يُصيبُ فقَط مَساحات مُحدّدَةٍ من المَاضي ...»
(ايمانويل فليكوفسكي)
اشارة ثالثة :
«الشّهَداء دائمًا... عَلى حَـقّ»
شاعر شوارعي حُرّ
الإنسان كائن ذاكرة قد يعيش متواليات من الأزمان في هُنَيْهَةٍ واحِدةٍ .. وقد يفْــقد الذّاكرة اختيارا أوْ اضطرارا ...وما ينسحب على الفرد قد ينسحب على الجماعات والمنتظمات الحضارية..
الماضي من الزّمن البعيد أو القريب ... هو وطن آخر... كما الآتي...من الزمن هوّ أرض مـحْلوم بها من قبل «مجاريـح» الحاضر ومجروحاته. ويبقي التخفّف من ثِــقل المواقيت اُلْصّعبة كلها إنما هو الوَصْفة العاطفيّة لكل شِفاء ممكن للنفوس الهَشّة وأنا الآن... حين هذا الحين التونسي وان كنت أنتمي الى أزمنة مركّــبة ومُـختلفة ومُتشابـِكة فإني مُتَخــفّـفٌ ولو إلى حين من الحنين... ومثقّل بالشّوق -ويا للمفارقة- إلى جغرافيا المكان العاطفي لمسقط رأسي وأرجلي وسائر أعضائي في مدينة قفصة حيث وُلدْت ذات فجر من شهر مارس- آذار.. سيّد الحب والحرب قُـــبيل الاستقلال الوطني وتحرير البلاد من الغزاة.
آه الغزاة أحفاد جان دارك العظيمة التي خان أهلها دمـها الثوري.. وأرتير رامبو الشّاعر الرّهيب الذي تنكّرت لأمومته أمّه أصلا واكتشف بحَدْسه الجمالي الشّعري الجارح الهشاشة الصّادقة في قلب الصّلابة الكاذبة حين صرخ ضد عنجهية العقل المصرفي الديكارتي الصارمة «أنا أفكر اذن أنا موجود» فصرخ «أنا آخر» وروائي «سلامبو» المشمئز من قرف الحياة غوستاف فلوبار .طارت بي أطيار عواطفي إلى مدينتي وأنا في الطريق إليها من تونس العاصمة ..
(«مدينة قفصة مدينة كبيرة قديمة أزلية( ...) وكان على أحد أبوابها كتابة منقوشة على حَـجَرٍ منْ عَــمَلِ الأُوّلِ تـُرجـمَت فإذا هيّ : هذا بــلد تَدْقيقٍ وتَـحْقيقٍ») تذكـّرت الصُّدفة الرائعة التي وضعت ذلك المتن المجلد بتلك الأوراق الصفراء أمامي في «نهج الدبّاغين» والتي تحمل عنوان «اُلإستبصار في عجائب الأمصار» لمؤلف مجهول يعود الى القرن 12 للميلاد والصادر «بدار الشؤون الثقافية العامة ببغداد». وذهبت بي ذاكرتي وخيالي الى قبل التاريخ وسرحَ البصر في حدائق الكتب كما كتاب «البشرية تفقد الذاكرة «لــمانويل فيلكوفسكي ومعجم البلدان» لياقوت الحموي والموسوعات كما «ويكبيديا الحرة».
أورد ياقوت في شأن «مدينة التدقيق والتحقيق» حرفيا :
«قَفصَةُ»:
بالفتح ثم السكون، وصاد مهملة القَفص الوَثبُ، والقَفْصُ هو النّشاَط هذا عربي، وأما قفصة اسم البلد فهو أعجميٌ، وهي(..) في طرف إفريقية من ناحية المغرب (...) بينها، وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا الأشنان والشيح، يشتمل سورها على ينبوعين للماءِ أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماءُ الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية، والأخرى بيش، وعلى هذه العين عدة بساتين ذوات نخل، وزيتون وتين، وعنب، وتفاح وهي أكثر بلاد إفريقية فُستقاً، ومنها يحمل إلى جميع نواحي إفريقية، والأندلس، وسجلماسة، وبها تـَمْـر مثل بيْض الـحَمام وتميرُ القيروان بأنواع الفواكه قال:
وقد قسم ذلك الماءُ على البساتين بمكيال توزَن به مقادير شربها معمولة بحكمة لايدركها النّاظر لا يفضل الماءُ عنها، ولا يـُعْوزها. تَشرب في كلّ خمسة عشر يوماً شراباً، وحَولها أكثر من مائتي قَصر عـَامِرَةٍ آهلة تطرِدُ حواليها المياه تعرف بقصور قفصة، ومن قصور قفصة مدينة طَرَّاق، وهي مدينة حصينة أجنادها أرْبابـُها .لها سور من لَبـَن عالٍ جداًّ طول اللّبنة عَشرة أشبار.. خرّبه يوسف بن عبد المؤمن حتى ألحقه بالأرض لأن أهلها عصوا عليه مراراً ومنها إلى توزَرَ مدينة أخرى يوم ونصف.
وقال ابن حَوقل صاحب كتاب «صورة الأرض»: قفصة مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماءِ قسطيلية، وهي تُصاقب من جهة إقليم قَمُودة مدينة قاصرة قال: وأهلها، وأهل قسطيلية، والحمة، ونفطة، وسماطة شُراة مُتمردون عن طاعة السلطان،...» ما أثقل التاريخ وأخفّه في آنٍ عَـــلى القَلب والذاكرة . وتمضى «موسوعة ويكبيديا الحرة» تتحدث عن مدينة «القفص .. والوَثب والنّشَاط» و«التمرد»:
تسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية CAPSA، ابتكر منها الباحث «دي.مورغان» كلمة(CAPSIEN) اسما للحضارة التي تعود للعصور الحجرية القديمة.
وتمثل جهة قفصة أهم مراكزها. ومثال ذلك «الرمادية» (الكدي السوداء بحي الدوالي) التي يحتضنها جبل العسالة بالقرب من واد بيّاش. وهي عبارة عن ربوة من الرماد والحجارة المتفحّمة وقواقع الحلزون والصوان المكشوط، تقوم شهادة على نمط عيش إنسان الحضارة القفصية وعراقة استقراره بهذه الربوع منذ آلاف السنين. انتشرت الحضارة القفصية انتشارا واسعا وأثرت في عدة حضارات أخرى.
ويقول المؤرخ "ريغاس" أن أصل مدينة فرنسا بل أوروبا في طور من أطوار "الباليوتية" وهو الطور "الأورنياكي" نشأ عن قدوم موجات من رجال المدينة القفصية وذلك لأن الآثار الموجودة بقفصة سبقت في التاريخ نفس تلك الآثار الموجودة بأوروبا والتي هي من نوع ما وقع العثور عليه بمدينة "أورياك" بفرنسا ولذلك لقبوا ذلك الطور "بالطور الأورنياكي» عندهم وهو ما يقابل الطور القفصي عندنا.كما يكشف موقع المقطع (شمال مدينة قفصة) عن رهافة حسّه الفني وإجادته فنّ النّحت. تأسيس مدينة قفصة، قديم وغير معهود تنسبه الأسطورة التي اوردها اللاتيني «سالوست» إلى الإله «أليي» أو الفينيقي «هرقل». والمصادر العربية الوسيطة تنسبه إلى «شنتيان غلام النمرود ملك الكلدانيين الاسطوري.»والواقع ان ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي: فهي توجد عند ملتقى عدد من المسالك الطبيعية المؤدية إلى كل من واحات الشطوط وقابس (...) ومكثر وتبسّة ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعيّة التي مثلت شريانا حيويا للاستقرار.
تمتاز قفصة بعراقة تاريخها الذي تعاقبت ضمنه عدة حضارات. تعتبر مجال استقرار بشري حيث يعْتبُر مَعلَم «القطار» أقدم المعالم الدينية المكتشفة يجسد بناء بسيطا أقامه الإنسان منذ ما يقرب عن 40 ألف سنة ق م على ضفاف سبخة لغايات عقائدية للمحافظة على منبع الماء ويتمثل البناء في كومة مخروطية الشكل تتركب عناصرها من حجارة وعظام حيوانات وأدوات من الصّوان تعود إلى العصر الموستيري...» لا أعرف بالتحديد لماذا كلما فكرت في العودة الى قفصة خطر ببالي الروائي الفرنسي جورج أدريان داريان ووضعه في السجن العسكري الفرنسي بقفصة لعصياناته.. ورفضه حمل السلاح.. وقد كان هذا الكاتب العصياني يعرف باسم «بـريـبِـي»
لماذا اختار المستعمر الفرنسي أن يسجن هذا الكاتب الملتزم في قفصة بالذات؟ ؟ ... هل لأنّ المدينة «مدينة التدقيق والتحقيق» حتى في الخيال الفرنسي تقترن بالقسوة... والصّلابة والشدّة.. والعصيان والممانعة لتصبح مَكانا اسْتيهاميا للنفي السياسي والعسكري... وحتى النفي العاطفي. أذكر منذ طفولتي أن قفصة كانت في الزمن البورقيبي مكان نفي المناضل اليساري والكاتب جلبار نقاش صاحب رواية «كريستال» الشهيرة أم لأن قفصة مدينة المواقف, المواقف الكبرى والحاسمة.. ولأنها كذلك وهبت التاريخ التونسي القديم والحديث والحضارة الكونية ما وهبت كما في الرّاهن وهبت أعز ما يمكن أن يملك وهو «ثورة كرامته» التى تشكلت في رحم مدينة رديفها و أم عرائسها... ومتلويـها ومظيلتها... ومع ذلك بقي مقام فقصة بكل جهاتها وتوجهاتها ...
مقام الطّاهية التي تعُدّ الطّعام لِسواها... كما كبرى أخواتها ... وذلك كرم نابعٌ من طبيعتها وليس تطبّعا تمليه المصالح الحينيّة.. و«الضرورات الثورية» الحقيقية والإنتهازية كذلك وأيضا. ومع ذلك على قفصة – كما على تونس الوطن _ أنْ تعدّل سِكَكَ محراثها الفلاحي ومـحرارها الثوري وبوصلتها العاطفية لتسريع التّاريخ الوئيد عندنا. وذلك يتطلب الحدّ الأدنى من معرفة التاريخ والتربية العاطفية على «حب الوطن».. وبيداغوجيا التمييز بين نظام الوسائل ونظام الغايات خاصة زمن الثورات... والتي هى أساسا منعطفات كبرى وحاسمة في تاريخ شعب من الشعوب . لذلك تقترن الثورة «بالعنف» و«المجازر» والدم «... والإعدام في الساحة العامة» أو السّحل في الشوارع «وفق منطق «غوغائي» و«شوارعي» و«رَعاعي»... لو حدث هذا الأمر في «الثورة التونسية» لكان أمرا عاديا... ومَقْدور على تعقّله وفَهمه.. غير أن ما تقصر عنه الأفهام والأفهام «الثورية» تحديدا حين تسمع من أحد أبناء هذا الشعب يدعو شعبا قد أطاح برئيس حكمه 23 سنة يدعوه بعد هروب هذا الرئيس أو تهريبه أو «قلبه» أو الإنقلاب عليه بشهر واحد ليغْفر... ويعفو على رئيسه و«مخلوعه...» عفْو مُقتدر... ماذا لو فَعَلَـــها الشّعب التّـــونِسيّ اُلْأبـِــي... وغَـفَـر لرئيسه بأنَاقـَـةِ اُلْـعَفُــوّ اُلْـمُقْـتَدر ...؟
هذا السؤال كنت قد طرحته شخصيا على صفحتى في الفايس بوك ولم يمض الشهر الواحد على «العروج» ببن علي إلى السعودية بعد القفز به خارج أسوار قرطاح... وكان لي من الإصدقاء 5000 صديق وصديقة بالتمام والكمال ...واحد فقط أو واحدة – لا أعرف _ وافق .. بـ«نعم» أما البقية فلا حياة لمن تنادي فأدركت حينها حجم «الحذرالمرضي» ... و«اللاّموقف». ولو لم أكن أحمل الكَدمات... من «حزب الحاضر وحزب الماضي وحزب المستقبل» كما كان يسمي «التجمّع الدستوري الديمقراطي» نفسه ..لأمطروني بالشتائم والتهديدات... والأمر الذي حدث أنه تم «رفـع حسابي» الفايسبوكي مرّة واحدة والى الأبد بعد ثلاثة أيام . لصالح من وبعد؟ لقد نطّت ذاكرتي بي إلى مدن عاطفية عندي أخرى في وطني وأخذت ذاكرتي تتصفح موسوعة «معجم البلدان» لياقوت الحموي فذُهلت من طاقة هذا الشعب الأبي «صلاّب الأسود» منذ أقدم العصور على مجالدة الزمن في الذهاب بالبناء والتشيــيد
ومحاورة «الأرض الطيبة» بالعمل المثمر لتجود على العالم: تفاحا... وفستقا وتمرا وتينا وزيتا .. وزيتونا مقدسا بعرق الضّاربين... والسّاعين والسّاعيات والضاربين والضّاربات في هذه الأرض . قفصة مسقط رأسي وأعضائي تجاهلتني طويلا وجعت فيها وتشردت ولم تنتبه لأهم كتبي « كتاب الجراحات والمدارات» الذي اجترحته بروح الكاتب الحرّ من روحها هي... الذات الحضارية .. واحتفى به من الأهل أهل سفاقس من أصحاب الفكر والأدب بـكرم استثنائي لن يبرح ذاكرتي العاطفية ما حييتُ ... وهذا الخصب العاطفي ليس غريبا على «أم التاريخ السفَاقُسي»:
لقد أورد ياقوت الحموي في شأن المدينة العاملة والعالمة هذه الكلمات في «معجم البلدان» حرفا بحرف:
«سفَاقُسُ»: بفتح أوله وبعد الألف قاف وآخره سين مهملة. مدينة من نواحي إفريقية جُلّ غلاتها الزيتون وهي على ضفّة الساحل بينها وبين المهدية ثلاثة أيام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيام وهي على البحر ذات سور وبها أسواق كثيرة ومساجد وجامع وسورها صخر وآجر وفيها حمامات وفنادق وقرى كثيرة وقصور جمّة ورباطات على البحر ومنابر يرقى إليها في مائة وستين درجة في محرس يقال له بطرية وهي في وسط غابة الزيتون ومن زيتها يمتاز أكثر أهل المغرب وكان يحمل إلى مصر وصقلية والروم ويكون فيها رخيصاً جدّا يقصدها التجار من الاَفاق بالأموال لابتياع الزيت وعمل أهلها القِصارة والكِمادة مثل أهل الإسكندرية وأجود والطريق من سفاقس إلى القيروان ثلاثة أيام ومنها إلى المهدية يومان. ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن إبراهيم البكري السفاقسي المتكلم لقيَهُ السلفي وأنشده وقال: كان من أهل الأدب وله بالكلام أنس تامٌ وبالطب انتقل إلى مصر وأقام بها إلى أن توفي في شهر ربيع الأول سنة 505هـ وكان يعرف بالذهبي وكان مولعًا بالردّ على أبي حامد الغزالي ونَقْض كلامه» .
ماذا لو فعلها الشعب التونسي... فِعلا وتعرّف من قبل على غنائم تاريخه .. بانتصاراته وانكساراته... لأدرك أن الصّفح والتسامح السّمح أكثر شجاعة من العقاب الأعمى... وأن الغفران وانبساط القلب وتفتّق ملكات الأذهان والعقول مسألة جمالية أكثر منها مسألة سياسية أو حقوقية... ماذا لو فَعَلَـــها الشّعب التّـــونِسيّ اُلْأبـِــي وغَــفَـر لرئيسه مثلا .. بأنَاقـَــةِ اُلْـــعَفُــــوّ اُلْــمُقْــتَدر لَسرّع تاريخه الحَضاري وأقتَصد في الدّم... والمال ولَكبُر في عيني نفسه وفي عيون العالم ...وفُتحت أمامه كل أشكال «السياحات» تقديرا وتوقيرا لشجاعته وقدرته على التّسامح بـروحه السّمحاء... اقتصادا في الكوارث الممكنة وتحييــنًا في آن للذاكرة الحضارية والخيال البشري وما أبلغ قول ايمانويل فليكوفسكي: «الـدّرْس الذي نتعلّمه من تاريخ الأرض أنّها قد مرّت من حالة إلى أخرى من حيث تغيّر موقعها في الفضاء ومن حيث المناخات المتغيّرة ونظام الفُصول ومن حيث اُختلاف تَوزيع المَاء واليَابسة وأنّه في العُصور السّابقة على الإنسان والتاريخ حدث فيها كوارث كونيّة أعْتَى بكثيرٍ ممّا تَـعيه ذاكرَةُ الإنسان...»
الآن بي حاجة لقراءة ولكتابة «أي شعْب هذا الذي يصلب الأسود...» وحضور «مأدبة سلامبو» للتعّرف على كل الأجْناس والثقافات الحضارية التى كانت حاضرة في «قصر قرطاج « في رواية سلامبو»...وعملا كذلك بنصيحة الحكيم سبينوزا حين يقول « إن دور الرجل الحكيم أن يُنْعش نفسه وأن يتـزوّد بالطّعام والنّباتات الخَضراء الجميلة وبالزينة والموسيقى والرياضات والمسرح...وغيرها». مازال تَسريع التّاريخ تونسيا في هذا المحيط الحضاري العاصف أمرا واردا وممكنا بــإعادة الإعتبار لذات الطبيعة أم الأمم وذات الإنسان قـِــــيمــــة القِــيم هنا والآن . تونس .. قفصة.. سفاقس مُـــدن بــيــــنها أطيار أرْواح التّاربخ تَطير بـي وتَطيرُ... سَلاما أيها السيّد العُــشب الـمُــعْشَوشِب.
(*) سفاقس: وردت هكذا في معجم البلدان لياقوت الحموي
..سلام .. سلام ووردة
إشارة أولى :
«يخيفني موضوع قرطاج بحيث أني أفكّر في العُدول عنْه»
غيستاف فلوبار
اشارة ثانية :
«ليس فقدان الذاكرة في حاجة الى أن يمْحو الذاكرة كــلّها بل قد يُصيبُ فقَط مَساحات مُحدّدَةٍ من المَاضي ...»
(ايمانويل فليكوفسكي)
اشارة ثالثة :
«الشّهَداء دائمًا... عَلى حَـقّ»
شاعر شوارعي حُرّ
الإنسان كائن ذاكرة قد يعيش متواليات من الأزمان في هُنَيْهَةٍ واحِدةٍ .. وقد يفْــقد الذّاكرة اختيارا أوْ اضطرارا ...وما ينسحب على الفرد قد ينسحب على الجماعات والمنتظمات الحضارية..
الماضي من الزّمن البعيد أو القريب ... هو وطن آخر... كما الآتي...من الزمن هوّ أرض مـحْلوم بها من قبل «مجاريـح» الحاضر ومجروحاته. ويبقي التخفّف من ثِــقل المواقيت اُلْصّعبة كلها إنما هو الوَصْفة العاطفيّة لكل شِفاء ممكن للنفوس الهَشّة وأنا الآن... حين هذا الحين التونسي وان كنت أنتمي الى أزمنة مركّــبة ومُـختلفة ومُتشابـِكة فإني مُتَخــفّـفٌ ولو إلى حين من
الحنين... ومثقّل بالشّوق -ويا للمفارقة- إلى جغرافيا المكان العاطفي لمسقط رأسي وأرجلي وسائر أعضائي في مدينة قفصة حيث وُلدْت ذات فجر من شهر مارس- آذار.. سيّد الحب والحرب قُـــبيل الاستقلال الوطني وتحرير البلاد من الغزاة. آه الغزاة أحفاد جان دارك العظيمة التي خان أهلها دمـها الثوري.. وأرتير رامبو الشّاعر الرّهيب الذي تنكّرت لأمومته أمّه أصلا واكتشف بحَدْسه الجمالي الشّعري الجارح الهشاشة الصّادقة في قلب الصّلابة الكاذبة حين صرخ ضد عنجهية العقل المصرفي الديكارتي الصارمة «أنا أفكر اذن أنا موجود» فصرخ «أنا آخر» وروائي «سلامبو» المشمئز من قرف الحياة غوستاف فلوبار .طارت بي أطيار عواطفي إلى مدينتي وأنا في الطريق إليها من تونس العاصمة ..
(«مدينة قفصة مدينة كبيرة قديمة أزلية( ...) وكان على أحد أبوابها كتابة منقوشة على حَـجَرٍ منْ عَــمَلِ الأُوّلِ تـُرجـمَت فإذا هيّ : هذا بــلد تَدْقيقٍ وتَـحْقيقٍ») تذكـّرت الصُّدفة الرائعة التي وضعت ذلك المتن المجلد بتلك الأوراق الصفراء أمامي في «نهج الدبّاغين» والتي تحمل عنوان «اُلإستبصار في عجائب الأمصار» لمؤلف مجهول يعود الى القرن 12 للميلاد والصادر «بدار الشؤون الثقافية العامة ببغداد». وذهبت بي ذاكرتي وخيالي الى قبل التاريخ وسرحَ البصر في حدائق الكتب كما كتاب «البشرية تفقد الذاكرة «لــمانويل فيلكوفسكي ومعجم البلدان» لياقوت الحموي والموسوعات كما «ويكبيديا الحرة».
أورد ياقوت في شأن «مدينة التدقيق والتحقيق» حرفيا :
«قَفصَةُ»:
بالفتح ثم السكون، وصاد مهملة القَفص الوَثبُ، والقَفْصُ هو النّشاَط هذا عربي، وأما قفصة اسم البلد فهو أعجميٌ، وهي(..) في طرف إفريقية من ناحية المغرب (...) بينها، وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا الأشنان والشيح، يشتمل سورها على ينبوعين للماءِ أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماءُ الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية، والأخرى بيش، وعلى هذه العين عدة بساتين ذوات نخل، وزيتون وتين، وعنب، وتفاح وهي أكثر بلاد إفريقية فُستقاً، ومنها يحمل إلى جميع نواحي إفريقية، والأندلس، وسجلماسة، وبها تـَمْـر مثل بيْض الـحَمام وتميرُ القيروان بأنواع الفواكه قال:
وقد قسم ذلك الماءُ على البساتين بمكيال توزَن به مقادير شربها معمولة بحكمة لايدركها النّاظر لا يفضل الماءُ عنها، ولا يـُعْوزها. تَشرب في كلّ خمسة عشر يوماً شراباً، وحَولها أكثر من مائتي قَصر عـَامِرَةٍ آهلة تطرِدُ حواليها المياه تعرف بقصور قفصة، ومن قصور قفصة مدينة طَرَّاق، وهي مدينة حصينة أجنادها أرْبابـُها .لها سور من لَبـَن عالٍ جداًّ طول اللّبنة عَشرة أشبار.. خرّبه يوسف بن عبد المؤمن حتى ألحقه بالأرض لأن أهلها عصوا عليه مراراً ومنها إلى توزَرَ مدينة أخرى يوم ونصف.
وقال ابن حَوقل صاحب كتاب «صورة الأرض»: قفصة مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماءِ قسطيلية، وهي تُصاقب من جهة إقليم قَمُودة مدينة قاصرة قال: وأهلها، وأهل قسطيلية، والحمة، ونفطة، وسماطة شُراة مُتمردون عن طاعة السلطان،...» ما أثقل التاريخ وأخفّه في آنٍ عَـــلى القَلب والذاكرة . وتمضى «موسوعة ويكبيديا الحرة» تتحدث عن مدينة «القفص .. والوَثب والنّشَاط» و«التمرد»:
تسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية CAPSA، ابتكر منها الباحث «دي.مورغان» كلمة(CAPSIEN) اسما للحضارة التي تعود للعصور الحجرية القديمة.
وتمثل جهة قفصة أهم مراكزها. ومثال ذلك «الرمادية» (الكدي السوداء بحي الدوالي) التي يحتضنها جبل العسالة بالقرب من واد بيّاش. وهي عبارة عن ربوة من الرماد والحجارة المتفحّمة وقواقع الحلزون والصوان المكشوط، تقوم شهادة على نمط عيش إنسان الحضارة القفصية وعراقة استقراره بهذه الربوع منذ آلاف السنين. انتشرت الحضارة القفصية انتشارا واسعا وأثرت في عدة حضارات أخرى.
ويقول المؤرخ "ريغاس" أن أصل مدينة فرنسا بل أوروبا في طور من أطوار "الباليوتية" وهو الطور "الأورنياكي" نشأ عن قدوم موجات من رجال المدينة القفصية وذلك لأن الآثار الموجودة بقفصة سبقت في التاريخ نفس تلك الآثار الموجودة بأوروبا والتي هي من نوع ما وقع العثور عليه بمدينة "أورياك" بفرنسا ولذلك لقبوا ذلك الطور "بالطور الأورنياكي» عندهم وهو ما يقابل الطور القفصي عندنا.كما يكشف موقع المقطع (شمال مدينة قفصة) عن رهافة حسّه الفني وإجادته فنّ النّحت. تأسيس مدينة قفصة، قديم وغير معهود تنسبه الأسطورة التي اوردها اللاتيني «سالوست» إلى الإله «أليي» أو الفينيقي «هرقل». والمصادر العربية الوسيطة تنسبه إلى «شنتيان غلام النمرود ملك الكلدانيين الاسطوري.»والواقع ان ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي: فهي توجد عند ملتقى عدد من المسالك الطبيعية المؤدية إلى كل من واحات الشطوط وقابس (...) ومكثر وتبسّة ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعيّة التي مثلت شريانا حيويا للاستقرار.
تمتاز قفصة بعراقة تاريخها الذي تعاقبت ضمنه عدة حضارات. تعتبر مجال استقرار بشري حيث يعْتبُر مَعلَم «القطار» أقدم المعالم الدينية المكتشفة يجسد بناء بسيطا أقامه الإنسان منذ ما يقرب عن 40 ألف سنة ق م على ضفاف سبخة لغايات عقائدية للمحافظة على منبع الماء ويتمثل البناء في كومة مخروطية الشكل تتركب عناصرها من حجارة وعظام حيوانات وأدوات من الصّوان تعود إلى العصر الموستيري...» لا أعرف بالتحديد لماذا كلما فكرت في العودة الى قفصة خطر ببالي الروائي الفرنسي جورج أدريان داريان ووضعه في السجن العسكري الفرنسي بقفصة لعصياناته.. ورفضه حمل السلاح.. وقد كان هذا الكاتب العصياني يعرف باسم «بـريـبِـي»
لماذا اختار المستعمر الفرنسي أن يسجن هذا الكاتب الملتزم في قفصة بالذات؟ ؟ ... هل لأنّ المدينة «مدينة التدقيق والتحقيق» حتى في الخيال الفرنسي تقترن بالقسوة... والصّلابة والشدّة.. والعصيان والممانعة لتصبح مَكانا اسْتيهاميا للنفي السياسي والعسكري... وحتى النفي العاطفي. أذكر منذ طفولتي أن قفصة كانت في الزمن البورقيبي مكان نفي المناضل اليساري والكاتب جلبار نقاش صاحب رواية «كريستال» الشهيرة أم لأن قفصة مدينة المواقف, المواقف الكبرى والحاسمة.. ولأنها كذلك وهبت التاريخ التونسي القديم والحديث والحضارة الكونية ما وهبت كما في الرّاهن وهبت أعز ما يمكن أن يملك وهو «ثورة كرامته» التى تشكلت في رحم مدينة رديفها و أم عرائسها... ومتلويـها ومظيلتها... ومع ذلك بقي مقام فقصة بكل جهاتها وتوجهاتها
... مقام الطّاهية التي تعُدّ الطّعام لِسواها... كما كبرى أخواتها ... وذلك كرم نابعٌ من طبيعتها وليس تطبّعا تمليه المصالح الحينيّة.. و«الضرورات الثورية» الحقيقية والإنتهازية كذلك وأيضا. ومع ذلك على قفصة – كما على تونس الوطن _ أنْ تعدّل سِكَكَ محراثها الفلاحي ومـحرارها الثوري وبوصلتها العاطفية لتسريع التّاريخ الوئيد عندنا. وذلك يتطلب الحدّ الأدنى من معرفة التاريخ والتربية العاطفية على «حب الوطن».. وبيداغوجيا التمييز بين نظام الوسائل ونظام الغايات خاصة زمن الثورات... والتي هى أساسا منعطفات كبرى وحاسمة في تاريخ شعب من الشعوب . لذلك تقترن الثورة «بالعنف» و«المجازر» والدم «... والإعدام في الساحة العامة» أو السّحل في الشوارع «وفق منطق «غوغائي» و«شوارعي» و«رَعاعي»... لو حدث هذا الأمر في «الثورة التونسية» لكان أمرا عاديا... ومَقْدور على تعقّله وفَهمه.. غير أن ما تقصر عنه الأفهام والأفهام «الثورية» تحديدا حين تسمع من أحد أبناء هذا الشعب يدعو
شعبا قد أطاح برئيس حكمه 23 سنة يدعوه بعد هروب هذا الرئيس أو تهريبه أو «قلبه» أو الإنقلاب عليه بشهر واحد ليغْفر... ويعفو على رئيسه و«مخلوعه...» عفْو مُقتدر... ماذا لو فَعَلَـــها الشّعب التّـــونِسيّ اُلْأبـِــي... وغَـفَـر لرئيسه بأنَاقـَـةِ اُلْـعَفُــوّ اُلْـمُقْـتَدر ...؟
هذا السؤال كنت قد طرحته شخصيا على صفحتى في الفايس بوك ولم يمض الشهر الواحد على «العروج» ببن علي إلى السعودية بعد القفز به خارج أسوار قرطاح... وكان لي من الإصدقاء 5000 صديق وصديقة بالتمام والكمال ...واحد فقط أو واحدة – لا أعرف _ وافق .. بـ«نعم» أما البقية فلا حياة لمن تنادي فأدركت حينها حجم «الحذرالمرضي» ...
و«اللاّموقف». ولو لم أكن أحمل الكَدمات... من «حزب الحاضر وحزب الماضي وحزب المستقبل» كما كان يسمي «التجمّع الدستوري الديمقراطي» نفسه ..لأمطروني بالشتائم والتهديدات... والأمر الذي حدث أنه تم «رفـع حسابي» الفايسبوكي مرّة واحدة والى الأبد بعد ثلاثة أيام . لصالح من وبعد؟ لقد نطّت ذاكرتي بي إلى مدن عاطفية عندي أخرى في وطني وأخذت ذاكرتي تتصفح موسوعة «معجم البلدان» لياقوت الحموي فذُهلت من طاقة هذا الشعب الأبي «صلاّب الأسود» منذ أقدم العصور على مجالدة الزمن في الذهاب بالبناء والتشيــيد
ومحاورة «الأرض الطيبة» بالعمل المثمر لتجود على العالم: تفاحا... وفستقا وتمرا وتينا وزيتا .. وزيتونا مقدسا بعرق الضّاربين... والسّاعين والسّاعيات والضاربين والضّاربات في هذه الأرض . قفصة مسقط رأسي وأعضائي تجاهلتني طويلا وجعت فيها وتشردت ولم تنتبه لأهم كتبي « كتاب الجراحات والمدارات» الذي اجترحته بروح الكاتب الحرّ من روحها هي... الذات الحضارية .. واحتفى به من الأهل أهل سفاقس من أصحاب الفكر والأدب بـكرم استثنائي لن يبرح ذاكرتي العاطفية ما حييتُ ... وهذا الخصب العاطفي ليس غريبا على «أم التاريخ السفَاقُسي»:
لقد أورد ياقوت الحموي في شأن المدينة العاملة والعالمة هذه الكلمات في «معجم البلدان» حرفا بحرف:
«سفَاقُسُ»: بفتح أوله وبعد الألف قاف وآخره سين مهملة. مدينة من نواحي إفريقية جُلّ غلاتها الزيتون وهي على ضفّة الساحل بينها وبين المهدية ثلاثة أيام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيام وهي على البحر ذات سور وبها أسواق كثيرة ومساجد وجامع وسورها صخر وآجر وفيها حمامات وفنادق وقرى كثيرة وقصور جمّة ورباطات على البحر ومنابر يرقى إليها في مائة وستين درجة في محرس يقال له بطرية وهي في وسط غابة الزيتون ومن زيتها يمتاز أكثر أهل المغرب وكان يحمل إلى مصر وصقلية والروم ويكون فيها رخيصاً جدّا يقصدها التجار
من الاَفاق بالأموال لابتياع الزيت وعمل أهلها القِصارة والكِمادة مثل أهل الإسكندرية وأجود والطريق من سفاقس إلى القيروان ثلاثة أيام ومنها إلى المهدية يومان. ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن إبراهيم البكري السفاقسي المتكلم لقيَهُ السلفي وأنشده وقال: كان من أهل الأدب وله بالكلام أنس تامٌ وبالطب انتقل إلى مصر وأقام بها إلى أن توفي في شهر ربيع الأول سنة 505هـ وكان يعرف بالذهبي وكان مولعًا بالردّ على أبي حامد الغزالي ونَقْض كلامه» .
ماذا لو فعلها الشعب التونسي... فِعلا وتعرّف من قبل على غنائم تاريخه .. بانتصاراته وانكساراته... لأدرك أن الصّفح والتسامح السّمح أكثر شجاعة من العقاب الأعمى... وأن الغفران وانبساط القلب وتفتّق ملكات الأذهان والعقول مسألة جمالية أكثر منها مسألة سياسية أو حقوقية... ماذا لو فَعَلَـــها الشّعب التّـــونِسيّ اُلْأبـِــي وغَــفَـر لرئيسه مثلا .. بأنَاقـَــةِ اُلْـــعَفُــــوّ اُلْــمُقْــتَدر لَسرّع تاريخه الحَضاري وأقتَصد في الدّم... والمال ولَكبُر في عيني نفسه وفي عيون العالم ...وفُتحت أمامه كل أشكال «السياحات» تقديرا وتوقيرا لشجاعته وقدرته على
التّسامح بـروحه السّمحاء... اقتصادا في الكوارث الممكنة وتحييــنًا في آن للذاكرة الحضارية والخيال البشري وما أبلغ قول ايمانويل فليكوفسكي: «الـدّرْس الذي نتعلّمه من تاريخ الأرض أنّها قد مرّت من حالة إلى أخرى من حيث تغيّر موقعها في الفضاء ومن حيث المناخات المتغيّرة ونظام الفُصول ومن حيث اُختلاف تَوزيع المَاء واليَابسة وأنّه في العُصور السّابقة على الإنسان والتاريخ حدث فيها كوارث كونيّة أعْتَى بكثيرٍ ممّا تَـعيه ذاكرَةُ الإنسان...»
الآن بي حاجة لقراءة ولكتابة «أي شعْب هذا الذي يصلب الأسود...» وحضور «مأدبة سلامبو» للتعّرف على كل الأجْناس والثقافات الحضارية التى كانت حاضرة في «قصر قرطاج « في رواية سلامبو»...وعملا كذلك بنصيحة الحكيم سبينوزا حين يقول « إن دور الرجل الحكيم أن يُنْعش نفسه وأن يتـزوّد بالطّعام والنّباتات الخَضراء الجميلة وبالزينة والموسيقى والرياضات
والمسرح...وغيرها». مازال تَسريع التّاريخ تونسيا في هذا المحيط الحضاري العاصف أمرا واردا وممكنا بــإعادة الإعتبار لذات الطبيعة أم الأمم وذات الإنسان قـِــــيمــــة القِــيم هنا والآن . تونس .. قفصة.. سفاقس مُـــدن بــيــــنها أطيار أرْواح التّاربخ تَطير بـي وتَطيرُ... سَلاما أيها السيّد العُــشب الـمُــعْشَوشِب.
(*) سفاقس: وردت هكذا في معجم البلدان لياقوت الحموي
..سلام .. سلام ووردة
_____________
المغرب
ليست هناك تعليقات:
Write commentsشكرا