‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوهابية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوهابية. إظهار كافة الرسائل

10 أكتوبر 2016

بموجب القانون الدولي ، قد تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن الجرائم التي ترتكبها المملكة العربية السعودية في اليمن

    10/10/2016 10:02:00 ص   No comments

مضت إدارة أوباما قدما في بيع أسلحة بقيمة 1.3 مليار دولار للسعودية العام الماضي على الرغم من تحذيرات بعض المسؤولين من تورط الولايات المتحدة في جرائم حرب لدعمها حملة جوية بقيادة السعودية في اليمن أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين ، وفقًا لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية. الوثائق الحكومية وحسابات المسؤولين الحاليين والسابقين.

كما أبدى مسؤولو وزارة الخارجية شكوكهم بشكل خاص في قدرة الجيش السعودي على استهداف مقاتلي الحوثي دون قتل المدنيين وتدمير "البنية التحتية الحيوية" اللازمة لاستعادة اليمن ، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني وغيرها من السجلات التي حصلت عليها رويترز ومقابلات مع ما يقرب من عشرة مسؤولين على دراية. من تلك المناقشات.


قال أربعة مسؤولين حاليين وسابقين إن محامو الحكومة الأمريكية لم يتوصلوا في نهاية المطاف إلى نتيجة بشأن ما إذا كان دعم الولايات المتحدة للحملة سيجعل الولايات المتحدة "طرفًا في الحرب" بموجب القانون الدولي. كان من شأن هذا الاستنتاج أن يُلزم واشنطن بالتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في اليمن ، وكان سيثير خطرًا قانونيًا يتمثل في أن أفراد الجيش الأمريكي قد يخضعون للمحاكمة ، على الأقل من الناحية النظرية.

على سبيل المثال ، أشارت إحدى رسائل البريد الإلكتروني بشكل محدد إلى حكم صدر عام 2013 عن محاكمة جرائم الحرب لرئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور والذي وسّع بشكل كبير التعريف القانوني الدولي للمساعدة والتحريض على مثل هذه الجرائم.


وجد الحكم أن "المساعدة العملية أو التشجيع أو الدعم المعنوي" كافية لتحديد المسؤولية عن جرائم الحرب. وجدت المحكمة المدعومة من الأمم المتحدة أن المدعين ليسوا مضطرين لإثبات أن المتهم شارك في جريمة محددة.


ومن المفارقات أن الحكومة الأمريكية قد قدمت بالفعل حكم تيلور إلى لجنة عسكرية في خليج جوانتانامو ، كوبا ، لتعزيز قضيتها بأن خالد شيخ محمد ومعتقلي القاعدة الآخرين متواطئون في هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001.


تلقي المواد التي لم يتم الكشف عنها سابقًا الضوء على الجدل المغلق الذي شكل استجابة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لما وصفه المسؤولون بأنه معضلة السياسة الخارجية المؤلمة: كيفية تهدئة المخاوف السعودية بشأن اتفاق نووي مع إيران - خصم الرياض اللدود - دون تفاقم الصراع في اليمن الذي أودى بحياة الآلاف.


الوثائق ، التي حصلت عليها رويترز بموجب قانون حرية المعلومات ، تعود إلى منتصف مايو 2015 إلى فبراير 2016 ، وهي الفترة التي استعرض خلالها مسؤولو وزارة الخارجية ووافقوا على بيع ذخائر دقيقة للسعودية لتجديد القنابل التي ألقيت في اليمن. تم تنقيح الوثائق بشكل كبير لحجب المعلومات السرية وبعض تفاصيل الاجتماعات والمناقشات.

جددت غارة جوية في اليمن يوم السبت أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصا التركيز على الخسائر المدنية الفادحة في الصراع. نفى التحالف الذي تقوده السعودية مسؤوليته ، لكن الهجوم لقي أقوى توبيخ حتى الآن من واشنطن ، التي قالت إنها ستراجع دعمها للحملة من أجل "التوافق بشكل أفضل مع مبادئ الولايات المتحدة وقيمها ومصالحها". 


المصدر

8 أكتوبر 2016

بشار الاسد: لو كنت أنا السبب لبدأت الحرب عام 2000 منذ أن أصبحت رئيسا، وليس عام 2011 عندما بدأت الأموال بالتدفق من قطر

    10/08/2016 06:38:00 ص   No comments
 أكد الرئيس السوري بشار الاسد، في معرض رده على سؤال صحفي دنماركي عن سبب عدم تركه للحكم اذا كان هذا سيسرع انتهاء الحرب السورية، أكد ان هذا قرار الشعب وليس قراره، موضحا: إذا كنت لا تحظى بتأييد الشعب السوري فعليك المغادرة مباشرة، لأنك دون تأييدهم لا تستطيع تحقيق شيء ولا تستطيع إنتاج شيء وستفشل، هذا ببساطة هو السبب.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة "TV2" الدنماركية: خلال الحرب، عليك أن تقود السفينة إلى شاطئ الأمان لا أن تهرب لأن هناك حربا إلا إذا أرادك الشعب السوري أن تغادر، إذا كنت أنا المشكلة أو إذا كنت أنا سبب الحرب كما يدعون فإنني سأغادر. لكن الأمر لا يتعلق بي، أنا أُستخدم هنا كذريعة، المسألة أكبر من ذلك بكثير، إنها تتعلق بسورية، بالحكومة، بالاستقلالية، بالحرب على المستوى الإقليمي وبالحرب بين القوى العظمى. سورية هي مجرد عنوان، والرئيس هو العنوان الرئيسي.

وأضاف: لا، أنا لست سبباً للحرب لأني لو كنت أنا السبب لكان للحرب أن تبدأ عام 2000 منذ أن أصبحت رئيسا، وليس عام 2011 عندما بدأت الأموال بالتدفق من قطر وعندما اتخذت الولايات المتحدة القرار بأنها تريد الإطاحة بالحكومات والرؤساء لأنهم لا يلائمونها.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

السؤال الأول:

سيادة الرئيس دعنا نبدأ من الوضع الراهن في حلب، في الأسابيع القليلة الماضية نشرت صور مروعة عما يحدث في حلب. أعني أننا نرى سكان الجزء الشرقي من المدينة الذي تسيطر عليه المجموعات المسلحة في وضع سيئ للغاية يبدون منهكين وخائفين، الوضع هناك عنيف جدا، ما الاستراتيجية الكامنة وراء مثل هذا الهجوم العنيف الذي تشنه القوات السورية والروسية في الوقت الراهن؟

الرئيس الأسد:

1في الواقع، نحن لم نشن هجوماً، بل إن الجيش السوري تابع اندفاعته نحو تحرير كل جزء من سورية بما في ذلك حلب أو الجزء الشرقي منها من الإرهابيين، لكن كان هناك وقف إطلاق نار لمدة أسبوع من أجل إعطاء الاتفاق بين الروس والأمريكيين فرصة للتنفيذ إلا أن ذلك لم ينجح،عندما انتهى ذلك الأسبوع تابع الجيش السوري اندفاعته لتحرير الجزء الشرقي من حلب من الإرهابيين لكن في الواقع عندما تريد التحدث عن الوضع السيئ في الجزء الشرقي من حلب فإن هذا الوضع لم تتسبب به الحكومة بل تسبب به الإرهابيون، إنهم موجودون في تلك المنطقة منذ سنوات لكننا سمعنا عن “الوضع السيئ” هناك في وسائل الإعلام الغربية مؤءخراً فقط لأن وضع الإرهابيين بات سيئاً جدا هذا هو السبب الوحيد، بينما إذا أردت التحدث عن الوضع هناك فإننا لم نمنع أبداً دخول أي مواد طبية أو غذائية أو أي شيء آخر إلى الجزء الشرقي من حلب، ليس هناك حصار إذا كان هذا ما تعنيه ودورنا كحكومة هو تطويق الإرهابيين من أجل تحرير ذلك الجزء من المدينة.

السؤال الثاني:

لكن ما أعنيه أيضاً هو أننا نرى صوراً لأطفال يقتلون، لأطفال في المستشفيات، كما نرى صوراً لمستشفيات مدمرة من الذي يستهدف تلك المستشفيات؟

الرئيس الأسد:

دعني أخبرك شيئاً عن صور الأطفال تلك بالطبع فإن كل حرب تقع فيها ضحايا، ضحايا أبرياء، ولهذا السبب فإن كل حرب هي حرب سيّئة. لكن إذا نظرت إلى تلك الصور التي تم ترويجها في وسائل الإعلام الغربية ترى أنه تم انتقاء بضع صور لأطفال كي تناسب الأجندة السياسية لوسائل الإعلام تلك، فقط من أجل اتهام الحكومة السورية.. أنت هنا منذ يومين وقد كان هناك قصف يومي مصدره الجزء الشرقي من حلب يستهدف باقي أنحاء المدينة، وكان هناك قتل جماعي ودمار في الجزء الآخر من المدينة وقع جراءه عشرات الضحايا وعشرات الجرحى في حلب لم تتحدث وسائل الإعلام الغربية عنهم، لم يصدر المسؤولون الغربيون بياناً واحداً فيما يتعلق بأولئك الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بشكل عام وبالتالي فإن هذا جزء من الحملة الدعائية الرامية إلى شيطنة الحكومة السورية، هذا لا يعني أنه عندما تكون هناك حرب لا تسقط فيها ضحايا كما قلت، لكن الحكومة السورية فتحت الباب أمام المسلحين في الجزء الشرقي من حلب كي يغادروا بأمان وبوجود ضمانات، كما أتاحت المجال لسكان تلك المنطقة للعودة إلى منازلهم.

السؤال الثالث:

لكن السكان في تلك المنطقة وشهود العيان ومنظمات المساعدات الدولية جميعهم يقولون إنه تم استهداف المستشفيات، وعندما أنظر إلى الصور فإني أرى مستشفيات وأسرة داخل المستشفيات، وبالنسبة لي تبدو فعلاً مدمّرة وأنه تم استهدافها، من الذي يستهدف المستشفيات؟

الرئيس الأسد:

ليست لدي إجابة عن أي مستشفى تتحدث، لأنه ليس لدينا أي حقائق حوله، كل ما لدينا هو مزاعم، وبالتالي فإن الرد على المزاعم ينبغي أن يكون من خلال.

السؤال الرابع:

لكن الصور تمثل حقائق.

الرئيس الأسد:

لا يمكن للصور أن تخبرك، ولا حتى مقاطع الفيديو، بات من الممكن اليوم التلاعب بكل شيء، أنا لا أقول إنه لا وجود لمثل تلك الهجمات على أي مبنى، لكننا كحكومة ليست لدينا سياسة لتدمير المستشفيات أو المدارس أو أي منشأة أخرى، والسبب بسيط أولاً، أخلاقي والسبب الثاني هو أنه إذا فعلنا ذلك فإننا نوفر للمسلحين الحاضنة الاجتماعية التي يبحثون عنها، سيكون ذلك بمثابة هدية لهم، وهذا شيء لا نقوم به لأنه يتعارض مع مصالحنا فنكون كمن يطلق النار على نفسه، إذا كان هناك مثل هذا الهجوم من قبل الجيش فإنه يمكن أن يحدث من قبيل الخطأ لكن ليس لدينا أي معلومات بأن ذلك قد حدث، كل ما لدينا لا يتعدى المزاعم وفقط في وسائل الإعلام الغربية وليس من سورية.

السؤال الخامس:

إذا لم يكن الجيش السوري هو الذي هاجم المستشفيات أو ربما فعل ذلك خطأً كما قلت، هل أنت متأكد من أن القوات الجوية الروسية ليست هي التي تستهدف المستشفيات؟

الرئيس الأسد:

السؤال الذي ينبغي أن تطرحه عندما تكون لديك جريمة هو، من المستفيد من تلك الجريمة، ما الذي سيحصل عليه الروس أو السوريون إذا هاجموا مدرسة أو مستشفى، ما الذي يحصلون عليه إذا هاجموا مستشفى، لا شيء، لن يحصلوا على شيء، حتى إذا أردت أن تتحدث عن الإرهابيين فإن معظم مستشفيات المجموعات المسلحة تكون عادة في أقبية أبنية عادية وبالتالي فإن قيام الجيش بمهاجمة مستشفى عمداً يستند إلى منطق مشكوك فيه.

السؤال السادس:

إذا.. هل توافق على أن أياً كان من يهاجم المستشفيات فإنه يرتكب جرائم حرب.

الرئيس الأسد:

بالطبع إنه كذلك طبقاً للقانون الدولي، للمستشفيات حصانة، كل منشأة أخرى في أي منطقة سكنية يقطنها مدنيون وليس مسلحين لها حصانة ولا ينبغي على أي حكومة أن تفعل ذلك.. بالطبع أوافقك الرأي.

السؤال السابع:

أنت لديك أطفال، وأنا متأكد من أنك تشاهد التلفزيون، كما تشاهد صور هؤلاء الأطفال في المستشفيات وأطفال يدفنون تحت الأنقاض، كيف يؤثر فيك ذلك عندما تنظر إلى صور هؤلاء الأطفال السوريين؟

الرئيس الأسد:

بالطبع، لدي أطفال ولدي المشاعر نفسها التي يشعر بها أي أب وأم يكترثان جداً لأطفالهما وما الذي يشعران به إذا فقدا فرداً من أسرتهما، وبالمناسبة فإننا فقدنا أفراداً في أسرنا خلال الصراع بسبب هجمات الإرهابيين، لكن عندما تنظر إلى أولئك الأطفال القتلى تفكر لماذايحدث هذا، لماذا فعل الإرهابيون ذلك؟ لماذا ارتكبت قطر والسعودية وتركيا تلك الجرائم؟ وأنا أتساءل، لماذا قدمت الدول الغربية وبشكل رئيسي الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا الدعم لأولئك الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم في سورية؟ هذا أول ما فكرت فيه وبالطبع كرئيس فإن الأمر الثاني الذي أفكر فيه هو: كيف يمكنني حماية الشعب السوري والأطفال السوريين، وكيف أستطيع حماية الأبرياء من التعرض لنفس المصير في أي يوم في المستقبل.

السؤال الثامن:

إذاً، أنت تحمل المسؤولية للمجموعات المسلحة في الجزء الشرقي من حلب وتقول بأنهم يقفون خلف تلك الهجمات على أطفال حلب.

الرئيس الأسد:

يمكنك أن تأخذ كاميرتك إلى حلب، إلى الجزء الآخر من حلب الواقع تحت سيطرة الحكومة، أعني أنك عندما ترى الحقيقة فإنها أكثر مصداقية مما يمكن أن أقوله. لكن بوسعك أن ترى عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الشهرين الماضيين في حلب، لقد قتل مئات المدنيين على أيدي المجموعات المسلحة.السؤال هو: لماذا لم نسمع عن هؤلاء في وسائل الإعلام الغربية؟ ذلك هو السؤال. مرة أخرى، أنا لا أقول بأنه ليست هناك ضحايا من المدنيين، لكن عندما يقوم المسلحون بقصف المدنيين بالهاون عمداً فإننا ينبغي أن نتحدث عن هذه الجريمة أيضاً.

السؤال التاسع:

في الوقت الراهن، هناك طفلة في السابعة من عمرها اسمها بانة العابد من حلب إنها ترسل تغريدات عن حياتها في الجزء الشرقي من حلب وتتحدث عن عمليات القصف الواسعة، إنها خائفة جداً، وكل مرة تستيقظ وتدرك أنها لاتزال حية لحسن الحظ، هل تثق بها كشاهد عيان.

الرئيس الأسد:

لا تستطيع أن تبني موقفك السياسي على فيديو يقوم بالترويج له الإرهابيون أو داعموهم إنها لعبة الآن، لعبة بروباغندا ولعبة وسائل الإعلام يمكن أن ترى أي شيء ويمكن أن تكون متعاطفاً مع كل صورة وكل مقطع فيديو تراه، لكن مهمتنا كحكومة هي التعامل مع الواقع.هناك إرهابيون في سورية، وهم مدعومون من قبل قوى وبلدان أجنبية، ونحن علينا أن ندافع عن بلدنا، في بعض المناطق يستخدم الإرهابيون المدنيين كدروع بشرية، لكن علينا أن نقوم بعملنا وأن نحررهم، لا نستطيع القول: “لن نفعل شيئاً لأن الإرهابيين لديهم رهائن” هذه مهمتنا، مرة أخرى نعود إلى نفس النقطة. هناك دائماً أخطاء يمكن أن يرتكبها أي شخص، لكن هذه ليست سياسة، ودائماً هناك ضحايا وهم ضحايا أبرياء لهذه الحرب.

السؤال العاشر:

أي نوع من الأخطاء ارتكب الجيش السوري؟

الرئيس الأسد:

أخطاء فردية.

السؤال الحادي عشر:

هل لديك أي أمثلة على هذه الأخطاء؟

الرئيس الأسد:

لدينا مؤسسات ويمكن معاقبة أي شخص يرتكب خطأً، هذا يحدث في أي حرب، وفي كل جيش، هذا أمر طبيعي.

السؤال الثاني عشر:

لقد شجعت المدنيين في الجزء الشرقي من حلب كما شجعت المتمردين في الواقع على مغادرة تلك المنطقة، أردت أن تنشئ ممراً إنسانياً. هل بوسعك أن تضمن سلامة أولئك المدنيين والمتمردين إذا غادروا الجزء الذي تسيطر عليه المجموعات المسلحة من المدينة؟

الرئيس الأسد:

تماماً. هذا ما أعلناه قبل بضعة أيام، كما كنا قد أعلناه قبل شهرين لأننا أردنا أن يغادر المدنيون وأن يبتعدوا عن الإرهابيين.

السؤال الثالث عشر:

وكيف ستتمكنون من حمايتهم؟

الرئيس الأسد:

يسمح لهم بالمغادرة. لقد حدث هذا عدة مرات، وفي مناطق مختلفة من سورية، سمحنا للإرهابيين بمغادرة تلك المنطقة من أجل حماية المدنيين، لسنا بحاجة للمزيد من سفك وإراقة الدماء، هذه إحدى الوسائل أو الطرق التي استخدمناها من أجل حماية المدنيين، وبالطبع إذا لم ينصاعوا فإننا نخبر المدنيين بأننا سنهاجم تلك المنطقة، وبالتالي يُمكنهم الانتقال منها، لكن الطريقة المثلى هي السماح للإرهابيين بالمغادرة عندها سيكون المدنيون آمنين ومن ثم يمكننا تتبع أو مطاردة الإرهابيين. يمكننا مطاردتهم في مكان آخر لا يوجد فيه مدنيون.

السؤال الرابع عشر:

هل تتفهم إذا فكر الناس في مختلف أنحاء العالم ممن يشاهدون هذه الصور المروعة التي تخرج من الجزء الشرقي من حلب بأنك تنكر الحقائق، وأنك تتحمل أيضاً المسؤولية بشكل ما عن وقوع ضحايا وعن قصف المستشفيات، وقصف البنية التحتية المدنية. هل تتفهّم أن بعض الناس قد يعتقدون أنك تنكر الحقائق؟

الرئيس الأسد:

4إذا كنا نتعرض لحملة أكاذيب منذ بداية الحرب على سورية فإن موافقتنا على هذه الأكاذيب واعتبارها حقائق لا يجعل مني شخصاً ذا مصداقية، لن يكون من قبيل المصداقية أن أقول “نعم أنت محق”. ولهذا قلت إن ثمة فرقاً بين القبول بأن هذه سياسة أو القبول بأن هناك دائماً أخطاء، لم أنكر أي خطأ قد يرتكبه شخص ما.. قلت إن الأخطاء تقع دائما، هناك دائماً أخطاء ترتكب في أي حرب.. أنا واقعي جداً.. لكن القول بأن هذا هو هدفنا كحكومة، وأننا نعطي الأوامر لتدمير المستشفيات أو المدارس أو قتل المدنيين، فهذا غير صحيح لأنه يتعارض مع مصالحنا، أعني حتى لو وضعنا الأخلاق جانباً فإننا لا نفعل ذلك لأنه يضر بنا، وبالتالي كيف يمكن لأولئك الناس الذين يقولون إننا فقط ننكر الحقائق أن يقنعوا أي شخص بأننا نقوم بأعمال تضر بمصلحتنا؟ هذا أولاً. ثانيا، إذا كنا نقتل السوريين وندمر المستشفيات ونرتكب كل هذه الفظاعات، ونحن نواجه كل القوى العظمى والبترودولارات في العالم كيف يمكن لي أن أبقى رئيساً بعد حوالي ست سنوات من بداية الحرب، أنا لست سوبرمان، لو لم أكن أتمتع بالتأييد لما كنت هنا، ولأنني أتمتع بالتأييد ولأننا ندافع عن السوريين فإننا نحظى بالدعم كرئيس وكحكومة، هذا يفند كل هذه المزاعم، في المحصلة، فإن الواقع يتحدث عن نفسه.

السؤال الخامس عشر:

هناك معركة شرسة تدور رحاها في حلب الآن.. ما التحرك التالي للقوات السورية والروسية لاستعادة الجزء الشرقي من حلب الذي يسيطر عليه المسلحون؟

الرئيس الأسد:

الاستمرار في محاربة المسلحين حتى يغادروا حلب ينبغي أن يفعلوا ذلك، ليس هناك خيار آخر، لن نقبل بأن يسيطر الإرهابيون على أي جزء من سورية، وليس حلب وحسب، هذه مهمتنا وهذا هدفنا وهذه خطوتنا التالية.

السؤال السادس عشر:

إذا، هذه الحرب المكثفة التي نراها الآن ستستمر. هذا ما تقولونه؟

الرئيس الأسد:

لا، إذا كان هناك أي خيار آخر مثل المصالحات التي تمت في مناطق أخرى فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب.. ولهذا أعلنا ذلك ومنحنا العفو للمئات، بل للآلاف من المسلحين من أجل حقن الدماء وقد نجح ذلك، ولهذا قلنا إننا نعطيهم ضمانات، سواء أرادوا المصالحة والعفو أو المغادرة مع أسلحتهم إلى خارج مدينة حلب بالكامل ويدعون المدينة بأمان ويعود السكان إلى حياتهم الطبيعية.

السؤال السابع عشر:

لقد أوقفت الولايات المتحدة المحادثات الثنائية مع الروس حول أي شكل من أشكال اتفاق السلام، وقال الروس إنهم يأسفون لذلك. هل تأسفون لذلك أيضاً؟

الرئيس الأسد:

نحن نأسف لذلك، لكننا كنا نعرف مسبقاً أن ذلك لن ينجح لأن الاتفاق لا يتعلق بالمحادثات بين قوتين عظمتين وحسب، لا يتعلق بما ستوقعانه أو تتفقان عليه، إنه يتعلق بالإرادة، ونحن نعرف سلفاً، وكنا نعرف أصلاً أن الأمريكيين لا يمتلكون الإرادة للتوصل إلى أي اتفاق، لأن الجزء الرئيسي من ذلك الاتفاق يتمثل في مهاجمة “جبهة النصرة” المدرج على القائمة الأمريكية وكذلك على قائمة الأمم المتحدة كمجموعة إرهابية بينما هو في الصراع السوري ورقة أمريكية.. دون “جبهة النصرة” لا يمتلك الأمريكيون أي ورقة حقيقية أو ملموسة أو فعالة على الساحة السورية، ولهذا فإننا نأسف لوقف المحادثات حول الاتفاق.. لكننا كنا نعرف أصلاً إن ذلك لن يحدث.

السؤال الثامن عشر:

لكن من الصعب جداً على الولايات المتحدة أن تفصل ما يسمى “المعارضة المعتدلة” عن بعض المجموعات المسلحة الأكثر تشددا، هذا صعب جداً في الوقت الذي تهاجمون فيه المعارضة المعتدلة طوال الوقت.

الرئيس الأسد:

5أنت على حق، لكن هل تعلم لماذا أنت على حق؟ هل تعرف ذلك الحيوان الذي يشبه الحصان وله قرن طويل؟ إنه حيوان خرافي، والمعارضة المعتدلة هي أيضاً خرافة، ولذلك لا تستطيع أن تفصل شيئاً لا وجود له عن شيء موجود، جميعهم لهم الأساس نفسه الذي كان يسمى “الجيش السوري الحر” قبل أربع أو خمس سنوات، ثم أصبح “جبهة النصرة” ومن ثم أصبح “داعش”. وهكذا فإن الأساس نفسه انتقل من مجموعة إلى أخرى، ولهذا السبب لا يستطيعون فصلها. وهم في الحقيقة لا يريدون ذلك، أي حتى وإن كان هذا واقعاً وليس خرافة فإنهم لا يريدون أن يفعلوا ذلك، لكنهم في الحقيقة لا يستطيعون فعله لأنه غير موجود.

السؤال التاسع عشر:

لكن لماذا طلبتم منهم ذلك إذا كان غير ممكن؟

الرئيس الأسد:

لأنهم أصروا على أن هناك “معارضة معتدلة” فقال لهم الروس.. “حسنا، إذا كانت هناك معارضة معتدلة نرجو أن تفصلوا المعتدلين عن المتطرفين”. لن ينجح ذلك لأنه لا وجود للمعارضة المعتدلة.

السؤال العشرون:

ما هي في رأيكم التبعات التي ستترتب على تعليق الولايات المتحدة للمحادثات الثنائية؟ أعني أنه حتى الآن تجنبت القوات السورية والروسية الصدامات المباشرة مع القوات الأمريكية.. هل تعتقدون أن ثمة مخاطرة أكبر في حدوث هجمات مباشرة بينكم وحلفائكم من جهة والقوات الأمريكية من جهة أخرى؟

الرئيس الأسد:

العديد من الناس يتحدثون عن التصعيد إذا لم ينجح الاتفاق أو لم يتم تنفيذه، لكن في الواقع فإن هذا التصعيد مستمر منذ مدة، أعني أنه قبل أن يفشل هذا الاتفاق هاجم الأمريكيون قواتنا في دير الزور، والجميع يعرف أن هناك مجموعة واحدة موجودة في دير الزور وهي “داعش”..تقدمت “داعش” وحلت محل الجيش السوري.. وباتت تهدد مدينة دير الزور بسبب الهجمات الأمريكية، وبالتالي فإن التصعيد يحدث أصلاً، أما الحديث عن المواجهة المباشرة فإن ذلك لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، كان ذلك وشيك الحدوث خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 على ما أعتقد. لكن الوضع مختلف الآن لأنه ليس هناك في الولايات المتحدة رجال دولة من طراز رفيع، وعندما لا يكون هناك رجال دولة من طراز رفيع فعليك أن تتوقع أي شيء وعليك دائماً أن تتوقع الأسوأ، أنا متأكد من أن روسيا تبذل قصارى جهدها من أجل عدم الوصول إلى تلك النقطة، لكن هل يفعل الأمريكيون، أو لنقل جماعة “الصقور” في الإدارة ما في وسعهم لتجنب تلك المواجهة؟ أم أنهم على العكس يفعلون ما في وسعهم لحدوث هذه المواجهة مع روسيا، هذا ما يقلقنا.

السؤال الحادي والعشرون:

الحديث عن حادثة دير الزور في 17 أيلول، زعم أن المقاتلات البريطانية والأسترالية والأمريكية والدنماركية هاجمت الجيش السوري، وقالت الدنمارك كالدول الأخرى إن ذلك كان خطأً. هل تقبلون هذا التفسير؟

الرئيس الأسد:

إننا نقبل التفسير، لكن ذلك لا يعني أننا نقبل الخطأ ولا يعني أننا نبرره، يمكن القول بحدوث خطأ.. ربما لحصولكم على معلومات خاطئة خصوصاً وأنكم تنفذون مهمة أمريكية، أنا متأكد من أن لا الدنماركيين ولا البريطانيين قرروا طبيعة الهدف الذي ينبغي أن يهاجموه، أنا متأكد من أن الأمريكيين قالوا: “هذا هو هدفنا وداعش موجود في هذا المكان”.. إنهم يخدعون الآخرين بالطبع ويقولون لهم: “سنهاجم داعش”.قد تكون تلك هي الحقيقة، لكن هل يقبل الشعب الدنماركي أن يقوم جيشكم بتنفيذ مهام عسكرية لبلدان أخرى دون التحقق من الهدف ومعرفة الاتجاه الذي يمضون فيه؟ هل تستقل باصاً دون أن تعرف إلى أين يتجه ذلك الباص؟ إنك لا تفعل ذلك. ولهذا فهو غير مقبول. قد يكون ذلك خطأ،هذا صحيح لكن الخطأ غير مقبول.

السؤال الثاني والعشرون:

هل تعتقدون أن الدنمارك كانت تساعد “داعش” بشكل غير مباشر؟

الرئيس الأسد:

في واقع الحال فإنهم ساعدوا “داعش” بسبب هذا الهجوم لأنهم قتلوا عشرات الجنود السوريين الذين يدافعون عن مدينة دير الزور ومنع وقوعها تحت سيطرة “داعش” والآن استولى “داعش” على ذلك المكان، واستولى على التلال المطلة على المدينة، وبالتالي قد يتمكن “داعش” يوماً ما من السيطرة على دير الزور بسبب ذلك الهجوم.

السؤال الثالث والعشرون:

وهل تعتقدون أن الولايات المتحدة فعلت ذلك عمدا وأن الدنمارك ساعدتها دون أن تعرف ذلك؟

الرئيس الأسد:

3لا أعرف بشأن الدنمارك، ولا أعرف إذا كان ذلك دون معرفتها، ربما يكون كذلك، والسبب الوحيد الذي يجعلني أعتقد ذلك هو أن الأوروبيين ينفذون ما يريده الأمريكيون في كل مجال دون سؤال أو نقاش، قد يكون هذا أحد الأسباب، أما بالنسبة للأمريكيين فأنا متأكد مئة بالمئة أنهم فعلوا ذلك عمداً لأن “داعش” جمع مقاتليه في نفس المكان قبل الهجوم، وعندما بدأ الهجوم الذي استمر لمدة ساعة قام “داعش” بالهجوم في الساعة التي تليها واستولى على تلك التلال، كيف كان لـ “داعش” أن يعلم بهذه الغارة الجوية قبل حدوثها؟ بالطبع ليس هذا هو المؤشر الوحيد بالنسبة لنا على دعم الولايات المتحدة لـ”داعش”، هناك الهجوم على تدمر عندما احتل تدمر وسيطر عليها تحت إشراف الأمريكيين، هناك تهريب النفط واستخراجه من حقوله في الصحراء السورية في وضح النهار، هذا مؤشر قوي على أن الولايات المتحدة تدعم “داعش” من أجل استخدام هذا التنظيم.

السؤال الرابع والعشرون:

حتى الآن كانت الحكومة الدنماركية تتبع السياسة الأمريكية حيال سورية، بل إنهم قالوا إنهم مستعدون للانخراط في عملية عسكرية ضد الجيش السوري. ما رأيكم بالسياسة الدنماركية حيال سورية؟

الرئيس الأسد:

أولاً، إن التدخل في سورية كجزء من التحالف الدولي الذي هو في الواقع تحالف أمريكي يتعارض مع القانون الدولي وينتهك سيادة سورية لأنه لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، في حين ان الروس أتوا إلى سورية بعد حصولهم على إذن السوريين، في الحقيقة بعد تلقيهم دعوة من الحكومة السورية لدعمنا في حربنا ضد الإرهاب.. إذاً هذا يتعارض مع السيادة ومع القانون الدولي ومع أي سياسة أخلاقية في أي مكان من العالم، إنه أمر غير قانوني، الوجه الآخر لهذه السياسة هو الحصار.. كجزء من الاتحاد الأوروبي، فإنهم فرضوا حصاراً على الشعب السوري، عشرات ملايين السوريين لا يمكن لهم الحصول على الاحتياجات الأساسية للحياة، وعلى سبيل المثال لم يعد بإمكانهم شراء مضخات مياه ولا المعدات الطبية لتشخيص إصابة شخص ما بالسرطان، وهذا الشخص يمكن أن يموت لعدم وجود هذه المعدات، الحصار يمنع شركات الطيران السورية من الحصول على قطع الغيار لطائراتها لمنع تحطم تلك الطائرات في الجو وقتل المسافرين، هذه سياسة الاتحاد الأوروبي والدنمارك جزء من تلك السياسة.

السؤال الخامس والعشرون:

لكن ما عساهم يفعلون غير ذلك؟ أعني أنهم ضد ما يحدث في سورية الآن كما أنهم يدعمون المعارضة، ربما لا يرغبون بالانخراط في حرب مباشرة مع الجيش السوري.. إذاً ما عساهم يفعلون؟

الرئيس الأسد:

بالنسبة للحكومة؟

الصحفي:

نعم.

الرئيس الأسد:

السؤال هو: هل تقبل أنت كمواطن دنماركي أن أقوم أنا كأجنبي بدعم المعارضة في بلادك بالمال وأن أقول لها: “اذهبوا واقتلوا وبذلك تحققون أهداف سياساتكم؟ ” إذا كانت هناك معارضة، فما تعريف المعارضة، هل تقبلون معارضة في بلادكم تنتمي إلى بلد آخر أم ينبغي أن تكون معارضة دنماركية تنتمي إلى الشعب الدنماركي؟ لا يجوز أن يحددوا هم أي معارضة يدعمونها في أي بلد آخر، هذا تدخل في الشؤون الداخلية، وهذا يتعارض مع السيادة ومع القانون الدولي، ليس من حقهم دعم أي شخص في سورية ضد أي شخص آخر، هذا ليس من شأنهم، نحن بلد ذو سيادة ومستقلون، من حقنا معالجة مشاكلنا، ليسوا في موقف يسمح لهم دعم أي كان سواء أكان محقاً أم مخطئاً.

السؤال السادس والعشرون:

هل ترون في الدنمارك عدواً لسورية.

الرئيس الأسد:

لا، إنها ليست كذلك. ليست عدوة، ثمة فرق كبير بين الشعب الدنماركي الذي كان كمعظم الشعوب الأوروبية صديقاً لسورية وبين سياسة الحكومة، الأمر يتعلق الآن بغياب أوروبا بأكملها عن الخريطة السياسية، على الأقل منذ عام 2003 بعد غزو العراق فقط لأنه كان عليهم اتباع الأمريكيين وهم لا يجرؤون على اتخاذ مسار مستقل خاص بهم في السياسة.. نحن نميز تماماً بين الحكومة الدنماركية والشعب الدنماركي، والأمر نفسه ينطبق على البلدان الأخرى.

السؤال السابع والعشرون:

إذا كان من شأن مغادرتك لمنصبك وتولي شخص آخر من الإدارة السورية لهذا المنصب أن يسرع في المفاوضات الرامية إلى تحقيق مستقبل سلمي في سورية فلماذا لا تفعل ذلك؟

الرئيس الأسد..

تعني المغادرة؟

الصحفي:

نعم.

الرئيس الأسد:

هذا يعتمد على الشعب السوري، هذا ليس قراري. وإذا كنت لا تحظى بتأييد الشعب السوري فعليك المغادرة مباشرة، لأنك دون تأييدهم لا تستطيع تحقيق شيء ولا تستطيع إنتاج شيء وستفشل، هذا ببساطة هو السبب. خصوصاً خلال الحرب، عليك أن تقود السفينة إلى شاطئ الأمان لا أن تهرب لأن هناك حربا إلا إذا أرادك الشعب السوري أن تغادر، إذا كنت أنا المشكلة أو إذا كنت أنا سبب الحرب كما يدعون فإنني سأغادر. لكن الأمر لا يتعلق بي، أنا أُستخدم هنا كذريعة، المسألة أكبر من ذلك بكثير، إنها تتعلق بسورية، بالحكومة، بالاستقلالية، بالحرب على المستوى الإقليمي وبالحرب بين القوى العظمى. سورية هي مجرد عنوان، والرئيس هو العنوان الرئيسي.

السؤال الثامن والعشرون:

إذاً، أنت لا تعتقد أنك أحد أسباب الحرب؟

الرئيس الأسد:

لا، أنا لست سبباً للحرب لأني لو كنت أنا السبب لكان للحرب أن تبدأ عام 2000 منذ أن أصبحت رئيسا، وليس عام 2011 عندما بدأت الأموال بالتدفق من قطر وعندما اتخذت الولايات المتحدة القرار بأنها تريد الإطاحة بالحكومات والرؤساء لأنهم لا يلائمونها.

السؤال التاسع والعشرون:

لكن ألا تعتقد بأنك سبب تصاعد الحرب؟

الرئيس الأسد:

بسببي أنا؟

الصحفي..

نعم.

الرئيس الأسد:

إذاً، طبقاً لما تقوله فإن الإرهابيين ليسوا مسؤولين، بل إنهم أناس مسالمون جداً، والأموال التي تدفعها قطر والسعودية وتركيا قانونية وطبيعية، وأجندة الولايات المتحدة لبت احتياجات الشعب السوري، إن هذا غير واقعي.

السؤال الثلاثون:

سيادة الرئيس لقد قلت مراراً بأنك ستستمر في القتال إلى أن تستعيد البلد بأكمله، ألا تزال هذه هي مقاربتك لهذه العملية؟

الرئيس الأسد:

لا، هذه ليست مقاربتي،بل إنها مهمتي طبقاً للدستور. إنها مهمة الجيش طبقاً للدستور، ومهمة مؤسسات الدولة طبقاً للدستور، هذا ليس خياراً وليس رأياً شخصياً وليست خطتي أنا. مهمتي هي الدفاع عن المدنيين ومهمتي هي محاربة الإرهابيين ومهمتي هي السيطرة على كل جزء من بلادي إنك لا تأخذ جزءاً من بلادك وتجعله دولة، إنك لا تقول: “يكفيني أن أحصل على نصف البلد” أو ما إلى ذلك.

السؤال الحادي والثلاثون:

إذاً، أنت تعتقد أنك تدافع عن المدنيين؟

الرئيس الأسد:

بالتأكيد.

السؤال الثاني والثلاثون:

لقد قتل مئات آلاف المدنيين، البعض يقول 250 ألفاً والبعض يقول 300 ألف، هل تعتقد أنك تدافع عن المدنيين في سورية؟

الرئيس الأسد:

إن أغلبية الضحايا الذين تتحدث عنهم هم من مؤيدي الحكومة، وليس العكس. وهناك جزء آخر حيادي في الوسط ولا ينتمي للحكومة ولا للطرف الآخر، إذاً الأغلبية هم من المؤيدين.. بالطبع أنا أدافع عن المدنيين، مرة أخرى إن لم أكن أفعل ذلك وإن كنت أقتل المدنيين كما تروج الحملات الدعائية منذ أربع سنوات لما كنت هنا كرئيس ولما استطعت الصمود لحوالي ست سنوات.

السؤال الثالث والثلاثون:

سيادة الرئيس: هل تؤمن بالحل الدبلوماسي السياسي أم إنك في أعماق قلبك تعرف أن الحل سيكون عسكرياً وأن هذا ما تريده فعلاً؟

الرئيس الأسد:

لا هذا ولا ذاك، لأنه عندما تكون لديك مشكلة يكون لديك حل لا يكون لديك جزء من حل، فالمشكلة نفسها هي التي تحدد أوجه الحلول، على سبيل المثال إذا كنت أؤمن بالحل السياسي لكن كان هناك إرهاب، فأنت لا تستطيع إنجاز حل سياسي لأن هناك فوضى، وإذا كان هناك فوضى فهذا يتناقض مع أي شيء طبيعي بما في ذلك العملية السياسية، وبالتالي عليك أولاً أن تحارب الإرهابيين كي تتوصل إلى الحل السياسي، في الواقع عليك أن تتبع مسارين المسار العسكري والمسار الدبلوماسي أو السياسي لأنهما مرتبطان ببعضهما بعضاً، إذا المسألة لا تتعلق بإيماني بشيء ما بل بمتطلبات تسوية هذا الصراع، لست أنت من يحدده، بل إن الظروف بمجملها هي التي تحدده، على سبيل المثال فيما يتعلق بالإرهابيين المسألة لا تتعلق بالحل العسكري فقط، بل بتوقف الدول المجاورة والدول الغربية عن دعم الإرهابيين. إذا توقفوا عن دعمهم فإن الجانب العسكري من الحل سيصبح هامشياً ولن يكون مهماً لأنهم سيكونون ضعفاء، من شأن ذلك أن يعطي فرصة للمزيد من المبادرات السياسية في ذلك الصدد، أما إذا دعموهم أكثر فإن ما سيحدث فعلياً هو العكس وسيصبح الحل أو المسار السياسي مهمشاً، إذاً المسألة لا تتعلق بما أؤمن به، أتمنى لو استطعنا حل كل شيء سياسياً، هذا ما أتمناه. هذا ما أعتقد أنه المناسب. لكن الأمر لا يتعلق بما أتمناه, بل بالحقائق على الأرض.

الصحفي:

شكراً جزيلاً سيادة الرئيس.

الرئيس الأسد:

شكراً لمجيئكم.

المصدر: وكالة سانا
_______________________

24 سبتمبر 2016

انشقاقات «النصرة» و«الأحرار»: الداعمون يمهّدون لمشهد «جهادي» جديد 

    9/24/2016 06:46:00 ص   No comments
فتوى أحرار الشام
صهيب عنجريني

يتجاوز ما شهدته المجموعات المسلّحة أخيراً من انشقاقات وانقسامات دائرة الأحداث العابرة. في الجوهر، تنبع التموضعات الجديدة من عوامل أكبر من مجرّد خلافات «شرعيّة» حول جواز القتال تحت رايات أجنبيّة.

وعلى الرغم من أنّ التغيّرات المتتالية توحي (ظاهريّاً) بأنّها ناجمةٌ عن أسباب متباينة ترتبط بالمجريات داخل كل مجموعة بذاتها، لكنّها في الواقع نتاجٌ لعمل ممنهج يهدف إلى فصل المجموعات عموماً إلى صنفين اثنين: أوّلهما «صعب الترويض» ويُشكّل «الجهاديون المهاجرون (غير السوريين)» عموده الفقري، فضلاً عن نسبةٍ من «الجهاديين الأنصار (السوريين)» المتمسّكين في الدرجة الأولى بانتماءاتهم «الأيديولوجيّة». أما الصّنف الثاني، فيضم المجموعات القابلة للانقياد بسهولة، وتحوي هذه أعداداً كبيرةً من المقاتلين الذين سبق أن اجتذبتهم مجموعات شتّى اعتماداً على أموال «الداعمين»، من دون أن تدخل التوجهات «الأيديولوجيّة» للمجموعات في حسابات أولئك المقاتلين. حركة الانقسامات طاولت حتى الآن بنحو أساسي اثنتين من أكبر المجموعات المقاتلة في سوريا («جبهة فتح الشام/ النصرة» و«حركة أحرار الشام»). الاعتقاد بأنّها (الانقسامات) جاءت مفاجئة لقيادات المجموعتين أو داعميهما، لا يبدو خياراً صائباً. وعلى العكس من ذلك، يمكن القول إنّها كانت مُتوقّعةً لدى «القادة» ومُنتظَرةً لدى الداعمين الذين يسعى بعضهم إلى تسريع وتيرة هذه المتغيّرات، تمهيداً لما بعدها. عوامل عدّة أسهمت في تزايد الانقسامات، على رأسها التجاذب الإقليمي. كذلك، بدأت تأثيرات «فك الارتباط»، والسعي إلى «اندماج الفصائل» في الارتداد سلباً.

«فتح الشام/ النصرة»

إذا كانت خطوة «فك الارتباط» قد مرّت بهدوء أوّل الأمر، فلأنّ زعيم «النصرة» أبو محمّد الجولاني، كان قد أفلح في المرحلة الأولى في الإيحاء إلى معظم «كتائب المهاجرين» أنّ الخطوة ليست سوى إجراء شكلي، ولن تؤثّر في «ثوابت الجهاد» ولا في وضع «الجهاديين» الأجانب. إلا أنّ تأثير «الداعمين» سرعان ما أثبت تفوّقه على تأثير الجولاني، ولا سيّما أنّ لكل اللاعبين الخارجيين المؤثرين داخل المجموعات مصلحةً في دوران حركة الانقسامات. المفارقة أنّ دوافع الداعمين متباينة، غير أنّ أهدافهم تصبّ في خانة واحدة.
فتوى النصرة|فتح الشام

يرى الأتراك والأميركيّون ضرورة «تنقية النصرة» من العناصر التي تُقدّم الانتماء «العقائدي» على ما سواه، تمهيداً لتسيير «فتح الشّام» بنحو كليّ. بينما يرى الأردنيّون والسعوديون في الأمر فرصة لاستعادة جزء من التأثير المفقود، عبر إعادة تقوية مجموعات خالصة الصبغة «الجهاديّة» يمكن التأثير في قراراتها بواسطة المرجعيّات «الجهاديّة» التي تحتفظ عمّان بعلاقات «طيبة» مع معظمها. الأمر الذي ينطبق على الرياض، ولكن بدرجة أقل، ما يجعلها مضطرّة إلى الاستعانة بسلفيي الكويت في هذا السّياق. ورغم أن القطريين يبدون في ظاهر الأمر بعيدين عن هذا الصراع على النفوذ، غيرَ أنّهم ما زالوا حاضرين عبر اللعب على وترين متناقضين: أوّلهما من خلال الواجهة التركيّة، ويضمن للدوحة «إصبعاً» داخل المجموعات البعيدة عن «القاعدة»، وثانيهما يعتمد على العلاقة المباشرة ببعض قيادات «القاعدة» و«النصرة». ويعتمد القطريون في كلتا الحالتين على الدعم المالي المقدّم لمعظم المجموعات بمختلف مشاربها، ما يضمن قدراً لا يُستهان به من النفوذ الخفي. وجود الجولاني على رأس «فتح الشام» ما زال (حتى الآن) يلعب دوراً في تماسك «الجبهة» والتقليل من الانقسامات قدر الممكن، ويحافظ أبو محمّد على تواصل مستمر مع قيادات «القاعدة» ومرجعياتها بغية الحد من «النزف الجهادي» في صفوف جبهته. كذلك يستنفر جهود أمنييه و«شرعييه» للهدف ذاته، وجاءت «الفتوى» الأخيرة التي تُحرّم القتال تحت راية أنقرة في إطار هذه الجهود.

«أحرار الشام»

حتى مطلع عام 2015، لم يكن الحال داخل «حركة أحرار الشام الإسلامية» ليختلف كثيراً عن نظيرتها «فتح الشّام». الاختلاف الأساسي بين المجموعتين نابع من عدم مجاهرة مؤسس «الأحرار» حسان عبّود (أبو عبد الله الحموي) بـ«البيعة» التي كان يدين بها لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. لكنّ وجود تيارين داخل «الأحرار» كان حاضراً بنحو فعلي منذ عام 2013، وهما تياران يتجاذبهما ولاءان «عقائديّان» أساسيّان: الأوّل لـ«القاعدة»، والثاني لـ«جماعة الإخوان المسلمين». كذلك انقسم الولاء السياسي داخل «الحركة» بين الرياض وأنقرة. نجح عبّود في الحفاظ على توازن دقيق داخل «الحركة» مع تغليب غير معلن للتيار «القاعدي»، قبل أن تطيحَه ومعظم قادة الصف الأول حادثة الاستهداف الشهيرة في أيلول 2014 (راجع «الأخبار»، العدد 2390 والعدد 2397). مهّدت التصفية (التي جرت بجهود تركيّة) لسيطرة أنقرة على مفاصل القرار داخل «الحركة» بدءاً من عام 2015. أخذت «أحرار الشام» بعدها بالعمل وفق منهج يشابه النهج «الإخواني» ليلمع نجم جناحها السياسي، لكنّ قسماً لا بأس به من كوادر «الحركة» ظلّ وفيّاً لانتمائه «القاعدي» ولـ«إرث حسّان عبّود». أفلح هؤلاء في تشكيل «لوبيات» مؤثّرة في القرار الميداني إلى حدّ ما. شهدت «الحركة» في آب الماضي مجاهرة أحمد عيسى الشيخ قائد «ألوية صقور الشّام» بالانفصال عنها، و«صقور الشام» واحدة من أولى المجموعات التي استقبلت «مجاهدين» أجانب في صفوفها. كذلك، كانت «أحرار الشّام» قبل أيام على موعد مع انشقاق «شرعيّين» مصريين اثنين، هما أبو شعيب وأبو اليقظان. ثمّة حديث متزايد في كواليس «الجهاديين» عن ارتباط المذكورَين بحزب النور السلفي المصري، وكانا من بين أشد المعارضين لـ«فتوى» إباحة القتال تحت راية الأتراك. مهّد انشقاقهما لانشقاق مجموعة تُعرّف عن نفسها باسم «كتيبة مجاهدي أشدّاء».

«جبهة أنصار الدين»

من المتوقّع أن تسعى «أشدّاء» للانضمام إلى «فتح الشام». لكنّ موقف «الجبهة» من خطوة كهذه لا يزال غير واضح، ويقول مصدر من داخلها لـ«الأخبار» إنّ «ضم منشقين عن أحرار الشام سيكون خطأً فادحاً، لأنّه سيؤزّم الموقف مع الإخوة فيها». وربّما لجأت «فتح الشام» في سبيل إنقاذ الموقف إلى حل وسط، يقوم على التنسيق مع «أشدّاء» من دون انضمامها رسميّاً، أو على ضمّها إلى مجموعة محسوبة على «الجبهة» بنحو غير رسمي مثل «جبهة أنصار الدّين» بغية ترميمها. وكانت الأخيرة قد «بايعت» الجولاني بوصفه ممثلاً لـ«تنظيم القاعدة في بلاد الشّام» («الأخبار»، العدد 2704). وإبّان «فك الارتباط»، ظهر تياران داخل «أنصار الدين» يسعى الأوّل إلى ضبط الأمور وعدم المجاهرة بالانفصال عن الجولاني والحفاظ على حدّ أعلى من التنسيق معه، فيما يرى الثاني أنّها باتت «في حل من البيعة». تُشكّل «الكتيبة الخضراء» مركز الزّخم الأساس داخل الفريق الثاني، وجاء انشقاقُها أخيراً عن «فتح الشّام» بمثابة انشقاق أيضاً عن «أنصار الدّين». يُعرف عن «الكتيبة الخضراء» منذ تأسيسها غلبة «المهاجرين السعوديين» داخلها. وضمن هذا الإطار يبدو طبيعيّاً انضمامُها إلى تنظيم «جند الأقصى»، نظراً إلى أن الأخير يُعَدّ ثانية أبرز المجموعات المحسوبة على السعوديّة (بعد «جيش الإسلام»). 

مساعٍ سعوديّة لتوسيع «جند الأقصى»

«شخصيّة جهاديّة بارزة» قد باشرت اتصالات مع مجموعة «أشدّاء» بغية استقطابها إلى تنظيم «جند الأقصى» أسوة بـ«الكتيبة الخضراء». ومن شأن هذه الخطوة في حال نجاحها أن تُشكل نواةً لحضور متزايد لـ«الجند» في الشّمال، بعد أن انحسر حضوره وكاد يقتصر على محافظة حماه. وتبدو العودة إلى الشمال بزخمٍ قويّ مطلباً سعوديّاً «حيويّاً». وتشير معلومات «الأخبار» إلى أنّ الشخصيّة «الجهاديّة» المذكورة تجري سلسلة اتصالات مع معظم المجموعات «القاعديّة» للغرض ذاته، ومن تلك المجموعات تبرز «كتيبة التوحيد والجهاد» الطاجيكيّة، و«كتيبة الإمام البخاري» الأوزبكيّة.
_____________

21 سبتمبر 2016

الشيخ السعودي عبدالله المحيسني يعترف بارتكاب «جيش الفتح»، الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، جرائم الحرب في سوريا

    9/21/2016 07:11:00 ص   No comments

أجرت «الأخبار» مقابلتين مع القاضي الشرعي العام لـ«جيش الفتح» الشيخ السعودي عبدالله المحيسني. اعترف فيها بأرتكاب جيشه جرائم حرب مثل قتل الأسري. مقالة الأخيار تتبع.
__________

عبدالله المحيسني: في حلب معركة وجود... نكون أو لا نكون

رضوان مرتضى

وصل الشيخ السعودي عبدالله المحيسني إلى سوريا في تشرين الأول من عام 2013 لحل الخلاف الذي نشب بين تنظيمي «الدولة الإسلامية» وعدد من الفصائل، ولا سيما «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة».

ولدى وصوله، كان أول ما طلبه لقاء زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي، لكنّ قادة في التنظيم اعتذروا، وأبلغوه أن بإمكانه الاجتماع إلى صاحب القرار في الشام، وهو أبو علي الأنباري. لم تُفلح وساطة المحيسني في إصلاح ذات البين بين «إخوة الجهاد». رفض بعدها المحيسني عرض الأنباري بالانضمام إلى صفوف «الدولة» كقاضٍ شرعي. في بداية عام ٢٠١٤، تحوّل المحيسني إلى رأس حربة في المواجهة مع تنظيم «الدولة». نجا من أكثر من محاولة اغتيال وأصيب مرات في المعارك الدائرة في الجنوب السوري. ذاع صيته ليصبح أحد أبرز نجوم «الجهاد» السوري، برغم أنّه لم يبايع أيّ تنظيم، واختار العمل مستقلاً، كما يقول. أعاد بعدها تشكيل «جيش الفتح»، الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» وتنظيمات أخرى، وتحوّل إلى أقوى قوة مقاتلة في الداخل السوري. ويتولى اليوم منصب القاضي الشرعي العام في «جيش الفتح». في المقابلة التي أجرتها «الأخبار» على مرحلتين، تحدث عن معركة حلب، مشيراً إلى أنها لم تنته بعد: «تقديراتنا أنّ المواجهة ستستمر لأشهر. ما يجري في حلب عمل عسكري ضخم، على خلاف ما يجري في النواميس العسكرية. حلب بالنسبة إلينا معركة وجود، نكون أو لا نكون. لا نُريد كسر الطوق عن حلب، إنما نُريد تحريرها كلياً. جيش الفتح منظّم ويملك ترسانة عسكرية منظّمة. في بداية الهجوم، كُسر الطوق على محور مدرسة الحكمة. وهنا الرمزية أنّه خلال ستة أيام فقط تمكنّا من فك الحصار بتوفيق من الله، لكننا نعلم أنّ معركة فك الحصار تحتاج بين شهر وشهرين، بحسب التقديرات العسكرية». يصف المحيسني المعركة بأنّها «معركة تناطح بالرؤوس بين الثورة وحلف روسيا، لا حلف النظام السوري، لأن النظام أصبح أداة مسيّرة بأيدي روسيا وإيران. والصراع الآن روسي إيراني على أكبر كعكة في سوريا. والنظام السوري لا يملك قرار الإيقاف والبدء». الميدان السوري سيحسم المعركة، لكن الشيخ السعودي يتحدث عن أخطاء تُرتكب في صفوف المعارضة. ففي مسألة فصل «جند الاقصى» عن «الفتح»، يقول: «أنا أعدّه خطأ استراتيجيا لأنهم في نهاية الأمر موجودون على الساحة. وأنا أدعوهم، كما ندعو كل فصائل الساحة، إلى الانخراط في جيش الفتح لإكمال المسيرة لقتال النظام النصيري».
المحيسني أجاب عن سبب دعوته الأمين العام لحزب الله لمناظرة تلفزيونية قائلاً: «أود أن أقول لنصرالله لقد كنت رمزاً حتى لأهل السنة. لقد كنت رمزاً قومياً ووُضِعت صورك على سيارات أهل السنة. كنت صاحب حرب تموز الذي هزم اليهود. وها أنت اليوم تزج بكل ثقل حزب الله لقتال من احتضنوك في حرب تموز».
«لدينا عشرة أسرى من حزب الله. أما العلويون، فبمجرد أن نأسر منهم نقتلهم»

يُحاول المحيسني مخاطبة الوجدان الشيعي، لكنّ موقفه من الشيعة بقي حمّال أوجه قبل أن يتضح في القسم الأخير من المقابلة. لقد تحدث عن وجود أسرى جدد من حزب الله في قبضة «الفتح»، لكنه ردّ على سؤال إن كان يملك هويات وأدلة تثبت وجود أسرى لبنانيين بالقول: «في فن التفاوض بمجرد إخراج صورة الأسير أو صوته أو أي معلومة، تكون كمن يعطي العدو هدية. هذه المعلومة لا تُدفع إلا بثمن. هكذا تعلّمنا من حزب الله. هو زعم أنّه لا يوجد إلا أسير واحد. وبذلك هو إما أنه تبرأ منهم أو يكذب. لدينا عشرة أسرى». وأضاف: «صدّقني كنت أودّ أن أذكر لك أسماء جميع الأسرى، لكن الإخوة في لجنة المفاوضات قالوا إن أسماء الاسرى مجهولة لدى قيادة الحزب التي لم تحسم أمرها إن كانوا أسرى أو مفقودين أو قتلى بعد. ولا نود أن نعطيهم هذه المعلومة من دون مقابل». ذكر المحيسني ثلاثة أسماء لأسرى لبنانيين، تبيّن أن اثنين منهم سبق أن أجريت معهما مقابلات بثتها قناة «أم تي في» اللبنانية قبل أكثر نحو 9 أشهر. أما عن وجود أسرى سوريين، فقال: «الأسد لا يهتم بأسراه من الطائفة العلوية، لذلك كنّا بمجرد أن نأسر منهم نقتلهم. وكنا في حال عرضهم على التحقيق والقضاء، يأتي الجواب بأن اقتلوهم لأن النظام لا يهتم بهم. ولذلك لا نأبه نحن لهؤلاء الأسرى لأننا نعلم أن النظام لن يفاوض ولن يفديهم ولن يهتم لهم حتى». أما عن موقفه من الشيعة، فقال المحيسني: «الشيعة هم عشرات الآلاف من الشعوب الذين استغلهم الفرس واستغلتهم إيران لأجل استعادة مملكتها التي حررها وفتحها عمر رضي الله عنه. تلبّس هؤلاء باسم الاسلام ثم بدأوا يرفعون شعارات ويغزون العوام المستضعفين يكذبون عليهم أن هؤلاء النواصب، يقصدون السنّة، ناصبوا علياً العداء، رضي الله عنه وارضاه. نحن نرى ونعتبر ان علياً امير المؤمنين امام من ائمة المسلمين وخليفة من خلفاء الرسول صل الله عليه وسلم. نحن نعتبر ان علياً سيد رضي الله عنه، ونرى ان كل المجاهدين والثوار وكل من في سوريا وغيرهم لا يساوون شعرة في جسد علي رضي الله عنه. أنا أعرف أن مشايخ الشيعة يخبرون عوامهم أننا نواصب، أي نناصب العداء لأهل البيت. انا اعتبر هؤلاء مغررا بهم من قبل هؤلاء الملالي. لقد زُجّ الشيعة في محارق قتالية تريدها ايران». بهذه الإجابة أهدر المحيسني دماء الشيعة، غير أنّه أجاب عن سؤال إن كنتم تعتبرونهم مرتدّين ويجب قتلهم، بالقول: «يا أخي حربنا مع الذين يقتلون أهلنا في سوريا تحديداً. حربنا مع الذين يدمرون الحرث والنسل. حتى روسيا أتت المعركة من أجل مصالح. حربنا للدفاع عن هؤلاء الناس الذين خرجوا يطالبون بالحرية فاجتمع عليهم العالم... حربنا مع من حاربنا... ليست مع الشيعة ولا النصارى». أما عن علاقة المحيسني بالنظام السعودي وبيعته لأحد التنظيمات، فردّ بالقول إنّه لم يبايع أحداً بعد. ولمّا سئل إن كان في رقبته بيعة للملك السعودي أجاب بأنّه لن يدخل في الأسماء. وعن ارتباطه بعمل خارج سوريا، سواء تنسيق مع شبكات في لبنان أو غيره؟ طلب حذف السؤال. أما عن قنوات التمويل، فقال إنّه «ما من قناة محددة تدعمنا، إنما من يتبرع من عامة المسلمين وتجار المسلمين لمساعدة الفقراء والمخيمات أو نصرة هذا الشعب المظلوم، نأخذ منه ونمارس دور الوسيط. نأخذه ونوصله الى محله فقط لا غير». وعلّق على قرار «جبهة النصرة» فك الارتباط بمع تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أنّ «هذا الحدث إيجابي في الساحة. عقبتنا الوحيدة كانت ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة. والقاعدة اسم يؤثر سلباً على نحو كبير. والنظام يستغل ذلك دولياً. وهذا الارتباط تستغله روسيا أيضاً لتقول إنها تقصف النصرة فقط. كل هذه الحجج زالت الآن بفك الارتباط. وهذا تقدمة وتضحية من الإخوة في جبهة النصرة. لذلك أرى أننا أمام اختبار صدقية للجميع في مساءلة إرادة جمع الكلمة. أما للمجتمع الدولي، فنقول: تنظيم القاعدة لم يعد موجودا».

ضد الانقلاب في تركيا

لم يعلّق الشيخ المحيسني عن سؤال حول الدور السعودي والقطري في سوريا. ورفض إبداء رأيه في قتال السعوديين في اليمن. أما محاولة الانقلاب التركي، فقال إنّه ضدها، مشيراً الى أنّ «كل مناصر للشعب السوري هو ضد الانقلاب. ونحن نعلم أن الانقلاب مخطط له من البيت الأبيض. أما الذراع الخارجية، فهي (الداعية الاسلامي فتح الله) غولن وجماعته. والذراع على الأرض هم الجنود العلويون النصيريون في داخل الجيش التركي». وإفشال الانقلاب أفرح المسلمين، لأنه لو نجح لكان سيلحق ضرراً كبيراً بالمتعاطفين مع الثورة السورية. وقال إنّ «الدور التركي كان ولا يزال أفضل دور دولي قُدِّم لأرض الشام». ولمّا سئل عن تقارب تركيا حليفة المعارضة السورية مع الروس الذين يقصفون قوات المعارضة قال: «ما يهمني أن الموقف التركي في التعامل مع الشعب السوري لم يتغيّر. أما بشأن العلاقة مع روسيا، فذلك لمصالحها وهذا شأنٌ آخر».
وعن محاولة الاغتيال التي تعرض لها قال: «لقد تعرضت للكثير من المحاولات، سواء من قبل النظام أو من قبل الروس أو من قبل مخابراتهم على الارض بشكل متكرر. وأُصبت في أرض الشام ثلاث مرات والحمد الله. واحدة في البطن والأخرى في اليد وثالثة في الرأس. وكل هذا من أجل أن يحيا أهل الشام كراما في ظل شريعة رب العالمين سبحانة وتعالى». وختم المقابلة بالقول: «أود أن أوجه كلمة لأهل لبنان. شكراً يا أهل لبنان لقد أظهرتم أخوة الإسلام، حينما خرج أهالي لبنان لتوزيع الحلوى عندما أُعلن فك الحصار عن حلب. أهل لبنان كانوا وما زالوا مع إخوانهم في سوريا. والبرّ دين، إذ إن قسماً كبيراً من أهل لبنان يحفظون وقفة أهل سوريا في حرب تموز، يوم فتحوا بيوتهم. وعلى أهل لبنان أن يردوا الفضل. ونحن نعلم أنّ لبنان غُلِب على أمره. لبنان سنة وشيعة والشعب اللبناني هم ضحية لحماقات إيران عبر ذراعها على الأرض المتمثّلة بحزب الله». وأضاف: «أيها السنة والشيعة، أنظروا إلى مصلحة لبنان بجمالها وجبالها. أنظروا إلى مصلحة أرضكم، لتفهموا أن حزب الله يجركم لمصلحته. لقد عُزِل لبنان عن الشعوب العربية. وبعدما كان جزءا من الأمة العربية والاسلامية، بات لبنان جزءاً من إيران».

ظروف إجراء المقابلة

طلب المكتب المسؤول عن تنسيق لقاءات الشيخ الصحافية الاطلاع على الأسئلة مسبقاً. هذا الطلب كان بمثابة الشرط المسبق لإجراء المقابلة المصوّرة. أُرسِلت الأسئلة، ثم جاء الردّ بعد نحو أسبوع. أُعيدت الأسئلة التي وافق عليها الشيخ السعودي، فيما حُذِفت باقي الأسئلة. أما الأسئلة المشترط عدم طرحها، فكانت تلك التي تتعلق بالمملكة السعودية. تحديداً مسألة بيعته للملك السعودي أو علاقته بوالده الشيخ محمد بن سليمان المحيسني، أحد أشهر القرّاء في المملكة. لا يُريد المحيسني أن يُظهر أي انتقاد لآل سعود. كذلك الأمر في ما يتعلقّ بتنظيم «القاعدة». يحرص على عدم ربطه بأي من التنظيمات، ولا سيما تلك التي تُصنّف إرهابية دولياً. كذلك كان من بين الأسئلة المحذوفة سؤال: «كُثُر يأخذون عليكم أنكم تسيطرون على جبهة محاذية للعدو الإسرائيلي، لكنكم لم تُطلقوا طلقة ضدهم... لم تفتحوا معركة... وتسمحون لجرحاكم بالتطبّب في الداخل الإسرائيلي.. ماذا تقولون؟». حُذِف هذا السؤال أيضاً، رغم أنّ الجهاديين يجيبون عادة على هذا السؤال بنفي تلقيهم عناية طبية من الإسرائيليين. أما عدم بدء اسرائيل القتال، فيردون عليه بمقولة أنّ «العدو الصائل أولى». أي أنّ هناك عدو يهاجمنا اليوم ويتمثّل بالجيش السوري وحلفه، فلماذا نستعجل بفتح جبهة مؤجلة؟

لقد جرى اللقاء الأول في أحد المراكز التابع لـ«جيش الفتح» في إدلب. صُوّرت المقابلة على مدى ساعة. لم يُظهر الرجل اي ارتباك، ربما بفعل علاقته الدائمة مع الكاميرا، ولا سيما أنّ المحيسني اعتاد أن ينشر على نحو شبه يومي مقاطع مصوّرة له يخاطب فيها الجمهور. أما المقابلة الثانية، فقد أُجريت عبر «السكايب» بعد انطلاق معركة حلب. غير أنّ ظروف تحديد موعد المقابلة الثانية كادت أن تكون أصعب من الأولى. فريق حماية المحيسني أعرب عن خشيته من إجراء مقابلة عبر «السكايب» لضرورات أمنية. رأى هؤلاء أنّ إمكانية استهدافه أثناء إجراء مقابلة مباشرة، بعد تحديد موقعه، واردة على نحو كبير. أرُجئ الموعد عدة مرات، قبل أن يجري الاتفاق على إبلاغنا قبل يوم واحد من إجراء المقابلة.


15 سبتمبر 2016

السعوديون أقروا بتمويلهم الإرهاب: لقد ضللناكم

    9/15/2016 06:38:00 ص   No comments
 زلماي خليل زاده * 
مفتي السعودية
خلال آخر زيارة لي إلى السعودية جرى استقبالي باعتراف مذهل. في الماضي حين كنا نثير قضية تمويل المتطرفين الإسلاميين مع السعوديين، كل ما كنا نحصل عليه كان النفي. هذه المرة، وفي سياق الاجتماعات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان ووزارء عدة، اعترف مسؤول سعودي رفيع قائلاً لي "لقد ضللناكم". شرح لي كيف أن الدعم السعودي للتطرف الإسلامي بدأ في بدايات الستينيات لمواجهة الناصرية، الايديولوجيا السياسية الاجتماعية التي انبثقت عن فكر الرئيس المصري جمال عبد الناصر التي هددت السعودية وأدت إلى حرب بين الطرفين عند الحدود مع اليمن.
لقد سمح لهم هذا التكتيك بالنجاح في احتواء الناصرية وخلص السعوديون إلى أن الإسلاموية يمكن لها أن تكون أداة قوية ذات فائدة أوسع.
من خلال سياسة الصدق الجديدة وغير المسبوقة، شرحت القيادة السعودية لي أن دعمها للتطرف كان وسيلة لمواجهة الاتحاد السوفياتي غالباً بالتعاون مع الولايات المتحدة في أماكن كأفغانستان في الثمانينيات. في هذا الجانب أيضاً ثبت لهم نجاح ذلك. لاحقاً جرى استخدام هذه الأداة ضد الحركات الشيعية المدعومة من إيران في ظل التنافس الجيوسياسي بين البلدين.
لكن السعوديين قالوا إنه مع مرور الوقت انقلب دعمهم للتطرف عليهم حيث تفاقم إلى تهديد جدي للملكة والغرب. لقد خلقوا وحشاً بدأ بابتلاعهم. وأقر المسؤول السعودي الرفيع "لم نعترف بذلك بعد 11 أيلول لأننا كنا نخشى أن تتخلوا عنها وتعاملوننا كعدو" مضيفاً "كنا في حالة إنكار".
ما سبب هذه الصراحة الجديدة؟ أولاً يحق لنا أن نتساءل إلى أين يمكن أن تصل هذه السياسة الجديدة. من الواضح أن هناك بعض الأسئلة حول ما إذا كانت بعض المجموعات السنية المتطرفة مثل النصرة في سوريا لا تزال تتلقى مالاً سعودياً. لكن كما أوضح لي السعوديون فإن هذه المقاربة الجديدة  لمواجهة ماضيهم هي جزء من جهود القيادة لصناعة مستقبل جديد لبلادهم بما في ذلك برنامج إصلاح اقتصادي واسع.

وفق طريقة تفكيرهم الجديدة، ينظر السعوديون إلى التطرف الإسلامي على أنه أحد التهديدين الرئيسيين اللذين يواجهان المملكة، التهديد الآخر هو إيران. في ما يتعلق بإيران، هناك استمرارية. أتذكر حين طلب مني الملك عبد الله إيصال رسالة إلى الرئيس جورج بوش في 2006 بأنه يحتاج إلى قطع "رأس الأفعى" والهجوم على إيران وإسقاط النظام. القيادة الجديدة كما التي سبقتها تحمّل إيران مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة والصراعات العديدة المستمرة.
بكلمات أخرى تبدو القيادة السعودية الجديدة وكأنها تخفض مستوى الايديولوجيا لصالح التحديث. وقال مسؤول سعودي كبير بشكل صريح "إن المملكة تنتهج ثورة تحت غطاء التحديث" بما معناه أن الأخير بات المحرك الأساسي للسياسة السعودية.   

هل يمكن أن ينجح ذلك في ظل قلة المتغيرات السياسية في بلد لا يزال محكوماً بشكل استبدادي من قبل آل سعود؟ نظراً للمحاولات في الماضي فإنه من الصعب معرفة ما إذا كانت القيادة السعودية موحدة خلف البرنامج الجديد وما إذا كان المستفيدون من الحكم القديم سيحاولون إفشال برنامج الإصلاح وبالتالي زعزعة الاستقرار في في البلاد. 
يمكن للمعارضة أن تصدر عن المؤسسة الدينية ذات النفوذ، والتي من الممكن أن تعارض فتح مراكز ترفيه، واصلاح المؤسسات الدينية، وحتى تعليماً مختلطاً محدوداً أو زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل. في السابق أعلن عن الكثير من برامج الإصلاح في المملكة العربية السعودية لكنها لم تساو شيئاً. كذلك فإن التحديث يقوض اثنتين من دعائم الشرعية السياسية السعودية، تأييد المؤسسة الوهابية الدينية والنزعة التقليدية التي تقوم عليها أي حكومة ملكية. 
كما أن تشكيك المستفيدين من النظام الحالي غير الفعال بنجاح التحديث على المستوى الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات سياسية. كما أن هناك سؤالاً مفتوحاً يطرح عما إذا جرى تحضير السعوديين بالشكل الكافي على جميع المستويات ذات الصلة من حيث التعليم والمهارات للمنافسة في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يحتاجونه في الاقتصاد الحديث. إذا لم يحصل ذلك فإن توترات اجتماعية وحالة من الانزعاج يمكن أن تنمو في أوساط هؤلاء غير المهيأين للمنافسة.

لم تكن تلك زيارتي الأولى للسعودية. بدأت بزيارتها منذ الثمانينيات حين كنت أعمل في وزارة الخارجية. وأصبحت أكثر اطلاعاً على القيادة السعودية خلال مهمتي كسفير في العراق بين 2005 و2007. زرت المملكة مراراً وطورت علاقات حميمة مع الملك عبد الله ومسؤولين رفيعين آخرين.

لسنوات عدة كنت معتاداً على كون المسؤولين السعوديين غامضين ومبهمين. الآن أصبح محاورونا أكثر وضوحاً وعملية خلال مناقشة خططهم السابقة والمقبلة.

في العقود السابقة، ساد انطباع لدي بأن السعوديين لم يبذلوا أي جهد. اليوم يوجد فريق من الوزراء الشباب المتعلمين الذين يعملون لمدة 16 إلى 18 ساعة يومياً، على وضع وتنفيذ خطة لتحويل البلاد. هذه الخطة هي من بنات أفكار محمد بن سلمان وتركز على الجبهات الداخلية والإقليمية معاً. إذ إن سلمان ووزراءه يتمتعون بالكثير من الالتزام والطاقة. 
لطالما كان هناك صراع مستمر بين الحداثة والاسلاموية في البلدان ذات الغالبية الإسلامية. وتنظر الرياض إلى التحديث باعتباره الوسيلة التي ستمكنها بعد طول انتظار من مواجهة وهزيمة التطرف، وتعزيز ديناميكية القطاع الخاص، والتغلب على التحديات الاقتصادية التي تلوح في الأفق. ويتضمن البرنامج السعودي النقاط التالية:

ـ وضع قيود جديدة على قدرة الشرطة الدينية في اعتقال المعارضين

ـ القيام بعمليات تطهير للمتطرفين في الحكومة وبذل جهود أكبر في مراقبة تأثيرهم على المؤسسات الأمنية

ـ تعيين رجال دين جدد لمواجهة التطرف الإسلامي

ـ تحويل منظمة التعاون الإسلامي، التي تشكل الأداة السعودية الرئيسية في دعم الحركات الإسلامية في الخارج، من خلال تعيين رئيس جديد لها واتخاذ قرار بعدم دعم المدارس الإسلامية في الخارج. 

على الصعيد الاقتصادي طور الزعماء الجدد خططاً لتحويل الاقتصاد وقلصوا الاعتماد على النفط. وتركز رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 على تقليص والحد من البيروقراطية في البلاد، وتقليص الإعانات تمهيداً لإلغائها، وتوسيع القطاع الخاص بما في ذلك جذب الاستثمارات الخارجية من خلال اعتماد طريقة أكثر شفافية والمساءلة وإنهاء الروتين.    

ويمكن لخطط المملكة بتحويل شركة أرامكو النفطية العملاقة بما في ذلك طرح اسهمها للاكتتاب العام ورفع قيمة صندوقها الاستثماري إلى 2 تريليون دولار، فضلاً عن الدخل المتأتي من استثماراتها، كل ذلك يمكن أن يقلل من الاعتماد على عائدات النفط. كما أن الحكومة بصدد فتح منشآت ترفيه في المملكة وجذب أسماء مهمة من الولايات المتحدة في محاولة لتشجيع السعوديين على الاستثمار في بلادهم. وتم التوقيع بالفعل على اتفاق مع مجموعة "الأعلام الستة". كما أن المملكة تخطط لزيادة عدد النساء في سوق العمل. لقد زرت مدينة الملك عبد الله، مدينة جرى التخطيط لها وبناؤها من قبل القطاع الخاص. هنا، سيتمكن الرجال والنساء من ارتياد المدارس معاً، ويجري العمل على تشييد منشآت هامة لشركات أجنبية بمواصفات عالمية.
من جهة ثانية، فإن من النتائج الجانبية للتركيز السعودي على داعش وإيران هي هذه الرؤية الإيجابية للرياض تجاه إسرائيل. فإسرائيل والسعودية تتشاركان رؤية واحدة للتهديد الذي تمثله إيران وداعش، والعداء القديم بينهما ليس بالضرورة أن يحول دون المضي قدماً في التعاون بين البلدين.
وذكر السعوديون بشكل مباشر غير اعتيادي أنهم لا يعتبرون إسرائيل عدواً وأنه ليس لدى المملكة أي خطط طوارئ عسكرية ضد إسرائيل.
وعبّر هؤلاء عن حاجتهم للتقدم في القضية الفلسطينية، لكن لهجتهم في ما يتعلق بهذا الموضوع كانت أقل تعاطفاً من الماضي. الأولوية الواضحة بدت أنها هزيمة داعش وتحقيق التوازن مع إيران من موقع القوي.

على بعض المستويات، تبدو آفاق الإصلاح المخطط لها في السعودية واعدة أكثر مما هي عليه في الجزء الأكبر من مناطق الشرق الأوسط. ومن مزايا المملكة العربية السعودية أن لديها احتياطات نفطية كما أنها غير منشغلة بأي صراع. إن زيارتي للسعودية تركت قناعة لدي بأن قطاعات رئيسية في القيادة السعودية جادة بشأن خطط التحديث وأنها تسعى لتحقيقها بقوة ومهنية.
كما قلت سابقاً هناك الكثير من الأسباب التي تدفع للتشكيك بنجاح ذلك في نهاية المطاف. مع ذلك في حال نجحت جهود الإصلاح فإن السعودية تستعد لتصبح أكثر قوة من ذي قبل مما سيمكنها من لعب دور أكبر في الدينامية في المنطقة بما في ذلك تحقيق التوازن مع إيران وربما التفاوض على إنهاء الحروب الأهلية في المنطقة. إن تغييراً حقيقياً في سياسة السعودية لدعم المتطرفين الإسلاميين سيكون بمثابة نقطة تحول في الجهود الرامية لإلحاق الهزيمة بهم. ونظراً لدور المملكة فإن النجاح السعودي يمكن أن يقدم نموذجاً لبقية العالم العربي السني والإسلامي حول كيفية تحقيق الإصلاح والنجاح في ذلك. هذا الأمر يمكن له في المقابل أن يساعد في إطلاق عملية الإصلاح التي نحتاجها بشدة. وإن لدى المنطقة والعالم مصلحة في النجاح السعودي، ويجب أن نفعل ما بوسعنا لتشجيعهم ودعمهم في هذا الطريق الجديد.
المصدر: "بوليتيكو مغازين"
_____________

8 سبتمبر 2016

الأرضية الحالية لعنف (بعض) المسلمين: لماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟

    9/08/2016 06:18:00 ص   No comments
داعش تغلي لحج الموت المدبرين من المعارك
بقلم شبل سبع*

منذ فترة من الزمن، لعلّ بداياتها تقع في أوائل الثمانينيات، أصبح الإسلام مرتبطاً بالعنف. حدث ذلك في الدول ذات الأكثرية المسلمة كما في الدول حيث هم أقلية. الدين بذاته لا يستطيع أن يفسر الأمر، بل إنّ ظهور العنف ترافق مع محطات تاريخية لتطوّر الرأسمالية. وكإطار عام، يَظهر أثر التهميش الكبير الذي لحق بفئات اجتماعية أساسية نتيجة العولمة الليبرالية، وعلى الرغم من التراكم المالي الكبير لدى الدول النفطية.

الدين كحافز؟


لم تكن الفِرقُ التي تلجأ إلى العنف كوسيلة لإقامة سلطة إسلامية أو لمحاربة الغرب، دائماً مؤثرة سياسياً. كيف إذاً نفسر أن أرضية أكثر أعمال العنف السياسية أصبحت إسلامية في كل أنحاء العالم، ولماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟
 
الجواب ليس بسيطاً! من الواضح أن الثقافة الإسلامية وثقافات المسلمين مهمَّشة عالمياً، وأن الشعوب المسلمة تقف خارج التاريخ العصري والحضارة الحالية! نرى ذلك بشكل واضح في الفنون والأدب والموسيقى والتكنولوجيا ومستوى الجامعات والمدارس إلخ.. وإن وُجد مسلمون منخرطون ثقافياً في هذه العولمة فهم طيور يغرّدون خارج سربهم، ولا يمكن لمجتمعاتهم الاستفادة منهم إلّا جزئياً وعرضياً.
 
هذا التهميش الثقافي حصل أيضاً في أواخر الإمبراطورية العثمانية، وكانت ردة فعل المجتمعات المسلمة الانفتاح النسبي على ثقافة الغرب، وخاصة عبر حركات التحرر الوطني التي استطاعت وقف الإحباط الفكري والثقافي الذي عانى منه المسلمون العرب، إذ تبنّت البنية المؤسسية الغربية على الصعيد الثقافي والحقوقي والاقتصادي.
لكن، هذا التهميش الثقافي/ الفكري الجديد لا يكفي لتفسير ظاهرة العنف تلك. والهزيمة الثقافية قد تؤدي بالعكس إلى ظاهرة لا عنف كما حدث مع المتصوّفة. يبقى أن التهميش الثقافي والإحباط المتولد عنه ترافق مع تهميش آخر..

الاقتصاد كمفسّر؟

قد يُقال إنّ الدين الإسلامي هو الذي منع المناطق الإسلامية أو الأقليات المسلمة من الدخول في المنظومة العالمية، لأنه يشجع على التجارة ويمنع الدَين، ويحول بالتالي دون أي مراكمة على المدى الطويل. صحيحٌ أنّ التجارة محبّذة لأنها كانت مساهِمة في نشر الدين في إفريقيا وسواحل آسيا. إلّا أن ذلك كله حصل قبل الثورة الصناعية، ولا القرآن ولا التقليد يمنعان الصناعة. أما بالنسبة للعوائق المالية (منع الفائدة)، فهذا يدعو إلى نموٍّ اقتصادي غير مالي كما حصل في ألمانيا وكوريا والصين، وليس على شاكلة النموذج الأنجلو - ساكسوني السابق. ومن تجربة الأمم، نرى أن أهم سبب للتطور الثقافي والتكنولوجي هو الاستثمار (الثابت، الطويل الأمد)، سواء أكان ذلك على مستوى الحكومات أو الأفراد.
 

لماذا أصبح من السهل على (بعض) السلفيين إقناع (بعض) الشباب بالعمليات الانتحارية؟

إلّا أن رؤوس الأموال الإسلامية، حيثما وجدت، وهي بشكل أساسي عربية، استُثمرت خصوصاً في المدارس الدينية (من أفغانستان إلى تركيا)، أو لتمويل حكومات الدول الغربية عبر شراء سندات الخزينة، وتمويل قطاعها الخاص من خلال المَحافظ السيادية المستثمَرة في الشركات الأجنبية.. المدرسة الدينية مفيدة لمحو الأمية، حتى لو كانت في لغة غير لغة البلد (باكستان ومالي ونيجيريا..)، إلّا أنّ ذلك لا يؤمن النمو الاقتصادي. يبقى أن رأس المال الخاص الذي استُثمر داخلياً، وُجِد أكثره في قطاعات غير ذات نمو كبير: القطاع العقاري والسياحي، أو قطاع الخلوي والإنترنت، حيث لا سيطرة على التكنولوجيا أو منافسة تسمح بالنمو الاقتصادي. ومع خصخصة التعليم أكثر فأكثر، اتّجهت بعض الرساميل إلى القطاع التعليمي، وبالأكثر في العلوم غير المطوِّرة للتكنولوجيا (العلوم الإنسانية).
 
معنى هذا أنّه عندما توفّرت الأموال في بلاد ذات أكثرية مسلمة، خاصّة تلك النفطية، فهي لم تُستثمر في القطاعات التي تؤمِّن النمو الاقتصادي وفرص العمل، أو تحفِّز على التطور التكنولوجي الذاتي.. هذا بالإضافة إلى عُقم الاستثمارات الخارجية. ويجب الاعتراف أنّ آخر محاولات للتطوير الذاتي انتهت في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد علي، وبدرجة أقلّ مع استقلال الدول التي اتّجهت لتبني النموذج التنموي المنغلق (الناصري والبعثي)، وذلك قبل سنوات من انتهاء الاتحاد السوفياتي.
 
مؤشر واحد يمكنه أن يفسّر لنا مدى النقص في حجم الاستثمار في المنطقة العربية، وبالتالي حجم البطالة: فكوريا الجنوبية وحدها تستثمر بما يعادل حجم الاستثمار في المشرق العربي برمّته. النتيجة: نشوء طبقة من الأغنياء حول العولمة والليبرالية (التجارة والخصخصة)، وهي نفسها تشكّل قسماً من الطبقة السياسية، أو المشارِكة لها مباشرة، كما هو واضح في لبنان ومصر وسوريا وحتى تركيا وتونس...، أَهملت أرياف المدن الكبرى والمدن الصغرى (اقتصادياً وثقافياً). فكان ذلك من أهم أسباب "الربيع العربي".

 
ترافق التهميش الثقافي، والإحباط المتولّد عنه، مع تهميش آخر هو نتاج لاقتصاد العولمة النيوليبرالية..
 


إلّا أن هذه الانتفاضات ما كانت إلاّ "سوء تفاهم تاريخي". فهي منتفِضة ضد العولمة الليبرالية، ولكنّ ما فعلته هو أنّها همّشت بلدانها أكثر. أو عندما انتصرت مؤقتاً، سارعت لتنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي (الإخوان في مصر والنهضة في تونس) الذي يدفع بدوره إلى لبرلة أكثر، وعولمة، وبالتالي تهميش أكثر وعنف (أكبر)، وهذا ما يحصل أيضاً في بلد كتركيا، إذ إنّ أردوغان لا يفعل غير قطع الغصن الذي يجلس عليه.


المسلمون في البلدان الغربية

إذا كان الاستثمار، أو بالأحرى غيابه، يفسر تهميش شريحة كبيرة في البلدان ذات الأكثرية الإسلامية، فكيف يفسَّر ذلك في الغرب المتطوّر، حيث حجم الاستثمار كبير؟ المسلمون الموجودون في الغرب، سواء في فرنسا أو انكلترا أو ألمانيا أو بلجيكا.. هم نتاج هجرة اقتصادية استفادت منها الصناعات الغربية كيد عاملة رخيصة في بدايات العولمة. إلّا أنّ فتح الباب لانتقال الرساميل بحريّة من بلد إلى آخر أدّى إلى انتقال الصناعات بحد ذاتها، مع الرساميل، إلى الخارج. فبقي أولاد العمّال المسلمين من الهجرة الأولى دون عمل يُذكر (البطالة قد تصل إلى 35 في المئة عند الشباب، وهي ضعفان أو ثلاثة أضعاف معدّل البطالة في تلك البلدان)، إذ تخلّت أكثر البلدان الغربية عن القطاعات التي تتطلّب كثافة عمّالية. إذاً هناك شريحة اجتماعية كبيرة لا تتكلّم العربية ولا تتقن في الوقت نفسه لغة البلد بشكل جيد (على الرغم من أنّها تحلم بلغته)، مهمّشة ثقافياً وعاطلة عن العمل، تنتهي في قسم منها إلى ممارسة أعمال غير قانونية، وفي نهاية المطاف إلى أعمالٍ إرهابية تحت غطاء إسلام يعطيهم دوراً، مع أنّهم لا يفقهون شيئاً في الدّين في أكثر الأحيان (مطبقين قول ابن تيمية :"فمن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد"!). وهنا أيضاً، لم تعمد الحكومات المعنية إلى تدارك نتائج العولمة ولا إلى الاستثمار الكثيف في العلم والعمل حيال هذه الشريحة الاجتماعية (خاصة في فرنسا وبلجيكا). يبقى أن المنتحرين يصبّون غضبهم على من "لا ناقة له ولا جمل"، بينما منافسهم الفعلي، الذي يأخذ منهم فرصة العمل، موجود في الصين.

خلاصة
التهميش هو السبب الأساسي للعنف، إذ غابت أو ضعفت كل المؤسسات التي تسمح لشريحة اجتماعية كبيرة عاطلة عن العمل وغير متعلّمة أن تعيش بكرامة. حُصِر الدخل القومي بقلة من الناس دون أيّ آليّة لإعادة توزيعه عبر الدولة، بل بالعكس، فالذي حصل هو انحسار معونات الدّول بناءً على طلب صندوق النقد الدولي. 

 إذاً فما هي المشكلة؟ ليست في الدِين إنّما في ما يفعله أصحاب القرار، سواء أكانوا حكومات أو أفراد. فبدلاً من تمويل مدارس دينية ومحافظ أجنبية وعقارات، أليس من الأولى تمويل مدارس وجامعات تقنية (حتى ولو في الغرب، وبشروط)، ومشاريع صناعية تمتص اليد العاملة وتستطيع أن تنافس حتى الصّين في بعض القطاعات.. استثمارات طويلة المدى تعطي مردوداً بشقّيها الاقتصادي والإنساني في أقلّ من جيل واحد. فالاستثمارات في مقهى الـ Fouquets على جادة الشانزليزيه الباريسية، وفي الكُرة (شراء فريق فوتبول PSG الباريسي) غير مفيد للأجيال المقبلة. وربما يستطيع أحد أشهر وأكبر المستثمرين العرب في الولايات المتّحدة أن يجلب بعض التكنولوجيا إلى المنطقة بدلاً من أن يتباهى باستثماراته التي تستطيع الإدارة الأميركية أن تؤممها أو تمنع التصرف بها في أي لحظة، كما حصل مع إيران أو مع صدام حسين، خاصة أنّ هناك بوادر خلافات كبيرة بين أصحاب الأموال هؤلاء والغرب.

_____________________________
* أستاذ الاقتصاد في جامعة السوربون - باريس

31 أغسطس 2016

توصيات مؤتمر أهل السنة والجماعة المنعقد فى الشيشان ورد السلفية التكفيرية

    8/31/2016 09:24:00 ص   No comments
أصدر المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد في مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان والذي استمر ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس 2016، عدد من النتائج والتوصيات ، وجاء أبرزها:

- أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى.

15 أغسطس 2016

حلب تكشف بذور الانقسام في «جيش الفتح»... وموقف السلفية من الديمقراطية وصوت الشعب في الحكم يعصف بهم... وخلافات النصرة وأحرار الشام تتفاعل

    8/15/2016 07:45:00 ص   No comments
حلب تكشف بذور الانقسام في «جيش الفتح» والسعودي عبدالله المحيسني يريد الانفراد بقيادة الجماعات السلفية باسم "اهل السنة"، ويريد «جيش الفتح» نواة لهذا الجيش الموحد.
___________________

يواصلُ الجيش السوري عملية ترميم «ثغرة الراموسة» بهجمات برّية متواصلة مدعومة بتغطية جوية كثيفة وقصف مدفعي على مدار الساعة، فيما تحاولُ الجماعات المسلحة امتصاص الصدمة الخفية التي تعرضت لها بُنية «جيش الفتح» في أعقاب فشله في مواصلة التقدم الميداني على غرار ما حصل في محافظة إدلب قبل عام ونيف، الأمر الذي أكسبه في حينه شهرةً واسعة باعتباره أبرز تحالف عسكري ضد الجيش السوري والأكثر فاعلية.
وتزامن ذلك مع استعار خلافات عميقة بين تيارات متباينة داخل أبرز جماعتين من مكونات «جيش الفتح»، وهما «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، على خلفية عناوين سياسية متعلقة بما تسرّب حول موافقة «أحرار الشام» على الانخراط في العملية السياسية على قاعدة إحياء الدستور السوري للعام 1950 الذي يتبنى النظام البرلماني كنظام حكم للبلاد، مقابل ارتفاع بعض الأصوات في الجماعتين تطالب بالعمل على تسريع التوحد قبل أن يخفت وهج «فك الارتباط» الذي قامت به «جبهة النصرة».

«جيش الفتح» على طريق التفكك


وقد قوّضت معركة حلب الأساس العملي الذي قامت عليه فكرة «جيش الفتح» باعتبار أن التوحد واجتماع الفصائل الكبيرة في إطار العمل تحت مظلة من الدعم الاقليمي اللامحدود سيؤديان حتماً إلى «هزيمة مزلزلة» ضد الجيش السوري.
وكانت الآمال معقودة على استنساخ تجربة إدلب وتطبيقها بحذافيرها في حلب، غير أن صمود الجيش السوري وحلفائه، وقدرتهم على امتصاص الموجات الأولى من الهجوم ومنع المهاجمين من تحقيق هدفهم الأولي المتمثل بفك الحصار عن معاقلهم في الأحياء الشرقية، وبالتالي إجهاض المراحل اللاحقة في خطة الهجوم التي كانت تطمح إلى «تحرير حلب» بسرعة قياسية وفق تصريحات قادة المسلحين، أدّى كل ذلك إلى تزعزع بنية «جيش الفتح» وتراجع صورته في أذهان حاضنته التي بدأت تتأقلم مع فكرة أن «جيش الفتح» ليس كاسحة انتصارات كما أراد القائمون عليه إظهاره مستغلين إنجازاته السابقة.
وقد كان أحد الأهداف الفرعية للمعركة هو الهيمنة على الساحة الحلبية وإلغاء أي دور لفصائل مسلحة أخرى، وخاصةً تلك المنضوية في «غرفة عمليات فتح حلب»، وهي بمجملها فصائل تعمل تحت مسمى «الجيش الحر». وهو ما يفسر مسارعة «جيش الفتح» إلى إعلان تفرده بقيادة معركة حلب ونفي أي دور لأي غرف عمليات أخرى. ويستشف من ذلك رغبة إقليمية في حصر الميدان الحلبي وعزله عن التأثيرات الدولية، لأن هيمنة «جيش الفتح» ستعني لو تمت، حرمان الولايات المتحدة من أذرعها العسكرية، وبالتالي من القدرة على التأثير في مجريات المعارك، وهو ما تم بالفعل العام الماضي على جبهات إدلب، حيث فقدت واشنطن حلفاءها على الأرض لصالح هيمنة حلفاء المثلث القطري - السعودي - التركي.
وتبدو حاجة تركيا إلى إحداث تغييرات في تركيبة الفصائل المسلحة هي الأكثر إلحاحاً، خصوصاً بعد سيطرة «الأكراد» على مدينة منبج وبدء الحديث عن إمكانية سيرهم قدماً في قضم ما تبقى من الشريط الحدودي معها وصولاً إلى إعزاز، وهو بالنسبة إلى أنقرة أكثر من خط أحمر. وتتمثل المشكلة التركية في أن الفصائل العاملة في بلدات الشريط الحدودي ذات ولاء مزدوج بينها وبين واشنطن، لذلك هي لا تثق بتوجهات هذه الفصائل ومدى جديتها في التصدي للتقدم الكردي، عندما يحين وقته. وبدا أن «جيش الفتح» هو الخيار الوحيد المتاح لتسويقه تركياً، إلا أن هذا التسويق فشل مع عجز «جيش الفتح» عن الحفاظ على الخرق الذي أحدثه في الراموسة وانشغاله بالهجمات المتكررة التي يشنها الجيش السوري ضده.
وليس الفشل العسكري وحده ما يهدد بنية «جيش الفتح» بالتشقق مثلما حصل مع «جيش الفتح في إدلب» عندما انفرط عقده بعد انسحاب العديد من الفصائل منه، أبرزها في ذلك الوقت «فيلق الشام» و «جند الأقصى»، بل إن الخلافات العقائدية والسياسية تلعب دوراً مهما في زعزعة بنية الجيش وإضعاف الروابط بين مكوناته وتهديده بالتفكك.
فلم يكن من قبيل المصادفة أن تتصاعد السجالات العلنية على مواقع التواصل الاجتماعي بين قادة «أحرار الشام» وبين قادة «جبهة النصرة» على خلفية التصريحات التي أدلى بها لبيب النحاس، رئيس العلاقات الخارجية في «أحرار الشام»، خلال مقابلته مع صحيفة «الحياة» السعودية حول الديموقراطية والعملية السياسية. وقد شهدت هذه السجالات وجود انقسام داخلي في كل من «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» حول المواضيع المختلف عليها.
ففريق من «الأحرار» يؤيد تبني «الديموقراطية» على صعيد الآليات وليس على صعيد التشريع، ومن أبرز هؤلاء أبو العباس الشامي، بينما كبار شرعيي الحركة يرفضون ذلك ويصفون الديموقراطية بالكفر والتناقض مع الشرع الاسلامي، ومن هؤلاء أبو الفتح الفرغلي (مصري)، رئيس مكتب الدراسات في «هيئة الدعوة والإرشاد»، وعدد آخر من الشرعيين السوريين. ومن نافلة القول أن الرأي الرسمي في «أحرار الشام» هو تكفير الديموقراطية وتحريم العمل بها، وهو رأي لم يتغير منذ نشأة الحركة. وبالرغم من كل المراجعات التي قامت بها لإدخال تعديلات على توجهاتها الفكرية، لكنها لا تزال عاجزة عن الطلاق مع جذورها «السلفية الجهادية».
ويبدو رأي هؤلاء أقرب إلى رأي «جبهة النصرة» التي ثمة إجماع فيها على رفض الديموقراطية، بما في ذلك فريق أبي ماريا القحطاني الذي يعتبر أكثر اعتدالاً من باقي التيارات في «النصرة». وقد كان من اللافت أن يخرج المتحدث الرسمي باسم «جبهة النصرة» أبو عمار الشامي (حسام الشافعي) ليؤكد وجود تيارين داخل «أحرار الشام» يقتات أحدهما على الآخر، وقال «من أكبر أسباب التخبط والفشل هو تباين المواقف بين الجناح السياسي والعسكري داخل الجماعة الواحدة، فيقتات الأول على مكتسبات الثاني وجهده». وتهجم الشامي بشكل مباشر على لبيب النحاس متهماً إياه بإرضاء «دول الجوار، وتحويل التضحيات إلى ورقة لمخاطبة من يمنّي النفس بالخلاص من خلالهم». رغم أن الشافعي نفسه في مقابلة مع صحيفة «الشرق» القطرية عجز عن صياغة حلول سياسية واكتفى بالحديث عن الحسم العسكري، وهو ما أكد رأي لبيب النحاس في «جبهة النصرة» عندما اتهمها بعدم امتلاك مشروع سياسي.

دستور 1950 يسعر الخلافات داخل «الأحرار»
وفي خطوة تشي بمدى اتساع هوة الخلافات ضمن قيادات الصف الأول في «أحرار الشام»، ومن غير تمهيدٍ مسبق، كشف أبو محمد الصادق أن الخلافات لا تقتصر على النظرة نحو الديموقراطية وحسب، بل تتعداها إلى ما يجري طرحه بشكل سري كمسارات لحل الأزمة السورية، لذلك كان من المفاجئ تحذيره الحاسم من القبول بالدستور السوري لعام 1950، قائلاً «من رضي أو أقرّ أو وافق (كائناً من كان) على هذا الدستور، فإنه لا يمثل آساد حركة أحرار الشام الاسلامية»، في إشارة منه إلى النحاس وفريقه، على الأرجح. وهذا ما استدعى عقد ندوة نقاش في غرفة افتراضية على تطبيق «تلغرام»، أكد فيها لبيب النحاس، بحسب ما نقل عنه أحد المشاركين في الندوة، أنه لم يسبق له أن وقّع أو ناقش هكذا قضية.
غير أن أوساط «جبهة النصرة» سرت فيها الكثير من الشكوك حول حقيقة توجهات «أحرار الشام» ومن هو التيار الذي يفرض رأيه، تيار لبيب النحاس أم تيار أبي الصادق؟ خاصةً في ظل بعض التسريبات بأن السعودية فرضت على هيئة التفاوض التعهد بتبني دستور 1950 كمبدأ لبناء سوريا الجديدة بعد إسقاط النظام. وللعلم، فإن أبا الصادق، رغم إلغاء منصبه كمسؤول شرعي عام للحركة، إلا أنه لا يزال عضو مجلس الشورى وله نفوذ قوي داخل الحركة بسبب علاقته القوية مع صقور الجناح العسكري المحسوبين على التيار «القاعدي» أمثال ابي صالح الطحان وابي البراء معرشمارين اللذين عبرا عن مواقف مناقضة لما ذهب إليه لبيب النحاس. فالطحان سخر من «شخص ما وطئت قدمه ساحة جهاد، يحسب المعارك كألعاب الحاسوب، فإن هزم أعادها بتجربة أخرى حتى ينجح فيها بزعمه». أما ابو البراء فقد استنكر عدم التوحد برغم فك «جبهة النصرة» ارتباطها مع «القاعدة»، متهماً الرافضين للتوحد، بمن فيهم قادة «أحرار الشام»، بالتلاعب بالأهواء والتستر وراء مطلب حق أردتم به باطلاً».



*****


وخلافات النصرة وأحرار الشام تتفاعل

شنت العديد من الحسابات المؤيدة لجبهة النصرة الارهابية على موقع تويتر هجوماً على المسؤول العسكري في حركة احرار الشام الارهابية حسام سلامة، بعدما تهجم الأخير على منظري تنظيم القاعدة الارهابي طارق عبد الحليم، أبو قتادة الفلسطيني، وهاني السباعي.

وقالت التنسيقيات إن سلامة لا يقود المعارك فعلياً، بل إنه مقيم في تركيا، وهمه الظهور على الاعلام فقط، واتهمته بالكذب عند الحديث عن مقاتلة داعش في دير الزور قبل أكثر من عامين.

وقالت حسابات مقربة من جبهة النصرة أنه واثناء المعارك مع داعش في منطقة الشرقية، لم يكن أحد ليسمع بحسام سلامة، وكشفت عن خذلان حركة أحرار الشام للمقاتلين ضد داعش هناك، في تلك الفترة.
وهاجم أنصار جبهة النصرة حركة أحرار الشام، واعتبرت أن من يحكم الحركة الآن هو جيل “هجين” ، كل همه السلطة والنفوذ، ووصفتهم بـ “المميعين”.
ودعت حسابات أخرى إلى فصل حسام سلامة من أحرار الشام، فيما دعا العديد إلى قتل سلامة، كونه من الحاقدين على القاعدة منذ زمن.
ويأتي هذا الجدل، في وقت اندلع جدال آخر بخلفية مناطقية، بين الحلبيين والأدالبة، حيث هاجم أحد المقربين من الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني ابراهيم شاشو فصائل حلب، واعتبر أن همها التصوير فقط، ليأتيه الرد من المدعو إبراهيم سلقيني، حيث سأله متهكماً، هل المقاتلون في حلب سيدخلون الجنة مع “جيش الفتح” أم مع “الجيش الحر”؟

6 أغسطس 2016

ما حقيقة ادعاءات شرعيي السلفية الجهادية عن مكارم ربانية وشهادات دكتوراه ... هل هي للاستغلال البسطاء؟

    8/06/2016 07:25:00 ص   No comments

من هو عبدالله بن محمد بن سليمان المحيسني؟

القيادي في جيش الفتح، عبد الله
المحيسني، هو مواطن سعودي انضم للقتال في سوريا في عام 2013. وهو قاضي و شرعي للجماعات السلفية، اتخذ لنفسه لقب "القاضي العام لـ«جيش الفتح»، يدعي أنه شيخ مؤهل وباحث أكاديمي.

على مواقعه الرسمية على الإنترنت،  يستخدم "الشيخ" و"الدكتور"، مدعيا التكوين والتربية الدينية وكذلك درجة متقدمة في القانون الإسلامي (الفقه). وهذه الادعاءات ليست صحيحة. وهو يعلم انها إدعاءات كاذبة. فهو ليس شيخا عالما ولا دكتورا مدربا كما تدل الوثائق التي قدمها هو بنفسه.

السيد المحيسني حصل على ملايين باسم الجهاد في سوريا
 
 نعم
، هو التحق بصفوف مدرسة دينية في المملكة العربية السعودية، اين حصل على درجة الماجستير من جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، لكن ليس لديه تدريبا رسميا في القانون أو الدراسات الإسلامية. يدعي أنه حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، ولكن الوثائق التي تظهر على موقعه على الانترنت تكشف عن أنها  درجة وهمية من جامعة وهمية. لقد اشترى الدكتوراه الوهمية من موقع على شبكة الإنترنت، جامعة-- ISR International University--  وهي شركة فرضية بلا عنوان، ولا موظفون، ولا منهاج تعليم، ولا اساتذة، وليست معتمدة في أي منظمة من أي مكان في العالم.

السيد المحيسني يدرك شكوك الناس بادعاءاته حيازة درجة الدكتوراه، لذلك قدم تفسيرا. وقال إنه التحق ببرنامج الدكتوراه في المملكة العربية السعودية، وأنه انهى جميع الدروس التمهيدية وكتب رسالة وأراد الدفاع عن أطروحته عام 2013. ولكن قيل له إن دفاعه تأخر. وبما أنه كان يخشى أن يتم القبض عليه، غادر البلاد وقدم أطروحته في جامعات مصرية وعراقية وحصل على الدكتوراه من جامعة دولية.

السجلات التي
نشرها هو نفسه على موقعه الخاص لا تدعم هذه المزاعم. درجة الدكتوراه تتطلب من سنتين الى ثلاث سنوات إقامة  ومثل ذالك للبحث والكتابة. هو قضى أقل من سنة بعد طلب الالتحاق بالجامعة للدراسة للحصول على الدكتوراه  في عام 2012. لا يوجد  برنامج دكتوراه، حتى في المملكة العربية السعودية بلاد المعايير الدنيا في الدراسات العليا، يمكن أن يمنح الدكتوراه لشخص في سنة واحدة فقط. قد يقول السيد المحيسني انه عبقري ويستطيع فعل ذلك. لو كان كذلك لأنهى الماجستير في عام، لكنه لم يفعل، بل قضى ثلاث سنوات، سنة أطول من المعدل. بما ان ادعاءاته كاذبة حول الدكتوراه، يمكننا اصتخلاص امكانية أن تكون كل ادعاءاته حول فقهه وما يقوله عن الحرب في سوريا كاذبة كذلك. وهذا أمر خطير جدا.

المشايخ والقضاة الشرعيون مثل السيد
المحيسني، الذين يكذبون حول تكوينهم الديني والتعليمي، بحوزتهم ترسانة ضخمة من الأسلحة وسيطروا على محافظات بأكملها في سوريا. وهو الآن يقود حملة تحرير حلب وتوحيد الجماعات السلفية السنية في جيش واحد مما قد يمكن امثال السيد المحيسني من تدمير بلد آمن وتهديد آخر.

وكما إدعوا حيازتهم شهادات دكتوراه تبين أنها مزيفة، تبين أنهم ينشرون معلومات قديمة على أنها تمثل سير المعارك ويدعي أنه سمع من جنوده قصص كرامات فما هي إلا ادعاءات دعائية كاذبة للتغرير بالسذج من اتباعهم. يفعلون كل ذلك باسم إسلام حرفوه وشهادات لم يحصلوا عليها.
_________
الشواهد:

"الدكتور" المحيسني

 السيد المحيسني وخلفه شعار جيش الفتح


 الدكتوراه الوهمية التي اشتراها على الإنترنت
 الجامعة الوهمية التي منحته الدكتوراه لا توجد أصلا, بل هي موقع احتيال باعترافهم.


 السيد المحيسني محاولا--عبثا-- تفسير الدكتوراه المزيفة
 ________________
تحقيق-«نبيل بن رمضان» و«آما نلسون» ـ

 

12 مارس 2016

أوباما: السعودية مصدر للتطرّف... وأردوغان فاشل واستبدادي... كيف رسمت "الخطوط" الحمراء في سوريا.. وكيف سقطت؟

    3/12/2016 04:16:00 م   No comments
أوباما: السعودية مصدر للتطرّف... وأردوغان فاشل واستبدادي
 
يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن يترك وراءه «إرثاً إيديولوجياً»، إلى جانب «إرثه السياسي» الذي عمل على الترويج له منذ بداية ولايته الثانية. وهو في موازاة ذلك حاول الترويج لـ»عقيدته» في 83 صفحة نُشرت في مجلة «ذي أتلانتك»، أمس، واحتوت مقابلات معه ومع مسؤولي فريقه وغيرهم، ومع سفراء وقادة بعض الدول، تحدثوا عن هذه العقيدة
نادين شلق

يستثمر الرئيس الأميركي باراك أوباما الوقت المتبقي له في البيت الأبيض في شرح «عقيدته»، التي بدأت بالظهور في مقابلة مع توماس فريدمان نُشرت في صحيفة «نيويورك تايمز»، في نيسان الماضي، ليستكملها، أمس، في مقابلة موسّعة من 83 صفحة مع جيفري غولدبرغ في مجلة «ذي أتلانتك».

مادة مبنية على محادثات مع أوباما في البيت الأبيض وعلى الطائرة الرئاسية خلال رحلات عمل، وأيضاً على خطاباته السابقة ومقابلات مع مسؤولي السياسة الخارجية ومستشاريه للأمن القومي، ومع قادة غير أميركيين وسفراء في واشنطن، وأصدقاء لأوباما... كلها من أجل شرح «خرق» أوباما لـ»كتيّب قواعد» اللعبة المتّبع في السياسة الخارجية الأميركية، والذي عادة ما يلجأ إلى خيار القوة والتدخلات العسكرية في مختلف دول العالم.

10 مارس 2016

تونس: حساسية قديمة ضد الوهابية... درس سعودي جديد في الديموقراطية «توحيد الخطاب الإعلامي»

    3/10/2016 06:26:00 ص   No comments
فليسقط الجدار!
بيار أبي صعب

في فيلم «جدار»، يقترح أحد الذين حاورتهم سيمون بيتون مقاربة مثيرة لجدار الفصل العنصري. «بنينا الجدار وفي ظنّنا أننا نعزل الشعب الفلسطيني، لكنّنا عزلنا أنفسنا في غيتو جديد». هذه النظريّة تنطبق على القرار الأخير لوزراء الاعلام في «دول مجلس التعاون الخليجي»: يريدون محاصرة الفضاء العربي الحرّ، فيعتقلون مجتمعاتهم في قمقم.

وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، دعا أقرانه المجتمعين في الرياض، إلى «العمل المشترك على توحيد الخطاب الإعلامي للمجلس، على غرار سياسته الخارجية». إنّها محاولة طريفة لبناء ماكينة قمعيّة ضخمة، سترتد على بانيها عاجلاً أم آجلاً. هل هناك امكانيّة فعليّة لإقصاء كل صوت نقدي، ومنع شعوب كاملة من التطوّر؟ القرار الخليجي بـ «محاصرة حزب الله اعلاميّاً»، مفاعيله على أرض الواقع فولكلورية. لكن خطورته رمزيّة: الرجعيّات العربيّة تظنّ أن بوسعها، بهيمنتها الاقتصاديّة، أن تقول للعرب كيف يجب أن يفكّروا! أهلاً بكم في زمن التطهير الفكري.


رعاة «الربيع العربي»، يحلمون بإسكات كل الاصوات المغايرة بإسم «الاعتدال» و«العروبة». حرّاس الانحطاط رسموا الطريق الوحيد الممكن الى الحقيقة. ولن يتركوا لأي صحافي أو مثقف أو مبدع أو مناضل، أن يخاطبنا خارج منظومتهم الفكريّة. لن تمرّ أي تغريدة من الآن فصاعداً، تمجّد المقاومة مثلاً، أو تدين الاستبداد، أو ترفض العمالة للاستعمار. لكن سيبقى للمواطن الخليجي أصدقاء على الشاشة، مثل الداعية الصهيوني أفيخاي أدرعي، يهنّئونه بعيد الفطر، ويحاضرون عن العروبة وفلسطين! وما الجديد في ذلك؟ رفاق الشيخ الشهيد نمر النمر ممنوعون أصلاً من كل الشاشات. لكنّهم حاضرون بقوّة في ضميرنا، وفي قلب أهل الجزيرة من دون تمييزات مذهبيّة خسيسة. ألا تقوم مملكة القهر أساساً على المنع والتحريم، وإلغاء الآخر المختلف؟ ومع ذلك تشتغل نخبها العقلانيّة في الظل، من ليبرالية وقوميّة وتقدميّة، على بناء المستقبل.

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.