تعتبر "فرانس بريس" أنّ دول الخليج، باستثناء قطر، تضع ثقلها المالي والدبلوماسي لإنجاح الإدارة المصرية الحالية بعد إبعاد "الإخوان المسلمين" عن الحكم بسبب توّجس هذه الدول من التيار الإسلامي وخوفها من انهيار مصر.
سعود الفيصل يؤكد استعداد دول الخليج لتعويض المساعدات الغربية لمصر في حال قطعها
سعود الفيصل يؤكد استعداد دول الخليج لتعويض المساعدات الغربية لمصر في حال قطعها
تضع دول الخليج الغنية، لاسيما السعودية والإمارات، ثقلها المالي والدبلوماسي لانجاح الإدارة المصرية الحالية بعد إبعاد الإخوان المسلمين عن الحكم، وذلك بسبب توجس هذه الدول من التيار الاسلامي وخوفها في الوقت نفسه من عواقب إنهيار لمصر، بحسب محللين.
سعود الفيصل يؤكد استعداد دول الخليج لتعويض المساعدات الغربية لمصر في حال قطعها
سعود الفيصل يؤكد استعداد دول الخليج لتعويض المساعدات الغربية لمصر في حال قطعها
تضع دول الخليج الغنية، لاسيما السعودية والإمارات، ثقلها المالي والدبلوماسي لانجاح الإدارة المصرية الحالية بعد إبعاد الإخوان المسلمين عن الحكم، وذلك بسبب توجس هذه الدول من التيار الاسلامي وخوفها في الوقت نفسه من عواقب إنهيار لمصر، بحسب محللين.
وفي رسالة قوية الى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذي يعقد الاربعاء اجتماعا طارئا حول مصر بعد ان هدد بقطع المساعدات عن هذا البلد، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات الغربية في حال قطعها.
وطالب الفيصل الثلاثاء في تصريح لوكالة فرانس برس، المجتمع الدولي بـ "عدم اتخاذ اي اجراءات او سياسات من شأنها عرقلة وتعطيل جهود" الحكومة المصرية.
وقد تعهّدت السعودية والكويت والإمارات بعيد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو بتقديم حزمة من المساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار.
وقال المحللّ الكويتي عايد المناع لوكالة "فرانس برس" أن "دول الخليج لديها مشكلة مع التنظيمات الإسلامية وبالذات "الإخوان المسلمين"، وضرب هذا التيار وإضعافه في مصر واثبات فشله هو لصالح هذه الدول حتى لا يكون النموذج المصري قابلاً للتصدير إلى المنطقة الخليجية والعربية عموماً ".
واكدّ المناع ان الدول الخليجية "ستقوم بكلّ تأكيد بتقديم كلّ الدعم للإدارة المصرية الحالية المدعومة شعبيا".
وتقيم دول الخليج منذ عقود علاقات قوية مع المؤسسة العسكرية المصرية، وذلك منذ أيام الرئيس المصري أنور السادات.
وكانت العلاقة قوية ايضا مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تم اسقاطه اثر انتفاضة شعبية سببّت الكثير من المخاوف للخليجيين.
اما الإخوان المسلمين، وبالرغم من احتضانهم في دول الخليج بعد طردهم من مصر في عهد جمال عبدالناصر، فقد خسروا ثقة هذه الدول منذ غزو العراق للكويت حيث إعتبرت أن موقفهم كان مؤيدا لصدام حسين.
واتهمت الإمارات التنظيم الاسلامي بالسعي إلى الانقلاب على نظام الحكم في الدولة الاتحادية الغنية والمنفتحة. ومنذ 2012، تمت محاكمة العشرات من المنتمين الى الخلايا الاسلامية.
وبالنسبة للمحلل السياسي السعودي خالد الدخيل، فان الدافع الأساسي للسعودية لدعم الإدارة المصرية الحالية ووزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي هو الحرص على استقرار مصر.
وقال الدخيل لوكالة فرانس برس ان "السعوديين مرعوبون من امكانية انهيار الوضع في مصر".
وبحسب الدخيل، ستكون الرياض "مكشوفة تماما" اذا ما سقط الركن الثالث من الأعمدة الأربعة للنظام السياسي العربي التقليدي، أي العراق الذي بات "تحت التأثير الإيراني"، وسورية "التي تعصف بها حرب اهلية مدمرة"، ومصر والسعودية.
ورأى المحللّ ان السعودية "اختارت ان تقف في صفّ المؤسسة العسكرية المصرية التي تعرفها منذ عقود والتي تعتقد أنها الأصلح لإرساء الاستقرار في مصر بعد فشل "الإخوان" في الحكم وفي ظل الإنقسام الكبير في الشعب المصري".
وتاتي التغيرات الدامية في مصر والمواقف الغربية المنددة بما اعتبرته "انقلابا"، لتزيد من توجس دول الخليج إزاء سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
واتفقّ المحللون الذين تحدثّت معهم وكالة "فرانس برس" على ان دول الخليج منزعجة مما تراه تودداً غربيا لتيار الاخوان المسلمين المنفتح على ايران، وعدم وضوح الاستراتيجية الغربية ازاء إيران.
وقال المحلل السياسي اللبناني المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة فرانس برس ان السعودية والامارات شكلتا مجموعة ضغط او "لوبي معارض لوجهة النظر الغربية ومدافع عن ما حصل في مصر"، وهو تحرك قد يؤتي بثماره نظرا للثقل المالي والدبلوماسي الذي تملكه الدولتان.
وقال ان هذا الموقف ياتي على خلفية مخاوف خليجية كثيرة ومتعددة ازاء الغرب.
واوضح "السعودية لديها موقف كبير من اهمال القضية السورية وتركها تتفكك" كما ان "هناك معاناة خليجية من عدم الوضوح الأميركي والغربي بالنسبة لما يراد من ايران" وايضا "هناك استياء من التقارب بين الاخوان المسلمين وايران"، فضلا عن "الاستياء من تسليم العراق الى ايران".
واعتبر ايضا ان لدى الخليجيين هاجساً بان "الغرب لن يتردد في عقد صفقة مع ايران".الا ان هذا التوجه لا تشمل الدول الخليجية كلها.
فقطر، الدولة التي لعبت دوراً سياسيا لافتا في السنوات الاخيرة، تبدو وحيدة ومعزولة في دعم الإخوان المسلمين.
وقبل عزل مرسي، كانت قطر تعتبر الداعم المالي الأكبر لحكومته ولتيار الاخوان المسلمين، وذلك "لأسباب براغماتية اكثر منها عقائدية" بحسب الدخيل.
فالتحالف مع الإخوان الذين كانوا يبدون الأكثر قدرة على استلام الحكم في دول الربيع العربي، كان بوابة قطر لمزيد من النفوذ والثقل في المنطقة.
وقال الدخيل "قطر ستعاني الآن من عزلة كبيرة داخل مجلس التعاون الخليجي لان سقوط الإخوان اضعف الموقف القطري كثيرا".
وخلص إلى القول "لا بد للقطريين ان يعيدوا تموضعهم بعد أن وضعوا بيضهم كله في سلة الإخوان"
_____
الميادين
ليست هناك تعليقات:
Write commentsشكرا