‏إظهار الرسائل ذات التسميات الربيع العربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الربيع العربي. إظهار كافة الرسائل

15 أبريل 2013

الكيماوي السوري عنوان الحرب

    4/15/2013 08:05:00 ص   No comments

عبد الباري عطوان

اكثر من مصدر عربي من المقربين من صناع القرار في المنطقة العربية، ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، تحدث عن احتمال حدوث تطورات خطيرة جدا في الملف السوري في شهر حزيران (يونيو) المقبل ربما تكون حاسمة، وان بعض قيادات عليا جرى ابلاغها، من قبل الولايات المتحدة الامريكية بتفاصيل وافية في هذا الصدد.

هذه المصادر لم تعط اية تفاصيل محددة، واكتفت بالعموميات، وهذا مفهوم، فالحرب خدعة، لكن ما يضفي بعض المصداقية على هذه الاحاديث عدة امور:

اولا: ان معظم الحروب والغزوات التي اندلعت في المنطقة العربية جرت وقائعها في فصل الصيف وشهر يونيو خاصة (حرب عام 1948، حرب يونيو 1967، غزو لبنان 1982، حرب جنوب لبنان الثانية تموز/يوليو 2006 غزو الكويت اب/اغسطس 1990، ويمكن ايضا اضافة هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وثورات مصر يوليو 1952 والعراق يوليو 1958).

13 أبريل 2013

المواقف السياسية والدينية للإخوان المسلمين في سورية

    4/13/2013 04:43:00 م   No comments
آراء المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية محمد رياض شقفة

حاوره خليل القاضي



اعتبر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المهندس محمد رياض شقفة في مقابلة مع "الرواد"، موقف الولايات المتحدة الأميركية متلوناً ، واضاف أنها لم تجد البديل المناسب لما بعد الأسد، وقال الشقفة ان الجيش الحرّ استطاع بفضل الله أولاً وأخيرًا أن يقتحم عمق النظام في دمشق وفي غيرها من المناطق، وهذا دليل على ضعف النظام، وأنه لو أمكن دعم الجيش الحرّ ببعض السلاح لتغيرت المعادلة تمامًا.

10 أبريل 2013

بلاد الشام تنتظر الأمير

    4/10/2013 06:15:00 م   No comments
رضوان مرتضى

«جبهة النصرة» تعلن مبايعة الظواهري وتقبل الارتباط مع «دولة العراق الإسلامية» لإقامة الخلافة

تخطّى أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني غياب التنسيق والشورى، معلناً استجابته لدعوة أمير «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادي بـ«الارتقاء الجهادي». وبخلاف ما أُشيع، وافق على التوحّد، مجدداً بيعته لأمير التنظيم أيمن الظواهري الذي يُنتظر منه خطاب القرار في الأيام المقبلة.

وُلدت الدولة الإسلامية. أرض الرافدين وبلاد الشام ستجمعهما راية واحدة. أذرع «تنظيم القاعدة» في العراق وسوريا تعيش مخاض «دولة الخلافة الإسلامية»، التي لم يعد ينقصها سوى تعيين الأمير. هذا الحدث الكبير تنتظره بلاد الشام خلال أيام. يوم أمس، التبس الأمر على كثير من المتابعين، في مقدمتهم وسائل الإعلام. أُشيع أن أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني رفض الوحدة التي دعا إليها أمير «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادي، لكن ذلك لم يكن صحيحاً. فقد أعلنها الجولاني واضحة: «إني أستجيب لدعوة الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله بالارتقاء من الأدنى إلى الأعلى، وأقول هذه بيعة من أبناء «جبهة النصرة» ومسؤولهم العام الفاتح أبو محمد الجولاني نجددها لشيخ المجاهدين الأمير أيمن الظواهري ونبايعه على السمع والطاعة».

28 مارس 2013

ملابسات فتوى عضو هئية كبار العلماء في السعودية الشيخ عبد الله بن سلمان المنيع

    3/28/2013 03:08:00 م   No comments
واعتبر مجتهد ان "تصريحات الشيخ صحيحة ودقيقة وهي جزء من خطة حكومية وأن النفي محاولة للخروج من ورطة عودة المسلحين الى المملكة".

وقال مجتهد أن "اتصال  جريدة الرياض بالشيخ المنيع لم يكن مبادرة من رئاسة التحرير"، موضحاً أن "هذا ليس واردا على صحيفة رسمية تجاه قضية حساسة مثل القضية السورية".

وتابع المغرد، الذي كشف اكثر من سر من داخل أروقة قصور الحكم في السعودية، بالقول "كل الصحف السعودية التقليدية لا يمكن أن تبادر بمقابلة أو بطلب تصريح أو فتوى في قضايا حساسة مثل هذه إلا بتكليف رسمي من الديوان أو الداخلية، وإضافة للصحيفة فالشخص الذي تتم معه المقابلة يكون قد أخبر بشكل مباشر أوغير مباشر عن التوجه الذي يرغب به الديوان أو الداخلية".
وقال مجتهد "ليس هذا فحسب بل إن الصحف الرسمية ملزمة بأن تعرض هذه المقابلات الحساسة على جهات معينة للمراجعة والتدقيق قبل النشر"، ويشير الى أن "مقابلة المنيع خضعت لكل هذه الترتيبات".

واضاف "كان ذلك داخلا في مشروع إعلامي ديني سياسي لتغيير الصورة الجميلة للجهاد في سوريا التي أحرجت الدولة من عدة جهات منها توجه الشباب للقتال هناك".

23 مارس 2013

أصداء الربيع العربي فــي المملكة السعودية

    3/23/2013 02:25:00 م   No comments
عبد الهادي خلف *

مساء الأول من آذار/مارس، انتشر خبر عن قيام الشرطة السعودية باعتقال 176 شخصاً، بينهم 15 امرأة وعدد من الأطفال ممن اعتصموا أمام مقر هيئة التحقيق والادعاء العام في مدينة بريدة وسط المملكة السعودية، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين ومعتقلات تحتجزهم السلطات السعودية منذ سنوات طويلة بدون محاكمة، أو بعد انتهاء فترة محكومية بعضهم. إلا أن الاعتقالات الجديدة لم تمنع أهالي المعتقلين من التجمع والاعتصام في الأيام التالية أمام ديوان المظالم والسجن المركزي، إضافة إلى مقر هيئة التحقيق والادعاء العام في المدينة.

تأتي الاعتصامات في البريدة في سياق سلسلة متتابعة من احتجاجات متفرقة ومتصاعدة تشهدها مختلف مناطق المملكة السعودية في السنتين الأخيرتيْن، شرقا في القطيف، وغرباً في جدة، وشمالاً في حفر الباطن، وجنوباً في أبها ونجران، علاوة على العاصمة الرياض. تمثل هذه الاحتجاجات على اختلاف أشكالها ودوافعها المباشرة، ضربة للخطاب الإعلامي السعودي وصداه في المحيط العربي، اللذين أصرا على تصوير مظاهر الحراك الشعبي في السعودية على أنه جزء من مؤامرات تقف خلفها إيران. فلم يعد مجدياً ترديد تلك التعويذة، بعد أن اتضح أن الاحتجاجات ليست محصورة في المناطق الشيعية في شرق السعودية وجنوبها.

19 يناير 2013

العصر الذهبي لتنظيم القاعدة

    1/19/2013 06:13:00 ص   No comments
 عبد الباري عطوان - القدس العربي

تنظيم 'القاعدة' الذي بشّرنا الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه بات في حكم الماضي، وشبه منقرض بعد اغتيال زعيمه الشيخ اسامة بن لادن قبل عام ونصف العام تقريبا، في عملية نفذتها فرقة العجول الامريكية على مخبئه في مدينة ابوت اباد قرب العاصمة الباكستانية، هذا التنظيم يعود بقوة هذه الايام في اكثر ثلاث جبهات سخونة في العالم: سورية ومالي والعراق.

هذه العودة القوية للتنظيم، والجماعات الجهادية التي تعمل تحت مظلته، الى صدارة الاحداث في العالم تأتي نتيجة لسوء تقدير القوى الاقليمية والعالمية لقوة هذا التنظيم، والعوامل السياسية، والاخطاء الاستراتيجية التي ترتكبها هذه القوى في مناطق عديدة من العالم الاسلامي غزوا وقتلا وتدخلا، وتجاهلا لمظالم الشعوب، والشعب الفلسطيني على قمتها.

فإذا كان الغزو الامريكي للعراق جاء بمثابة انقاذ للتنظيم من النكسة الكبرى التي تعرض لها بعد تدمير بناه التحتية في حرب افغانستان، بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001 والهجوم الامريكي الانتقامي، فإن التورط العسكري الفرنسي في مالي قد يقدم له هدية كان ينتظرها بشغف منذ سنوات من اجل محاربة 'الصليبيين' على ارضه وملعبه، على حد تعبير ادبياته وبياناته.

12 يناير 2013

الحرب على الاخوان تشق الخليج

    1/12/2013 01:42:00 م   No comments
من يتابع الاعلام الخليجي، والسعودي منه على وجه الخصوص، يلمس وجود حملة شرسة ضد حركة الاخوان المسلمين، والتيارات الاسلامية بشكل عام، والدعاة الخليجيين الكبار الذين تعاظم نفوذهم في الايام الأخيرة، بفضل وسائل الاتصال الاجتماعي مثل ‘الفيس بوك’ و’التويتر’، التي يصعب على الدول وأجهزتها الامنية المتخصصة السيطرة عليها وحجبها مثلما كان يحدث للصحف ومواقع الانترنت.

واذا كان الفريق ضاحي خلفان تميم رئيس شرطة دبي ‘الرائد’ في هذه الحملة على الإخوان المسلمين ومن اوائل المحذرين بشراسة من اخطارهم، فإن مقالات عديدة بدأت تظهر في الصحافتين السعودية والإماراتية تسير على النهج نفسه، وبطريقة توحي ان هناك جهات عليا في الدولة تريد فتح جبهة مع هؤلاء، سواء في مصر الذين يتربعون على سدة الحكم فيها، او في الداخل الخليجي نفسه.

هذه الحملة على الاخوان، وربما التيارات السلفية لاحقا، تشكل نقضا لتحالف تاريخي بين الانظمة الخليجية المحافظة وهؤلاء، وهو التحالف الذي ادى الى استقرار هذه الانظمة، ومحاربة كل الافكار اليسارية والقومية التي كانت تشكل تهديدا لهذا الاستقرار في نظر الحكام.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هذه الايام هو حول هذا الانقلاب الخليجي المفاجئ على الفكر الاخواني، الذي حظي بالاحتضان والدعم، بل والتحكم في النشء الخليجي طوال الثمانين عاما الماضية، من خلال السماح لمفكري الاخوان واساتذتهم بالسيطرة على القطاع التعليمي التربوي، ووضع المناهج الدراسية وإقامة الجمعيات الدعوية والخيرية، ليس داخل دول الخليج وانما في العالم بأسره؟ ثم كيف انقلبت هذه العلاقة من صداقة حميمة استراتيجية الى حرب ضروس، من جانب واحد على الاقل في الوقت الراهن، اي بين الانظمة الخليجية الحاكمة وحركة الإخوان؟

7 يناير 2013

قراءة متأنية لخطاب الاسد

    1/07/2013 11:07:00 ص   No comments
عبد الباري عطوان

خمسة تطورات رئيسية يمكن من خلال التمعن فيها وسبر اغوارها ومعانيها، استقراء مكونات المشهد السوري بجوانبه كافة، في الشهور المقبلة من العام الجديد.
*التطور الاول: الخطاب المطوّل الذي القاه الرئيس بشار الاسد يوم امس، وقدّم فيه خطة او مخرجا سلميا من الأزمة، ورؤيته لمستقبل البلاد.
*التطور الثاني: اصدار الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية فتوى حذر فيها علماء دين سعوديين من الدعوة الى الجهاد في سورية، والاكتفاء بالدعاء للمجاهدين ودعمهم بالمال ولكن عبر القنوات الرسمية.

*التطور الثالث: اعلان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي عزم حكومته بناء سور على طول هضبة الجولان كإجراء وقائي بعد وصول ‘الجهاد العالمي’ الى الحدود وتموضع عناصره مكان قوات الجيش السوري التي انسحبت من المنطقة.

*التطور الرابع: تصاعد شكاوى المعارضة المسلحة على الارض بزعامة الجيش السوري الحرّ من توقف وصول الدعم بشقيه العسكري والمالي، مما يعكس حدوث تغيير في مواقف الدول الداعمة، العربية والاجنبية، بشكل مؤقت او دائم.

*التطور الخامس: انعقاد مؤتمر في جنيف بعد اسبوعين، بمشاركة عناصر سورية معارضة تؤمن بالحوار مع النظام، تحت عنوان الحفاظ على الوحدة الجغرافية والديموغرافية ومنع تقسيم البلاد او تفتيتها، واللافت ان هذا المؤتمر، مثلما قال منظموه، مدعوم من دول اوروبية بينها المانيا وسويسرا والسويد.

هذه التطورات الخمسة مترابطة، بل يكمل بعضها البعض، تنبئ، جزئيا او كليا، بالصورة التي ستكون عليها سورية، وربما بعض جيرانها ايضا، في العالم الجديد، مثلما تعكس حدوث تغييرات، او قراءات جديدة للمشهد السوري من قبل قوى اقليمية ودولية في الوقت نفسه.

6 يناير 2013

نص خطاب الأسد (نقلا عن وكالة سانا السورية)

    1/06/2013 06:37:00 ص   No comments
السادة رئيس وأعضاء الحكومة...

السادة رؤساء وأعضاء قيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.. أيتها الأخوات… أيها الأخوة..

اليوم أنظر إلى وجوهكم ووجوه أبناء بلدي وقد كساها الحزن والألم… أنظر إلى عيون أطفال سورية فلا أرى ضحكة بريئة تشع منها ولا ألعاباً تزرع البسمة على وجوههم.. أرقب أيادي العجائز فلا أراها إلا متضرعة بالدعاء بالسلامة لابن أو ابنة أو حفيد.

 نلتقي اليوم والمعاناة تعم أرض سورية ولا تبقي مكانا للفرح في أي زاوية من زوايا الوطن.. فالأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد وأزقتها.. نلتقي اليوم وهناك أمهات فقدن أبناءهن.. خيرة أبنائهن.. وأسر فقدت معيلها وأطفال تيتموا وإخوة تفرقوا بين شهيد و نازح ومفقود.



7 نوفمبر 2012

ثورات الشرق الأوسط: آفاق التغيير وموقف القوى الغربية

    11/07/2012 06:08:00 م   No comments
طارق حمو

 الثورات العربية التي اجتاحت منطقة الشرق الاوسط اثرّت بشكل كبير على التوازنات الاستراتيجية والسياسية في عموم المنطقة والعالم. انظمة عديدة تم العصف بها وحلت محلها انظمة اخرى، جاءت بانتخابات وصٌفت بالنزيهة ، وخرجت من بين جموع الجماهير لاول مرة منذ تشكيل "الدولة الوطنية" العربية بعد حقبة الاستعمار التي انتهت بعد النصف الاول من القرن الماضي. اذن فقد انتهت حقبة "الدولة الوطنية" وبدأت حقبة جديدة هي "دولة المواطنة" في العالم العربي، وبشكل أو بآخر، في عموم منطقة الشرق الأوسط. وكانت "الدولة الوطنية" هذه والتي تم اختيار هذا الاسم لها لفرزها عن "الوطن المٌستعمر" الواقع تحت نير الانتداب الغربي، ابعد ما تكون عن الوطنية في حقيقة الامر، فهي كانت تٌحكم بديكتاتورية العسكر وبمزيج غريب من العسكرتارية الاوليغارشية المدعومة من الغرب والامبريالية العالمية. وطوال خمسين عاما من الحكم لم تحقق هذه الدولة أي منجز، فقادت الشعوب من هزيمة الى اخرى، وتدهورت في ظلها مستوى المعيشة والحياة، وبات المواطن العربي في مصر وتونس وليبيا، مثلا، يتحسر على الزمن الماضي، زمن الاستعمار والطغم الملكية الرجعية. بل وبدا ان المواطن بات يحلم بالعودة الى مستوى للحياة والمعيشة يشبه ماكان سائدا ايام "الدولة التابعة"، وهي الدولة التي جاءت النخب العسكرتارية لتحرير الشعب منها ووضع حد لاستغلالها وارتباطاتها بالاستعمار والقوى الدولية المستغلة. ولكن هذه الشعارات لم تتحقق على ارض الواقع، بل صارت كابوسا مزعجا في دول سطت فيها احزاب قومية "مقاومة" على الحكم: سوريا والعراق مثالا هنا. 

17 أكتوبر 2012

لهذه الأسباب يموت السوريون

    10/17/2012 11:39:00 ص   No comments
علام أحمد

لنتفق أولاً أن مقالنا التحليلي هذا ليس انتصاراً لأحد دون آخر، بل دعوة للتبصر والعقل في وجه النفاق الإعلامي والسياسي، وفرض وفاء واجب لسورية الوطن شعباً وتاريخاً وحضارة، ولنقف بعدها معاً في مواجهة مصيرنا بعد تسعة عشر شهراً من عمر أزمة وطنية شاملة، كانت بدايتها احتجاجات مطلبية عادلة “انتفاضة شعبية”، لكنها انحرفت عن مسارها وتحولت إلى ثورة مسلحة ذي طابع إسلامي موجه وبعيد عن قيم الإسلام المعهودة، وتم تسويقها من لحظات تشكلها الأولى على أنها مقاومة مدنية جاءت كردة فعل على الممارسات الأمنية للسلطة، ودخل في تطوراتها مرتزقة متطرفون من وراء الحدود اعتمدوا لغة الاغتيال والتفجير والقتل بأبشع الوسائل فازدادت الأزمة الوطنية تفاقماً وكارثية.

26 سبتمبر 2012

الحريات بعد الربيع العربي

    9/26/2012 12:13:00 م   No comments
بقلم الدكتور محمد الحدّاد
   
ثورات الحرية في العالم العربي تؤدي حتما إلى الانهيار النهائي لما دعي بأنظمة ”الأمنقراطية“، وهي نموذج من الأنظمة خلفت الأنظمة الأيديولوجية التي قامت في منتصف القرن العشرين. ذلك أن التاريخ السياسي المعاصر للعالم العربي يسجل ظهور موجتين ثوريتين، الأولى قامت ضدّ الاحتلال الأجنبي وحملت مشاريع أيديولوجية كبرى، من نوع التحديث (بورقيبة) أو الاشتراكية والوحدة العربية( عبد الناصر و"البعث") أو تعبئة طاقات الأمة لتحرير فلسطين، إلخ. وقد انهارت هذه الوعود الثورية مع نهاية الستينات من القرن الماضي وخفت بريق الزعامات التي قادتها، وخلفتها أنظمة ظلت تستهلك الرصيد الأصلي لكنها قامت أساسا على مبدأ أمني وأقنعت الداخل والخارج أن شرعية وجودها لا ترتبط بما ستحقّقه في المستقبل من وعود وإنما ترتبط بأنها إذا انهارت فإنها ستخلف وراءها الخراب، وعلى هذا الأساس فقد استطاعت أن تحكم طويلا مستفيدة من وهم أنها الأنظمة الأقل سوءا بالنظر إلى مجتمعات يزعم أنها غير مهيأة للديمقراطية. وكان طبيعيا أيضا أن تصبح مقولة ”الثورة“ ذاتها مقولة مريبة لدى الشعوب لأنها تذكرهم بالوعود السخية التي قطعت سابقا وانتهكت بعد أن ضحّت هده الشعوب بالغالي والنفيس لتحقيقها، وهكذا نشأت أسطورة” الاستثناء العربي“، أي وجود مجتمعات تقبل بأن تقايض حريتها بالأمن والحد الأدنى من وسائل العيش، عكس ما اتجه إليه العالم مع سقوط حائط برلين، فقد كانت شعوب المعسكر الشيوعي تنعم بقدر من الأمن ورغد العيش يفوق المتوفر في المجتمعات العربية، لكنها انتفضت مطالبة بما هو أهمّ من ذلك أي الحرّية والكرامة اللتين تمثلان جوهر الإنسانية.

هنا تتنزّل الموجة الثورية الثانية التي نعايشها حاليا، فقد قامت ضدّ هذا الشكل "الأمنقراطي" وتجاسرت على أن تضع أمنها في خطر على أن تواصل الخضوع لحياة رتيبة بائسة اختفت منها الأحلام الجميلة للعهد الثوري ولم تعوّضها، لدى جزء كبير من الشعب، ظروف دنيا من العيش الكريم. على هذا الأساس يمكن القول أن الأمنقراطية نظاما في الحكم والواقعية نظاما في التفكير قد سقطا مع الثورات الحالية، لكن ذلك لا يعني أن ”الاستثناء العربي“ سيسقط حتما، فالعالم العربي سيعيش مخاضا قاسيا وطويلا قبل أن يحسم نهائيا اختيارته في هذه القضية ويبيّن هل هو قادر على أن يمضي إلى النهاية بمشروع الحرّية أم أنه سيرتمي مجدّدا في أيديولوجيا أخرى ليعيد الدورة من جديد، ويستعيد الشعارات البراقة التي ستنتهي به إلى الخيبة بعد حين.
الأحزاب ”الإخوانية“ التي انتصرت في الانتخابات هي أيضا أحزاب أيديولوجية، وخطاباتها تترجم شعارات أيديولوجية بمقولات دينية، فقد استبدلت الاشتراكية بالعدالة الاجتماعية والوحدة العربية بالخلافة والديمقراطية بالشورى والبرلمان بأهل الحل والعقد وهلم جدّا. فإذا عملت هذه الأحزاب على منوال أيديولوجي بحت فإنها لن تحقق أكثر مما حققته الأيديولوجيات السابقة، أي أنها ستطرح الشعارات البراقة وستفشل في تحقيقها لاحقا، وتضطر أن تلهي الجماهير بالمجادلات الدينية لتنسيها مطالب الحرية والكرامة التي قامت على أساسها  الثورات، ولنا في الجمهورية الإسلامية بالسودان أفضل مثال على ذلك، وهو مثال يتعامل معه "الإخوانيون" بالتجاهل ويخفون على الجماهير كم هللوا له ورحبوا عند بداياته.

لكن يمكن أن نتوقع أيضا من هذه الأحزاب أن تستفيد من الماضي وتقلص جنوحها إلى الشعارات الأيديولوجية وتعمل على إنهاء ”الاستثناء العربي“ بدفع العالم العربي نحو الديمقراطية التي هي الآن نظام حكم الجزء الأكبر من العالم، من اليابان والهند إلى أوروبا والأمريكيتين، وهي قادرة على ذلك لأنها قد استفادت وستستفيد من الآليات الديمقراطية، لكن هل تفهم أن الديمقراطية ليست مجرد آليات (مثل الانتخابات) وإنها تمثل أيضا مضامين قائمة على تغليب المواطنة واحترام الحريات الفردية ومنع الاعتداء على هذه الحريات ولو باسم الدين والهويّة؟ هنا يبرز عائق الثقل الأيديولوجي، فهل تقدر هذه الأحزاب على التخلص منه؟ إن مستقبل الربيع العربي سيظلّ مرتهنا بالجواب على هذا السؤال، الجواب العملي وليس الشعارات التي ترفع حوله. 

نهاية الشعبوية

    9/26/2012 08:38:00 ص   No comments
وفر الربيع العربي للباحثين والمحللين مختبرا لمراقبة التغيرات الاجتماعية الجذرية حينما تحدث. من خلال ثورة  تونس ومصر عاينا مشروع المقاومة السلمية وقدرة الشعوب على التغلب على قمع الأنظمة الجائرة. في ليبيا، رأينا كيف تقاطعت المصالح القبلية والدولية لخلق حلفاء من كيانات متنافرة إيديولوجيا ودينيا. كما كشفت الانتفاضة اليمنية عن محدودية  الإرادة الشعبية في مواجهة اللامبالاة. في سوريا، يمكن القول أن الفعاليات الإقليمية والدولية قد استعجلت انتفاضة قبل نضجها لإزاحة نظاما قاوم الرضوخ لإملاءات الغرب وعرب النخبة. الأهم من ذلك، يجب على المرء أن يسأل لماذا يتمتع الأسد بشعبية على الرغم من قمعه العنيف للمعارضة ، موضوع نادرا ما تناقشه وسائل الاعلام الغربية. على الرغم من أن الانتفاضة السورية مستمرة، يمكننا أن نتعلم الكثير منها كما تعلمنا من تجارب دول الربيع العربي الأخرى.

بدون شك، مسار الانتفاضة في سوريا يختلف عن مسار الانتفاضات التي وقعت في تونس ومصر واليمن وليبيا.  لكن أسباب الإنتفاضة السورية  ليست مختلفة بالضرورة عن مثيلاتها في دول الربيع العربي. قبل إنتفاضة  مارس 2011، توقع بشار الاسد ان تكون سوريا  في مأمن من تغيرات الربيع العربي لأن سياسات نظامه كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير  السورية والعربية. ربما  كان على حق جزئيا. لكن يبدو أنه بالغ في تقدير رأسماله السياسي مع السوريين وقلل من تشابه نظامه بالأنظمة العربية الأخرى المهددة بالتغيير الثوري. هذا التشابه يكمن في احتكار عشيرة واحدة للسلطة.

محاسن دستور مكتوب من وراء ستار الجهل

    9/26/2012 08:35:00 ص   No comments

يقوم شركاء الحكم في تونس بنقاش عقيم حول شكل الحكومة لما بعد عهد نظام الاستبداد. وخلال مؤتمرها التاسع، قررت حركة النهضة دعمها للنظام البرلماني في حين يفضل قادة الأحزاب السياسية الأخرى نموذج نظام رئاسي معدل. لذلك، هدد بعض السياسيين المحسوبين عل النهضة باجراء استفتاء عام لتسوية هذه المسألة. ورغم أن هذه المسألة قد تكون مهمة، فإنها ليست بالأساسية اللازمة. فيبدوأن قادة تونس السياسيين لا يأخذون مأخذ الجد مسؤولياتهم في وضع أساس متين لحكم قد يلهم بقية العالم العربي نظرا لمكانة تونس التاريخي باعتبارها رائدة الصحوة العربية.

نظرا إلى أن العديد من قادة تونس الجدد هم من السجناء السياسيين و/أو منفيين سابقا، فقد كان أحرى بهم أن يسألوا عن الهياكل المؤسساتية والدستورية التي قد تكون قادرة على منع النظام السابق من تعذيب السجناء السياسيين، واعتقال نشطاء تعسفا، وإجبار بعض ألمع المواهب الى المنفى والهجرة إكراها و ظلما. ينبغي أن يكون اهتمامهم بتحديد مؤسسات الحكم الضرورية لحماية كرامة المواطنين ومنع الاستبداد والطغيان، ومحاربة الفساد، واستئصال آفة الرئاسة مدى الحياة. فضحايا الاستبداد لا يهمهم إن كان سوء المعاملة يجري في ظل نظام رئيسي أو برلماني أو ملكي، بقدر ما يهمهم أن لا يحدث الظلم والاستبداد في المقام الأول.

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.