27 مارس 2013

قمّة سيّدها حمد ونجمها أحمد: الأمر لي

    3/27/2013 12:25:00 م   No comments

حققت قطر مبتغاها. أحضرت المعارضة السورية إلى الدوحة للجلوس على مقعد دمشق في القمة العربية. المسعى عنوانه واضح «نزع الشرعية عن الرئيس السوري بشار الأسد». لم تأبه الدوحة إلى تفتت وتشرذم المعارضة، فسواء استقال أحمد معاذ الخطيب ام بقي رئيساً للائتلاف. لا فرق. المهم أن يجلس أحد آخر غير الأسد لالتقاط الصورة التذكارية بين القادة العرب.
لكن مساعي الدوحة لم تكتمل. سعت إلى حرق مراحل سياسيّة سريعة، وإضفاء مزيد من الشرعية على المعارضة.

فسرّبت مشروع بيان تضمن بنداً عالي السقف، ركّز على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية من خلال الإسراع في عملية انتقال آمن للسلطة وبدء مرحلة انتقالية يصار خلالها إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، مع ضرورة تقديم الدعم السياسي والمالي لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وتوفير كل التسهيلات لتشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو لإدارة المناطق المحررة ودعوة مختلف الدول إلى الاعتراف بها، وحث الدول العربية على منح الائتلاف الوطني مقار السفارات السورية فيها حتى يتم اختيار سفراء تابعين للائتلاف.



لكن بعد المداولات واعتراض كل من العراق والجزائر والأردن، وتحفظ فلسطين ونأي لبنان عن الحسم في هذه الأمور، لما لهذا الأمر من تداعيات خطيرة على الوضع السوري، تم خفض سقوف «إعلان الدوحة»، ليصبح «نرحب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها».
وأثار كل من الأردن والعراق وفلسطين حراجة الموقف من الانفصال التام عن النظام السوري، الذي لا يزال يتمتع بحيثية وحضور على الساحة السورية، وتضرر هذه الدول من تأثيرات الحرب الدائرة في سوريا التي يفرضها التداخل الجغرافي والسكاني وتواجد آلاف اللاجئين السوريين على أراضيها، ولا سيما أنه ما زالت حتى اليوم تسع دول في الجامعة تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، هي لبنان والجزائر والسودان والاردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عمان وفلسطين.
ورأى العراق وكل من الامارات والأردن انه لا يمكن الاعتراف بهيتو رئيساً لحكومة تمثل الشعب السوري بعدما تم انتخابه على عجل ولم يتمكن حتى الآن من تأليف الحكومة ولا أن يحظى بمباركة الأطراف الأخرى من المعارضة، والرفض الصريح للجيش السوري الحر للاعتراف بهيتو.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
أما النقطة الأكثر حساسية التي تجعل هذه الدول تتخوف من مد اليد الدبلوماسية للمعارضة فهي فرق المسلحين والمجموعات الارهابية السلفية المعارضة لكافة أنواع الأنظمة. لكن رغم ذلك، أعادت القمة تكرار ما كان أعلنه وزراء الخارجية الشهر الماضي، لجهة تقديم الضوء الأخضر لتسليح المعارضة السورية. إذ نص البيان على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».
ولم تعر الدوحة أذناً لأصوات سورية أخرى، إذ طالبت نحو 70 شخصية سورية معارضة، بينهم اسماء بارزة مثل ميشيل كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، في رسالة بعثت بها الى القمة العربية بـ«التخلي عن مشروع الحكومة»، منتقدة، من دون تسميتهم، الاخوان المسلمين بسبب «سيطرتهم الاستعبادية» و«الهيمنة العربية والاقليمية المتنوعة» على قرار المعارضة. ودعا المعارضون في بيانهم الذي حمل عنوان «من اجل سورية»، إلى «اعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة او تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديموقراطي اليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله».
وكانت الرغبات القطرية قد ظهرت مع اللحظات الأولى للقمة العربية، حين دعا أمير قطر، الشيح حمد بن خليفة، وفد الائتلاف السوري إلى الدخول للجلوس على المقعد السوري، في تجاوز لمبدأ الإجماع داخل الجامعة العربية. إذ لم يتمكن وزراء الخارجية خلال اجتماعهم الأحد من التوصل إلى قرار في هذا الشأن، بسبب التحفظ العراقي والجزائري.
واعتبر امير قطر، عند دعوته الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو الى موقع سوريا على الطاولة المستديرة، ان «التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما سيشهد على من خذله».
وبدا أن الدوحة، في إعلانها، بدأت بالإعداد لمرحلة ما بعد الأسد، إذ دعت القمة ايضا في قراراتها الختامية الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر».
الى ذلك، تبنت القمة اقتراحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق. وقد اشار قرار خاص للقمة الى ان الصندوق سيعمل على «تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار».


الخطيب يحتل المقعد السوري بـ«طائرة خاصة قطريّة»

سوريا كانت العنوان الأبرز للقمة العربية أمس، ليس فقط في بيانها الختامي واستحواذ المعارضة على مقعد دمشق في الجامعة، بل حتى في الكواليس التي انشغلت في قراءة المغزى القطري من القمة بالاساس، وسط تساؤلات عن حضور رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، بعدما كان أعلن استقالته قبل يومين.
الخطيب وائتلافه خطفا الأضواء، بعد الدخول المسرحي الذي نظمه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى قاعة المؤتمر، معلناً جلوس المعارضة على مقعد سوريا. كذلك كان لافتاً خطاب الخطيب نفسه في القمة، الذي أكد رفض الشعب السوري لوصاية أحد، وتأكيده على قرار الشعب في اختيار حاكمه، من دون أن ينسى الغمز من قناة الدول العربية عبر دعوتها إلى احترام شعوبها وإطلاق معتقليها.
وقال الخطيب، أمام القادة العرب، «يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا اي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه». وطالب بمد المعارضة بكافة أشكال الدعم بما في ذلك السلاح «للدفاع عن النفس»، وبالحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية. ودعا الولايات المتحدة الى لعب دور أكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين. وقال «نحن لا نخجل» من الحصول على مساعدات مخحصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعاً «لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا». وأضاف «لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الأميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع». وتابع «ما زلنا ننتظر من حلف الأطلسي قراراً في هذا الشأن حفاظاً على الأبرياء وحياة الناس وعودة المهجرين الى وطنهم». بيد أن جواب حلف شمالي الأطلسي جاء في وقت لاحق امس على لسان مسؤول لم يكشف اسمه قال إن «حلف شمالي الأطلسي ليست لديه نية التدخل عسكرياً في سوريا».
وختم زعيم المعارضة السورية كلمته مخاطباً الزعماء العرب في القمة «أقول لكم بصفتي أصغر إخوتكم: اتقوا الله في شعوبكم وحصنوا بلادكم بالعدل والإنصاف وازرعوا الحب في كل مكان». ودعا الزعماء إلى تبني قرار «بإطلاق سراح المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم انتصار الثورة السورية في كسر حلقة الظلم هو يوم فرحة لكل شعوبنا».
غير أن كلمة الخطيب كانت جزءاً من المشهد السوري في القمة، الذي بدأ مع مساعي «جلب» رئيس الائتلاف المستقيل إلى الدوحة. وأكد دبلوماسي عربي أن الدولة المنظمة أجرت اتصالات ضاغطة على الخطيب دفعته لاستقلال طائرة قطرية خاصة مع وفد من ثمانية أشخاص والتوجه إلى مطار الدوحة، مع قرار أولي وافق عليه جميع وزراء الخارجية العرب كتسوية وسطية للخلاف يقضي بأن يوجه الخطيب خطابا للقمة العربية. ومساء الاثنين استقبل ولي العهد القطري الضيف السوري وتجول الأخير على السجادة القطرية الحمراء واستعرض حرس الشرف، لكن بدون تحية في رسالة سياسية بروتوكولية واضحة المعالم من قبل القطريين.
وكان لافتاً أمس ترتيب جلوس المعارضين السوريين على مقعد «الجمهورية العربية السورية». إذ جلس الخطيب وخلفه رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو وسهير الاتاسي وجورج صبرا وعبدالباسط سيدا، بنفس الترتيب الذي كان يجلس فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان خلف الرئيس السوري.
وعلى هامش أعمال القمة، كانت الكواليس زاخرة بالتعليقات، التي ركّزت على الوضع السوري، ولا سيما حضور المعارضة وتوليها مقعد دمشق في الجامعة، لتكون القمة «قمة نزع الشرعية عن بشار الأسد»، بحسب ما ردد القطريون وعشرات الإعلاميين.
وأكد الباحث في المعهد الملكي للدراسات والدفاع في قطر، مايك ستيفنس، أن ما يهم القطريين الآن هو تقديم معارضة موحدة ولو شكلياً للقمة العربية، لكن استقالة الخطيب «ضيعت عليهم حتى هذه الفرصة»، لافتاً إلى أن دعم الجيش الحر لقرار الخطيب بالتأكيد على رفضه الاعتراف بالحكومة الانتقالية، ممثلة بغسان هيتو، إشارة واضحة لثقل وشعبية الخطيب التي «لا يمكن تجاهلها» بحسب رأيه.
واستبعد مدير مركز بروكينغز، سلمان شيخ، أن تنجح القمة العربية في احتواء «تشرذم المعارضة السورية»، منوهاً إلى أن استقالة الخطيب هي بمثابة إعلان صريح عن أن «أيام الائتلاف السوري المعارض برمته باتت معدودة».



«سطو»

اعتبر الاعلام السوري، أمس، ان «السطو» على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه الى المعارضة السورية «جريمة قانونية وسياسية واخلاقية» و«استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف».
ورأت صحيفة تشرين الحكومية «ان هذا السطو الذي قامت به مشيخة قطر ومن معها من انظمة العمالة والخيانة من الانظمة العربية الرجعية من تمكين ائتلاف الدوحة بعضوية الدولة السورية (...) انما هو جريمة قانونية وسياسية واخلاقية». واشارت الصحيفة الى ان الدولة السورية «لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة».
وجاء في صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم، «يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل».
واعتبرت صحيفة «الوطن» ان القرار «يمهد حكماً ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم»، مشيرة الى ان لا دولة تخلو «من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة». واضافت ان ذلك «سيشكل اخطر ظاهرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية»، محذرة من ان «المتضرر الأكبر من هذا التدبير هم من قرروه من آل ثاني الذين يعانون أزمة داخل البيت، وآل سعود». واستدركت الصحيفة ان سوريا «ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها... حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية».
وكتبت صحيفة «الثورة» الحكومية في افتتاحيتها «اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا لتحاكم العروبة ومن انتمى اليها».
_______
 عن الأخبار 

غير معرف

About غير معرف

هيئة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write comments

شكرا

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.