5 مارس 2013

تباين في مواقف جون كيري و سعود الفيصل حول كيفية حل الأزمة السورية

    3/05/2013 11:14:00 ص   No comments

ظهرت، أمس، مؤشرات متزايدة على احتمال تمدد نيران الأزمة السورية إلى العراق، التي تتفاقم فيه الأزمة السياسية، بطابعها المذهبي، حيث قتل 48 جنديا وموظفا سوريا بنيران مسلحين دخلوا إلى الانبار من سوريا، بحسب الرواية العراقية الرسمية، وذلك بعد أيام من إعلان السلطات العراقية سقوط صاروخ «سكود» على أراضيها، فيما حذرت موسكو، التي تترأس مجلس الأمن لشهر آذار الحالي، من إمكانية اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل بسبب وجود المسلحين قرب هضبة الجولان السورية المحتلة.


في هذا الوقت، كشف المؤتمر الصحافي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، في الرياض أمس، عن تباين في المواقف حول كيفية حل الأزمة السورية، حيث أن واشنطن جددت دعمها للحل السياسي معربة عن قلقها من تسليح المتشددين السوريين، فيما عبرت الرياض عن رغبتها بفتح الباب على مصراعيه لتسليح المعارضين، باعتبار أنها لم تعد ترى في الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا «شرعيا» لبلاده.

ميدانيا، أشعل المسلحون جبهتين جديدتين، حيث شن مسلحون إسلاميون متشددون هجوما على مدينة الرقة السورية التي كانت بمنأى عن المعارك لمدة عامين، واسقطوا تمثالا للرئيس السوري السابق حافظ الاسد (تفاصيل صفحة 15)
وقتل مسلحون 42 جنديا وموظفا سوريا وسبعة جنود عراقيين في كمين في الانبار غرب العراق، أثناء محاولة الجيش العراقي إعادة السوريين إلى بلادهم بعدما فروا إلى العراق خلال هجوم للمسلحين على معبر اليعربية الحدودي مع العراق. كما اصيب 20 سوريا في الهجوم. واتهمت وزارة الدفاع العراقية، في بيان، «مجموعة إرهابية» تسللت من سوريا بمهاجمة السوريين. وأوضحت أن الجنود والموظفين السوريين الذي كانوا ينقلون إلى معبر الوليد تمهيدا لتسليمهم إلى السلطات السورية «تعرضوا إلى عدوان غادر من قبل مجموعة إرهابية متسللة إلى داخل الأراضي العراقية قادمة من سوريا».



وأضاف البيان: «يعد هذا العمل الإجرامي اعتداء سافرا على سيادة العراق وأرضه وكرامته وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، كون المغدورين جرحى وعزلا من السلاح، وعليه نحذر وبشدة كل الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح إلى داخل الأراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق، وسيكون الرد حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة لمن يحاول المساس بحدود وأمن العراق».

وكان رئيس بلدة تلعفر العراقية عبد العال عباس أعلن، قبل أيام، ان «صاروخ سكود أطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية في محافظة نينوى العراقية، من دون ان يحدث أي أضرار».
في هذا الوقت، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا «مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا» بحسب الكرملين. وأكد الاليزيه أن الاتصال تخلله «تبادل عميق للآراء» بين الرئيسين «في تمديد لمحادثاتهما في موسكو في 28 شباط». وأضاف: «أعرب هولاند عن قلق فرنسا حيال تصاعد أعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالأزمة السورية»، موضحا أن الرئيس الفرنسي «شدد على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي بشكل حاسم لتسريع الانتقال السياسي في سوريا. كما أعرب عن استعداد للعمل من اجل ذلك مع روسيا وغيرها من شركاء فرنسا».
وفي نيويورك (سمر نادر)، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في مؤتمر صحافي لمناسبة تسلم بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، إن «واقع وجود الجماعات المسلحة في منطقة نشر القوات الأممية في مرتفعات الجولان ظاهرة جديدة وخطيرة. من المفترض ألا يكون المسلحون فيها. وللأسف لا يوجد شيء في صلاحيات القوات الأممية يفوضها بمعالجة هذا الوضع، لأن عناصر هذه القوات غير مسلحة».
ووصف تشوركين نشاط المسلحين الذين ينطلقون من منطقة الجولان «بالخطيرة جدا»، محذرا من أنه «قد يؤدي إلى زعزعة الأمن بين سوريا وإسرائيل». وقال إن «الطرف الذي يؤيد هذا النشاط أو يدعمه بصمته، أيا كان، يلعب لعبة خطيرة جدا». وتابع: «ليس من الممكن تجهيز القوات الأممية في الجولان أو تغيير مهمتها كي تتمكن من تحمل هذه المسؤولية، إنه خارج مسؤولياتها. كما تعرفون، فقد سحبت بعض الدول قواتها (من الجولان) بسبب الأخطار الأمنية المرتفعة. إن هذه اللعبة فعلا خطيرة للغاية».
ونفى تشوركين أن تكون روسيا وأميركا قد وصلتا إلى طريق مسدود في حل الأزمة السورية، معلنا عن اجتماع سيعقد الأسبوع المقبل بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وأحد كبار المسؤولين الأميركيين لاستئناف الحوار لحل الصراع في سوريا. وقال: «من دون إجراء حوار بين النظام والمعارضة لن يحدث أي شيء ايجابي في سوريا». واعلن ان «لبنان يعيش في دائرة الخطر مع استمرار الصراع الدموي في سوريا».
كيري والفيصل
وظهر الخلاف بشكل واضح بين واشنطن والرياض حول كيفية حل الأزمة السورية. وكان بارزا عدم لقاء كيري بالملك السعودي عبد الله، والاستعاضة عنه بالاجتماع مع ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز. ووصل كيري إلى أبو ظبي أمس تمهيدا لزيارة الدوحة اليوم، حيث سيعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا لبحث التطورات في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الفيصل في الرياض، إن «الولايات المتحدة ستواصل عملها مع أصدقائها، كما فعلنا في روما، في تمكين المعارضة السورية، من أن تتمكن، ربما كما نأمل، من إحلال حل سلمي، وان لم يحدث هذا الأمر فإننا سنواصل ضغطنا على الأسد».
وحول ما إذا كانت عملية إرسال دول مثل قطر والسعودية أسلحة إلى المعارضين تقلق واشنطن، قال كيري انه لدى «المعارضة المعتدلة القدرة للتأكد من أن الأسلحة تصل إليها وليس إلى الأيدي الخطأ»، في ما بدا موافقة ضمنية على إرسال أسلحة إلى «المعتدلين». لكنه أوضح انه «ليست هناك ضمانات ألا تصل الأسلحة إلى الأيدي الخطأ»، في إشارة مبطنة إلى مواصلة رفض الإدارة الأميركية تسليح المعارضين السوريين.
وانتهز الفيصل المؤتمر الصحافي لشن هجوم على الأسد. وكرر تمسك الرياض «بضرورة تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير».
وعن الأسلحة المرسلة إلى المقاتلين، قال الفيصل إن «ما يحدث في سوريا يعد قتلا لأناس أبرياء ولا يسعنا أن نبقى صامتين أمام هذه المجزرة»، مضيفا: «لدينا واجب أخلاقي أن نحمي هذا الشعب. لم اسمع ولم أرَ في التاريخ أو في الوقت الحاضر وحتى في أصعب الحالات أن يقوم نظام باستخدام أسلحة إستراتيجية وصواريخ لضرب شعبه من الأطفال والنساء وكبار السن ويقوم بضرب مدن مختلفة، ونحن نتحدث أمام هذا كله عن توفير الغذاء، ونتجادل في ذلك».
وتابع: «أعتقد أننا أثناء حديثنا، هناك الشعب يقف أمام القصف، ونحن لا نستطيع أن نواصل حديثنا فقط عن المساعدات الغذائية والطبية. فقدوا الكثير، ونحن لدينا صلاحيات أن نتصرف أكثر، لقد فقد بشار الأسد كل سلطته في ذلك البلد، ولا يمكن لأي شخص أن يتصرف بهذه الطريقة ويبقى لديه الحق في أن يكون قائدا لتلك الدولة».
وشدد مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، على «أهمية تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي للشعب السوري للدفاع عن نفسه»، داعيا «المجتمع الدولي للتحرك الجاد والسريع لوضع حد لمأساة الشعب السوري ومساعدته».

Unknown

About Unknown

هيئة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write comments

شكرا

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.