
الرجل الواقف -- دوران آدام -- من إبدعات المقاومة السلمية في تركيا
6/20/2013 02:05:00 م
ضحى شمس
«أبطى... سرسري»، يقول صاحب محل «الدونر» أو الشاورما التركية وهو يقلب شفتيه احتقاراً، حين سألته متجاهلة عن الآلاف الواقفين أمام دكانه المشرف على ساحة تقسيم. وقفوا بصمت ناظرين إلى صورة مؤسس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك، المدلاة على مبنى المركز الثقافي المُسمىّ باسمه في الميدان الذي اشتهر منذ اندلاع الاحتجاجات
اسطنبول | «أبطى... سرسري» كلمتان تركيتان تعنيان بالعربية «أغبياء... زعران». بالطبع، هذا هو رد فعل التجار وأصحاب وكالات السياحة الذين قطعت أرزاقهم فجأة منذ الثامن والعشرين من أيار الماضي، تاريخ اندلاع الاشتباكات بين معارضي مشروع المركز التجاري في تقسيم الذي كان سيقضي على حديقة غازي التاريخية. الشرطة التركية التي تفننت في شراسة قمعها للمحتجين، دفعت نحو تطور الاحتجاج إلى مجالات أخرى ليس أقلها محاولة أسلمة المجتمع والقضاء على الحريات الفردية، وإثارة النعرات الطائفية، وإيقاظ أحقاد تاريخية في المجتمع التركي.