24 مارس 2013

اشارات عن أسباب استقالة معاذ الخطيب

    3/24/2013 07:59:00 م   No comments

ما قاله معاذ الخطيب قبل استقالته وبعد اختيار رئيس حكومة المعارضة السورية في الخارج:
_____________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أبدأ باحترامي الشديد لأرواح الشهداء والإجلال العظيم لأسرانا ومعتقلينا ومهجرينا ونسائنا وأطفالنا في المعتقلات وفي المَهاجر 
ولشعبنا العظيم في الداخل الذي صمد صموداً أسطورياً في وجه آلة الدمار والتخريب غير المسبوقة في حياة البشر ..
هذا الشعب العظيم اليوم – وقد تأخرنا – نقدم له تجربة صغيرة من أجل خدمته

يهمني أولاً مخاطبة شعبنا في الداخل، الشعب السوري حاولوا إظهاره شعباً همجياً، حتى الآن في أصغر قُراه يقوم بكل الأعمال المدنية
النظام هو الذي يقتل الأطباء، هو الذي يقصف المخابز، هو الذي يهاجم الجامعات، هو الذي يتناول كل شيء إنساني بالدمار والخراب... 

الشعب السوري كما قلنا مراراً هو خلاصة عشرة آلاف سنة من الحضارة 
لم يكن الشعب السوري في حياته شعباً همجياً، والشيء الوحيد الذي جعله همجياً في كل تاريخه هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي خرب بنيته الأخلاقية، وما ترونه من الفساد الآن هو ثمرة صغيرة من إطار تللك الحقبة التي نرجو ألا تعود أبداً في تاريخ سوريا 


إخواننا في كثير من القُرى قدموا حياة مدنية كاملة، تعاوناً شديداً، حتى في الكثير من القرى نظموا السير، وقاموا بحملات إغاثة لم تتوقف حتى الآن.

شعبنا شعب متمدن بطباعه وبأخلاقه ودينه والنظام الجائر هو الذي ألجأ الناس إلى ما صاروا إليه.

النظام ربما نصحه بعض أصدقائه بأن يستخدم العنف من أجل قمع هذا الشعب وكلما استخدم شيئاً من العنف لم ينجح، فحاله تماماً كحال الذين يتعاطون المخدرات ويقولون ربما جرعة زائدة أو جديدة من العنف ستؤدي للمقصود

الشعب السوري لا يُذل ولا يُكسر رأسه أبداً، هذا ليس كلاماً عاطفياً، هذا شيء ترونه على أرض الواقع، إذن الشعب السوري شعب متمدن والظروف التي أجبره النظام على التعمل معها أدت إلى هذه الوقائع المريرة .. هناك مناطق كثيرة بحاجة إلى ضبط، مناطق كثيرة بحاجة إلى سلطة، هناك عصابات، نعم نقول هناك عصابات أنتجها النظام خلال تخريبه للبلد في خمسين سنة، تسرق وتنهب وتعتدي ونحن براء من كل ذلك وندينه بكل الأشكال ونرفضه.

وصارت الأمور بحاجة إلى إدارة؛ لذلك جرت كما تجري في كل شعوب الأرض نقاشات طويلة استغرقت أسابيع وأشهرا بين إخوتكم في الائتلاف من أجل إيجاد صيغة، بحثاً عن حل وانبثقت كما تناقلته الأخبار - وأنتم تشهدونه - اليوم أول حكومة وطنية تستعيد ماضي الحكومات الوطنية التي أنشأها آباؤكم المؤسسون ونرجو أن تكون بداية خير بتعاون الناس كلهم.
هناك بعض الحقائق يجب أن نذكرها أيضاً.. إخواننا، بعض الدول قالت أنتم ما عندكم شجاعة لتعترفوا أننا قد ساعدناكم .. 

نعم هناك كثير من الدول قدمت مساعدات مشكورة، إغاثية وإنسانية، وبعضها قدم مساعدات عسكرية على حياء.. نحن نشكر كل هذه الدول ، وطبعاً إخواننا أحياناً يقولون بسبب الضغط والحاجة إن هذه الأمور لا تكفي وبالفعل هي لا تكفي، والمجتمع الدولي لم يقم بواجبه الكامل تجاه المجتمع السوري والشعب السوري.. بُذلت جهود كثيرة من دول كثيرة ونحن نشكرها، لكن نقول: عارٌ على المجتمع الدولي بكل رموزه أن يُذبح الشعب السوري سنتين وهو يتردد ويتلكأ في اتخاذ قرار ..

عار على المجتمع الدولي وعلى الدول الكبرى والصغرى أن تشهد قتل الشعب السوري وأطفاله ونسائه وقصف كل بنيته التحتية والمجتمع الدولي يتفرج ..

نحن شعب لا يُضحك علينا، يوم تصريح: ربما نفكر، ربما نُمدّ، ربما نعطي، ربما نمنع النظام...

أنا أقول للشعب السوري في الداخل لا تثق بأي دولة ، ثق بالله تعالى كما انطلقت من أول يوم وأنت تقول "يا الله ما لنا غيرك" بعد ذلك اقبل مساعدة أصدقائك غير المشروطة.. واعلم أنه لن يعطيك مصيرك وفجرك المشرق إلا هذه الأيدي النظيفة التي تبحث عن الخلاص للأمة كلها .. لا تعتمد على أحد، الشعب السوري شعب حي، شعب شجاع، لا تنتظر وعودا .. إذا قام بعض أصدقائنا بشيء فهذا أمر نشكرهم عليه وإن لم يفعلوا شيئاً فسنتابع طريق الأمة إلى الحرية إن شاء الله.

الشعب السوري حتى الآن بذل بذلاً شديداً، وأنا أكرر ما قلته في مؤتمر روما، يا إخواننا قد يوجد بعض المجموعات التي يدندنون عليها في الليل والنهار ..
كل إنسان ضد الظلم فنحن سندعمه
كل إنسان يقاتل الفساد فنحن معه
ودماء أطفال ونساء سوريا أكثر أهمية من طول لحية بعض المقاتلين، كفى ضحك علينا

أقول بكل صراحة : 
كلنا شعب واحد ولن نرضى أن يُقصف إنسان واحد يحمل سلاحه ضد الظلم.. 
الأمر الآخر هو موضوع الإرهاب.. نحن ضد كل تجمع، كل جماعة، كل فكرة، كل سلاح يريد أن يدمر البنية التحتية للنسيج الاجتماعي لسوريا، ضد كل فكر تكفيري صراحةً، نحن ضد كل فكر دموي يحمل أفكاره للناس بالحديد والنار والإرهاب والإكراه.. والقرآن الكريم يقول (لا إكراه في الدين) نحن مجتمع منفتح ومتسامح ولن تعيش هذه الأفكار بيننا ولكن لن نسمح باستغلال هذا الامر المرة تلو المرة كما اُستخدمت حيلة أسلحة الدمار الشامل في العراق لتدمير العراق..
لن نسمح ولن نرضى باستخدام حيلة وجود مجتمعات إرهابية في سوريا لتدمير سوريا..
دماء الشعب السوري أغلى من كل التصريحات الخارجية، 
وقرار الشعب السوري يتخذه الشعب السوري وحده، 
وموضوع المجموعات التي تحمل فكراً غريباً، فكراً متطرفاً، نقول للدول التي تدعمها بمئات الملايين ولاتدعم شعبنا: اسحبوا مجموعاتكم، شعبنا لا يوجد فيه إرهابيون....

دماء الناس أغلى علينا من كل شيء، هناك شباب مثل الزهور يُدفَعون دفعاً إلى بلادنا لتتخلص منهم بلادهم وأعلن ذلك بصراحة 
هناك أشخاص أتقياء أبرياء أنقياء مخلصون إخلاصاً شديداً، وضعوا أرواحهم على أكفهم من أجل الدفاع عن هذا الشعب العظيم المظلوم المذبوح
هناك دول تدفع مئات الملايين من أجل أن تأتي هذه المجموعات إلى بلادنا للتخلص منها لا حباً بسوريا ولا حباً بالجهاد.

الوعود الدولية إما أن تُعطى لهذا الشعب وإما فكفى مماطلة وتسويف وضحك على هذا الشعب، شعبنا قرر طريقه وسيتابع، ونحن نعرف كيف ندبر أنفسنا مع بعضنا، الشعب السوري إذا ابتعدت الأيدي التي تحاول تغيير خطه سيجد طريقه إلى حريته بأسرع وقت
هناك معركة كسر عظم في بلادنا .. إقليمية ودولية، أرضنا ليست مسرحاً للعب، اخرجوا من بلادنا جميعاًـ اتركوا الشعب السوري وسيجد طريقه بنفسه..

وأنا أقول للدول الكبرى : 
العلاقات والمصالح ليست طريقاً باتجاه واحد ..
لا يجوز أن تتدخلوا في كل الأمور وعندما نحتاج إلى دعمكم تعطوننا بالقطارة، إما أن تعطونا الدعم الكافي بكل شيء وإما أن تنسحبوا بكل تصوراتكم وبكل أصابعكم في المنطقة.

الشعب السوري حتى الآن يعاني مأساة غير مسبوقة وأقول مرة ثانية الشعب السوري شعب متمدن، كلمة المدنية من صميم أخلاقنا وديننا، النبي عليه الصلاة والسلام عندما ذهب إلى المدينة، أول شيء فعله هو "وثيقة المدينة"، وهي وثيقة تجمع بين كل مكونات الناس للعيش المشترك وكان في المدينة مسيحيون ومسلمون ويهود وغير ذلك ضمتهم وثيقة المدينة ونحن نقول إن الإسلام هو إسلام مدني حضاري يسع الناس جميعاً.

الآن عندنا تجربة غنية تبدأ اليوم لا أقول إنها ستكون كاملة ولكن أقول إنها بداية طريق من أجل استقرار هذا البلد وحريته وترتيب أموره. استقر رأي الكثرة من إخواننا وكما يحصل في أرقى برلمانات العالم، شد وجذب وتباين في الآراء، استقر الأمر في النهاية على اختيار أخينا الكريم الأستاذ غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة .. وسيقدم برنامجه للعمل بعد فترة طبعاً في اجتماع آخر ويختار وزارءه ويُصوَّت عليهم 

أرجو للشعب السوري مزيداً من الكرامة والحرية وأن يعيش بسلام وأمان وأن يخرج من هذه المحنة وهو أقوى عوداً

الشعب السوري ليس شعباً ضائعاً، الشعب السوري ممتدد في كل العالم وسيبني سوريا مرة ثانية، وأتمنى لأخي الكريم كل التوفيق، وكلنا معه جميعاً من أجل مستقبل واعد، وشكر الله لكم جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم.

Unknown

About Unknown

هيئة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write comments

شكرا

المتابعون


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.