كيف تموّل قطر الإرهاب؟
صباح نور الدين
بحسب دراسة أجرتها مجلة الـ"تلغراف" البريطانية، فإن عدداً من الذين تابعوا سيطرة المسلحين "المتطرفين" على العاصمة الليبية، التفتوا الى أن "الميليشيات" هذه عصفت بطرابلس ما اضطر الحكومة الرسمية إلى الفرار وتسريع انهيار البلاد محولة إياها الى "دولة فاشلة القدرات".
وعلاوة على ذلك، فإن الأسياد الجدد (المتطرفون) لطرابلس هم حلفاء "أنصار الشريعة" (الحركة "الجهادية" الأكثر تطرفاً والمشتبه بضلوعها بقتل السفير الأميركي الى ليبيا كريستوفر ستيفنز وبمحاولة قتل نظيره البريطاني دومينيك اسكويث).
خطوة إلى الأمام قامت بها دول الخليج الثرية التي تمتلك مجموعة من معالم لندن، وتدّعي أنها واحدة من أفضل أصدقائنا في الشرق الأوسط.. إذ أن قطرهذه، مالكة مجموعة "هارودز" الأشهر عالمياً، عمدت الى إرسال طائرات شحن محملة بأسلحة لنصرة تحالف الإسلاميين، تحت عنوان "ليبيا الفجر".
ولدى تعقّب المسؤولين الغربيين للرحلات الجوية ذات الطابع العسكري، والتي تهبط عادة في مدينة مصراتة الليبية، الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرقي طرابلس، حيث معقل المسلحين الإسلاميين، كُشف أن قطر واصلت عملية إرسال الأسلحة الى ليبيا بعد سقوط العاصمة الليبية وزوال الحكومة السابقة، بحسب ما أكد مسؤول غربي.
ويضيف أن "قطر عمدت الى شراء العقارات في لندن، في ظل العمل ضد المصالح البريطانية في ليبيا مسلحة الجهاديين الذين حاولوا قتل أحد سفرائنا. دولة تمتلك أحد أغلى المباني السكنية في لندن، وأعلى مبنى في المدينة من جهة، وفي الوقت نفسه تعمل مع أناس من شأنهم تدمير المجتمع الغربي بكل سرور من جهة أخرى". والحقيقة هي أن البعض سيشعر بالصدمة.
ويشير التقرير الى أن الدور القطري "راعٍ رسميٍ للمتطرفين"، شاملاَ حركة "حماس" في غزة مع المتطرفين الى جانب التنظيمات المسلحة في سوريا، ، بما في ذلك جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة". ويقول "بات (ذلك) واضحاً للديبلوماسيين والخبراء. على اعتبار أن ترويج دولة قطر للتطرف قد أغضب جيرانها، في وقت اختارت كل من السعودية، والبحرين، والإمارات سحب سفرائها من البلاد في آذار الماضي.
ويقول إن "سوريا مثلاً، قامت قطر بدعم "الثوار" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ظناً بأنه وبالسياسة هذه ستقف جنباً الى جنب والقوى الغربية لقيادة جزء كبير من العالم العربي. إنما قطر عمدت الى تسليح وتمويل الإسلاميين، أبرزها جماعة "أحرار الشام"، أو "أحرار سوريا". فقط في الأسبوع الماضي، أشاد وزير الخارجية القطري خالد العطية بالحركة مؤكداً "سورية" الجماعة، معتبراً أن مقاتليها "تكبدوا خسائر فادحة اثر محاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تقف خلف اغتيال الرهينة البريطاني ديفيد هاينز، وموظفة الاغاثة البريطانية، والتي تحتجز الى جانب جون كانتلي وألان هينينغ".
في كانون الاول الماضي، أعتبرت واشنطن رجل الأعمال الأكاديمي القطري عبد الرحمن النعيمي، بأنه "إرهابي عالمي، متهمةً اياه بـ"ارسال ما يقرب من 366000 جنيه استرليني الى تنظيم القاعدة في سوريا، تحت غطاء يعرف بأبو خالد السوري، الذي تبين أنه أيضاً قيادي بارز في أحرار الشام"، الأمر الذي يؤكد لأميركا أذا صدقت المعلومات بأنه "ممثل تنظيم القاعدة" بالتالي وجود تداخل واضح المعالم بين قيادة المجموعتين (القاعدة وأحرار الشام).
والنعيمي هذا، اتُّهم أيضا بنقله من الخزانة الأميركية مبلغ يقدر بـ2 مليون دولار في الشهر لدعم "القاعدة" في العراق، وما يعادل 250 ألف دولار إلى "حركة الشباب" التابعة للصومال، في وقت أكتفى النعيمي بنفى الأقوال هذه قائلاً إن "نقدي الخاص للسياسة الأميركية هو ما استفذهم".
وفي ظل هذا كله، فان مسألة عدم سعي الدولة القطرية الي اعتقال النعيمي ترك علامات تعجب كثيرة لدى النقّاد، إذ قال النائب المحافظ لشمال شرق كامبردجشاير ستيفن باركلي إنها "تتعلق بعمق هؤلاء الأفراد، عندما يكون هناك دليل كاف في مكان لتبرير إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية، لا يزال البعض يتردد في طبيعة نشاطه التجاري".
من جهة أخرى، أشار ديبلوماسي في أحد بلدان الشرق الأوسط الى أن "جبهة النصرة كانت أحد المستفيدين من مساعدة قطر في أحد فترات العام الماضي. يمكن القول بأنهم جزئياً كانوا مسؤولين عن تمويل النصرة وتسليحها وتأمين متطلباتها كافة"، مضيفاً أنه "لم يكن هناك أي دليل على سخاء قطر (العسكري والمادي) بصورة مباشرة تجاه داعش، ولكن الأمر حدث عن طريق الصدفة بدلا من التصميم. أنا لا أعتقد أن لديهم أي نية لدعم "داعش"، نعم دعموا النصرة. انما بعض الألوية انشقت عن النصرة وانضمت لداعش وأخذت عتادها الكامل معها".
وظهر أربعة فروع لقطر تتعامل مع التنظيمات المسلحة في كل من سوريا وليبيا: وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ووكالة الاستخبارات في البلاد، والمكتب الشخصي للحاكم أمير تميم بن حمد آل ثاني. ففي حالة سوريا، قطر تعتمد الى دعم المسلحين عبر تمرير مبالغ كبيرة إلى وسطاء في تركيا، ثم تستخدم الأموال هذه لشراء الأسلحة من بلدان ثالثة، لا سيما كرواتيا، واتخاذ الترتيبات اللازمة ليعاد نقلها إلى المسلحين في سوريا.
وفي نهاية الأمر، فان هناك أناساً حول الخليج يقومون بدعم أفراد ذي قيم قبيحة وغير قادرين على استيعاب مدى قباحة أفعالهم هذه.
_______________
ديفد بلير وريتشارد سبنسر
ديفد بلير وريتشارد سبنسر
ليست هناك تعليقات:
Write commentsشكرا