9 يناير 2017

فرنسا التي تغيّرها كلمة حق في حلب: زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سوريا

    1/09/2017 06:48:00 ص   No comments
قاسم عزالدين *

في مثل هذا المناخ الملوّث بالسموم لا ريب أن شهادات الوفد الفرنسي في سوريا وحلب تشير إلى هزّة عنيفة تخبط في السردية الرسمية خبط عشواء، أقلّها كما بدأت تسري في تعليقات بعض الجنرالات الديغوليين المتقاعدين الذين يتحمسون للإفصاح عن تشابك المصالح الإقليمية والدولية في الحرب على سوريا والمنطقة.

زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد، بدأت تداعياتها تتفاعل في خرق التضليل الإعلامي الفرنسي، وفي تلعثم خطاب الطبقة السياسية أمام شهادات الوفد في سوريا ولا سيما في حلب. فما ينقله رئيس الوفد تييري مارياني في مقابلاته مع الإذاعات الفرنسية من سوريا، يقع كالصاعقة على رؤوس في فرنسا محشوّة بالأضاليل المتعمّدة حتى انتفاخها بالأوبئة. لكن هذا التورّم الفاقع قد يكون سبباً في فرقعتها بوخزة دبوس حملته جملة واحدة على لسان مارياني ربما وردت عن عفو خاطر.

يقول مارياني نائب الفرنسيين في العالم من حلب: "لم يتعرّض سكان المدينة إلى الإبادة الجماعية كما تتداولون، ولم يتهدّم من مباني المدينة أكثر من 15% بينما لم يتعرّض حوالي 65% للضرر". وهذه الجملة المختصرة تقضّ الخطاب الرسمي الفرنسي الأكثر توتراً من أي بلد أوروبي آخر حيث لا يحتمل تحجّره ضربة مطرقة على رأس هرم الأكاذيب التي بلغت الذروة في كثافة دموع التمثيل المسرحي لنعي حلب. فسردية الدراما الجنائزية في الندب الفضائحي تملّقاً، منتشرة بين "الناشطين" من كل حدب وصوب وهي أشبه برقصة "هستيرية" كمن أصابه المسّ. ولعلّها المرّة الأولى التي يشعر فيها المرؤ القادم من بلاد الشام إلى باريس أنه في وسط حلقة دراويش عليه أن يترنّح على نغمات قرع طبولهم أو يترك الحلبة. وفي العادة كان القادم محط ترحاب للاستفسار والحوار في شؤون معقّدة، لكن المرّة هذه انقلبت العادات وبات القادم محط تحقيق استفزازي للإجابة بنعم أو لا بين تأييد الثورة أم تأييد إيران وموسكو وبشار الأسد في تدمير حلب وإبادة سكانها. وعبثاً تحاول أن تستنطق بعض الجهابذة بشأن مخيالهم لما يتصوّرون، فكل منهم يتخيّل أنه يأخذ معرفته الحقّة عن هذا "الناشط الكبير" في ندوات باريس أو ذاك، ويحفظ عن ظهر قلب عشرات المقالات الصحافية والصور التلفزيونية وغيرها. وفي مثل هذا المناخ الملوّث بالسموم لا ريب أن شهادات الوفد الفرنسي في سوريا وحلب تشير إلى هزّة عنيفة تخبط في السردية الرسمية خبط عشواء، أقلّها كما بدأت تسري في تعليقات بعض الجنرالات الديغوليين المتقاعدين الذين يتحمسون للإفصاح عن تشابك المصالح الإقليمية والدولية في الحرب على سوريا والمنطقة.

كبار الموظفين العرب في الهيئات الدبلوماسية والثقافية الغربية والعربية، يجدّون السعي في ترويج ادعاءات السردية الرسمية، وبعضهم يتمتع بصدقية قديمة في أوساط الناشطين على خلفية مناصرة السلطة الفلسطينية. والبعض الآخر جلّه من أصول لبنانية يطمح إلى دور مميّز في الاستشراق الجديد الذي تهتم به الدبلوماسية الغربية بتنشأته في الجامعات ومراكز الأبحاث. لكن الإعلام هو رأس الحربة في حرب ضروس لا تقتصر على الكذب والتضليل، بل تتعداها إلى الإرهاب الفكري وهدر دم الصحافيين المستقلين الذين يحاولون بإمكانيات متواضعة نقل بعض الحقيقة. فالصحافي البلجيكي ــ الفرنسي "ميشال كولون" على سبيل المثال يتعرّض إلى حملة إعلامية شخصية تخوضها ضد موقعه كبريات وسائل الإعلام الفرنسية مثل فرنس أنتر ولوموند وليبراسيون ولوبوان أو مجلة لونوفيل أوبسرفاتور وغيره. وهي تسعى بكل ما تملك إلى تحطيم موقعه "أنفستيج أكسيون" الذي يموّله القراء برموش العيون منذ عام 2004، لأن القراءة المغايرة للسردية السائدة كالنار تحت الرماد لا تلبث أن تحرق الأكاذيب في جفافها. وقد تكون بوادر زيادة قرّاء الموقع ومشاركيه كلما اشتدّت الحملة، إشارة في السياق الذي تنقلب فيه صفحة سوداء.

مثل "ميشال كولون" يتعرّض عالم الفيزياء ــ الفيلسوف "جان بريكمون" إلى حرب نفسية مشابهة تستهدف تشويه عضويته في الأكايمية الملكية البلجيكية للعلوم وإسكات موقعه "بلوغ رزيستانس" الداعم للمقاومة في لبنان في مواجهة إسرائيل وداعش" و"النصرة".

ولعل أكثر ما يفصح عن هشاشة سردية الخطاب الإعلامي والسياسي السائد في فرنسا على الرغم من عنجهيته العارية، هو عدم قدرته على هضم مقالة مغايرة كما حذف موقع "ميديابار" مقال الكاتب "برينو غويغ" (متعاون مع موقع الميادين نت) بعد ساعات على نشرها. فالموقع منظّم منذ 2008 بشكل يمكن أن يكتب فيه المشتركون الذين يدفعون اشتراكاتهم، وهو يضم 118 ألف مشترك كونه يزعم الانفتاح على تعدد الآراء والحرص على الاستقلالية عن الطبقة السياسة. لكن هيئة التحرير حذفت مقال برينو عن حلب على وجه السرعة ووضعت مكانها مقالة فاروق مردم بك أحد العالمين بتفاصيل مخيلته عن المريخ. ولا ضير فعلى الأرجح أن تذهب معظم هذه الجهود الهائلة سدىً تحت ثقل متغيرات كرّستها حلب على الأرض قبل أن تظهر على الألسن والرؤوس. ففرنسا تتغيّر بهدء لكن بثبات. حتى أن المنافسين على الرئاسة في الانتخابات التمهيدية "بينوا هامون وآرنو مونتبورغ" يوجهان نقداً لاذعاً لسياسة فرنسوا هولاند الخارجية ولوزير خارجيته لوران فابيوس. والتغيير الأكثر وضوحاً وصراحة هو ما يعبّر عنه "برينو لو مار" الذي كان منافساً لفرنسوا فيّون على الترشح للرئاسة/ إذ يقول "يجب علينا العودة إلى سوريا لمواجهة الإرهاب والمشاركة في الحل السياسي مع الرئيس الأسد، قبل أن تضعنا روسيا والصين والولايات المتحدة خارج اللعة وخارج ملعب الشرق الأوسط.

ضحايا التشويه الإعلامي بشأن ما يجري في حلب، بحسب تعبير مارياني، يحتاجون إلى ضوء شمعة وشعاع من الحقيقة، وفق جان لاسال، ونيكولا ذويك العضوين في الوفد البرلماني، إلى جانب منظمات مدنية وهيئات مسيحية. لكن بضوء شمعة أو من دونها تتغيّر الأرض ولا بد أن تتغيّر بعدها الأفكار والمقاربات في الرؤوس فدوام الحال من المحال.
_____________
 * قاسم عزالدين
أكاديمي وباحث، حائز على دبلوم في الدراسات الأنتروبولوجية المعمّقة من جامعة السوربون في باريس، وشهادة من معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس. يكتب في العديد من الصحف والدوريات في الشؤون الدولية واستراتيجيات البدائل.

7 يناير 2017

أردوغان يسلّم أوراقه لبوتين وإيران تتوجس

    1/07/2017 07:56:00 ص   No comments

26 ديسمبر 2016

جبهة “النصرة” تعدم “ابو النمر السوري” مفخخ طفلتيه وارسال احدهما لتفجير نفسها في مخفر للشرطة في دمشق..

    12/26/2016 10:35:00 ص   No comments

عبد الباري عطوان

لم يصدق الكثيرون، ونحن من بينهم، اقدام رجل وزوجته على تفخيخ طفلتيهما المحجبتين، وتحت العاشرة من عمرهما، بحزامين ناسفين، وارسالهما لتفجير نفسيهما في مركزي شرطة تابعين للحكومة السورية في العاصمة دمشق، لان هذا الفعل الوحشي الهجمي ليس له اي علاقة، لا من قريب او بعيد، بالقيم العربية والاسلامية الحقة، ويشكل وصمة عار في جبين البشرية.

عبد الرحمن شداء المعروف لـ”ابو النمر السوري”، اقدم على هذه الجريمة النكراء وفخخ ابنتية بأحزفة ناسفة، وارسل احداهما، وتدعى فاطمة (9 سنوات)، لتفجير نفسها في مركز للشرطة في حي الميدان، وصور جريمته هذه على شريطي فيديو، وظهر فيه وهو يلقنهما بالمهمة، ويؤكد لهما انهما ينفذان هذه المهمة انطلاقا من العقيدة الاسلامية السمحاء، ويرشدهما الى كيفية الضغط على زر التفجير.
لا نعتقد ان النمور التي يحمل هذا “الشداء” اسمها، بل وكل الحيوانات الكاسرة الاخرى، يمكن ان تقدم على هذا العمل الهمجي الدموي، مهما بلغت درجة توحشها وشراستها، ولكن “ابو النمر” هذا فاقها جميعا في وحشيته، وربط خطيئته هذه بأكثر الديانات السماوية تسامحا.
عندما شاهدنا شريط الفيديو، وتابعنا عملية التنفيذ وتفاصيل التفجير بعد ذلك على لسان المتحدثين الرسميين في الاعلام السوري، لم نصدق انفسنا، واعتقدنا ان الشريط مفبرك، وجزء من حملة الحكومة السورية الدعائية، ولكن عندما صمتت كل الجهات في المعارضة السورية، واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الموالي للمعارضة ان الجريمة حقيقية، مثلما اكد العثور على “ابو النمر” بلحيته الكثيفة، قتيلا بعد اطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين، في حي “تشرين” عند اطراف العاصمة السورية، ورجح المصدر ان تكون جبهة “فتح الشام”، او “النصرة” سابقا، التي ينتمي الى صفوفها القتيل، تبددت حالة الغموض، وظهرت الحقيقة ساطعة.
“ابو النمر” الحق ضررا كبيرا بالجبهة، وبالفصائل الاخرى المدرجة على قوائم المعارضات السورية، مثلما اساء ايضا الى الشعب السوري الكريم، صاحب الجينات الحضارية التي تمتد لاكثر من ثمانية آلاف عام، كانت تعكس تاريخا حافلا بالامبراطوريات، والابداع، والتعايش، والتسامح، والدول المدنية المزدهرة.
لا نعرف كيف تقبل فصائل المعارضة المسلحة هذه التي تقول انها تحمل مشروعا حضاريا بديلا للنظام الديكتاتوري، حسب ادبياتها، مثل هذه “الوحوش” في صفوفها، وتعد الشعب السوري بمستقبل افضل عنوانه العدالة الاجتماعية، والتسامح، واحترام حقوق الانسان، والحريات الديمقراطية، وسيادة القانون.
لا نشك مطلقا في وجود فصائل معارضة شريفة، تتمسك بالطروحات السابقة، وستكون شريكا في مستقبل سورية الجديدة، وستجلس على مائدة المفاوضات في الآستانة قريبا، فنحن لا يمكن ان نلجأ في هذه الصحيفة الى التعميم، ولكن هذه النماذج تسيء قطعا الى هذه المعارضة، وتنفر الشعب السوري منها.
“ابو النمر” السوري هذا يذكرنا بالعناصر التي ذبحت الصبي الفلسطيني القاصر والمعاق على متن حافلة صغيرة امام الكاميرات ايضا، بحجة التعاون مع النظام، وتبين لاحقا ان هؤلاء الجلادين ينتمون الى جماعة نور الدين الزنكي، المصنفة على انها احدى الفصائل  السورية “المعتدلة، فأي اعتدال هذا.
اعدام “ابو النمر” من قبل جبهة “النصرة”، قد يكون تطبيقا للقصاص من القتلة، واقامة الحد عليهم، ولكن هذا القصاص لن يمحو الضرر الذي احدثه في تنظيمه وصورة الاسلام السمح عموما.
هؤلاء الوحوش الذين يفخخون بناتهم ويذبحون الاطفال والنساء، ايا كانت هويتهم وانتماءاتهم، لا يمكن ان ينتموا الى الشعب السوري والعروبة والاسلام، وانما الى الجاهلية، وزمن التوحش، زمن وأد الفتيات، ومصيرهم جهنم وبئس المصير.



23 ديسمبر 2016

درع الصليب - ولاية حلب - الــدولـة الاسـلاميـة: حرق الجنديين رسالة : «فضّ شراكة» مع أنقرة؟

    12/23/2016 07:16:00 ص   No comments
أحد مقاتلي التنظيم، ويُدعى --أبو حسن-- يعدم جنديين تركيين حرقاً
«داعش» يعدم جنديين تركيين حرقاً: أردوغان «درع الصليب»

نور أيوب

بعد فترة من «الركود الفني»، مع تقدّم القوى العراقية في محافظة نينوى، وتراجع مسلحي التنظيم في ريف حلب الشمالي، نشرت «ولاية حلب» في تنظيم «داعش» الإرهابي، أمس، إصداراً جديداً في 19 دقيقة، تضمّن عملية إعدام جنديين تركيين حرقاً.
وكان الجنديان فقدا في قرية الدنا، غربي مدينة الباب، في ريف حلب الشمالي، نهاية الشهر الماضي. وأعلنت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أسر «المجاهدين» لهما.

وتضمن العرض مشاهد للجنديين المكبّلين اللذين حمّلا أردوغان مسؤولية مصيرهما، ودعَوا الجنود الأتراك الى «ترك أراضي الدولة الاسلامية قبل أن تذوقوا ما ذقناه من ذل». بعد ذلك، أُضرمت النار في سلاسل كانا مربوطين بها، وامتدت النار اليهما، ليقضيا حرقاً أمام عدسة الكاميرا التي التقطت أدق تفاصيل «عملية الإعدام».
وكان التنظيم أعلن مطلع الشهر الجاري عن متحدّثه الجديد، أبو حسن المهاجر، خلفاً لأبو محمد العدناني. وفي كلمةٍ تحريضية شدّ فيها عصب تنظيمه، أوعز المهاجر إلى كل «مناصر» لـ«أمير المؤمنين»، خارج حدود «الدولة»، بـ«قتل الأتراك المرتدين... أينما وجدوا فوق كل أرض وتحت كل سماء».

الإصدار الجديد جاء تحت عنوان «درع الصليب»، في إشارة الى تصنيف «داعش» ما يجري في الشمال السوري بأنه ضمن «الحرب الصليبية ــ العلمانية ــ الكافرة» عليه. وبدا واضحاً أن الأمر ليس مجرد «عقاب» للجنديين، بل رسالة الى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد طول «محبّة وود» مع التنظيم.
فمنذ ولادة «داعش» في المشرق السوري، كانت تركيا قنطرة عبور «المجاهدين» إلى أرض «الخلافة»، وسط تغاضٍ أمني ــــ عسكري. كذلك اتّخذ «جهاديو» التنظيم من تركيا «أمّاً حنوناً»، ومنطلقاً لـ«غزواتهم» في أوروبا، فيما جعلت «السلطنة» منهم ورقة ضغط وابتزاز للاتحاد الأوروبي، وقناة للتفاوض في أكثر من ملف، من اللاجئين إلى مكافحة الإرهاب.
ورغم إطلاق أردوغان عمليات «درع الفرات» (آب 2016)، إلا أن تسهيلات «الهجرة» لا تزال قائمة، ويمكن وصفها بـ«غضّ النظر... اتركوهم يذهبون إلى الموت»، بوصف متابع للتنظيم.
وعلى مدى خمس سنوات، ومنذ بداية الحرب السورية عام 2011، وإعلان «دولة الخلافة» عام 2014، كان إصدار «شفاء الصدور» (حرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة في شباط 2015) أقسى ما أنتجته المؤسسات الإعلامية التابعة لتنظيم «داعش» وأكثرها عنفاً ووحشية، موثّقاً برؤية إخراجية وعين سينمائية محترفة. إلا أن عملية أمس كانت أشد وحشية مع استخدام الأسلوب الاحترافي نفسه.
وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن وزير الإعلام في التنظيم «أبو محمد فرقان» (الدكتور السعودي وائل عادل سلمان الفياض)، كان المسؤول الأوّل عن تلك الإصدارات، وعن الأسلوب وطريقة التصوير والإخراج. وأضافت أن التنظيم «عانى من شُحّ في الأفكار الإجرامية غير التقليدية منذ مقتل فرقان في تشرين الأول الماضي».
________________________
  أنقرة تنتقم لجندييها... بالداخل
جاء شريط إحراق الجنديين التركيين ليسدد ضربة موجعة لأنقرة، في الوقت الذي ترتفع فيه خسائر قواتها في معارك مدينة الباب. وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي عن الحكومة، أوقفت قوى الأمن 31 مشتبهاً في انتمائهم إلى التنظيم

لا تزال الحكومة التركية ملتزمة الصمت حيال الفيديو الذي أصدره تنظيم «داعش»، مساء أول من أمس، وأظهر حرق جنديين تركيين، من دون تحديد المكان والزمان لأحداث الشريط. وفي وقتٍ لاقى فيه الإصدار غضباً شعبياً عكسته مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الحكومة توقيف 31 شخصاً في اسطنبول يشتبه في انتمائهم إلى التنظيم المتطرف.

وعلى الرغم من تبنّي «داعش» عمليات عدّة في السابق ضد القوات التركية وضد أهداف على أراضي تركيا، يأتي الشريط في توقيت حسّاس ليفاقم الخسائر التركية، لا سيما أن أنقرة أعلنت مقتل 14 جندياً من قواتها خلال يومٍ واحد، قبل يومين، في معارك مدينة الباب شمالي سوريا. وقالت وكالة «فرانس برس» إن ما لا يقل عن 38 جندياً تركياً قتلوا في سوريا منذ انطلاق عملية «درع الفرات» التركية في 24 آب.
وفي مشهدٍ يذكّر بإحراق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة في شهر شباط 2015، والذي صُوّر بالطريقة نفسها، أظهر الفيديو الذي تبلغ مدته 19 دقيقة، ونشره التنظيم تحت اسم «ولاية حلب»، رجلين يرتديان البزة العسكرية يجري إخراجهما من قفص قبل أن تقيّد أيديهما ويُحرقا أحياءً.

وقبل إحراقهما، عرّف الجنديان عن نفسيهما باللغة التركية، وقال أحدهما إنه يدعى فتحي شاهين ومن مواليد قونية (وسط تركيا)، والثاني سفتر تاش (21 عاماً) خدم في كيليس (جنوب شرق). وفي ختام الشريط، أعلن أحد مقاتلي التنظيم، ويُدعى «أبو حسن»، أن تركيا «أصبحت أرض جهاد». وفيما دعا إلى «إحراق تركيا وتدميرها»، وصف الرئيس رجب طيب أردوغان بـ«الطاغوت». وكان الجيش التركي قد أكد الشهر الماضي أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده في سوريا، بُعيْد إعلان وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف مسؤولية الأخير عن اختطافهما.
وعقب نشر الفيديو على مواقع «جهادية»، حجبت الحكومة مواقع التواصل الاجتماعي. وقال موقع «بيزنيس إنسايدر»، إن الحكومة التركية منعت الوصول إلى تطبيق المحادثات «واتساب»، إضافة إلى مواقع «فايسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«سكايب» و«إنستاغرام» في جميع أنحاء تركيا. كذلك ذكر بعض المستخدمين أن خدمة فتح المواقع المحجوبة «VPN» لم تفلح في الالتفاف على القيود، مع انصياع موفري هذه الخدمات لأوامر الحكومة. ويُعدّ هذا الحجب الثاني خلال أسبوع، إذ أعقب الحجب الأول اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، أندري كارلوف، مطلع الأسبوع الجاري.
في هذا الوقت، ألقت قوات الأمن التركية، يوم أمس، القبض على 31 من بين 41 مشتبهاً فيهم، أمرت نيابة إسطنبول بتوقيفهم ضمن التحقيقات المتعلقة بتنظيم «داعش». ووجهت النيابة إلى هؤلاء تهمة «العضوية في تنظيم إرهابي»، في حين لم يتم العثور على الـ10 الآخرين في أمكنة إقامتهم، ولا تزال عملية البحث مستمرة عنهم.
إلى ذلك، دعت السفارة الأميركية في أنقرة رعاياها إلى «الحذر» خلال فترة الأعياد، وحضّتهم على التنبّه من المشاركة في تجمعات عامة في هذه المناسبات، بسبب تنامي القلق من أحداث أمنية محتملة في مختلف أنحاء تركيا.

___________
المصدر: «الأخبار»





18 ديسمبر 2016

مراجعات معاذ الخطيب -- الرئيس السابق للائتلاف المعارض-- يصب جام غضبه على المسلحين

    12/18/2016 02:45:00 م   No comments
معاذ الخطيب يصب جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.. شيطنتم الإسلام وخربتم سوريا كأدوات لدول إقليمية!

صب معاذ الخطيب في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.
وقال معاذ الخطيب في تدوينته، الأحد: “أريد أن أبق هذه البحصة، من أحرق الباصات التي تخفف الموت عن الناس ليس أحمق بل مجرم أصيل”.
وأضاف الرئيس السابق للائتلاف المعارض، أن هذه التنظيمات لم تأت من فراغ بل هي أدوات دول إقليمية كان قد تحدث عنها منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، مؤكدا أن أسوأ ما قامت به هو شيطنة الإسلام كله، وتخريب سورية في كل مفاصلها، وخصوصا زج الشباب في المعارك ودفعه إلى موت لا طائل منه.
وبين الخطيب أن تلك الجماعات المسلحة انصهرت مرة ثانية في التشكيلات الباقية لشيطنة من لم يتشيطن بعد.
وأكد الشيخ معاذ الخطيب أن الغرباء ساهموا في بيع الوهم ونقض كل بنية إسلامية متوازنة لفرض فكر التكفير والذبح والدم، الذي يمهدون له بطبقات تنظيمية مموهة نهايتها فكر تكفيري يستبيح كل شيء.
وأوضح الخطيب أنه لولا الأموال الطائلة التي تصب بين أيديهم لما كان لهم نفوذ ولا صوت، مشيرا إلى أن نكايتهم كانت في أبناء سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن التدوينة التي نشرها الخطيب جاءت تعليقا على شريط فيديو نشره ‎كاتب صحفي وناشط سياسي يدعى محمد الخطيب، بحلب، أظهر من خلاله احتفال مسلحي المعارضة السورية بحرق الحافلات التي كانت ستنقل المدنيين من كفريا والفوعة.
وأحرق مسلحو تنظيم “فتح الشام”(جبهة النصرة سابقا) حافلات كانت مخصصة لإجلاء المدنيين قبل دخولها إلى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن مسلحي تنظيم “فتح الشام” قاموا بإحراق الحافلات من أجل إعاقة تنفيذ الاتفاق الروسي – الإيراني – التركي.
وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر سورية أن اشتباكات اندلعت بين مسلحي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، بسبب خلافات حول تنفيذ اتفاق إخلاء الحالات الإنسانية من الفوعة وكفريا.


9 ديسمبر 2016

ما هي الأسباب التي عجلت بانهيار جبهة حلب الشرقية؟

    12/09/2016 11:02:00 ص   No comments
عبد الباري عطوان
اكد سيرغي رودسكوي المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة ان قوات الجيش السوري سيطرت على 93 بالمئة من حلب الشرقية، واستعادت اكثر من 53 حيا من احيائها، علاوة على نزوح عشرة آلاف شخص في الساعات الـ 24 الماضية، وباتت المعارضة المسلحة التي تضم المقاتلين من عدة تنظيمات ابرزها جبهة “فتح الشام”، النصرة سابقا، واحرار الشام، وجماعة نور الدين زنكي، والجبهة الشمالية، محاصرة في ثلاثة احياء فقط، واكثر من الف من مقاتليها رفعوا الرايات البيضاء والقوا أسلحتهم.
اذا صحت هذه المعلومات، وهي تبدو صحيحة، فان هذا يعني ان هذه بداية النهاية، ان لم تكن النهاية نفسها لوجود “الجهاديين” والمعارضة المسلحة في مدينة حلب، ولكن من السابق لاوانه القول انها نهاية الحرب كليا.
الجيش السوري سيستعيد حلب الشرقية بصورة كاملة في غضون 48 ساعة المقبلة سلما او حربا، سلما باستسلام المسلحين، وقبولهم مغادرة المدينة بعد القاء سلاحهم، وفق تفاهمات أمريكية روسية، او حربا لان لا فائدة من استمرارهم في القتال، خاصة ان القصف الجوي للاحياء التي يتواجدون فيها جرى استئنافه اليوم الجمعة بعد هدنة استمرت يوما واحدا لإخلاء بعض الجرحى الى تركيا، او أي مناطق أخرى، غير ادلب التي لم تعد آمنة.
***
روبرت كولفيل المتحدث باسم مجلس حقوق الانسان ومقره جنيف، اكد امرين على درجة كبيرة من الخطورة يوم امس: الأول، تلقي مجلسه تقارير تفيد بأن مجموعات من المعارضة المسلحة تمنع مدنيين يحاولون الفرار بأرواحهم، والثاني، ان مسلحين من كتائب ابو عمارة و”فتح الشام” (النصرة)، خطفوا عددا من المدنيين الذين طالبوا المعارضة بمغادرة مناطقهم حفاظا على أرواح المدنيين وقتلوا بعضهم، واختفى البعض الآخر.
هذه التقارير غير مستغربة، او مستبعد، إذا وضعنا في اعتبارنا ان صدامات دموية وقعت بين هذه الفصائل قبل أيام للسيطرة على بعض مناطق النفوذ، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى، وتضمن الشريط الأسبوعي للداعية السعودي عبد الله المحيسني الذي بثه على قناته على “اليوتيوب” هجوما شرسا على هؤلاء المتحاربين فيما بينهم، بينما تقصفهم الطائرات الروسية من الجو، واتهمهم بالفساد، وعدم الرغبة في القتال.
من الواضح ان المعارضة المسلحة المتمركزة في حلب الشرقية فقدت الرغبة في القتال، حسب تقارير غربية، وتأكيدا لما قاله الشيخ المحيسني، وهذا ما يفسر سقوط الاحياء مثل احجار الدومينو في يد قوات الجيش السوري، مثلما اكدت هذه التقارير نفسها انه تم العثور على كميات هائلة من السلاح والذخائر والأدوية والطعام في مخازن هذه الفصائل التي استولى عليها الجيش السوري بعد انسحابهم تكفي للقتال لعدة اشهر على الأقل.
يمكن فهم هذه التطورات الميدانية غير المفاجئة لو وضعنا في اعتبارنا حقيقة جوهرية، ان أهالي حلب رفضوا منذ البداية الانضمام الى “الثورة” السورية، بشقيها المدني والمسلح لعدة اشهر، وفضلوا واقرانهم في العاصمة دمشق الوقوف على الحياد، وهذا ليس مستغربا منهم، لعقليتهم التجارية والاقتصادية، وميلهم اكثر للاستقرار، وكونهم يمثلون احد المراكز الحضرية الأساسية في سورية، ولكن الإسلاميين وسكان الأرياف فرضوا عليهم الحرب، بتحريض من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ودعمه، الذي لم يخف طموحاته في ضم كل من حلب في سورية، والموصل في العراق الى تركيا، وجرى توزيع ونشر خريطة جديدة تضم هذه المناطق، كجزء من “تركيا الجديدة”.
احد العائدين من دمشق، وهو زميل صحافي، اكد لنا ان التحضير للاحتفالات باستعادة حلب بدأت فعلا، وان هناك انباء عن وصول اكبر أوركسترا روسية للمشاركة فيها، علاوة على اكثر من عشر فرق للفولكلور الشعبي باتت جاهزة للطيران الى المدينة ومعها العديد من نجوم الغناء والموشحات الحلبية، وعلمنا ان قناة “الميادين” المقربة من محور “الممانعة” أرسلت فريقا الى حلب لبث برنامجها التحليلي الشهير “المسائية” من قلب القلعة الحلبية الشهيرة على الهواء مباشرة، كمؤشر على الامن والاستقرار، وعودة الحياة الطبيعية الى المدينة.
الزميل نفسه قال ان مطاعم العاصمة ممتلئة بالزبائن، والطرق الرئيسية في حال ازدحام خانق من كثرة السيارات، ومعنويات السكان مرتفعة جدا، وان رجال اعمال عرب وأجانب بدأوا يتوافدون الى دمشق، وتغص بهم فنادقها، بحثا عن صفقات وعقود، وهي ظواهر لم تكن موجودة قبل شهر على الأقل.
في المقابل لا يمكن اغفال بعض مظاهر القلق في أوساط بعض المسؤولين، مصدرها تقدم قوات “الدولة الإسلامية” نحو مدينة تدمر استغلالا لانشغال الجيش السوري في معارك الشمال، وتقدم قوات درع الجزيرة المدعومة من تركيا في مدينة الباب واحتلالها احياء في شمالها، في انتهاك لتفاهمات روسية تركية، اما مصدر القلق الثالث فهو القرار الأمريكي الصادر عن الكونغرس برفع الحظر عن إيصال اسلحة ومعدات عسكرية الى الفصائل السورية التي تقاتل الى جانب القوات الامريكية ضد “الإرهابيين”.
***
القلق من وصول هذه الأسلحة الامريكية المتطورة الى المعارضة التي تقاتل النظام خاصة اذا تضمنت صواريخ مضادة للطائرات (مان باد) الامر الذي قد يغير موازين الحرب لصالح هذه المعارضة، ولكن الوجود العسكري الروسي المكثف يشكل “بوليصة امان” بالنسبة للحكومة السورية، حسب اقوال احد المسؤولين السوريين.
استعادة الجيش السوري لمدينة حلب العاصمة الاقتصادية، وثاني اكبر المدن في البلاد يظل نقطة تحول جذرية في الازمة السورية، وإنجاز عسكري ومعنوي كبير للحكومة.. لكن هذا “الإنجاز″ على أهميته قد لا يكون نقطة النهاية في الحرب، طالما ان الحل السياسي ما زال في رحم الغيب.
الفصل الأهم والأخطر في الازمة السورية انتهى، لكن هناك فصول أخرى، والرئيس بشار الأسد اعترف بذلك في حديثه الى صحيفة “الوطن” التي نشرته امس، وربما يكون من الحكمة التريث وعدم التسرع في اطلاق الاحكام القاطعة.

2 ديسمبر 2016

هل تشير مراجعات أردوغان المتتالية والمتكررة إلى اضطرابات نفسية أم إلى انعدام الحكم المؤسساتي في تركيا أم كليهما؟

    12/02/2016 06:51:00 ص   No comments
ملاحظات المحرر: هل تشير مراجعات أردوغان المتتالية والمتكررة إلى اضطرابات نفسية أم إلى انعدام الحكم المؤسساتي في تركيا أم  كليهما؟
______________ 

أردوغان يتراجع... مرة أخرى

 حسني محلي

بعد أقل من 24 ساعة على الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خرج الأخير لينفي ما قاله سابقاً، بالقول إن «عملية درع الفرات في الشمال السوري لا تستهدف شخصاً أو دولة بل الإرهابيين». هذه الجملة تحولت إلى مادة أساسية لجميع محطات التلفزيون والمواقع الإخبارية، وحتى شبكات التواصل الاجتماعي التي اتهمت أردوغان بالتراجع والتناقض الخطير، ليس في السياسة الداخلية فحسب، بل الخارجية أيضاً.

وليس جديداً أن يناقض أردوغا
رجب طيب أردوغانن نفسه في التصريحات خلال أيام أو حتى ساعات؛ ففيما كان يمتدح الداعية الاسلامي فتح الله غولن دائماً ويقول إنه قدّم إليه كل ما أراده، عاد ليعلن الحرب عليه بعدما ساهم غولن في كشف قضايا فساد نهاية عام 2013، تورّط فيها أردوغان وأولاده وبعض الوزراء المقربين منه. لكن الناخب التركي، الذي يصوّت لأردوغان، لم يعد يسمع بهذه التناقضات بفضل سيطرة الرئيس على 90٪‏ من وسائل الإعلام التي تتجاهل تصريحاته المتناقضة وتجد لها أحياناً تفسيرات غريبة.
وكان أردوغان قد قال قبل يومين، في مؤتمر عن القدس حضرته شخصيات إسلامية إقليمية وعالمية، إن «عملية درع الفرات تهدف إلى إطاحة حكم الرئيس (بشار) الأسد الظالم»، وهو ما أبرزته وسائل الإعلام العالمية، في الوقت الذي أعلنت فيه الأوساط الإسلامية أن أردوغان «زعيم تاريخي يناضل من أجل الحق، أي دعم الجماعات المسلحة في سوريا باعتبار أنها اسلامية، حتى إن كانت متطرفة».
لكنّ الإعلام الموالي له تجاهل أيضاً ردود الفعل الروسية على أقواله، خاصة حديث مصادر في الكرملن عن «غضب الرئيس بوتين من هذه التصريحات التي تتناقض مع الإطار العام لاتفاق بوتين مع أردوغان، منذ أن اعتذر الأخير من روسيا بسبب إسقاط الطائرة الروسية في ٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٥». بعد ذلك، سعى مصدر في الرئاسة التركية إلى التهدئة عبر القول في الإعلام إنه «لا ينبغي تحميل الكلمات معاني أكثر مما تستحق». ويبدو أن بوتين لم يقتنع بهذه المحاولة، ما دفعه إلى تحميل وزير خارجيته رسالة واضحة يطلب فيها من أردوغان أن «يكذّب نفسه بنفسه، بأي أسلوب كان».

كان هذا «التهديد» كافياً بالنسبة إلى الرئيس التركي ليتراجع عمّا قاله قبل يومين، وهو ما يثير تساؤلات عن أسباب هذا التراجع وماهية العلاقة بينه وبين بوتين، في وقت وصف فيه أعضاء في البرلمان، عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، أقوال أردوغان بأنها خطيرة، خاصة إذا كان بوتين يملك بعض الأوراق الخطيرة التي يلوّح بها ليجبر أردوغان أولاً على الاعتذار رسمياً من موسكو، وثانياً وقف الدعم للجماعات المسلحة في سوريا، خاصة في حلب، وأخيراً تخليه عن مشروع إسقاط الأسد.
المفاجأة الثانية ظهرت عندما اضطرت وزارة الخارجية التركية إلى اعترافها بخطأ فادح في ترجمة أقوال الوزير الروسي سيرغي لافروف، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مدينة أنطاليا، حينما قال لافروف إنه «لا روسيا ولا سوريا، أو قواتهما الجوية، على علاقة بمقتل الجنود الأتراك قرب مدينة الباب»، فنقل المترجم هذا الكلام: «ليس الروس، بل السوريون هم الذين هاجموا الجنود الأتراك». وأشار لافروف خلال المؤتمر الصحافي إلى أنه تم «نقاش هذه المسألة بعد الحادث على عدة مستويات» مع الجانب التركي، مشدداً على ضرورة «مراجعة هذه القضية مع الولايات المتحدة وباقي الأطراف».
في غضون ذلك، يستمر تجاهل الإعلام الموالي لأردوغان، في الداخل والخارج، هذا التكذيب، كما حال تجاهل أقوال الرئيس نفسه. وكان الإعلام الموالي منذ عام يهدد ويتوعد روسيا وبوتين ويقول إن أردوغان سيلقّن الرئيس الروسي درساً لن ينساه، كما لقّن العثمانيون أعداءهم الروس درساً. ويتزامن ذلك مع الجدال المبكر حول مصير الوجود العسكري التركي ودوره المحتمل في الشمال السوري، بعدما بات واضحاً أن أردوغان لن يستطيع التصرف بالقوات التركية المذكورة إلا في الإطار الذي حدّده بوتين، ومنع فيه الجيش التركي من دخول مدينة الباب، فيما منع الأميركيون تركيا من الاقتراب من منبج التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية.
إلى ذلك، اتفق «حزب العدالة والتنمية» الحاكم مع «حزب الحركة القومية» على مسوّدة التعديلات الدستورية الجديدة التي تهدف إلى تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم، خلال مؤتمر مع زعيم «الحركة القومية»، إن التصويت على هذه التعديلات في البرلمان سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يكون الاستفتاء الشعبي في الربيع المقبل. ويمنح الدستور الجديد أردوغان صلاحيات مطلقة في جميع المجالات، بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء، على أن يجري تعيين أو انتخاب نائبين لرئيس الجمهورية.

6 نوفمبر 2016

اللهجة العريبة عبر الموسيقى

    11/06/2016 11:43:00 ص   No comments
اللهجة العريبة عبر الموسيقى, أو اللهجة الموسيقية العربية
النغم العربي: أوجه المثل والإختلاف


4 نوفمبر 2016

وزير الشؤون الدينية التونسي يتهم الوهابية بانها سبب التكفير والارهاب... فأقاله رئيس الحكومة... الحكومة ترتمي في الحضن السعودي: الوهابية حليفتنا!

    11/04/2016 07:52:00 ص   No comments
أعلن وزير الشؤون الدينية التونسي عبد الجليل سالم ان المدرسة الدينية الحنبلية الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب في العالم الاسلامي اليوم، قبل ان تعود وزارته وتصدر بيانا تؤكد فيه على متانة العلاقة بين تونس والمملكة العربية السعودية.

وقال الوزير التونسي في اجتماع الخميس مع لجنة الحقوق والحريات في “مجلس نواب الشعب” (البرلمان) تناقلته الصحف الجمعة على نطاق واسع وفي صفحاتها الاولى، “قلت هذا للسعوديين قلت لسفيرهم بكل جرأة وقلت لأمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب (مقره بتونس) وهو سعودي قلت لهم أصلحوا مدرستكم فالارهاب تاريخيا متخرج منكم، أقول لكم هذا بكل محبة وبكل تواضع، ليس لي شأن سياسي معكم أو عداوة سياسية”.

وأضاف الوزير “أقول لكم كعالم ومفكر التكفير لم يصدر عن اي مدرسة أخرى من مدارس الاسلام، لم يصدر التكفير والتشدد إلا من المدرسة الحنبلية ومن المدرسة الوهابية فأصلحوا عقولكم”.

واعتبر ان “التشدد والارهاب” في العالم الاسلامي “راجع الى هذه المدرسة سواء كانوا على حسن نية أو كانوا على سوء نية”.

وتطرق الى “مراجعات في المملكة العربية السعودية في مستوى جامعات” تقول ان المدرسة الوهابية هي “سبب المشاكل”، و”هي التي تنتج الارهاب” و”تتعب المؤسسة السياسية في العربية السعودية”.

وفي وقت لاحق، أصدرت وزارة الشؤون الدينية التونسية “توضيحا” قالت فيه “ان العلاقة مع المملكة العربية السعودية ملؤها الانسجام والتعاون خدمة لديننا الحنيف، ولها من المتانة والعمق بحيث لا يكدر صفوها شيء”.

وأكدت الوزارة “احترام جميع المذاهب الإسلامية مع الحرص على التمسك بمذهب بلادنا وسنتنا الثقافية”.

ردود:

تهم وزير تونسي المدرسة السعودية بإنتاج الإرهاب والفكر المتطرف، مطالبا مسؤوليها بإصلاح مناهجهم التي قال إنّها تُفرّخ التشدد والإرهابيين.

وتابع وزير الشؤون الدينية التونسي عبد الجليل سالم، خلال مشاركته، الخميس، في جلسة استماع بلجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية بمجلس نواب الشعب إنه لم يتردد في إبلاغ هذا الرأي للمسؤولين السعوديين على غرار للأمين العام لمجلس وزراء الخارجية والداخلية العرب السعودي وللسفير السعودي بتونس.

لا ينتج إلا تطرفا

وأضاف إنه كانت له من الجرأة أن يطالب هؤلاء بإصلاح مدرستهم بقوله "أصلحوا مدرستكم فالإرهاب تاريخيا متخرج منكم".

وتابع الوزير التونسي بقوله إنه ذكر المسؤولين السعوديين بأن "التكفير لم يصدر من أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، إلا من المدرسة الحنبلية والوهابية".

وبين بقوله "ما نراه اليوم في العالم من تفريخ لإرهابيين وتشدد يعود إلى المدرسة الوهابية سواء عن سوء أو حسن نية، "فهو معرفيا لا ينتج هذا الفكر إلا تطرفا" وفق تعبيره.

________________

عزل رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد الجمعة، وزير الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم غداة اتهامات علنية وجهها في البرلمان الى المدرسة الوهابية، معتبرا انها مصدر التكفير والارهاب.

وأعلنت الحكومة في بيان: "قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد إقالة السيد عبد الجليل بن سالم وزير الشؤون الدينية من مهامه وذلك لعدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست مبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية".

وأضافت: "كما قرر رئيس الحكومة تكليف السيد غازي الجريبي وزير العدل بتسيير وزارة الشؤون الدينية بالنيابة".

وأعلن عبد الجليل بن سالم الخميس، ان المدرسة الدينية الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب في العالم الاسلامي اليوم، قبل ان تعود وزارته وتصدر بيانا تؤكد فيه على متانة العلاقة بين تونس والسعودية.

وسكان تونس إجمالا هم من السنة المنتمين الى المذهب الاشعري. وهي المرة الاولى التي ينتقد فيها مسؤول تونسي علانية الفكر الوهابي المنتشر في السعودية.

وقال الوزير التونسي في اجتماع الخميس مع لجنة الحقوق والحريات في مجلس نواب الشعب، بحسب ما نقلت الصحف الجمعة على نطاق واسع، "قلت هذا للسعوديين، قلت لسفيرهم بكل جرأة، وقلت لأمين عام (مجلس) وزراء الداخلية العرب (مقره بتونس) وهو سعودي، قلت لهم (أصلحوا مدرستكم فالارهاب تاريخيا متخرّج منكم، أقول لكم هذا بكل محبة وبكل تواضع، ليس لي شأن سياسي معكم أو عداوة سياسية)".

وأضاف الوزير: أقول لكم كعالم ومفكر ان التكفير لم يصدر عن اي مدرسة أخرى من مدارس الاسلام، لم يصدر التكفير والتشدد إلا من المدرسة الوهابية فأصلحوا عقولكم.

واعتبر ان "التشدد والارهاب" في العالم الاسلامي "راجع الى هذه المدرسة سواء كانوا على حسن نية أو كانوا على سوء نية".

وفي وقت لاحق، أصدرت وزارة الشؤون الدينية التونسية "توضيحا" قالت فيه ان العلاقة مع المملكة العربيّة السعوديّة ملؤها الانسجام والتعاون، ولها من المتانة والعمق بحيث لا يكدّر صفوها شيء.

___________
إقالة وزير تونسي انتقد "الوهابية" السعودية

وصفت الكاتبة والسياسية التونسية هيام السامي، قرار الحكومة التونسية، اليوم الجمعة، بإقالة وزير الشؤون الدينية محمد بن سالم، من مهامه، غداة تصريحه في البرلمان بأن الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب، بأنها دعوة صريحة من جانب الحكومة للوهابيين والتكفيريين بأن يرسخوا جذورهم في تونس.

وقالت السامي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، إن قرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد بإقالة عبد الجليل بن سالم، والذي برره بأنه لـ"عدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية"، ليس سوى محاولة لاسترضاء السعودية. واعتبرت السامي أن القرار ليس سوى انتصار للوهابية ضد الفكر التقدمي، على الرغم من أن الجميع يدركون جيداً أن الفكر الوهابي هو السبب الرئيسي في ظهور جماعات متطرفة مثل جماعة الإخوان في مصر، التي انتشرت في كل العالم، وأيضا تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي امتد لدول كثيرة. وكان وزير الشؤون الدينية التونسي عبد الجليل سالم أعلن أن المدرسة الدينية الحنبلية الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب في العالم الاسلامي، قبل أن تعود وزارته وتصدر بيانا تؤكد فيه على متانة العلاقة بين تونس والمملكة العربية السعودية. وقال الوزير التونسي في اجتماع الخميس، مع لجنة الحقوق والحريات في "مجلس نواب الشعب" "قلت هذا للسعوديين، قلت لسفيرهم بكل جرأة، وقلت لأمين عام وزراء الداخلية العرب، وهو سعودي: أصلحوا مدرستكم، فالإرهاب تاريخيا متخرّج منكم، أقول لكم هذا بكل محبة وبكل تواضع، ليس لي شأن سياسي معكم أو عداوة سياسية". وأضاف الوزير "أقول لكم كعالم ومفكر ، التكفير لم يصدر عن أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، لم يصدر التكفير والتشدد إلا من المدرسة الحنبلية ومن المدرسة الوهابية فأصلحوا عقولكم"، وهي التصريحات التي ترتبت عليها إقالة الوزير صباح اليوم.
____________

 الحكومة ترتمي في الحضن السعودي: الوهابية حليفتنا!

مجدي الورفلي
 

بعد أيام على تبني الخارجية التونسية للبيان السعودي الذي اتهم اليمنيين بمحاولة استهداف مدينة مكة بصاروخ بالتسي، وبالتالي اتخاذ موقف غير محق إلى جانب العدوان السعودي على اليمن، بدا أنّ السلطات التونسية قد ذهبت بعيداً أمس، بإقالتها وزير الشؤون الدينية، عبد الجليل بن سالم، غداة اتهامه علنا المدرسة الدينية الوهابية بأنها سبب الإرهاب.

وذكر بيان صادر عن الحكومة التونسية أن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، عزل وزير الشؤون الدينية «لعدم احترامه ضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية».
وجاءت الإقالة غداة إعلان بن سالم أنّ المدرسة الدينية الحنبلية الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب في العالم الاسلامي اليوم. وقال خلال جلسة لجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية، «قلت هذا للسعوديين، قلت لسفيرهم بكل جرأة، وقلت للأمين العام (لمجلس) وزراء الداخلية العرب (مقره بتونس) وهو سعودي، قلت لهم: أصلحوا مدرستكم، فالإرهاب تاريخيا متخرّج منكم». وتابع: «أقول لكم كعالم ومفكر، إنّ التكفير لم يصدر عن أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، لم يصدر التكفير والتشدد إلا من المدرسة الحنبلية ومن المدرسة الوهابية، فأصلحوا عقولكم».

وصحيح أنها المرة الأولى التي ينتقد فيها مسؤول تونسي علانية الفكر الوهابي، لكن من المعروف أنّ هناك قناعة في تونس، بصورة خاصة، أنّ الوهابية مثّلت دافعاً أساسياً لتوسع الإرهاب، وأنّ جنسيات الارهابيين في غالبها من السعوديين، فضلاً عن أنّ هذه البلاد شهدت منذ 2011 «حملة خليجية وهابية» جرى خلالها تأسيس جمعيات دينية «تسابقت في استقدام الدعاة الوهابيين من السعودية ومصر وقطر وغيرها».
وبينما رأى رئيس الكتلة البرلمانية لـ»النهضة»، النائب نور الدين البحيري، أنّ عزل بن سالم «ضروري»، لأن العلاقات بين تونس والسعودية «مسألة أمن قومي ولا يجوز التسامح مع كل من يمس بها»، فمن الجدير ذكره أنّ شخصية مثل عبد الفتاح مورو (أحد مؤسسي الحركة، وهو نائب رئيس البرلمان عن النهضة)، كان قد ذكر في حوار سابق مع جريدة «الأخبار» (عدد ٢٧٩٥) أنّ الوهابية تمثّل الأساس الفكري لـ»داعش»، وأن السعودية هي «المصدّر» الرئيسي للتنظيم. وأضاف أن «علماء السعودية جامدون فكرياً، ولا يمكن أن أتوافق معهم».
وإذا كان لحركة «النهضة» حساباتها التي تقضي بالوقوف إلى جانب السعودية ومحاولة إبعاد الرئيس الباجي قائد السبسي عن دولة الإمارات (خصم النهضة)، فإنّ مهادنة الرياض إلى حدود مخيفة لم ينسحب على تصريح رئيس كتلة «النهضة» البرلمانية وحده. شخصية مثل وزير الزراعة سمير بالطيّب، الذي يعدُّ أحد رموز «اليسار» في تونس وأحد أشد المهاجمين لقطر والسعودية ولسياسات دول الخليج عامة حين كان خارج الحكومة، يبدو أنه لم يعد بإمكانه إصدار أي تصريح يهاجم فيه سياسة دول خليجية منذ دخوله إلى حكومة يوسف الشاهد. وهي الحكومة التي أتت بعد حكومة الحبيب الصيد التي انضمت بدورها إلى «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب» وساندت السعودية حين تبنى اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة التونسية تصنيف حزب الله اللبناني «منظمة إرهابية»، قبل أن تضطر السلطات تحت ضغط الشارع إلى سحب الموقف في العلن.
وفي محاولة لفهم خطوة الحكومة التونسية، رأى الكاتب والمحلل التونسي المقيم في سويسرا، رياض الصيداوي، في حديث إلى «فرانس برس»، أن «الحكومة التونسية في أزمة وضائقة مالية كبيرة جداً، وتحتاج الى كل دولار يأتيها من أي بلد، والسعودية لديها استثمارات في تونس ووعدت باستثمارات أخرى، وبالتالي لا تريد الحكومة التونسية إغضابها حتى لا تفقد هذه المساعدات».
وفي سياق ردود الفعل، قال المفكر التونسي، يوسف الصديق، في حديث صحافي: «لا يكفي مشاركة تونس في المهزلة المأساوية المتمثلة في وقوفها ودعمها لحرب السعودية ضدّ اليمن، وهو ما يعدّ وصمة عار في تاريخنا، بل زد على ذلك اتخاذ هذه القرارات غير المقبولة». وتابع بأنه «عوض الاعتزاز بتصريحات الوزير السابق عبد الجليل بن سالم، اتجهنا إلى إقالته ومعاقبته على كلمة الحق والخير التي أدلى بها، والنصيحة التي وجهها للسعودية». واشار الى أنّ «كل ما قام به وزير الشؤون الدينية هو تجديد رفض تونس لمذهب الوهابية الذي نددت به مشايخنا منذ القرن التاسع عشر».

 


1 نوفمبر 2016

مراجعة سعودية تجاه الملف اللبناني.. "نعم هُزمنا"... السعودية تخلت عن الحريري أم تخلى هو عنها

    11/01/2016 07:19:00 ص   No comments
علي فواز
 
السعودية تخلت عن الحريري أم تخلى هو عنها
يبدو أن السعودية في إطار إجراء مراجعة لسياستها تجاه لبنان. صحيح أن بيروت لم تعد أولوية مقابل الملفات الداهمة والخطرة المفروضة عليها، إلا أن دبلوماسي سعودي سابق يقرّ في حوار مع الميادين نت بارتكاب الرياض أخطاء في بلد الأرز ويشير بوضوح إلى أن وصول العماد عون إلى كرسي الرئاسة يمثل هزيمة للمملكة.

وجد سعد الحريري نفسه ضعيفاً أمام معادلة الوقت. استنزاف معنوي وشعبي بات يدفعه كل يوم من رصيده السياسي. الحلّ الوحيد الذي وضعه أمامه الخصوم هو الإقبال على خسارة محسوبة. تنازل ثقيل هو الطريق الوحيد لعودته إلى السلطة. من دون ميشال عون رئيساً للجمهورية لا وجود للحريري رئيساً للحكومة. السعودية من وراءئه لم تعد مرتاحة إلى لعبة الوقت. المملكة المنهمكة في ملفات خطيرة في المنطقة بدأت تنظر بقلق إلى مستقبلها في لبنان. استمرار الوضع الراهن في هذا البلد ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى انتهاء صلاحية "الطائف". الاتفاق الذي رعته الرياض وأنتج توزيعاً جديداً للصلاحيات. قُلصّت صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي على حساب مجلس الوزراء ورئيسه السني المحسوب عليها.

هذه القراءة هي واحدة من التحليلات التي تفسّر خطوة الحريري الأخيرة. هي أيضاً تجيب على سؤال حول موقف المملكة الحقيقي من انتخاب عون رئيساً.

الصحافة الإسرائيلية عبّرت بشكل واضح عن التطورات في لبنان. أقلام قريبة من النخب السياسية كتبت بشكل واضح ما لم تستفيض به الصحافة اللبنانية حرصاً على "الوحدة". تحدثت الصحف العبرية عن هزيمة لمحور السعودية على حساب أصدقاء المحور الإيراني.
التسوية في لبنان تحتاج دائماً إلى إخراج. تسويق ما، يفترض أن البلد لا يحتمل هزيمة طرف على حساب طرف. التنازل هنا يتخذ لبوساً وطنياً. تصبح الهزيمة "تنازلاً" لمصلحة وطنية. لكن السياسة، خصوصاً في لبنان، قلّما تتصف بالتضحيات.

دبلوماسية الطوارئ

يبدو أن السعودية في إطار إجراء مراجعة لسياستها تجاه لبنان. صحيح أن بيروت لم تعد أولوية مقابل الملفات الداهمة والخطرة المفروضة عليها في اليمن وسوريا والعراق والبحرين. لكنّ سياسة النأي عن لبنان ليست حديثة في تفكير صانعي القرار في المملكة. هي تعود إلى عهد الراحل وزير الخارجية السابق سعود الفيصل.

هذا ما يعبّر عنه دبلوماسي مخضرم هو المستشار السابق السعودي عبدالله الشمري.

التحليل الوارد في مقدمة المقال قد لا يتوافق كلياً مع قراءته. لكنّ حديثه الصريح مع الميادين نت يفتح أفقاً على زاوية جديدة للرؤية.

يعترف الشمري أولاً بأن السعودية تعرضت لهزيمة بقبولها عون. يقول: "وفق قواعد اللعبة القديمة نعم يمكن القول إن السعودية هزمت، ولكن وفق المنهج الواقعي السياسي يمكن القول إنها هزيمة في شوط المباراة على أمل أن تتعدل النتيجة في الشوط الثاني".

النتيجة واحد- صفر.

يؤكد الدبلوماسي السابق أن الرياض ارتكبت أخطاء في لبنان. مثال على ذلك؟ عدم تنويع سلتها وعلاقاتها مع الأطراف اللبنانية السنية وغير السنية.

يقول إن الحريري كان يزعم في مرحلة معينة إنه رجل السعودية الوحيد في لبنان. لا ينفي الشمري صحة ذلك لكنه يستدرك أن الحريري بالغ في عملية ترسيخ الانتماء هذا.

ويتابع "الوقت الآن لا يسمح بإنتاج حليف آخر غير الحريري لكني أعتقد أن الطرفين، السعودية والحريري، أسسا لقاعدة جديدة من التعامل البراغماتي بينهما". يسميها الشمري "دبلوماسية الطوارئ".

يشير الشمري إلى إعادة تموضع في السياسة الخارجية للسعودية تجاه لبنان. تموضع مبني على نظرة واقعية بدل السياسة العاطفية السابقة. أحد سمات هذه السياسة الجديدة هي الأخذ والرد بدل سياسة الاتجاه الواحد التي كانت سائدة.

أهمية هذا الكلام يأتي كونه يتزامن مع معلومات نشرتها صحيفة السفير اللبنانية. خلاصة هذه المعلومات تحقيقات بدأت تجريها الرياض في ملفات فساد تفوح من سفارتها في بيروت. يرفض الشمري التعليق على مضمونها.

السعودية، بحسب الشمري، لم تكن موافقة على وصول عون. هذا الموقف لم يبلغ حد التصلّب بل كان يحمل في طياته "عدم ممانعة".

لسان حالها للحريري "إذا كنت تتحمل هذه الخطوة فاقدم عليها ونحن نتحمل خفض الأضرار على أمل تعديل الأوضاع بعد تنصيب عون رئيساً والحريري رئيساً للوزراء".

المغامرة الأخيرة

يصف حركة الحريري بـ "المغامرة الأخيرة". يقول "شعوري وليس معلوماتي أن الحريري لم يفعل ذلك إلا بعدما فقد الأمل بالدعم السعودي المباشر، وربما لقناعاته أنه في حال اتبع النصائح السعودية ستبقى المشكلة بلا حل للسنوات المقبلة، مع ما يرافق ذلك من تبعات وخسائر".

استشعر سعد إذاً أن القضية اللبنانية لم تعد أولوية في السياسة الإقليمية والدولية. قام بتحركات تجاه روسيا وتركيا. يقول الشمري "لا أستبعد أنه تلقى نصائح من دول غير المملكة، أعرف أنه سمع من الروس والأتراك أن لا يضع نفسه في خانة المملكة فقط".

وضع الحريري إذاً المملكة أمام الأمر الواقع. الذي يقرأً تطورات العلاقة بين الحريري والسعودية يعرف، بحسب الشمري، أن الأمور لم تكن على ما يرام.

"هناك جملة من الأخطاء التي ارتكبها الحريري سياسياً واقتصادياً جعلت الحكومة السعودية بشكل عام تتراجع عن الاهتمام بلبنان كأولوية كونها معينة بملفات أخرى أكثر أهمية وخطورة مثل الملف اليمني والعلاقة مع أميركا".

لا يدلي الشمري بكلام صريح حول دلالات زيارة الوزير السعودي ثامر السبهان إلى بيروت بالتزامن مع انتخاب عون. لكن يستنتج مما بين السطور أنها تشير إلى استعجال سعودي في حسم الملف اللبناني. في الوقت نفسه لا تريد الرياض أن يعرف الآخرون أنها كذلك.

هل هناك قطب مخفية؟ وربط للبنان بملفات أخرى؟

ينفي الشمري ذلك بشكل قاطع. "أؤكد أنه لو كان لدى المملكة شيء غير معلن لما كانت أرسلت السبهان. كان يمكن أن ترسل رئيس الاستخبارات بشكل سري أو مندوب أمني في زيارة غير معلنة، لكن إعلان الرياض عن الزيارة دليل على مسألة واضحة".

بالطبع يتنافي هذا الكلام مع تحليل آخر يرى أن زيارة السبهان كان لا بد أن تجري لكي لا تبدو الرياض كمن أصبح خارج اللعبة.

بالنهاية يعبّر الشمري عن تفاؤله حول مستقبل لبنان "على أساس الواقعية السياسية التي بدأت تعتمدها السعودية تجاه علاقتها ببيروت".

يقول "صحيح أن لبنان كان أحد أوجه التعبيرات عن التوتر السعودي الإيراني، إلا أنه يبقى النقطة الأضعف مقارنه بنقاط التوتر الأخرى المشتعلة".

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.